روايه جديده بقلم فاطمه يوسف

موقع أيام نيوز


لبستها فوق جسم منعم
أغار عليها من أبيها وأمها
إذا حدثاها بالكلام المغمغم
وأحسد كاسات تقبلن ثغرها
إذا وضعتها موضع اللثم في الفم
في منزل مجدي فقد عاد من المشفى منذ ثلاثة أيام وأصبح الآن حبيس الغرفة ومها تعتني به ولكل شؤونه دون كلل أو ملل فهي قد سلمت أمرها لله واستعانت على حالها بالصبر والصلاة 
فتحدث مجدي قائلا لها 

_ ماتجيبي زين وزيدان يقعدوا وياي شوي اتوحشتهم من امبارح ومسمعش ليهم حس خالص .
كانت واقفة في الغرفة تنظم الملابس وتضعها في مكانها ثم أجابته 
_ حاضر هخلص تطبيق الهدوم وهروح أجيبهم أني سايباهم بيحلوا واجباتهم برة على مااخلص هيكونوا خلصوا .
سألها بخزي من نفسه 
_ هم في سنة كام دلوك 
تنهدت بحسرة ثم أخبرته سنهم 
_ رايحين تانية ابتدائي .
حرك رأسه للأمام بخزي من حاله فهو لم يعرف أبنائه في أي عام دراسي ولكنها لم تعلق على ذاك فهي باتت تستقبل أي شئ بهدوء فما أصابها وولداها لم يصدقه بشړ 
ثم أنهت ماتفعله وخرجت إليهم وجلست أوسطهم وهي تحتضنهم بحنان يولد في لحظته خصيصا لهم 
_ حبايب ماما دلوك بابا عايز يقعد وياكم شوي انتو اتوحشتوه قووي وبيسأل عنيكم 
عايزاكم متتعبهوش علشان هو خارج من المستشفى صحته تعباه تمام ياصغننين 
ابتسما لها الطفلان مرددين بتصفيق فهما لم يصدقا أنهم سيجلسان مع أبيهم وسيتحدثون معه عما يريدون 
ثم أخذتهم من يديهم ودلفت بهم إلى أبيهم الذي ابتسم فور رؤيتهم وهو يفرد لهم ذراعه قائلا بحنو لم يعهد عليه من ذي قبل 
_ حبايب بابا عاملين كيف وأخبار مذاكرتكم ايه 
ابتسم الطفلان بفرحة لجلوسهم مع أبيهم لأول مرة ثم أجابه زيدان 
_ إحنا زين قووي في العلام يابوي خالتو مكة حفظتنا جزء عم كلياته وماما دلوك بقت تحفظنا جزء الملك إحنا في سورة القيامة .
سعد مجدي بالفخر لتربية مها من ذاك الطفلان الهادئان ثم ربت على ظهر زيدان مشجعا إياه 
_ عال عال يازين أذكى العقول عقل يحفظ القرآن.
حزن زيدان داخله فأبيه ناداه باسم أخيه ثم تمتم الطفل بحزن 
_ أني زيدان يابوي مش زين مع إن الفرق بيناتنا واضح أنا طويل شوي عن زين وهو عنديه حسنة في جبهته .
قامت مها على الفور واحتضنت ولدها الحزين فهي لم تتحمل حزن أحدهم أبدا وعللت له 
_ له ياحبيبي بابا ميقصدش يتلخبط بيناتكم هو بس الدوا مخلي عنيه مزغللة ومشايفش كويس متزعلش يازيدان ياحبيبي 
ثم نظرت إلى مجدى تطلب منه أن يؤكد كلامها 
_ صوح يامجدي ولا مش صوح .
أحس مجدي بالخجل من نفسه فهو لم يعرف الفرق بين التوأمين ثم أكد حديثها 
_ طبعا ياحبيبي معلش يازيدان ياولدي العتب على النظر .
ابتسم الطفل ببراءة ثم هتف زين هو الآخر 
_ هو انت يابابا ممكن توديني التمرين المرة الجاية زي مازن صاحبي .
هنا شعر بالحزن الشديد فولداه محرومان من عطفه والآن أصبحا محرومان من وقوفه بجانبهم وتحقيق أمنياتهم 
ثم ردت مها بدلا عنه 
_ مش أني قلت لكم إن بابا تعبان ومش عايزين نتعبه أكتر يالا قوموا علشان تاخدوا شاور وتناموا .
تشبس بهم مجدي مانعا إياها
_ له سيبيهم وياي مش مضايقني ولا تاعبيني خالص .
أعلن هاتف مها عن وصول مكالمة وجدتها الطبيبة فأجابتها بترحاب ثم تحدثت الطبيبة
_ بقول لك ايه ياحبيبتي لو قاعدة جمب جوزى هملي الأوضة واخرجي عايزة أقولك على حاجة مهمة جدا.
شعرت مها بړعب اقت حم جس دها ثم خرجت من الغرفة ودلفت غرفة أبنائها وسألتها بقلق 
_ في حاجة ياداكتورة قلقتيني عاد 
تنهدت الطبيبة بأسى ثم أخبرتها بما عرفته 
_ في حاجة اكده كانت ظهرت في تحاليل مجدي الشاملة اللي عميلناها ومكنتش حابة أخبرك بيها إلا لما أتوكد الاول .
