الجزء الخامس نزيلة المصحه

موقع أيام نيوز

وانا واخد ود فحضني وأشم ريحتها عشان أشبع منها.
وهي ساكته وجسمها ساكن كأنها في عالم تاني.
ولغاية ساعات الصبح الأولي وأنا باصصلها بعيون مودع. 
ووديتها المستشفى تاني يوم والباقي كله بقي حصل قدامك.
وأدي يادكتور حكايتي اللي تقدر تتاكد من كل حرف فيها زي ماإنت عايز.
وهنا نطق عبدالله مسرعا حكاية المرار الطافح يابني والله. وبعدين يتأكد من ايه هو.. كفايه إنى أنا مصدقك.
وبعدين هو ليه عين يتأكد ولا يفتح بوقه بعد كل اللي قولته! وكمان بعد عملته المنيله اللي عملها. دا حرر الأفاعي من الأسر دا يستاهل يتعلق من شعر مناخيره. والله قليل عليه العلقھ اللي إديتهاله دي.
تبسم حسام وهو ينظر لعبدالله ثم نقل عينه على حمزه..الذي كان ينظر إليه بملامح متجهمة وعيون زائغه وسأله بجدية
أي سؤال تاني يادكتور قبل ماأمشي 
فأجابه حمزه بشرود 
أه فيه سؤال أخير ياحسام.
ليه أول ماشفتني ضربتني ومقعدتش معايا زي ماإنت قاعد كدهوفهمتني كل حاجه من غير عڼفليه تصرفك معايا مكانش متحضر! 
فأجابه حسام متنهدا
أولا ضړبك دا كان دفاع عن النفس يادكتور.
فنظر له حمزه متعجبا! فاردف حسام مبتسما وهو يؤكدها
أيوه دفاع عن النفس متسغربسش. 
ماهو لما الإنسان يحس إن فيه حد بيسعي لأنه يموته هيدافع عن نفسه بكل وسيله ممكنه. والعڼف في الحاله دي رد فعل مش فعل.
وإنت بأخدك ود مني أخدت مني روحي. 
وكنت خانق قلبي ومانع عنه النفس اللي بيحيه. وغير كده حررت معاها كريمه اللي هتسعي بكل الطرق إنها ټموتني وټنتقم مني على حبستي ليها.
ودا مۏتي يادكتور. والمفروض إنه بيحصل على إيدك.. فمتلومش علي رد فعلي وأنا بحارب سكراته 
أما مسألة ليه مجيتلكش وحكيتلك بهدوء وتحضر فدا لأني ببساطه مكنتش شايف إن ليك أي حق فإنك تعرف أي حاجه عن حياتي. 
ولا ليك حق فإنك تبعد مراتي عني. وتروح تهربها وإنت مش عارف أي حاجه عنها غير إنها مريضه. 
بصراحه العلقھ اللي إديتهالك يادكتور كانت تأديب ليك علي الغلطه اللي إرتكبتها فحقي وحقكوحق مهنتك قبل مني.
ولما تعرف الحقيقه. وتتأكد إنك كنت غلطان. أبقي إعتبر العلقھ دي درس ليك يخليك متسمعش من طرف واحد بعد كده.
أنهي جملته ونهض من مكانه وأخذ حقيبته وتحرك خطوتان ولكنه توقف حين شعر بشيئ قوى يرتطم به!. ويدان تلتفان حول خصره.. 
وحينما تأكد إنه عبدالله..ضحك ثم ربت علي يده التي حول خصره. وصمت وهو يستمع الي همسات عبدالله له
هتوحشني قوي ياحسام. حقيقي إنت أثبتلي فعلا إن اللي يشوف بلاوي الناس تهون عليه سماح مراته وعيالها.
ربنا معاك يابني ويردلك الغايب ويرجعلك حقك. وينتقم من كريمه شړ إنتقام.
قالها ثم إبتعد عن حسام مفسحا له المجال كي يستطيع المغادره ولكن حسام ظل واقفا لبرهة فقد تذكر أنه نسي إبلاغ رجال الحراسه بالحضور إليه! 
فأخرج هاتفه ثم قام بمهاتفتهم وخرج كي ينتظرهم خارج الشقه. 
وصاحبه عبدالله الي الخارج وظل واقفا معه يتلفت يمينا ويسارا ويهرول لينظر أعلي السلم وأسفله في كل دقيقه كي يتأكد أن لا أحد يتربص لحسام من أعدائه.
الي أن وصل الرجال وحاوطوا حسام. وأخذوه للأسفل محبوسا وسط قفص من بشړ. 
وغادر حسام أخيرا بعد أن افشي للطبيب حمزه جميع الأسرار الدفينه. وسرد له أدق التفاصيل. 
وعاد لمنزله أخيرا بقلب مفعم بالشوق لطفله وأمه أيضا كانه تركهم منذ أعوام طويله.
وحتي السمراء الهادئه لن ينكر أنه إشتاق اليها قليلا أيضا. 
ولكن الشوق الأكبر والحنين الأعظم كان لتلك الهاربه البعيده لكنها قريبه. المتمرده عليه..لكنها تسكنه.
