الجزء الخامس نزيلة المصحه
المحتويات
فعل ذلك حتي نظرت إليه وهي لازالت محافظة على إبتسامتها الكاذبه. وأردفت له بنبرة هادئه تبعث الطمأنينه وتبث الأمل
متشيلش نفسك هم أكتر من طاقتك ياحسام. هتلاقيها دلوقتي وترجعها وكل الأمور هتتحسن وحده وحده بإذن الله.
فتبسم حسام وهو يجول بعينيه في ملامحها وأردف هامسا
سمر هو إنتي ازاي كده! إنتي ازاي قادره تكوني هاديه ومسالمه وقنوعه للدرجه دي إزاي متحمله كل حاجه مني بالرضى دا
عشان بحبك
فرد عليها بعد أن هرب بعينيه نحو الشرفه وبدأ يراقب النجوم المتلألئه التي تزين ثوب الليل القاتم
عمري ماإقتنعت بإن ممكن حد يحب حد بالطريقه اللي إنتي بتقولي إنك بتحبيني بيها دي.
طول عمري بقول إن عمر الحب مايوصل الإنسان للمرحله دي من الجلد والتحمل. اكيد فيه أسباب تانيه.
مش غريبه إن إنت بالذات اللي تقول الكلام دا ياحسام!
فديق حاجبيه بتساؤل وهو ينتظر منها توضيع أكثر فأوضحت له على الفور.. يعني فعلا إنت مش شايف إنك واصل للمرحله دي وأكتر مع ود!
طيب ياتري إنت فيه أسباب تانيه لتحملك ليها وجلدك عليها غير حبك ليها
وخصوصا إن ود حطمت معاك الرقم القياسي في الأذي والۏجع
أكيد لأ ياحسام. أكيد مفيش أي سبب تاني غير الحب..لأن الحب هو الشعور الوحيد اللي بيذل صاحبه الذل دا.
تعرف إني طول الوقت بكون مشفقه عليك بسبب عذابك من ود.
تلاشت إبتسامة حسام وقد إقتنع تماما بكلام سمر. فهي للأسف أصابت الهدف تماما. ونعم هو بالفعل كذلك. فلماذا يلوم عليها إذا!.
أما حمزه فقد قضى ليلته يتقلب فى فراشه والقلق قد قض مضجعه
فلم يزور النوم عينيه في هذه الليله ولم يغمض له جفنوهو يفكر من أين سيبدأ غدا وماذا سيفعل إن تأكد بأنه بالفعل إرتكب تلك الحماقه وأطلق العنان لشړ مستطر يتمثل في شخص كريمه.
وما كل هذه الأوراق الا زورا.
والندبات الا آثارا لحوادث أخري..غير تلك التي ذكرها. وكلها كانت من تأليفه.
كيف سيتصرف حينها
وكيف سينجوا من قبضته وإن كان هذا صحيحا فبالتأكيد هو الآن محاطا بأعين رجاله الخفيه من كل إتجاه.
فنهض من فراشه يستعد ليوم جديد.
اصبح حمزه على يقين..بأنه سيكون حافل بالكثير من المتاعب والصدمات. وربما خيبات الأمل أيضا.
فغادر غرفته. وتوضأ وصلي الفجر وجلس داعيا متضرعا الي الله.. أن يكشف له بصره. وينير بصيرته. ويسوق اليه الحقيقة دون عناء.
وقضي بعدها الساعات الفارقه بين رحيل الليل وقدوم ضوء النهار وهو يشعر إن المده ليست أبدا مجرد ساعات..بل إنها عادلت أيام طوال ثقال.
وها هو يرتدي ملابسه إستعدادا للخروج. وبمجرد إنتهائه غادر الغرفه. وغادر الشقه علي الفور. غير آبه بصوت عبدالله المنادي عليه يسأله عن وجهته
ولا هرولته خلفه كي يلحق به.
فحمزه يعلم جيدا..أن عبدالله إن علم إنه ذاهب لتقصي الحقائق وتحري الصدق في قصة حمزه وود..لن يتواني عن ملاحقته أينما ذهب.
فهو يعلم جيدا الي أي مرحلة يصل فضول زوج أخته.
صعد حمزه في سيارته وبعد دقائق من التفكير قام بتشغيل المحرك وكان هذا الوقت كافيا كي يقرر نقطة إنطلاقه من أين ستكون.
وقاد السياره الي شوارع جديده عليه لم يلج اليها قبلا.
وصولا الي المنطقه المنشودة. وحين تأكد أنه وصل الي المكان المطلوب..أوقف السيارة وترجل منها.
وأخذ يتلفت يمينا ويسارا باحثا عن شخص معين يرى في ملامحه الطيبه وإستعداده لمساعدة الغير. وإستمر البحث..