الى هنا لم تتحمل مها الانتظار ثم سألتها بقلق 
_ له إنت اكده قلقتيني خالص ياداكتورة اتكلمي هيوحصل ايه أكتر من اللي عرفناه 
أخبرتها الطبيبة بما اكتشفته 
_ مجدي طلع عنديه لوكيميا في الډم في مرحلته الرابعة.
شهقت مها بفزع من ماقالته الطبيبة الآن أيعقل أن يكون رب السما استجاب لدعواها عليه طيلة السنوات الماضية !
لقد كانت حينما يقسوا عليه تدعوا الله وقلبها مح روق ربنا يح رق د مك 
ولكن
انتبهوا أيها السادة فقد حذرنا الله من الدعاء على أنفسنا ولا على أولادنا فقد قال تعالى ويدعوا الإنسان بالشړ دعاؤه
بالخير وكان الإنسان عجولا
فلا تدعين على ابنك أو ابنتك مهما كانت غلبتهم لكي فلعلها ساعة استجابة وحينها ټندمون ولم يصبح للندم أي فائدة 
ثم استجمعت شتاتها وسألت الطبيبة
_ طب نعمل ايه دلوك ياداكتورة وايه الخطوات اللازمة علشان ربنا ياخد بيده 
أجابتها الطبيبة وهي ترشدها بالخطوات التي ستفعلها 
_ هبعتك لدكتور محي علام شاطر جدا وهو هيعرفك كل حاجة بس متبلغيش جوزك بالخبر لأنه هيأثر عليه جدا لما تروحي للدكتور سيبيه هو اللي يتعامل هبعت لك رقمه وعنوانه على الواتساب وتروحي له علطول لأن المړض في الدرجة الرابعة ولازم يبدأ رحلة علاجه .
شكرتها مها ثم انتهت مكالمتها مع الطبيعة وأسندت رأسها على التخت ودم وع عيناها تهبط على وجنتيها بغزارة وهي تحدث حالها
_ ماذا بعد ! ألم تمضي تلك الأيام المريرة !
ألم تنتهي صڤعات الزمان لي 
لقد تعبت وتألمت وجرحت وفاضت روحي والأل م مازال مكملا معي !
كفاك أيتها الصدمات كفاك أيها العمر وأنت تمضي بي رحلة عمرى وضياعي 
لقد أرهقت وأصبح كل شيء فوق مستوى احتمالي .
ثم مسحت دموعها وقررت أن لاتبلغ عامر بما عرفته ودلفت إلى الحمام وغسلت وجهها ثم ذهبت لهم كي ترعاهم فمسؤليتهم جميعا تقع على عاتقها الآن 
رآها مجدي وشعر أنها ليست بخير فسألها
_ مالك يامها الداكتورة قالت لك حاجة زعلتك 
تنفست ببطئ ثم أجابته بنفي 
_ له يامجدي هي بس كانت بتقول لي على اسم داكتور جديد هنروح له هو اللي هيتابع حالتك بس مفيش حاجة تاني .
ثم وجهت أنظارها إلى أبنائها آمرة إياهم 
_ يالا ياولاد علشان معاد نومكم جه كفاياكم سهر لحد اكده .
قاموا معها بطاعة اعتاد عليها ذاك الطفلان وودعهم أبيهم بقبلة لهم ثم خرجوا مع والدتهم
انقضى عدة أيام والأجواء هادئة على الجميع ونوعا ما الاستقرار يغلبهم 
واليوم الجمعة كان جاسر يستعد لأن يذهب مقهى الأدباء التى تجلس بها منة فهو قد شعر بأنها أصبحت جزءا من حياته ولكنها هي المتحفظة بشدة في المعاملة بينهم لم يشعر منها بأي إحساس تشعره تجاهه فدوما يسألها عن أشياء وإجابتها عكس ما يتمنى ولكنه استشف أنها منغلقة على حالها نظرا لحالتها الخاصة ولكنه قرر اليوم أن يحكيها عن شعوره تجاهها كي يرتاح فهو أحب برائتها وثقافتها وعقلها المتفتح أحس بأنه يريدها في حياته دق قلبه معها 
حتى العبادات والعادات التى تفعلها في ذا اليوم أصبح يفعلها مثلها كما عرف منها 
أنهى ارتداء ملابسه ووضع البريفيوم الخاص به ثم صعد سيارته وذهب إلي المقهى 
دلف الى ذاك المكان المحبذ لها ووجدها كالعادة تجلس وحدها وصل إليها وألقى السلام ثم سألها 
_ أمال روايتك فين النهاردة اللي بتقرأيها وقهوتك وكمان شايفك لابسة طقم ومتشيكة في عبايتك الكلاسيك !
