الجزء الرابع نزيلة المصحه

موقع أيام نيوز


ناخدلهم هديه كده للعرسان تليق بينا وبيهم.. 
خليني في الأول أقولكم.. إن خالة أمي دي ست كده عالبركه يعني من الناس بتوع زمان اللي كل البيوت بيتها وكل الناس حبايبها وبيتها مفتوح لكل الجيران.. بيتها دا لما تدخله تحس فيه براحه غريبه من كتر الطاقه الإيجابيه اللي فيه من حب أهله لبعض وحبهم لغيرهم وطيبة قلوبهم.

تعرفوا لما كنا نروحلهم زمان زياره أنا وود وامي وعمي وكريمه.. كانت كريمه دايما ټجرح خالتي دي وتفضل تبص للبيت والحيطان بقرف.. وحتي ود كانت بتبص لبناتها بتعالي ودايما تبص للبسهم وهدومهم بنظرة تقزز.. مع إنهم مكانوش فقرا قوي ولا متبهدلين للدرجه دي دي امهم كانت خياطه وكانت بتكسب وبتلبسهم حلوا ومعيشاهم عيشه معقوله والبنات كمان من صغرهم كمية الرضي اللي جواهم والقناعه بالعيشه اللي عايشينها كانت غير طبيعيه! 
وأكيد الحاجه دي وارثينها من أمهم.. اللي مهما حاول عمي فيوم من الأيام إنه يديها فلوس لما يروح عندها.. كانت بترفض بإستماته.. ولما افتكرها محرجه من أمي او من كريمه ورافضه تاخد الفلوس منه قدامهم.. سابهالها كذا مره وهو ماشي من غير ماحد ياخد باله غيري أنا طبعا كنت بشوف دا في الخباثه كده.. في الزياره اللي بعدها كانت بتديهاله وتقوله.. إتفضل ياابو ود الفلوس دي وقعت منك المره اللي فاتت.. وتديهاله بإصرار أكبر علي الرفض.. لغاية مابطل يحاول يديها فلوس وإكتفي بإنه كان ياخد هدايا للبنات بس.. ودي حاجه مكانتش بتقدر ترفضها لإنها كانت بدافع المحبه.. مش الشفقه 
وكمان البنات كانوا بيفرحوا بالهدايا دي جدا وحبوا عمي قاسم.. لدرجة إنه لما كان يغيب ميروحلهمش كانوا بيتصلوا عليه ويكلموه ويطمنوا علي صحته..
وكان لما يروحلهم يستقبلوه إستقبال أب غايب وأمهم تعمل أكل جميل وكتير كأنها بتحتفل بوجودنا برغم إنها علي قدها.. وكذا مره عمي حاول ياخد أكل جاهز معاه وهي كانت بتزعل جدا وتتدايق.. لغاية مابطل يعمل كده كمان.
والبنات من فرحتهم بعمي.. كانوا يقفوا بنفسهم في المطبخ ويطبخوا مع أمهم لعمي لما يعرفوا إنه رايحلهم. 
بصراحه انا لما كنت بروح. كنت بحب العب معاهم.. لكن كنت بحس إن ود بتزعل لما اسيبها قاعده لوحدها واروح العب معاهم.. 
فمكنش يهون عليا زعلها وكنت أفضل قاعد جنبها.. وكتير حاولت إني أخليها تندمج معاهم وتصاحبهم.. لكن ود كانت بتشوف كل حاجه بعيون كريمه.. والحاجه اللي كريمه متحبهاش ود هي كمان متحبهاش وتبعد عنها.
نرجع لمكان ماوصلنا.. 
أخدنا الحاجات اللي اشتريناها أنا وأمي واللي كانت عباره عن كمية حلويات وجاتوه وكانز وأمي اشترت سلسله دهب للبنت قالت عشان تلبسهالها قدام جوزها وتعلي شأنها قدامه. 
وأنا أصريت عليها تشتري سلسله تانيه زيها لأختها المتجوزه وتلبسهالها هي كمان قدام جوزها عشان ترفع من شانها قدامه هي كمان وتعمل اللي مقدرتش تعمله يوم جوازها.
وصلنا عند البيت..اللي بقالي كتير جدا مارحتهوش واللي حسيت بالدفى من مجرد ماشفته من بعيد وأفتكرت أيام زمان أيام الطفوله البريئه.
قاطعه الطبيب حمزه متسائلا 
هو لسه بيت خالة أمك. دا موجود زي ماهو ياحسام فنفس المنطقه منقلوش منه.. لسه قاعدين فالمنطقه اللي إسمها أبو الغيط 
رد عليه حسام مستغربا 
وإنت عرفت المكان منين.. ايوه هما لسه قاعدين فنفس البيت بس يعني المنطقه اتغيرت دلوقتي وبقت عمار أكتر. بتسأل ليه!
فرد عليه حسام موضحا عرفت المكان من كريمه أما بالنسبه لبسأل ليه فبسأل لغرض في نفس يعقوب.
رد عليه عبدالله بعصبيه 
