رواية نيران ظلمه كااامله
المحتويات
كانت حياء واقفة امام باب غرفة جدتها بالقصر وقد ارتسم التصميم علي وجهها فمنذ عودتها من المشفي منذ عدة ايام وكلما ارادت رؤيتها تتحجج الممرضة التي ترافقها بأى شئ حتي تمنعها من الدخول اليها طرقت الباب قبل ان تفتحه علي الفور دون ان تنتظر اجابه حتى لا تعطيها فرصة لمنعها ككل مرة خطت الي الداخل بخطوات بطيئة وقد انصبت نظراتها القلقلة فوق جدتها التي كانت تستلقي فوق الفراش نائمة بوجه شاحب ..انتفضت الممرضة من فوق المقعد التي كانت تجلس عليه فور رؤيتها لها اقتربت منها تهمس بحدة وهي منعقدة الحاجبين=ايه دخلك هنا يا حياء هانم ؟!.
اجابتها حياء بحدة=نعم ؟! هو انا هاخد الاذن منك ولا ايه ؟!
عقدت منار يديها فوق صدرها قائله ببرود وهي تنظر اليه بحدة=انا عندي اوامر انك متدخليش الاوضه دي
هتفت حياء وقد اشتعلت عينيها بالغضب=اوامر..!! اوامر من مين بقي ان شاء الله ؟!
اجابتها منار و هي تمرر يدها ببرود بين خصلات شعرها تتلاعب بها=من عز بيه....التمعت عينيها بطريقة لم تغفل عنها حياء عند ذكرها لاسمه فقد لاحظت في كثير من الاحيان انها تحاول لفت انتباهه اليها ففور وصوله الي المنزل تسرع نحوه تطلب التحدث اليه متحججه بصحة جدتهم و قد كانت تراقب هذا وهي تشعر بشعور غريب من الضيق يستولي عليها مما يجعل النيران تشتعل بصدرها لكنها تجاهلت هذا الشعور وام تحاول ان تعطيه تفسيراً
لتكمل منار و هي تشير نحو باب الغرفة بنفاذ صبر=ياريت تطلعي برا بقي....واللي حصل دلوقتي انا هبلغه لعز بيه وهو اكيد هيتصرف
شعرت حياء بجسدها يرتجف من شدة الغضب الذي يعصف بداخلهاغمغت بحدة وهي تجز علي اسنانها=انتي بتطردينى من بيتى......ده بيتي قبل ما يكون بيت عز بيه بتاعك و دي جدتي قبل ما تبقى جدته......
رفرفرت منار عينيها ببرود و لم تجيبهاصاحت حياء بغضب وقد اشتعلت عينيها بشراسة حاده=واللى حصل النهارده ده مش هيعدى بالساهل ....لتكمل بصوت منخفض عندما بدأت جدتها تتململ بضيق في نومها=و هعرفك مين هي حياء المسيري
التفتت خارجة من الغرفة بخطوات غاضبة مشتعلة فالبقاء بالغرفة لم يعد له اهميه فجدتها علي اي حال نائمة ...دخلت الي غرفتها تقف بمنتصفها وهي تتنفس بعنف تشعر بنيران الغضب تسري بداخلها كحمم من البركان اطلقت صرخة غاضبة وهي تلقي بمحتويات الطاولة علي الارض محدثة فوضي عارمه لكن التمعت عينيها فور ان لمحت المقص الملقي فوق ارضية الغرفة باهمال تناولته علي الفور متجهة نحو خزانه الملابس تفتحها بغضب علي مصراعيها مخرجة جميع البدل الخاصه بعز الدين تلقيها علي الارض وتجلس بجانبها اخذت تمزق كل بدلة منهم بغضب وهي تهتف=انا...انا يتعمل فيا كل ده بسببكخلاص ...خلاص بقي كل اللي يسويكى واللي ميساوش بيقل ادبه عليا و اوامر عز بيه ...اوامر عز بيه
صرخت بشراسة وهي تهتف بعنف=و ربنا لأندمك علي اليوم الاسود اللي فكرت فيه انك تتجوزنى يا ابن المسيرى
دخل عز الدين الي الغرفة وهو يشعر بالارهاق يجتاح جميع انحاء جسده ينوى بالنوم لأكبر وقت يمكن ان تسمح له به اعماله لكنه توقف متجمداً بمكانه فور رؤيته لحياء الجالسة فوق ارضية الغرفة بشعر متبعثر بفوضوية حول كتفيها و وجهه محمراً للغاية لكنه انتبه الى مجموعة الساعات الباهظة الثمن والتي يعشق جمعها مرصوصة بفوضوية فوق ارضية الغرفةو من حولها تتناثر قطع من الاقمشة الممزقةاقترب منها ببطئ قائلاً بهدوء وهو يشير نحو الساعات=ايه اللي انتى بتعمليه ده ؟!.
