روايه جديده بقلم فاطمه يوسف
المحتويات
مكانها وهي غير مدركة لهيئتها المبعثرة الخاطفة للأنفاس ورددت بذهول
_ سيشن ! سيشن وراجل هيقف يقول لي اعملي كذا واعملي كذا وحوارات من داي !
لا ممكن يوحصل ابدا .
لم يسمع ماقالت وكل ارتكازه على تلك الصغيرة التى س رقت قلبه الآن بجمالها الذي ه دد حصون التماسك لديه الآن
ثم على حين غرة جذبها من يدها ولم يراعي وعوده لها فهو حب ست أنفاسه من هيئتها فشعرها انسدل على كامل ظهرها وبعض من خصلاته على جبهتها وعيناها المنتفختين من أثر النوم وكذلك شفاها فلم يقدر على الصبر وان يخت طف شفاها في قبلة عاص فة ويداه تلوي خصلات شعرها بين يداه
أما هو أنهى قبلته واحتضن وجنتيها بين يداه مطمئنا إياها
_ متقلقيش ياحبيبي السيشن في مكان مفيهوش نملة هتهوب ناحيته وكمان بنت هي اللي هتنفذه مش ولد هو أنا معقول اخلي راجل يلمح طيفك ولا يشوف ملامحك غيري
_ ده إنتي ډخلتي عرين الاسد اللي ياكل بس نانه كل اللي يفكر يقرب ناحيتك
وبنبرة متيمة ناداها
_ مكة .. حبيبي
أجابته بعينيها فأكمل
_ بحبك يارووووحي وأغلى من روحي أنا هنزل بقى والبنات هتطلع لك .
ثم قبلها من جبهتها بوقار لها وهو يردد بتأكيد
_ أنا واثق إنك هتطلعي عروسة قمررر
ثم غادر الجناح وتركها وقلبها وجس دها مفككين من عاص فة قربه الذي شنها عليها منذ قليل ولم تلبث حتى استمعت الى اصوات الفريق الذي بعثه آدم لها
ارتدت خمارها ونقابها وفتحت لهم الباب وإذا بها تنصدم مما رأته لقد رأت أربع فتيات منتقبات مثلها وهم يرددون عليها بهدوء راقي
_ السلام عليكم ورحمة الله عروستنا الجميلة تسمحي لنا ندخل .
بعد مرور ساعة تقريبا أنهوا المكيب الخاص
بوجهها وحقا كانت رائعة هادئة وجمالها أصبح فاتنا أكثر من ذي قبل
_ طب يالا يابنات العصر أذن نصليه
وأكملت وهي تنظر إلى مكة
_ متوضية تصلي معانا ولا تدخلي تتوضي
حركت رأسها بأسى
_ لا مش متوضية وبعد الميكب أظن مينفعش.
ابتسمت لها الخبيرة ثم طمئنتها
_ مين قال كدة ياعروسة ادخلي اتوضي طبعا الماتريال اللي بنشتغل بيها ضد المياه ويستحيل وشك يجرى له حاجة يالا اتوضي وتعالي نصلي وبعدين نكمل .
انفرجت أساريرها وما عادت تصدق ماقالته فلأول مرة تعرف عن ذاك المكيب ضد المياه ثم سألتهم على نوعه ومن أين يأتي فأجابوها بأن تطلبه منهم لأنهم اضمن من اي أشخاص
ثم دلفت إلى الحمام وتوضأت وخرجت إليهم وصففن بجانب بعضهن وأمتهن أكبرهن سنا وأقرأهن علما
وبعد عشر دقائق انتهين من الصلاة وجلسن للتسبيح ثم رجعن يكملوا مابدأوه
بعد مرور ساعة أخرى تحدثت الخبيرة وهي تمسكها من يداها وتلفها حول نفسها
_ بسم الله تبارك الله اجمل عروسة قابلتها في حياتي ربنا يتمم لك على خير ويفرح قلبك ياموكة .