العاصيه. لكنه يعشق ذلك العصيان. إبنته وأخته ورفيقته وربيبته وحبيبته وكل العلاقات التي تجمع بين البشر يشعر بها حسام نحوها دفعة واحدة.
فهى الأذي وهو الوحيد في العالم الذي خلق يعشق الأذي إن كان بيديها.
أنثى بمذاق القهوة ٢٦
عاد حسام أخيرا الي الفيلا. وبمجرد دخوله تهللت أسارير الجميع. فعلى الرغم من أن الوقت كان متأخرا والساعة شارفت على الثانية عشر ليلا..إلا أن الجميع كان مستيقظ.
حتي قاسم الصغير كأنه شعر بإشتياق أبيه له وقرر أن يطفئ له شوقه بغمرة بين يديه الصغيرتين.
حمل حسام صغيره الذي أتي إليه مهرولا. ثم أكمل إلي الداخل وألقي التحيه علي أمه وسمر اللتان ردتا عليه تحيته بأحسن منها.
جلس حسام على الاريكه. وقد بدا واضحا جليا عليه أنه منهك الجسد خائر القوي. كأنه قد أتي للتو من سباقا أو نزالا عڼيفا.
فتقدمت نحوه والدته. وجلست بجواره. وهمست له بحنو بالغ
يابني إرحم نفسك من الشغل شويه. حرام عليك صحتك.
فأجابها حمزه
ياريت التعب كله تعب شغل ياأم حسام كان زماني مرتاح البال.
فتنهدت سعاد وهي تنظر لتلك التى فهمت مقصده. وما الذي يرمي إليه بكلامه وتحركت علي الفور تاركة المكان حتي لا تسمع ما هو المزيد من حديث حسام والذي حتما سيدور كله عن ود.
فأردفت سعاد وهي تراقبها تبتعد وحتي عيون حسام كانت تراقبها هي الآخرى
والله أنا البنت دي صعبانه عليا جدا. حاسه إني ظلمتها ظلم بين لما أقتنعتها تتجوزك.
مع إن إقناعها مكنش صعب بالمره لانها كانت بتكنلك المحبه من الأول. لكن الشهادة لله.. حالها دا ميرضيش حد.
تنهد حسام وأشاح بوجهه بعيدا عن أمه فآخر ما يحتاجه في هذه اللحظه هو التوبيخ.
فشعرت سعاد به. وغيرت مجري الحديث.. قولي معرفتش حاجه عنها وعن كريمه برضوا
فهز حسام رأسه نافيا.
فأكملت هي بنبرة لائمه
قولتلك ياحسام نبه علي كل اللي في المستشفي يمنعوا عنها الزياره. وإن محدش يدخلها لغاية ماتاخد التقرير وتنقلها لمستشفي خاصه. قولتلك إحرص إن كريمه متوصلهاش لأنها لو وصلتلها مش هتسيبها هناك. وأهو حصل.
قولتلك يومها إن دكتورها إتصل بيا وأنا قطعت عليه أي فرصه للتواصل. وقولتله إني أمها ومش مطلوب منه أي حاجه غير إنه يحافظ على حياتها وبس. أيه اللي حصل وخلى كريمه تعرف توصلها
حسام
اللي حصل إن كريمه عرفت توصل لنفس الدكتور اللي كلمك. وقدرت بالخداع تفهمه إن ود ضحيتي أنا وإنتي ومش بس كده.. دي خلته هو بنفسه اللي هرب ود من المستشفي كمان.
تبسمت سعاد بسخريه ثم أردفت
طول عمرها كريمه عامله زي الساحر. كل مايمد أيده جوا البرنيطه بتاعته يطلع بحاجه جديده غير متوقعه بالمره.
فأضاف حسام على جملتها متهكما
ومش أي ساحر..دي كبيرة السحره دي عندها القدره إنها تقلب الحقايق فثانيه وبترتيب وحبكه ميخرش الميه.
سعاد
مش جديد عليها طول عمرها أستاذه في الحته دي.
فأومأ لها حسام مؤيدا ثم نهض بإبنه ونظر الي الأعلي. قبل أن يبدأ بالصعود تحت أنظار أمه المشفقة علي حاله.
فدلف الى الغرفه. وبحث بعينيه عنها فوجدها واقفة فى الشرفهعاقدة ذراعيها فوق صدرها وشعرها الحريري يتطاير بفعل نسايم الهواء.
فتقدم عليها بخطوات بطيئه. وماأن أصبح خلفها مباشرة حتي قرب قاسم منها فإرتمي عليها قاسم بجسده. مما جعلها تبتسم إبتسامتها المعتاده. وتأخذه بين أحضانها. ثم غادرت الشرفه وذهبت لتجلسه وتجلس معه فوق السرير. 
وأخذت تحادثه وتداعبه. 
ثم إنضم إليهم حسام فجلس بجوارهم وقد إتكأ علي السرير وأخذ يراقبهم وهم يضحكون سويا أمام عينيه. 
وتمني في قرارة نفسه.. لو أنه عشق سمر بدلا
عن ود وتزوجها وكانت قسمته الأولي..لكان أصبح الآن حتما أسعد رجل علي وجه الأرض بهذه السمراء الهادئه الحنونه ذات الوجه البشوش.
فتنهد بثقل وماإن
تم نسخ الرابط