تكملة رواية نير.ان ظلمه الجزء الثاني
وقفت حياء تراقبه باعين متسعه لا تدرى ما يجب عليها فعله لكنها انتفضت فازعه عندما صاح بغضب= اطلعى برا...بقولكتحرك مقترباً منها بخطوات متواعده عندما وجدها لازالت متسمره بمكانها و عيناه تشعان بالغضب عليها مما جعلها تتراجع بذعر الي الخلف...لكن تجمدت خطواته عندما لاحظ الذعر الذى ارتسم على وجهها زفر ببطئ متمتماً بصوت منخفض لم يصل الى مسمعها و هو يمرر يده بين خصلات شعرت باحباط=اطلعى...اطلعى قبل ما أذيكى و أذى نفسى معاكىارتجفت حياء بخوف فور رؤيتها للقسوه التى التمعت فى عينيه و تحفز عضلات صدره و التى كانت تشير بانه علي الحافه مما جعلها تلتفت مغادرة الغرفة دون ان تنطق بحرف واحداً... بعد مرور 4 ايام.. كانت حياء جالسة بالحديقه تحمل بين يديها كتاب تحاول قرأته لكن عقلها كان شارداً كالعاده فى حال عز الدين الذى تغير معها كثيراً فمنذ ذلك اليوم الذى قام بطردها به من مكتبه و قد اصبح حاد الطباع معها اكثر من قبل كما لم يعد يتحدث معها مطلقاً و هى ايضاً منذ ما فعله لم تحاول محادثته مرة اخرى باستثناء مره واحدة فقد انتظرت ان يمر يومين حتى يكون هدأ تماماً وعندما همت بان تسأله بهدوء ما به اجابها بجفاف كعادته ففضلت من بعدها ان تصمت حتى يهدأ ويتحدث هو من تلقاء نفسه فهى تعلم بانه يوجد شئ يضايقه فقد لاحظت انه اصبح شارد الذهن دائماً كما اصبح جسده انحف من قبل قلبها يتألم عليه ترغب معرفة ما به والتخفيف عنه لكنه لا يعطيها فرصة لذلك ...كما اصبح يعود كل ليلة بوقت متأخر يصل احياناً الى انه يقضى الليل باكمله بمكتبه ... و كل ليلة يولى لها ظهره بالفراش فالذى كان لا يستطيع ابعاد يده من فوق جسدها اصبح ينفر منها لا يطيق لمسها..و كلما حاولت الاقتراب منه يبتعد عنها كما لو انها قامت بلدغه..انحدرت دمعه فوق وجنتها لكنها قامت ازالتها سريعاً مرفرفة بعينيها بقوه حتى تبعد الدموع المحتقنه بداخلها عندما رأت تالا تقترب منها جلست بذات الطاولة التى تجلس بها حياء دون ان توجه اليها كلمه واحدة لتقم بتجاهلها بالمقابل هى الاخرى...نهضت حياء بعدة عدة لحظات تلملم اشيائها من فوق الطاولة عندما سمعت تالا تهتف قائلة ببرود=هو عز صحيح فين يا حياء معتش حد يعنى بيشوفه خالص ؟! تجمدت يد حياء التى كانت تهم بتناول هاتفها من فوق الطاولة زفرت ببطئ وهى تتناول اياه مقررة تجاهلها ملتفته لكى تعود الى داخل المنزل لكنها تفاجأت بتالا تهمس بسخرية لاذعة بالقرب من اذنها و قد اصبحت تقف خلفها تماماً=ايه زهق منك....طفشتيه ؟!
التفتت اليها حياء تنظر اليها بحده لتكمل تالا بمكر=و لا شاف غيرك لما اكل من الصنف كتير و زهق.... شعرت حياء بالدماء تنسحب من جسدها فور سماعها كلماتها تلك اعتصرت يدها فى قبضة حادة حتى ابيضت مفاصلها وهى تتمتم من بين اسنانها بحده=بقولك ايه يا تالا ما تحاولى كده تبلعى ريقك و تخسرى خالص بس ابقى حاسبى و انتى بتبلعيه تموتى فيها اصله كله سم زيك هتفت تالا بغل وهى ترمقها بقسوة=متحاوليش تمثلى انه مش فارق معاكى كلنا ملاحظين طريقته معاكى و انه بقى مش طايق حتى يشوف خلقتك....صحيح هتهمه ليه واحده رخيصة زيك و بتاعت رجاله وسخه...... لم تشعر حياء بذاتها الا و هى تصفعها بقوة فوق وجنتها مما جعل رأس تالا يطيح للجه الاخرى من شدة الصفعةهتفت تالا بغل هى تمسك بذراع حياء تعتصره بقوة بيدها متجاهله صرخة الالم التى انطلقت منها غارزه اظافرها به اكثر حتى شعرت حياء بان اصابعها وصلت الى عظام ذراعها=انتى بتمدى ايدك عليا يا زباله يا واطيه و دينى ......لكنها سرعان ما تركت ذراعها مغيرة نبرة صوتها الى الانتحاب متصنعه البكاء فور رؤيتها لفريال تقترب منهما اخذت تصيح بهستريه حاده=بتضربينى....ليكى حق تعمل فيا اكتر من كده.....هتفت فريال و هى تقترب منهما و عينيها مسلطة فوق ابنة شقيقتها المنتحبه=فى ايه يا تالا بتعيطى ليه ؟! همست تالا بضعف مصطنع و هى تزيح يدها من فوق وجنتها حتى تظهر احمرارها لها=حياء ضربتنى....شوفتى يا خالتو ....انا خلاص مبقاش ليا ان اعيش هنا مادام وصلت للضرب بس لها حق ما كله فاكرنى يتيمه و ماليش حد يدافع عنى....لتكمل و هى تركض مغادرة المكان وهى تزداد فى الانتحاب=الله يرحمك ياماما.. سبتينى ليه بس.... كانت فريال تتابع مغادرتها تلك بعينين دامعه...لكنها فور ان التفتت الى حياء اخذت تضطلع اليها بحقد وقد اشتعل الغضب بداخلها فور سماعها كلمات تالا حول وحدتها و وفاة شيقيقتها الذى يعد اكبر نقطه ضعف بحياتهاصاحت بغضب وقد استفزها اكثر برود حياء التى كانت تتابع كل ما يحدث و على وجهها تعبير ساخر=هى خلاص حصلت انك تمدى ايدك عليها......فاكره ايه محدش هيقولك بتعملى ايه......