رواية نيران ظلمه كااامله

موقع أيام نيوز
شعرت حياء بالدماء تنسحب من جسدها فور سماعها كلماته الساخره تلك شاعرة كما لو ان احدهم قد طعنها بسكين حاد في قلبهاوقد ادركت على الفور سبب غضبه ذلك فهو يشكك بها مجدداً لكن هذه المرة مع رجل بعمر والدها...سقطت جالسة بهمود فوق الفراش بصمتضاغطة بيدها فوق قلبها للتخفيف من الالم الذي لا يطاق مراقبه اياه بعينين متحجرتين بالدموع و هو يغادر الغرفه بوجه قد اسود من شده الغضب دون ان يوجه اليها كلمة واحدة اخرى مغلقاً الباب خلفه بعنف مما جعلها ترتمى فوق الفراش دافنه وجهها به منفجرة فى بكاء حاد على الفور.... دخل عز الدين الى مكتب داوود الكاشف بعد ان تجاوز سكرتيرته االتى حاولت ان تمنعه من الدخول دفع الباب بعنف وهو يصرخ بغضب=داوود يا كاشف... اعتدل داوود فى جلسته فور رؤيته لعز الدين يدخل الى غرفه مكتبه رسم على وجهه ابتسامة هادئة فقد كان ينتظر قدومه منذ ان ارسل الهدية الى منزله فقد كان يعلم بانه فور رؤيته لهديته التى ارسلها لحياء لن يمر الامر مرار الكرام.. القى عز الدين بحده صندوق المجوهرات الذى كان بين يده فوق المكتب الذى يجلس خلفه داوود ليرتطم بصدر داوود بقوة مسببه له الالم مما جعله يفرك ببطئ صدره وقد انعقد وجهه بالم ليكمل عز الدين صائحاً بعينين تشتعلين بالغضب والقسوة=مش مرات عز الدين المسيرى اللى تتوقف فى محلات و يتقدملها هدايا ولا تتبعتهالها على البيت يا داوود يا كاشف اعترل داوود فى جلسته متمتاً بهدوء وهو يتصنع البراءة=خير يا عز بيه...ايه اللى حصل بس لكل ده انت عارف ان حياء زى بنتى و انى...... اندفع عز الدين نحوه سريعاً و قد اعماه غضبه يجذبه من ياقة قميصه منهضاً اياه حتى اصبح يقف على قدميه امامه يعتصر رقبته بين يديه بقوة و هو يتمتم من بين اسنانه بشراسه جعلت داوود يرتجف بذعر رغماً عنه=بنتك..؟! بنتك مين انت هتستعبط ما الكل عارف وساختك...وعارف ان مش بيحلالك غير البنات الصغيرة علشان تقدر تسيطر عليهم و تعمل فيهم ما بدالك ليكمل وهو يزيد من تشديد يده حول رقبته وهو يكاد يكون خارجاً عن السيطرة بسبب الغيرة التى تنهش بصدره فهو يعلم مدى قذارة الرجل الذى يقف امامه=بس مش مراتى..يا داوود ده انا امحيك من على وش الدنيا.. و محدش هيرحمك وقتها من بين ايديا اومأ له داوود وهو يبتلع الغصه التى تشكلت بحلقه متمتاً بارتباك=عيب يا عز...الحوار..الحوار مش زى ما انت فاهم حيا..... صاح عز بشراسه و قد اسودت عينيه بقسوة و غضب=اسمها ميتنطقش على لسانك فاهم.... اومأ له داوود بالموافقة قائلاً بمكر محاولاً تبرير الامر له=بس ..بس برضو الحكاية مش زى ما انت فاهم ...كل ما فى الامر ان ثروت بينى و بينه شغل كتير و لما شوفتها قولت اصلح الوضع بما انى محضرتش فرحكوا مش اكتر نفض عز الدين يده عنه دافعاً اياه للخلف ليسقط جالساً فوق مقعده مره اخرى وهو يلهث محاولاً التقاط انفاسه التى كادت ان تزهق على يديه رفع عز الدين يده باشارة تهديد امام وجهه متمتاً بحدة لاذعه=ميخصنيش كل كلامك ده....مراتى لو شوفتها ماشيه فى طريق تعكس طريقك و تمشى فى طريق تانى..... ليكمل بوحشية و هو يغادر الغرفة بخطوات غاضبه مشتعلة=ده لو انت حابب تعيش وتكمل وساختك اللى انت عايشه عليها نهض داوود ببطئ مراقباً مغادرته تلك وهو يعدل من ياقه قميص بدلته التى كاد ان يختنق بها منذ عدة لحظات و عينيه تلتمع بالغل والغضب متمتماً بصوت غاضب=ماشى يا ابن المسيرى...ده انا مش هنطق اسمها بس ده انا.......لكنه قطع جملته و هو يبتسم بشر وعينيه تلتمع بالاثارة متخيلاً ما سوف يفعله بها ... كانت حياء تنتحب بشدة بينما كانت نهى تضمها الى صدرها بحنان محاولة تهدئتها=خلاص ياحياء..هو اكيد ميقصدش اللى انتى فهمتيه ده همست حياء من بين شهقات بكائها=لا يا نهى يقصد...خلاص وصلت به ان يشك فيا ...و مع مين مع واحد قد بابا هو انا رخيصه فى نظره اوى كده ........لتكمل وقد اخذت شهقاتها تتعالى بقوه=طيب ليه كمل معايا الجواز لما مش عنده ثقه فيا للدرجه دى...ليه ضحك عليا و فهمنى انه بيثق فيا وان كل حاجه بنا اتغيرت ضمتها نهى بقوة اليها مربته فوق ظهرها برقه وهى تهمهم ببعض الكلمات المهدئه لا تدرى ما الذى يجب عليها قوله لها=طيب اهدى ...