الجزء الخامس نزيلة المصحه

موقع أيام نيوز

نقل الشركه والفيلا من إسم ود لإسمي.
أو حتي تشوفلنا مشتري ليهم. لكن يشتري بدون معاينه وهننزله من سعرهم مبلغ مغري. 
وبجانب دا لو هنتعبك ياريت تطلعلنا تأشيرة سفر لأي دوله أجنبيه فأسرع وقت أنا وود. 
تفاجأ حمزه من طلبها هذا وفهم من تعجلها أنها بالتأكيد شعرت بالخطړ من سؤاله وخاڤت أن يكون نابع من شك في صدره.
فأجابها علي الفور
موضوع بيع الشركه والفيلا دا ولا أسهل. وإن كان علي حسام وطعنه في صحة البيع وإستناده علي التقرير اللي أخده من مدير المستشفي.. فدا أنا هبطله بتقرير تاني ممضي مني ومختوم من المستشفي. وبتاريخ بعد تاريخ تقرير حسام.. بإن حالة ود الصحيه زي الفل. ونظر الي ود وأكمل.. 
وإنك عندك الأهليه لممارسة حياتك الطبيعيه وإتمام جميع معاملاتك بنفسك.
تهللت أسارير كريمه بعد سماعها لكلام حمزه. وأردفت له بسعادة غامرة
ربنا يحفظك يابني ويسترك وينور طريقك ويسخرلك ولاد الحلال اللي زيك كده ياأصيل يابن الأصول. 
تبسم حمزه ونهض بعد أن حمد الله وشكر كريمه علي الطعام الذي لم يتذوق أسواء منه قبلا. 
وعرف اليوم لما أعدت له البانيه والمعكرونه فقط في المرة السابقه وذلك لأنها وجبة لا تظهر فيها مهارة الطهو لسهولة تحضيرها. 
ذهب حمزه الى الأريكة وجلس عليها. وقد وقعت عيناه علي هاتف كريمه بجانبه.
فتسللت أصابعه خلسة حتي وصلت إليه وقام بجذبه مستغلا إنشغال ود وكريمه بإنهاء طعامهم. 
واعدل جلسته كي لا يسمح لهم برؤية مايفعله. 
وقام بفتح الهاتف على سجل المكالمات. ووجد رقمان إضافيان بجانب رقمه. فأصبح في الهاتف ثلاث أرقام. 
واحدهم تمت مهاتفته منذ ساعات قليلة! 
قام حمزه بنقل الرقمين سريعا الي هاتفه وأغلق الهاتف. ثم أعاده مكانه. ولا يعلم لم شعر بالإرتياب الشديد هذه المره نحو كريمه! 
تلفت حوله قبل أن ينهض متوجها الي المطبخ. وبعد ألإستئذان من كريمه قام بالبدء بصنع قدح مضاعف من القهوة فقد حان موعدها الأن.
عاد وبدأ في طقوس إحتسائه للقهوة تحت أنظار ود. التي كانت تنظر له مبتسمة علي جنونه بقهوته. وإنضمت إليها كريمه في مطالعة حمزه وهو يؤدي طقوس عشقه لقهوته. وقد جعلها مايفعله تشتهي فنجانا من القهوة في التوا. فدلفت إلي المطبخ واعدت لها واحدا علي الفور. 
وجلست بجانب حمزه وكادت أن تحتسي منها ولكن قاطعها حمزه وهو يمد لها يده بالبخاخ ويردف
خدي الدوا بتاعك قبل القهوة عشان مفعوله يشتغل كويس. 
فأخذت منه البخاخ بعد أن تبسمت ووضعت من يدها فنجان القهوة علي المنضدة التي أمامها. وكم كانت صدمة حمزه حين رفعت البخاخ علي فمها وقامت بضخ الماء داخله ولم تلحظ أي إختلاف بين ماكان به من دواء وبين الماء الذي فيه الآن. وهذا يعني شيئا واحدا.. أن ماكانت تأخذه طوال الوقت أمامه.. لم يكن إلا ماء!. ولم تكن نوباتها إلا تمثيلا. 
أنهي حمزه قهوته وتجرع معها صډمته. وطلب منهم الأوراق اللازمه للحصول لهم علي تأشيرة السفر. 
فقامت ود بإحضار كل الأوراق المطلوبه. وجوازات السفر. وأعطتهم لحمزه الذي غادر على الفور كأنه حقا سيفعلها ويطلب لهم التأشيره. 
وما أن غادر المبني حتي جلس علي اقرب مقهي ثم أخرج هاتفه. وقام بالإتصال بالرقم الأول الذي أخذه من هاتف كريمه. 
وسرعان ما أتاه الجواب سريعا. بصوت أجش. لرجل من الواضح أنه ليس من سكان الحضر فقد كانت لكنته مختلفة كثيرا.. إيوه مين.. الووو مين معايا مين إنت ياللي بتتصل ليه مش ترد ردت الميه فزورك 
أغلق الطبيب حمزه الخط وقد تأكد الأن ان هذا الرجل الذي ذكره حسام في حديثه سابقا أيضا والذي كان يأتي لكريمه بين الحين والآخر. 