ثم ردد مندهشا
_ كلك النهاردة متغير يامنون ياترى ايه سر التغيير 
ابتسمت منه وسألته هي الأخرى 
_ طب بمناسبة إننا هنا أصحاب مش صاحب مكتب والمديرة بتاعته ايه رأيك بقي في اللوك الجديد دي حلو علي ولا ايه 
أجابها بمشاغبة اعتاد عليها 
_ دي كلام بردك وسؤال تسأليه قمر طبعا ياصاحبي 
ثم أكمل وهو يسألها عن أخيها
_ أمال فين مدحت عديت عليه في ركن الفن ملقتهوش هو راح يجيب الغدا بدري اكده 
حركت رأسها برفض وقالت 
_ له هو مجاش معاي النهاردة.
اندهش من ردها ثم قال 
_ الله أمال إنت جيتي لوحدك ولا ايه 
ضحكت بخفة ثم أردفت
_ الله إنت أسئلتك كترت قووووي النهاردة يامتر مش عايز تشرب قهوتك ولا ايه 
ولا أقول لك اصبر عشر دقايق اشربها مع معاذ علشان أعرفكم على بعض .
سألها بدهشة عن معاذ فلأول مرة تنطق هذا الاسم 
_ معاذ مين ! إنت ليكي أخ تاني ولا ايه 
حركت رأسها بنفي ثم قالت 
_ له متجرجرنيش في الكلام لما ياجي هو يعرفك بنفسه اصبر بس .
منذ أن وصل إلى المقهى وهو يشعر بالغرابة من كل شئ في تلك المنة ثم أمسك هاتفه يتصفحه بملل فهو يشعر بوجود خطب ما 
ولم يمكث عشر دقائق حتى وصل معاذ بوجهه البشوش ملقيا سلامه 
_ السلام عليكم ورحمة الله أكيد حضرتك المتر جاسر المهدي صوح 
ابتسم جاسر بذوق لذاك البشوش ثم أجابه
_ أينعم هو أني بذاته مين انت بقى نحب نتعرف 
أجابه وهو يجلس بجوار منة الله وينظر إليها بابتسامة
_ اني يا سيدي معاذ بن عم منة وخطيبها لسه قاريين الفاتحة بتاعتنا امبارح طازة .
حقا لقد شعر جاسر بأنه ض رب في مق تل الآن ووجهه صار متعرقا بشدة وهم في عز البرد ثم ابتسم رغما عنه مباركا لهم 
_ الف مبروك ياهندسة ألف مبروك يامنة ربنا يكمل لكم على خير يارب .
ثم استئذنهم بأنه يريد أن يدلف إلى الحمام ولكنه تركهم وخرج من المكان بأكمله وهو يشعر بالخذلان من قلبه للمرة الثانية وكأن الفرح والسعادة ليسوا مكتوبين لذاك الجاسر ونصيبه من الهوى الخذلان .
انتهي_البارت
من_نبض_الوجع_عشت_غرامي
بقلمي_فاطيما_يوسف
مستنية_رأيكم_وتوقعاتكم
بسم_الله_الرحمن_الرحيم
لاإله_إلا_الله_وحده_لاشريك_له_يحي_ويميت_له_الملك_وله_الحمد_وهو_علي_كل_شئ_قدير
البارت_السابع_والعشرون
من_نبض_الوجع_عشت_غرامي
بقلمي_فاطيما_يوسف
حبايب قلب ام يوسف البارت لسه خلصان حالا مش عايزه اقول لكم تعبت فيه قد ايه فعايزه رايكم فيه طبعا انا معدلتهوش جاي لكم كده باخطائه بالحلويات اللي فيه علشان خاطر لو اتاخرت اكتر من كده عارفه هتاكلوني انا عايزه تفاعل يا جماعه عايزه ريفيوهات ونفسي اشوف ناس جديده قدروا فطيمه واخيرا ايه رايكم في البارت يا عسلات اسيبكم بقى مع البارت قراءه ممتعه حبيباتي 
عاد جاسر إلى منزله محطما وجلس على تخته بإهمال وهو يشعر بالإرهاق الشديد 
ولكن قلبه اعتاد على الۏجع وتلك المرة اخف من ذي قبل فلم يلبث أن يتعلق بها بشدة ولكنه يشعر بالخذلان الشديد من قلبه 
فقد كان قلبه ضريرا مشى طريقا لم يحسب خطواته ولكن مهلا أيها الۏجع لقد فقدت احتمالي على الصبر أصبحت اتمنى فقدان ذاكرتي كي أنسى اسمي شكلي وضعي بل أنساني كلي وكالعادة لجأ جاسر إلى ربه فهو الواحد الأحد الأعلم بقلوب عباده وهو فقط من يداوي الچروح ويضمد كسر القلوب فهو يستعين بربه على خذلان قلبه والله خير معين 
وقف بين يداي ربه يناجيه كثيرا وكثيرا حتى نام من شدة الإرهاق والتعب وانقضى ذاك اليوم بوجعه وأتى نهارا جديدا سطعت شمسه الذهبية وأعلنت عن نور الكون وإن دل هذا على شئ فإنما يدل على أن بعد العتمة نور يضئ الكون بأكمله 
انقضى نصف النهار وأشغل حاله في بعض القضايا التي بيديه ثم ارتدى ملابسه وذهب إلى مكتبه وهو لايعلم
 

تم نسخ الرابط