حمزه بالله عليك تحوش أسئلتك للآخر وتبقي تسألهم علي بعض متقاطعش الراجل انا مابصدق ياخد سرعته في الكلام تقوم تيجي إنت تفرمله سيبه دا كان لسه داخل بينا عالفرح بعد السواد اللي سمعناه دا.
تبسم حسام من حديث عبدالله وأكمل كي يهدأ ثورته قليلا 
قربنا علي البيت. اللي ناس كتير كانت بتدخل وتخرج منه وهي فرحانه ودخلنا وريحة البخور الجميله اللي فايحه من البيت أخدتني أكتر لأيام زمان..نفس ريحة. البخور المريحه اللي كانت دايما خالتي بتولعه في البيت.. 
ودخلنا أنا وأمي وخالتي إستقبلتنا إستقبال جميل هي وبناتها الاتنين 
ورحبوا بينا ترحيب خاص وجوز بنتها كمان فضل يرحب بينا وحتي العريس.
وأخدت جوز بنت خالة أمي اللي بقولها خالتي وخرجنا نزلنا الحاجه من العربيه واديناها لخالتي 
وقعدت بعدها وسط مشهد مكرر عشته من سنين كتير فاتت بس كان ففرح أمي علي عمي نفس البيت ونفس الفرحه وتقريبا نفس الناس بس الزمن بقي خط علي وشوشهم علاماته وكان فيه غيرهم كتير من الجيل الصغير. 
فضلت قاعد اتلفت حواليا علي الناس اللي بتسقف وفرحانه وانا مبتسم لفرحتهم ومعداش وقت كبير وجه المأذون وكتب الكتاب وكنت أنا وكيل العروسه. 
واتجوزوا الاتنين ولبستها أمي السلسله ولبست سلسلةأختها كمان.. 
وأنا مراقب كل دا ومستمتع بكل لحظه تمر عليا وسط اللمه والهيصه وفرحت جدا بفرحة بنات خالتي الإتنين بالسلسلتين بتوعهم..
وسألت نفسي.. هو إحنا ليه مجبناش وحده تالته بالمره لأختهم الصغيره تخليها معاها لغاية ماتتجوز! 
أختهم التالته! صحيح هي فين مشوفتهاش من ساعة ماجيت ولا جات سلمت عليا زي أخواتها ومامتها! 
فضلت أتلفت حواليا يمكن أشوفها وأعرفها قولت أكيد هتكون قاعده فزاويه لوحدها.. زي ماطول عمرها بتعمل.. ودايما كانت بتاخد جنب من الكل. 
واتلفتت وملقتهاش فأى زاويه لكني وانا بمسح المكان بعيوني شفت وحده واقفه في الطرقه اللي بتدخل علي المطبخ.. واقفه وبصالي! 
كانت سمره بس ملامحها جميله وبمجرد ماعيني جات فعينها بصت للأرض وإبتسمت بخجل إستغربتها جدا!.. وبعدت عيني عنها وإبتديت أتكلم مع جوز بنت خالتي الكبيره وفتحنا مواضيع كتيره وفضلنا نتنقل من موضوع لموضوع وبدون شعور رفعت عيني تاني لنفس المكان اللي كانت فيه البنت لكني ملقيتهاش لقيتها سابت المكان وإختفت رجعت بعنيا تاني لجوز بنت خالتي وانا بتكلم معاه.. لكني لمحتها كانت قاعده مابين أمي وخالتها وبيتكلموا هما التلاته والظاهر إن أمي تعرفها عشان كانت مندمجه معاها في الكلام جدا! 
وللمره التانيه لما رفعت عنيها ولقتني ببصلها نزلت عنيها بخجل وإبتسمت نفس الإبتسامه!
بصراحه انا مكنتش فاهم نفسي ليه بدور عليها بعيوني وحاسسها مألوفه!.. ولا ايه المميز فيها دونا عن كل الحضور 
لكن لما رفعت ايدها تعدل طرف طرحتها من علي وشها فهمت أنا ليه عنيا ألفتها ودا لما شفت الوحمه السوده اللي فضهر إيدها. 
ايوه دي سمر بنت خالة أمي واصغر وحده فيهم واللي لسه كنت بسأل نفسي.. هي فين ومسلمتش عليا ليه 
لقيتني تلقائيا ببتسم وأنا ببصلها وأفتكر خجلها زمان وخۏفها من كل حاجه وأي حاجه.. وقد أيه كانت جبانه ودايما انا وإخواتها وود كنا بنضحك عليها فكل موقف نشوف فيه خۏفها. 
والظاهر إن طبعها لسه زي ماهو بدليل الخجل اللي واضح عليها دلوقتي دا.. لكن الصراحه شكلها إختلف كتير عن زمان.
إحلوت أكتر ولون بشرتها بقي أفتح وبقي فيها حاجه مميزه كده تشد العين مش عارف أيه هي! 
خلص الفرح وإبتدت الناس تمشى مفضلش بس غيري أنا وامي وبنات
 

تم نسخ الرابط