رواية نيران ظلمه كااامله
المحتويات
شددت حياء من ذراعيها حولها كاجابه علي كلماتها تلك لكنها ابتعدت عنها ببطئ عند سماعها طرقات فوق باب الغرفة هتفت نهي تسمح للطارق بالدخول دخلت انصاف التي تعمل بالمنزل وهي تمتمت بهدوء=الاستاذ ياسين عايز حضرتك يا حياء هانم
عقدت حياء حاجبيها باقتضاب قائله باستفهام=ياسين مين...؟!
اجابتها نهي علي الفور=ياسين المساعد الخاص لعز تقدرى تقولي عليه كده دراعه اليمين
هزت حياء راسها قائله بحيره=طيب وعايزني في ايه مش فاهمهلتكمل وهي تلتفت نحو انصاف=هو تحت يا انصاف ؟!
هزت انصاف رأسها بالنفي قائله= لا واقف علي الباب برا يا هانم
نهضت حياء علي الفور تتجه نحو باب الغرفة تفتحه لتجد رجلاً في منتصف العمر يقف بعيداً عن الباب بعدة خطوات وهو منخفض الرأس تنحنح قائلاً بهدوء=ازيك يا حياء هانم ... انا ياسين الدسوقى المساعد الخاص لعز باشا
وقفت حياء ترمقه بنظرات متفحصة تفكر بما يفعله مساعد عز امام غرفتها تنحنحت قائلة بصوت منخفض=اهلاً يا استاذ ياسين ..خير في حاجة ؟!
اجابها ياسين بهدوء وهو لايزال مخفض الرأس=الباشا باعتني...علشان اغير كام حاجه كده في عفش الجناح بتاع حضرتكوا..فكنت بستأذن حضرتك انك لو تنزلي تستريحي تحت لحد ما العمال تطلع الحاجة وتظبطها
شعرت حياء بالغضب يشتعل بداخلها فكيف له ان يقوم بتغيير أثاث الجناح الخاص بهم دون ان يعلمها بذلك هتفت حياء بحدة وقد اشتعلت عينيها بغضب=حاجات ايه اللي هتتغير...انا مش عايزه اغير حاجة بعدين هو ليه مقاليش..............
قاطعها ياسين قائلاً بهدوء=والله يا حياء هانم دي أوامر عز باشا ..وانا مقدرش الا اني انفذ أوامره
ليكمل وهو يشير بيده الي الاسفل=فلو سامحتلنا حضرتك...علشان العمال مستنية تطلع بالحاجة
استدارت حياء عائدة الي الداخل وهي تحاول تهدئت ذلك الغضب المشتعل بداخلها مذكرة ذاتها بان ياسين ليس له ذنب في كل هذا حتي يتحمل يتحمل نوبة غضبها تلك...
كانت تالا جالسة بغرفة الاستقبال تشتعل بالغضب اخذت تمتمت بحقد و هي تعتصر الوسادة بين يديها=الصبح جايبلها صاحبة اكبر نادي صحي في مصر لحد اوضتها علشان تعملها المساج والهانم تدلعوترتاح ودلوقتي بيغيرلها عفش الجناح بتاعهم .....
انتفضت واقفة علي قدميها وهي تهتف بغل= ما اكيد لازم يغيرهولها ما الهانم اكيد معجبهاش وحب يراضيها....دفنت وجهها بالوسادة التى بين يديها تكتم بها صوت صرختها التى اطلقتها تخرج بها كل غضبهاابعدتها عن وجهها ببطئ بعد انتهائها تتمتم=بيعملها كل ده و من اول يوم جواز اومال بعد كده هيعملها ايه ؟!
اطاحت بغضب المزهرية التي كانت موضوعة فوق الطاولة و هي تصرخبهسترية=وديني لأقلبلك حياتك جحيم يا بنت ثروت وما هخاليكي تتهني يوم واحد...
دخل سالم شقيق عز الدين الي الغرفة ليجد تالا علي حالتها تلك من الغضب واقفة بمنتصف الغرفة بوجه شديد الاحمرار تتنفس بعنف و حده اشار نحو زجاج المزهرية المتناثر فوق الارضية و هو يتقدم داخل الغرفه قائلاً بسخرية
=ايه اللي حصل في الاوضة.؟!اعصار عدي عليها ولا ايه....
هتفت تالا بحدة وهي تجلس مرة اخري فوق الاريكة=ونبي يا سالم ..مش ناقصة خفة دمك
جلس سالم بجانبها قائلاً بهدوء=طيب اهدي و فاهميني..ايه اللي حصل ؟!
اجابته تالا بعبوس وهي تفرك يديها ببعضها البعض بغضب
=البيه اخوك عمال يدلع في الزفته اللي اتجوزها.....لتكمل وقد التمعت عينيها بحقد=غيرلها عفش الاوضه و راح جايبلها اكبر متخصصين في مصر يعملولها مساج لحد اوضتها علشان الهانم متتعبش نفسها وتروح النادي بنفسها
ابتسم سالم قائلاً ببرود وهو يضع ساقاً فوق الاخرى=يا ستي سبيها تدلعلها يومين ...ليكمل وقد التمعت عينيه بشر=قبل ما يجي اليوم اللي نخليه يطردها فيه طردة الكلاب
هتفت تالا وقد اشتعلت عينيها بغضب=واليوم ده هايجي امتي بقى ان شاء الله ياسالم انا مش هتحمل اشوفها قدامي معاه اكتر من كده
صاح سالم بغضب وهو ينكز راسها باصبعه=ما تهدي شويه يا تالا دول لسه متجوزين امبارح..في ايه مالك بعدين لازم يقع فيها ويحبها وده كان اتفقنا من الاوا و لا نسيتي ؟!
