رواية نيران ظلمه كااامله
المحتويات
اجابته حياء بهدوء=لا علي طول بستعمله ..مش اول مره يعنى
هز رأسه بتفهم قائلاً=من الواضح مش انه السبب بس من الافضل الفترة دى متستعمليش اي من ادوات التجميل اللي عندك لان ممكن يكون صلاحيتها تكون انتهت ومش لازم التاريخ اللي عليه يبقي مظبوط شركات كتير بتحط اى تاريخ صلاحيه ...
هزت حياء راسها قائلة باعتراض=بس ..بس كل اللى عندي ماركات غاليه واستحاله..ِ...
قاطعها عز الدين بحدة موجهاً حديثه للطبيب=تمام...كل المكياج اللى عندها ده هيترمى
هتفت حياء باستياء=و المكياج ذنبه ايه ..؟! مش هو السبب يا عز
تجاهلها وكأنها لم تتحدث ملتفتاً نحو الطبيب قائلاً باهتمام=احنا نروح المستشفي نطمن اكتر و لو في تحاليل ممكن نعملها او.....
قاطعه الطبيب قائلاً بهدوء محاولاً اطمئنانه=الموضوع مش مستاهل يا عز بيه دي مجرد حساسيه عاديه..انا هكتبلك علي نوع حبوب للحساسية هيلغى مفعول الماده اللي اتسببت فى كل ده ..بس اول ما هتاخده هتنام علشان الالم ومتضطرش تلمس وشها وتتسبب في تهيج التورم اكتر
ليكمل بهدوء و هو يكتب في الدفتر الخاص به=وهكتبلها علي نوع مرهم كويس اوي هيخفف الورم ده خالص
هز عز رأسه متناولاً الورقه منه ثم صاحبه بهدوء الى خارج الغرفة...
كانت حياء لازالت جالسة فوق الفراش تتأمل وجهها في المرأه الصغيره التي بين يديها وقد التمعت عينيها بالدموع وهي تمتم=ايه النحس اللي انا فيه ده بس يا ربي حتي اليوم اللي قولت هخرج فيه.....
القت المرأه بأستياء فوق الطاوله التي تجاور الفراش واعتدلت في جلستها فور دخول عز الدين الغرفه وهو يحمل حقيبه لتعلم بانه قد اتى بالدواء الخاص بها ..جلس بجوارها ببطئ وهو يتأمل ملامح وجهها المتجهمه بنظرات ثاقبة=مضايقة ليه دلوقتي ؟! مش الدكتور خلاص طمنا يبقي ايه لزمته القلق
اجابته حياء بصوت مرتجف=مش ..مش قلقانه ولا حاجه...لتضغط باسنانها فوق شفتيها بقوة محاولة كتم تلك الدموع الغبية التي علي وشك فضح امرها...
اقترب منها رافعاً وجهها اليه يمرر ابهامه ببطئ فوق شفتها محرراً اياها من بين اسنانها وهو يتمتم بصوت اجش=شفايفك ورمه كده هتعوريها و فاهميني ..ايه اللي مزعلك ؟!
همست حياء بضعف وقد بدأت الدموع تنساب من عينيها مغرقة وجنتيها=انا...انا كان نفسي اروح الحفله ...انا قولت اخيراً هخرج واشوف ناس ..بس...بس انا حظي وحش دايماً في كل حاجه
كان يستمع اليها وهو يشعر بقبضة حادة تعتصر صدره فور ادراكه مدي يأسها و حاجتها للذهاب خارجاًليعلم بانه قد تمادى في حبسه لها حتي انه قد قام بمنعها من ان تخرج الي جنينه المنزل لتروه عن نفسها..
اكملت حياء وهي تمتم بعصبيه تزيل بيدها بعنف الدموع العالقة بوجهها=اصلاً مش مهم انا.........لكنها قاطعت جملتها تصرخ بالم فور ملامسه كف يدها لوجهها المتورم
اقترب منها بلهفة قائلاً بقلق=ايه...وشك حصله حاجة؟!
هزت حياء رأسها بالنفي=لا بس نسيت وحطيت ايدى عليه
زفر عز الدين قائلاً بهدوء وهو لايزال يتفحصها بدقه مبالغ بها=طيب تعالي .....خاليني احطلك المرهمثم اخرج عبوة الكريم الطبى من الحقيبه تمتمت حياء بارتباك وهي تراقب يده وهو يحاول فتح العبوة=عز. هو ..هو...انت مش هتلبس علشان تروح الحفلة
اومأ لها برأسه بالايجاب قائلاً وهو لا يزال يحاول فتح العبوة=اطمن انك خدتي علاجك..وهقوم اغير هدومى على طول........
قاطعته حياء بارتباك=بس...بس انت كده هتتأخر والحفله من اللي فهمته من عمى انها مهمه بالنسبالك و...