شكرتها مكة واحتضنتها بمحبة فهي شعرت بالراحة معهم وأحبتهم كثيرا
الآن أصبحت الساعة السادسة مساء ذهب إليها آدم بطلته المبهرة الخاطفة للأنفاس فقد كان وسيما بحلته السوداء ورابطة عنقه ورائحته التى تسبقه وبشاشة وجهه وابتسامته التي أعطته كاريزما خاصة به
ذهب اليها وقلبه يدق بوتيرة سريعة مما هو قادم اليه فحبيبته وعروسه ستتوج اليه اليوم فهو مشتاق ومتلهف لرؤيه طلتها ولكنه خائڤ على نفسه من فتنتها ومن جمالها الذي يأسر روحه أخذ نفسا عميقا قبل أن يدلف اليها ثم دخل إلى المكان الموجودة فيه
وجدها تعطيه ظهرها خجلا من الموقف ثم استدعي الهدوء ووقف خلفها واقترب من أذنها هامسا لها من الخلف
_ عارف انك هتطلعي جميلة أوي أوي وهتبهريني بس أرجوكي براحة على قلبي المسكين ياحبيبي.
كانت تستمع إليه ودقات قلبها تتصارع داخلها وجس دها على وشك الاڼهيار من الخجل ثم استجمع شتاته ووقف مقابلها وناولها الورد في يدها الذي قبل باطنهما برغبة ثم اقترب منها وبدأ يرفع نقابها وما إن رآها حتى كاد يخر صريعا من بهاها
ولم يجد تعبيرا عن عشقه لها وفرحته بها غير أنه جذبها من يدها ورفعها أرضا وصار يدور بها بفرحة عارمة
ثم انزلها وردد بهيام وهو ينظر داخل عيناها
_ الصمت في حرم الجمال جمال في حد يخ طف قلب حد
كده واكتر من كدة أنا هدوب ياموكتي .
ثم أنزل نقابها وشبك يداه في يداها وذهبا إلى جلسة التصوير
بعد مرور حوالي ساعة أخرى انتهوا من جلسة التصوير وذهبوا إلى القاعة المختصرة المعازيم على أهلها وأهله فقط
وهرول الجميع إليها وجذبوها إلي أحضانهم وانهالوا بالمباركات عليها والفرحة سكنت وجوههم جميعا وبدأت أجواء الفرح بدون موسيقى وحقا كانت الأغاني المنتقاه بدون موسيقى رائعة وأثرتهم جميعا
كانت أجواء الفرح هادئة نوعا ما نظرا لرقى طبقة آدم وأهله وعدم وجود الموسي في الفرح
جلس آدم بجانبها أخيرا بعدما انتهى من التسليم على أقاربه وأصدقائه وماجدة وأخواتها تركوا مكة كي تجلس وتستريح
أمسكها من يدها بتملك قائلا وهو ينظر إليها بهيام
_ مبسوطة بيومك وبأجواء الفرح ياحبيبي
ابتسمت بهدوء و أجابته
_ كل حاجة فيه جميلة ماعدا الاختلاط وخاصة إن فيه ستات تبعكم لبسها مكشوف شوي .
نظر إلى المكان حوله وجد الجميع يتسامرون برقى وأجواء السعادة بادية على وجوههم ولم يوجد في المكان سكر او اي اختلاط فيه شغب ومؤذي للعين
ثم هدا قلبها من إحساسه بالذنب
_ ياحبيبي كل عيلة قاعدة مع بعضها والفرح راقي ومفيش اي مظهر يدل على غض ب ربنا باختصار المكان والجو شكل مايكون سهرة عائلية مش فرح فيه رقص شباب مع بنات .
لمست الراحة لها في كلامه ثم بدأت تنسجم مع الأجواء وتوزع ابتسامات لصديقاتها وأهله الذين يبتسمون لها
واستمر الفرح بأجوائه على هذا النمط المريح للعين والنظر والاعصاب
أما على تلك المنضدة الجانبية يجلس عمران وسكون وحدهما فقد كانت رحمة تقف بجوار مكة وزينب كانت تجلس مع ماجدة يتحدثن مع بعضهن
فسألتها ماجدة كي تطمئن على حالها بعدما علمت تفاصيل مشاكلهم من رحمة
_ طب واخرتها ايه يا أم عمران لاانتي هتقدري على كيد البت داي ولا صحتك حمل سلطان لو مد يده عليكي تاني
تنهدت زينب بتعب من حالها المكلوم الذي وصلت إليه بسبب غدر زوجها لها بعد كل ذاك العمر
_ في اني لازم اتحمل وأبقى موجودة في بيتي واتعامل بالعقل دلوك اني عندي ولد متجوز وبتي اللي لسه والدة بتاجي البيت على حسي ولسه معاي بنتة لازم اكون جارها ومفوتهاش آدي الله وآدي حكمته .