وهاهو جانب آخر يضيئ من بلورة حسام ويكشف أنه صادق مجددا. 
فنظر الطبيب حمزه بعيدا. وشرد قليلا. ثم عاود النظر الي شاشة هاتفه مرة أخري. وقام بالنقر علي الرقم الآخر. 
ولكن هذا الرقم إستغرق وقت أطول. ومحاولتين للإتصال قبل أن يجيب. 
وسمع حمزه بعدها صوتا وقورا يجيبه
أيوه مين 
وهنا لم يستطيع حمزه تمييز صاحب الصوت فأجابه كي يتمكن من معرفته
أيوه يافندم. معاك مندوب شركة التأمين. حضرتك هادي بيه صاحب سلسلة شركات الهادي مظبوط كده سعادتك 
فأجابه الصوت مجددا
أيوه أنا. نعم عايز إيه 
تلقي حمزه الإجابه وإكتفى بها دليلا آخر على أن كريمه علي تواصل بهادي بالفعل. وأردف محاولا التملص من الإتصال
حضرتك إحنا بنكلمك عشان نفكرك إن مدة التأمين علي وشك الإنتهاء. ولو حابب تجدد معانا تاني إحنا تحت أمرك. نبعت لحضرتك مندوب يخلص الإجرآت.
أجابه هادي وهو يشعر بالغرابه
مدة تأمين أيه اللي إنتهت! أنا أصلا مأمن لمدة خمس سنين. معداش منهم غير سنتين بس! 
فأجابه حمزة سريعا وهو يمثل الإرتباك 
أاا أسف يافندم. أكيد حصل لبس في الموضوع وإتلخبطت بينك وبين شركه تانيه. أنا آسف جدا لحضرتك علي الغلطه دي. 
فأجابه هادي قبل أن يغلق الخط مباشرة
عادي محصلش حاجه. 
أبعد حمزه الهاتف عن أذنه. وتبسم إبتسامة جانبيه. وهو يهز رأسه بوعيد فها هي الغيوم تنقشع عن شمس الحقيقه رويدا رويدا. 
عاد حمزه الي الشقه مرة أخري. وقام بإخبارهم بأنه لم يدرك المصلحه قبل أن تغلق أبوبها نظرا لإنتهاء مواعيد العمل الرسميه. وأنه سيذهب مرة اخري غدا.
وجلس الثلاثه بعد ذلك يتحدثون في أمور شتي كي يحاول حمزه رصد أكبر قدر من السقطات والتناقضات بين كلام كريمه السابق وكلامها الآن. 
وماأكثر السقطات التي تقع في حجر المترصد. فقد إمتلئت جعبة حمزه حتي فوهتها. 
جن الليل وتفرق ثلاثتهم للنوم. بعد أن رفض الجميع تناول طعام العشاء بسبب مافعله طعام الغداء في أمعائهم من حړقة وألم. 
همت كلا من كريمه وود الدخول الي غرفتهم. وأخبرت كريمه حمزه بأنه يستطيع أن يستخدم الغرفة الأخري للنوم. 
فأجابها بأنه سيأوى اليها حين يغلبه النعاس. وحتي ذلك الحين سيبقي جالسا في الصاله. 
فتركته كريمه علي راحته. وأخذت ود ودخلت بها الي الغرفه. وأغلقتا الباب. 
أما حمزه فنهض متوجها الي المطبخ وقام بصنع قدح من القهوة وأخذه وتوجه الى الشرفه. 
وأخذ يراقب الماره في الشارع وهو يشرب قهوته. ودون حتي أن يمارس طقوسه. فهو الآن ليس في مزاج مناسب لذلك. 
أنهي قهوته وعاد الي المطبخ. فأعاد الفنجان الفارغ مكانه..بعد أن قام بغسله كما تعود. وذهب الي الغرفة المنشوده كي يكمل ليلته. ويواصل التقلب علي جمر حيرته. 
وأخذت ساعات الليل تنقضي حتي أوشك علي الإنتهاء. 
وقد كانت هذه الليلة الثانيه على التوالي التي يقضيها حمزه وهو مستيقظ يناجي الراحة ولا يجد منها ردا أو إقترابا. 
وها هو يسمع صوت باب غرفة ود وكريمه يفتح علي مهل..كأن التي تفتحه تحرص على الأ يصدر صوتا!
ولكنها لا تعلم أن هناك من هو مستيقظ وسط هدوء الليل الذي تسمع فيه رنة الإبره إن سقطت علي الأرض. فمابال باب يفتح!. 
نهض الطبيب حمزه وقام بالإقتراب من الباب. وأخذ يسترق السمع.
وللأسف لم يستطع سماع شيئ. فإنحني الي مستوي فتحة القفل في الباب ونظر من خلالها. فوجد كريمه هي من بالخارج. 
ووجدها تتسحب وهي تحمل هاتفها بيدها. وتنظر بإتجاه
غرفته. 
فظل يتابعها بعينيه..الي أن غابت عن مرمي بصره. 
وما هي الا دقائق وسمع همهماتها. ولكن صوتها لم يكن مفهوم. 
فجازف حمزه..وقام بفتح الباب بهدوء تام محاولا عدم إصدار أي صوت. وبالفعل قد
تم نسخ الرابط