اجابته تالا باستياء=منستش..بس مش عارفه طاوعتك ازاي ...ازاي هستنى لحد ما يحبها علشان ابدأ اتحرك وابعدها عنه لما الفرصه قدامي دلوقتى احسن
اجابها سالم وهو يرمقها بنظرات بارده=لانك مقدامكيش غير الحل ده عز كده كده واخد عنها فاكره زي الزفت يعني ولا هيفرق معاه اي حاجه ممكن نعملها لكن لما نستنى زي الشاطرين كده ونطمن انها بقت نقطه ضعف بالنسباله هنقدر نضربه الضربه الصح
هزت تالا رأسها قائله بحدة=عندك حق بس غصب عني وبصراحه كده خايفه انك تخلع و متكملش معايا للأخر
اجابها سالم وعينيه يبنثق منها الحقد= مكملش ؟! انتي عبيطه ما انتي عارفه انا مستني اليوم ده من قد ايه ..مستنيه من 5 سنين علشان اقهره. و اوجعه زى ما قهرني. و وجعني زمان
همست تالا بحدة=بس عز مكنش له ذنب في اللي حصلك يا سالم وانت عارف كده كويس
صاح بها سالم وهو ينحني نحوها يجز علي اسنانه بغضب مما جعل تالا تتراجع الي الخلف فوق الاريكه بذعر=لا ذنبه....ذنبه ان البنت الوحيده اللي عشت احبها طول حياتي حبته هو و فضلته عليا ..
تمتمت تالا بتلملم وهي تضع يدها فوق كتفيه تدفعه الي الخلف مبعدة اياه عنها بحده=عز عمره ما اداها وش ولا كان بيعبرها اصلاً ... هي كانت زميلتك انت بعدين علي يدك يوم ما جت تقوله انها بتحبه رفضها ازاي وعمل ايه...لانه كان عارف انها ماديه ميهمهاش الا الفلوس يبقي ذنبه ايه يا سالم؟!
صاح سالم بغضب وقد برزت عروق عنقه بشدة=عايزة تعرفي ذنبه ايه ..ذنبه انه طول عمره المميز عني صاحب السلطة ..اللي بكلمه منه الدنيا تتهد و تتبني في ثانية ..اللي الكل بيعمله الف حساب حتي بابا بجبروته بيعمله حساب وانا...انا هوا جنبه حتي نهي اللي هي مراتي بتحترم كلمته اكتر مني انا...انا اللي المفروض جوزها ولا فخر بيه اللي ميروحش اي مكان الا و يتكلم عن ابنه اللي قدر يعتمد علي نفسه ويبني اسطورة من الشركات بعيد عن ثروة العيلة...ومكتفاش بكده لا....يوم ما قرر انه يسيب الشغل ويتقاعد مسكههو شركه العيلة علشان يديرها ويتحكم في كل حاجه يعنى مكفهوش اللي عنده وطمع كمان في الشركة اللي متجيش نقطة في بحر شركاته وفلوسه...ليكمل وهو يقف علي قدميه يضم قبضته يعتصرها بغضب=وديني ...وديني لأحرق قلبه زي ما حرق قلبي و اكتر كمان.....
ظلت تالا جالسة تراقب انفعالاته تلك وهي تشعر بداخلها بعدم الراحه فسالم يحمل الكثير من الحقد تجاه عز الدين وهذا لا يعجبها جثيراٌ فهي وان كانت تريد ابعاده عن تلك الحيه التي تزوجها الا انها لا ترغب ان يتم ذلك عن طريق اذاءه.....
صعدت كلاً من حياء ونهي الي الجناح الخاص بها بعد ان ابلغها ياسين من انتهاء العمال بهفور دخولها الي الغرفة لاحظت علي الفور بانه قد قام بتغيير السجاد الذى كان يغطي ارضية الغرفة بسجاد عجمي فاخر وايضاً تم تغيير شاشة التلفاز بشاشة اخرى اكبر حجماً مررت نظراتها فوق الفراش والخزانة لكنها اندهشت عندما وجدتهما كما هما لم يتغير بهم شيئاً لكنها اطلقت شهقة منبهرة فور ان ادارت رأسها للجانب الاخر من الغرفة و رأت الأريكة العريقة التى احتلت الغرفة و كان بجانبها عدة مقاعد لا تقل عنها فخامة ادارت عينيها في انحاء الغرفة محاولة البحث عن اي شئ اخر قد تم تغييره لكنها لم تجد لتعلم علي الفور بانه قدم قام بتبديل المقاعد التي استلقت عليها ليلة أمس بأريكة مريحة حتي يمكنها الاستلقاء عليها براحة اكثر شعرت حياء بالارتياح والفرح يتغلغلاها فقد كانت تشعر بالقلق حول نومها مرة اخري فوق تلك المقاعد القاسية والمعاناة التي سوف تتعرض لها من جديد
متابعة القراءة