قاطعها عز بهدوء وهو يمرر اصبعه الملئ بالكريم الطبي فوق وجهها يدلكه برقه حتي لا يتسبب في اليمها=الدنيا مش هتتهد لو اتاخرت نص ساعه
اومأت له حياء رأسها بصمت فقد كانت ترغب بان تطلب منه البقاء معها وعدم تركها بمفردها لكنها تعلم بانها لن تحصل من طلبها ذلك الا احراجها فهى تعلم بان هذه الحفلة هامة له كثيراً كما انه سوف يكون مطمئناً بانها لن تحاول الهرب وهى بهذه الحاله وبوجود الخدم وجدتهم دريه المتواجدين بالمنزل معها ....
تبخرت هذه الافكار عندما شعرت باصابعه تمر فوق وجنتيها المتورمه يدلكها برقة ايقظت حركته تلك استجابه حارة في سائر جسدها اغمضت عينيها تستمع بالشعور باصابعه فوق وجهها لكنها لاحظت توقف حركة يده فوق وجهها فتحت عينيها ببطئ لترى سبب توقفه لكنها شهقت بخفة عندما وجدت وجهه لا يبعد عنها الا انشأت قليله و الرغbة تحترق في عمق عينيه الدخانية همست حياء بصوت مرتجف ضعيف=عز ......
لكنه انتفض واقفاً مبتعداً عنها يدير ظهره لها وهو يضم قبضتيه بقوة بجانبه محاولاً السيطرة علي تلك الرغbة التي تشتعل بجسده زفر ببطئ ثم اتجه نحو الطاولة متناولاً كوب الماء الموضوع فوقها مناولها اياه ثم اخرج حبه من الدواء الذى وصفه لها الطبيب تناولتها منه وهي تخفض رأسها بخجل ظلت محتفظة بالحبة بين يديها تنظر اليها بتردد فقد كانت لديها دائماً صعوبه في بلع حبات الدواء التى في مثل حجمها فاذا ابتلعتها الان قد تتسبب فى ان تجعلها تتقئ امامه علي الفور وهي لا ترغب بان وهى لن تتحمل ان تخجل نفسها امامه بهدا الشكل رمقت عز بطرف عينيها لتجده ممسكاً بعبوة العلاج يقرأ التعليمات الارشادية التي عليها فاستغلت انشغاله هذا ودست الحبه اسفل وسادتها تنوى تناولها بعد مغادرته وذهابه للحفل ثم رفعت كوب الماء علي شفتيها تتصنع تناولها ثم اخفضته و وضعته على الطاولة التي بجانب الفراش بهدوء... انتبه اليها عز قائلاً=خدتي الحبايه..؟!
اجابته حياء و هي تضع راسها فوق الوساده بارهاق جاذبه الغطاء فوق جسدها=اها خدتها....مش هتلبس بقى علشان تلحق تروح الحفله
اجابها عز وهو يعتدل في جلسته=لسه بدري اطمن انك نمتى...و هقوم البس على طولاومأت له تغلق عينيها متصنعه النوم حتي تعجل من ذهابه لكنها استغرقت على الفور بنوم عميق اثناء ذلك
بعد مرور ساعه.....
استيقظت حياء تتنفض بقوة فوق الفراش وهي تشعر بالاختناق الشديد كأن هناك ما يسد عن رئتيها الهواء بينما كان صدرها اخذ يضيق بشدة حتى اصبحت غير قادرة على التقاط انفاسها اخذت تشهق بقوة محاولة ان تجذب الهواء الى داخل صدرها لكنها عجزت عن ذلك..نهضت بتعثر من فوق الفراش تقف علي قدميها بضعف وهى تتمايل بقوه اخذت تلهث بشدة محتكافح لالتقاط انفاسها مما زاد شعورها بانحباس الدماء داخل رأسها مما جعلها تسقط ويرتطم جسدها بقوة بارضية الغرفة حاولت ان تنهض مرة اخرى لكنها لم تستطع فقد بدأت تشعر بدقات قلبها تتباطئ وتنخفض بشدة اخذت تهمس بعجز وضعف من بين لهاثها الحاد باسمه مستنجده به و هي تبحث بعينيها بعجز عنه في انحاء الغرفة... لكنها تذكرت انه الان فى تلك الحفل بعيداً عنها بعدة اميال ولا نجدة لها مما هى فيه..اخذت تلهث بقوة محاولة التقاط انفاسها مرة اخرى لكنها شعرت كأنما توجد صخرة عملاقه تقبع فوق صدرها تحبس عنها الهواء اخدت تضرب الارض بقبضة يدها و هي تشهق بحدة من خلال فمها المنفرج على اخره محاوله جذب الهواء داخل رئتيها لكنها فشلت فى ذلك حتى شعرت بدوامه سوداء تكاد ان تبتلعها لتستسلم لها بالنهاية مغلقه عينيها ببطئ وهي تعلم بان هذا ليس الا نهايتها ....
الفصل العاشر
متابعة القراءة