شعرت ماجدة بالأسى عليها ثم تحدثث بحنو وهي تربت على ظهرها
_ أهي الدنيا اكده البني ادمين فيها حالهم ماشي بالمقلوب لا الحلو فضل على حاله حلو والۏحش بيزداد وحاشة
وأكملت وهي تشجعها على قرارها
_ عين العقل انك مهتخسريش جوزك أبو عيالك وتفوتيه للعقربة داي .
جحظت عيناي تلك الزينب وهتفت باستنكار
__ جوز مين دي اللي مهفوتهوش يا أم الداكتورة ! دي لامؤاخذة اللي ميشلنيش حوايا على راسه ملبسهوش مداس في رجلي
واستطردت حديثها بتأكيد
_ انى مجبتش سيرته خالص اني قعدت علشان ولادي والبت داي مهفوتهاش تتهنى بشقاي وتعبي طول السنين
وأكملت بقوة امرأة مچروحة وهي تجز على أسنانها بح رقة
_ اما هو وحياة رب العباد وشعري اللي شاب واني كنت تحت رجليه وشايفه طلباته أوامر وبمحبة ماهيلمس شعرة مني تاني ولو حتى طلقها اني انك ويت منيه وقلبي كل يوم م ۏلع بسببه وهو مشافش مني اي شين يخليه يخون .
تنهدت ماجدة بح رقة هي الأخرى
_ لا اللي معاها الراجل مرتاحة ولا اللي وحديها مرتاحة والعيشة بقت صعيبة قووي .
أفاقت زينب من حالة الوج ع التى اعترتها ثم ربتت هي الأخرى على يديها متسائلة بقلق
_ وه طب وانتي مالك إنتي كمان مابناتك اهم كل واحدة فيهم بقت متسترة وفي بيتها وخلاص همهم انزاح عنيكي وهتعيشي كل يومين تاجي لك واحدة فيهم ولا راجل ينغص عيشتك تقومي براحتك وتنامي براحتك وتاكلي اللي على كيفك واللي ميعجبكيش متعمليهوش
وأكملت بدعابة كي تدخل السرور على قلبها لما رأته من حزنها
_ ههه والله اني بحسدك يا أم مها ياشيخة فكي بلا نكد .
ضحكت الأخرى بخفة ثم أردفت
_هههه الله يعزك يا أم عمران ايييييه دوام الحال من المحال .
أما عند عمران وسكون تحدث وهو يجعلها تنظر إلى والدته ووالدتها قائلا بدعابة
_ شفتي امي وأمك من شوي كانت ملامح وشهم كانهم هيبكوا عاد ودلوك الضحكة من الودن داي للودن داي والله انتو الستات حالكم عجيب .
قهقهت سكون على طريقته الدعابية ثم هتفت بنفس الطريقة
_ هما الستات اكده في لحظة تلاقيهم بيضحكوا على حزانهم
وفي نفس اللحظة تلاقيهم بيعيطوا في فرحهم ودماغهم بسيطة قوووي وأقصى أمانيهم يقضوا يومهم فنجان قهوة على البحر وهما بيسمعوا المنشاوي ولا الشيخ محمد رفعت وبعد شوية تلاقيهم بيبصوا للبحر بسعادة وبعدها يغيروا المحطة ويشغلوا الست أو فيروز وبتبقى نفسيتهم في الوقت دي ڤي أحسن مايمكن بس ليت ما يتمناه المرء يدركه والستات مطحونة في دوامة الحياة اللي مبتنتهيش وحلمهم البسيط دي ممكن ميحققهوش اصلا إلا لما قطر العمر يجري بيهم والصحة تروح وياه وساعتها قعدتهم هتوبقى بكا على اللي راح .
حملق بها بدهشة من كلامها ثم سألها
_ طب وانتي من الستات داي ياسكون الله الوكيل لو نفسك تروحي تقعدى على البحر بعد فرح أختك أخدك أوديكي وأحقق لك كل أمانيكي
واسترسل حديثه وهو ينظر لها نظرات مشاغبة مرددا
_ ونوبقى بقى هناك وحدينا والجو هيوبقى هادى خالص بصحيح والدنيا هص هص وأنا وانت ياحبيبي ونجوم الليل وبس.
الى هنا ضحكت بشدة من كلمته وهتفت بتحذير بعد أن هدأت من ضحكاتها
_ ابوس يدك ياعمران بلاها الغنوة داي اقول لك بلاها عبد الباسط حمودة دي خالص مش هو بردو اللي قال أبص لروحي فجأة
متابعة القراءة