اعتدلت في جلستها فور رؤيتها له متناوله مطرقة من جانبها قد احضرتها في وقت سابق من المطبخ تهوى بها بغضب على احدى ساعاته باهظة الثمنوهي تراقب بشماته وجهه الذي تصلب بغضب لتتحطم الساعه علي الفور وتتحول الي قطع=مفيش بسلى نفسى........لتكمل وهي تهوى علي اخرى و اخري حتي وصلت الي احدى الساعات انتفض مقترباً يرفع يده بتحذير وهو يصيح بحده=الا دى.....تمتمت حياء وهي تراقب وجهه المنفعل بحده= ايه بتحبها ...؟!لتهوي بالمطرقه فوقها محطمه اياها بقوة ...زمجر عز الدين بغضب وهو يمرر يده بين خصلات شعره باحباط صائحاً بنفاذ صبر= ايه الهبل اللي بتعمليه ده انتى شكلك اتجننتى
نهضت علي قدميها وهي تحمل بين يديها حفنة من الاقمشة الممزقة=اها اتجننت.......لتكمل وهب تلقى بقطع البدل الممزقه بوجهه وهي تصيح بحدة=ومش الساعات بس...لا و بدلك كمان...
ازاح ببرود بيده قطعه من الاقمشة التي علقت بوجهه قبل ان ينقض عليها ممسكاً بذراعها جاذباًً اياها بحده نحوه حتى اصطدمت بصدره الصلب بقوة تمتم وهو يجز علي اسنانه بغضب يلوي ذراعها خلف ظهرها=وكمان البدل بتاعتى......ليكمل وهو يزيد من لويه لذراعها=ممكن اعرف بقي سبب جنانك ده ايه ؟!
حبست حياء صرختها التي تريد ان تطلقها بسبب الالم الذي اخذ يعصف بذراعها مستجمعة شجاعتها تجيبه بحده وهي تنظر في عينيه بتحدى=عايز تعرف له....؟!لتكمل وهي تصيح بشراسة وهي تنتفض بين ذراعيه محاوله الافلات من قبضته=علشان انت انسان انانى ... بأى حق تمنعنى من ان اشوف جدتىضغط عز الدين علي فكيه بقوة محاولاً ضبط ذاته حتي لا يفعل ما قد يندم عليه... فكل ثائرتها هذه ليست الا بسبب منعه لها من زيارة جدتهمغمغم بحدة وهو يدفعها بعيداً عنه مطلقاً سراح ذراعها=انتي عارفة كويس عملت كده ليه
صاحت حياء بحدة وصدرها يعلو وينخفض بينما تكافح لالتقاط انفاسها=ما هى المشكلة انى عارفة انت بتعمل ليه كل ده كويس ...انا من يوم ما عرفتك والكل بيذل فيا ..ده وصلت ان اللي شاغلين هنا كمان يهددوني بيك .. ولا كأني عيله صغيرة اول ما بتغلط بيهددوها بابوها اللي هيضربها اول ما يعرف اللي عملته
اجابها ببرود وهو يتأمل ثورة غضبها تلك بنفاذ صبر=اعتبريها زي ما تعتبريها..ليكمل بنبرة حدة وعينيه تلتمع بقسوة=وايوه ..انا اللي هربيكي لان شكل عمي كان مشغول ومعرفش يربيكي كويس للأسف
هتفت حياء وعينيها تلتمع كبركان من الحمم=هتربيني....؟! وياتري هتربيني ازاي بانك تخلي الكل يدوس علي كرامتي ...بان حته ممرضه تتكلم معايا ولا كأني شغالة عندها وتطردني من الاوضه بكل بجاحه وتهدد............