حتي وجد رجلا يعبر الشارعوتنطبق عليه هذه الصفات.
فتحرك نحوه علي الفور وهو يهتف
ياعم..إنت ياخال ممكن سؤال الله يكرمك.
فتوقف الرجل عن السير ونظر إليه وأجابه مبتسما
أومر ياغالي.
فرد عليه حمزه على الفور
مايؤمر عليك ظالم.. معلش كنت عايز أسال عن وحده هنا في المنطقه بتشتغل خياطه.
أو يمكن بطلت دلوقتي عشان دي كانت شغلتها من وقت طويل.
الست دي كانت معاها بنت صغيره إسمها سمر وكنت جاي أسأل عن عنوانهم بالظبط عشان أطلب بنتها الصغيره للجواز.
فضحك الرجل قبل أن يردف لحمزه
ياااه إنت تقصد الست فاطمه! طب وهو فيه حد فالمنطقه كلها مايعرفهاش يابني! دي بركة المنطقه وأميرة الحته كلها.
بس للأسف حظك وحش ياأستاذ عشان بنتها سمر إتجوزت من سنين. ومش بس كده دي مخلفه كمان. بس الظاهر إنك كنت بعيد عن البلد وعشان كده مسمعتش.
أجابه حمزه وهو يتصنع الحزن والتفاجؤ
أيه دا بجد ياخساره مليش في الطيب نصيب.
هو فعلا أنا كنت مسافر بره البلد عشان كده ماعرفتش. يلا عموما الجواز قسمه ونصيب. ربنا يهنيها مع جوزها.
فرد عليه الرجل مؤكدا
فعلا الجواز قسمه ونصيب. بس الشهاده لله مش البنيه فبيت جوزها وغايبه عننا.. لكن ملايكتها حاضره وبقولهالك بكل أمانه..إن بنات الست فاطمه لو لفيت الدنيا شرقها وغربها مش هتلاقي ضافر وحده فيهم. ولا هتلاقي زيهم. دول كفايه إنهم تربية ست الستات.
أنا مش بحسرك يابني والله بس بقول كلمة حق في حق ولايا.
أومأ له حسام بتأييد وهو يردف
عارف وعشان كده جاى من آخر الدنيا وكنت متعشم إني آخد من بنات الأصول. إلا قولي هو بيت الست فاطمه فين أصلي من سنين ماجيتش هنا والمنطقه إتغيرت كتير
فأشار له الرجل بإصبعه على بيت في نهاية الشارع واردف
أهو يابني اللي هناك وبابه أسود دا.
فتبسم حسام للرجل وشكره ثم توجه الي سيارته وأمضي عدة دقائق يدعبس في تابلوه السياره..حتي وجد دفترا صغيرا وقلما.
اخذهم وتوجه بهم الي بيت فاطمه.
دق الباب عدة دقات متتاليه ثو صمت قليلا. وتبعها بدقات متفرقات ولم يتوقف الا حين سمع صوتا رخيما يجيبه من الداخل
أيوه ياللي عالبال أصبر شويه أنا جايه أهو.
ثم فتحت الباب. ونظرت الي حسام. وهي تسدل أطراف خمارها جيدا ليغطي أكبر قدر من جسدها ثم سألت حمزه وهي تطالعه من أعلى الي أسفل
أيوه يابني إنت مين
فأجابها حمزه وهو يتفحص ملامحها الهادئه. ووجهها المنير الذي أخبره علي الفور بإن هذه السيده طيبة بالفعل وأن سيماهم علي وجوههم
قارئ عداد الكهربا ياحجه.
فأفسحت له المجال علي الفور. وهي تدعوه للدخول
إتفضل يابني العداد ورا الباب أهو.
فدلف حمزه الي الداخل. وما إن فعل ذلك.. حتي تسللت الي أنفه رائحة جميله. مريحة كأنها رائحة الجنه.
فتبسم حمزه على الفور فقد صدق حسام في وصفه بأن رائحة منزلها تبعث الراحه في النفس. وتجعل الإسترخاء يتسلل الي الجسد. فيشعر المرء بشعور جميل.
فنظر الي العداد وقام بكتابة أرقام وهميه ثم نظر إليها نظرة أخيره قبل أن يغادر.
وقد تيقن أن حسام كان صادق تماما في وصفه لبيت فاطمه وأجوائه التي تعلق في الروح ولا تنسي. وحتي في
وصف فاطمه نفسها.
ولم يكتفي حمزه بهذا القدر. بل سأل عنها مرة واثنتين وثلاثه. سأل أكثر من شخص. وفي كل مره يتبين له صدق كل ماذكره حسام عنها.
فغادر حسام
متابعة القراءة