ولما يرجع اتكلمى معاه و افهم........ قاطعتها حياء بغضب وهى تنتفض مبتعدة عن ذراعيها بحده=مش هتكلم معاه فى حاجه ...هى كده خلاص خلصت هتفت نهى بحده وهى تزجرها بلوم=حياء بطلى كلام اهبل.. استلقت حياء فوق الفراش جاذبه الغطاء حتى رأسها و هى تمتم بصوت مختنق=نهى سيبينى لوحدى معلش عايزة انام.. هتفت نهى باصرار و هى تعتدل فى جلستها=لا يا حياء مش هسيبك و انتى بالحاله دى و...... قاطعتها حياء بتوسل=علشان خاطرى يا نهى سيبينى انا محتاجه ابقى لوحدى معلش.. ظلت نهى بمكانها عدة لحظات تراقبها بصمت لتزفر باستسلام بنهاية الامر فهى تعلم مدى عناد صديقتها .. اتجهت نحوها مقبلة جبينها ثم ربتت فوق ذراعها من فوق الغطاء بحنان قبل ان تنهض وتضغادرة الغرفة بصمت... كان عز الدين جالساً فوق المقعد بينما الظالم يخيم على الغرفه الا من الضوء المنبثق من الاضاءة التى باقصى الغرفة اخذ يدخن بشراهه السيجارة التى بين يديه مراقباً تلك النائمة بعمق فوق الفراش بعينين قاتمتين و الضغط الذي قبض علي صدره يهدد بسحق قلبه.......ففور قراءته لكلمات ذلك الحقير الذى ارسلها مع صندوق المجوهرات شعر بغمامه سوداء تجتاحه فهو يعلم مدى قذارته وكيف ينظر الى النساء جيداً شعر بنيران الغضب تشتعل بداخل صدره مجدداً اخذ يمرر يده بين خصلات شعره يجذبه بحده مفكراً بان ما زاد الامر سوءً وجعله على الحافه انها لم تخبره بالامر فقد كان يجب عليها اخباره فقد شعر بالقلق فى بادئ الامر ان يكون ذاك الحقير قد تطاول عليها لكنه هدئ فور تذكره لحراسه فهم لن يسمحوا بحدوث شئ مثل ذلك و عندما استدعاهم بمكتبه بالاسفل فور مغادرته الغرفه انهال عليهم بالسباب لانهم لم يخبروه بما حدث على الفور لكنهم برروا الامر بانه لم يحدث شئ غريباً او خطراً يستدعى اخباره اياه فقد كان كل ما فى الامر انها كانت تقف مع شخص على ما يبدو انه على معرفة بها لمدة لا تتجاوز الدقيقه و لم يتجاوز حده معها مما يجعله لا يشكل تهديداً عليها لكنه شدد عليهم بان اصغر الاشياء التى تحدث معها يجب ان اخباره اياها فما يروه شئ عادى قد يكون بالنسبه اليه خطراً كبيراً ... فرك وجهه بعصبيه و هو يلعن بصوت منخفض يجب عليه ان يشدد عليها الحراسة هذه الفترة حتى يتأكد من نوايا ذلك الحقير و ما اذا كان قد قدم اليها تلك الهديه بحسن نية كما يدعى ام انه يضعها فى عقله المريض... تشددت قبضته بقوة حتى ابيضت مفاصل يده فهو اذا تأكد من ذلك فهو لن يتردد لحظة واحدة قبل ان ينهى حياته بيده... استيقظت حياء ترفرف بعينيها عدة لحظات و قد وصل اليها رائحة السجائر النفاذه فاخذت تسعل بقوة عدة مرات مما جعل عز الدين ينتفض واقفاً بذعر مسلطاً عينيه عليها بنظرات متفحصه قلقه ظناً منه بان نوبة الاختناق قد عادت اليها من جديد لكنه زفر براحة عندما رأها تعتدل جالسه فوق الفراش بصمت وقد هدئ سعالها ناظرة اليه باعين متسعه متحجرة زفر بحده وهو يشيح نظراته من عليها فقد لايزال يشعر بالرعب يجتاحه فور سماعه اياها تسعل حيث تعود اليه احداث تلك الليلة مما يجعله يشعر بالضياع...جلس مرة اخرى فوق مقعده متمتاً بهدوء=محتاجين نتكلم..... قاطعته حياء بعدائية وهى تعدل من الغطاء فوق جسدها=مفيش حاجة بنا تستاهل اننا نتكلم فيها ضغط عز الدين على فكيه بقوة محاولاً التحكم فى غضبه متمتماً من بين اسنانه بصوت جعله هادئ قدر الامكان=حياء..متزديش فيها علشان اقسم بالله انا ماسك نفسى بالعافيه... همست حياء بصوت مختنق=لا متمسكش نفسك .. و تعالى اضربنى و علمنى الادب مش اول مره هتعملها يعنى..... اختنق عز الدين بكلماته فور ان سمع كلماتها تلك مذكره اياه بقسوه بما فعله بها قبل زواجهم وضع يده فوق ظهر عنق يضغط عليه بغضب همست حياء بصوت مرتجف و هى تحاول التحكم بتلك الدموع الكثيفة التى تجمعت بعينيها=طلقنى يا عز..... انتفض واقفاً يشعر بالم يكاد يحطم روحه الي شظايا فور سماعه كلماتها تلك همس بصوت مرتبك=اطل..قك..؟! هزت حياء رأسها بالايجاب بصمت وهى تضغط علي شفتيها باسنانها بقوة ترفرف برموشها المبلله محاولة كبت دموعها التى على وشك الانفجار محاولة عدم اظهار ضعفها له...
تم نسخ الرابط