ابتلعت باقي جملتها بذعر عندما وجدته يتجه نحوها بخطوات متواعدة وقد كان كالبركان الثائر من الغضب..مما جعلها دون وعى منها تتراجع الي الخلف بتوتر حتي كادت ان تتعثر لكنه امسك بها علي الفور جاذباً اياها امامه مخفضاً رأسه نحوها حتي اصبح وجهه لا يبعد عن وجهها الا عدة انفاس قليله مرت رجفة خوف اسفل عمودها الفقري عندما زمجر بغضب قائلاً=بتقولى عملت ايه ..؟!
غمغمت حياء بصوت منخفض مرتجف=طردتني من الاوضة و هددتنى انها هتقو......
لكن وقبل ان تكمل جملتها جذبها عز الدين خلفه متجهاً نحو باب الغرفة بخطوات غاضبة ثائرة رفعت حياء وجهها تنوي ان تسأله الي اين يأخذها لكنها اغلقت فمها مرة اخري عندما رأت وجهه الذي كان قد اسود من شدة الغضب..فقد كان يجز على فكيه بقوه حتي ظنت ان اسنانه سوف تنكسر في اي لحظة..
ِِ
الفصل التاسع
بعد مرور عدة ايام
كانت حياء واقفه بجانب عز الدين امام باب غرفة جدتها تشعر بالتوتر الشديد امسكت يده تشدها بخفه=عز....انا....انا خايفه متوافقش تشوفنى او تتعب تانى
ضغط عز علي يدها بخفه قائلاً بهدوء= لا متقلقيش انا اتكلمت معها في كل حاجه..المهم اننا نبان قدامها ان احنا مبسوطين مع بعض..اتفقنا
هزت حياء رأسها تأخذ نفساً مرتجف عندما فتح عز الدين الباب يخطو للداخل وهو لا يزال ممسكاً بيدها بين يده لتخطو خلفه بخطوات بطيئة مرتجفة كانت جدتها جالسة فوق الفراش تتصفح احد الجرائدهتف عز بمرح وهو ينحنى مقبلاً خدها برقه=ايييه القمر ده يا دريه هانم احلوينا وصغرنا ولا يجى عشرين سنه..
ابتسمت دريه وهى تربت بحنان فوق وجنتيه=بطل بكش....ثم التفت تنظر الى حياء التي كانت تقف مختبئه خلف عز بوجه شاحب متردد قائلة بجدية=ايه يا حياء ..مش هاتيجى تسلمى عليا ولا ايه ؟!
همست حياء وهي تقترب منها بارتباك=هاااا....لا ..لا..طبعاً انا بس كنت مستنيه حضرتك تسلمى على عز الاول
ثم مدت يدها تصافحها برسميهامسكت دريه بيدها تجذبها الى احضانها ليتجمد جسد حياء بصدم#مه لكنها سرعان ما تبدلت مخاوفها وتشعر ببعضاً من الارتياح عندما رتبت جدتها فوق ظهرها بحنانابعدتها دريه عنها قائلة بحنان وهى تشير الى المساحة الفارغة بجانبها فوق الفراش=تعالى اقعدى جنبى هنا يا حياء
نظرت حياء الى عز بتردد لكنه هز رأسه لها بثقة يحثها على فعل ذلكجلست حياء بجانبها بجسد كالوتر المشدود من شدة التوتراخذت درية تثرثر مع حياء عن كل شئ و لم تذكر بتاتاً ما حدث بتلك الليله ابداً مما جعل حياء تشعر بالاسترخاء حتى انها كانت تضحك على مزحات جدتها ..نهض عز الدين ببطئ مقبلاً كلاً منهما على خديهما مودعاً اياهم قبل ان يغادر الى عمله بعد ان اطمئن على تحسن الوضع بينهم...
فور ذهاب عز التفت حياء الى جدتها قائله بصوت متردد=تيتا كنت عايزة اتكلم معاكى عن.....
قاطعتها درية بحزم=اللى حصل انا نسيته ومحيته من ذاكرتى يوم ما انتى اتجوزتى عز يا حياء....لتكمل وهى تربت على يدها بحنان=انا المهم عندى دلوقتى اشوفكوا مبسوطين مش عايزه اكتر من كده
متابعة القراءة