روايه جديده بقلم فاطمه يوسف
المحتويات
المفاجأة التي لم تخطر ببال أحدهم والتفوا حول المسرح المستدير وجميع الكاميرات توجهت إليه ومن العجب أن مكة شعرت بن ار الغيرة من التفاف أكثر البنات حوله وتمنوا أن ينظر إليهم فقط أو أن يشير إليهم بيداه كان آدم عالما بمكانها من خلال الشاشة التي كانت في الغرفة التي استراح بها كي يأتي موعد غناؤه المتفق عليه ألقى نظرة إليها كى يفهم مغزى نظرة عيناها فهو بات يفهمها عن ظهر قلب فلم لا فهي حلم الايام التي يتمناها ويدعوا ربه أن تكون من حده ونصيبه وللعجب أنه رأى نظرة مختلفة اليوم نظرة يعرف معناها ويحفظها عن ظهر قلب جعلت قلبه يخفق راحة داخل أضلعه فحقا سعد لتلك النظرة التى رآها منها نظرة الغيرة فبدأ بإلقاء أغنيته المفضلة إلى قلبه وكأنه يوجه كلماتها إلى ذات الرداء الأسود
ما بلاش يا سايب اراضينا
ما بلاش تغيب عنا تاني
ما بلاش
قولي مين هيملى في يوم مكانك
قولي مين يعوضني حنانك
قولي مين في حزني يقولي مالك
قولي مين
الحقيقة إن الحياة ضحكت علينا
لا
الفراق ولا اللقا كانوا بايدينا
كنت سيبني لحد آخر لحظة جنبك
سيبني اقولك قد ايه وإزاي بحبك
مهما طال بينا البعاد مش هنسي حبك
مهما طال بينا البعاد مش هنسي حبك
واشوفك يوم علي خير
ما بلاش تغيب عنا تانى
كان يلقي أغنيته وهو ېختلس النظرات إليها طيلة الوقت ولكن دون أن يلفت الأنظار إليهما ولأول مرة تستمع مكة إلى غنواه بذاك التركيز ولأول مرة يخفق قلبها بشدة لذاك الآدم ولكنها الآن في عراك بين قلبها الذي يطالبها أن تمشي وسط الجموع وتقف أمامه وتدلي له بموافقتها ولأول مرة تشعر بمدى ع ذاب الحب وهي ترى الفتيات تتهافت عليه وتنك وي غيرة عليه وبين عقلها الذي ينهرها عن اقترافها ذاك الذنب وأنها تتبع شهواتها ونسيت أوامر دينها والتزامها وبأن الأمر كله لايصح ولكن ساعة تمني القلوب تتوه قوانين العقول وظلت سائحة في ملكوت غنواه لها وهي تتيقن أنه يقصدها بكلامه ونظراته المختطفة التى تحمل الرجاء منها والتمني لها
أما عن ذاك الثنائي العروسان سكون وعمران فقد كانت فرحتهم ببعضهم ظاهرة عليهم حاوطها من خصرها بتملك ثم اقترب علي وجهها وأسند جبهته بجبهتها وتحدث وهو ينظر داخل عيناها ويتنفس أنفاسها مرددا بهيام لخاطفة أنفاسه
وضعت كفاي يداها الحنونتان وحاوطت بهما رقبته وتحدثت بحب صادق ظهر بينا داخل عيناها
أني ياما حلمت بالليلة داي ليالي كتيييييييرة قوووي ياما اتمنيت بس إنك تحس بيا وبقلبي وبحبي الكبييير ليك أما اني أبقى بين ايديك والنهاردة فرحنا ده كان دعاوي بدعيها لربنا في قيام ليلي يحققها لي ويقر قلبي وعيني بيك ياعمراني .
تنهد وبعيناي عاشقة أومأ لها بأهدابه وتحدث بوله
هرولت إليه وارتمت داخل أحضانه العاشقة وتحدثت وهي تتمسح به بنفس هيامه
_ قول لي اني مش بتحلمي ياسكون وان الفستان اللي لابساه ده حقيقي وان الناس دول في فرحي على عمراني واني مش هصحى ألاقيني وحدي وكل ده طلع خيال .
ضمھا أكثر تلك العاشقة له وقربها لصدره أكثر وأكد لها بنبرة هائمة
_ لا ياحبيبي كله حقيقي إنتي ليه محسساني اني كتتيير عليكي ياسكون !
ده إنتي اللي كتييييييير عليا يا حبيبي طمني قلبك خلاص كل اللي جاي سعادة وجبر لقلبي وقلبك ياحبيبي .
كل ذلك تحت أعين الواقفين ينظرون إليهم والى عشقهم الظاهر والى جمال هدوئهم بأعين مختلفة أحدهم متمنية وأخرى سعيدة لهم وأخرى حاقدة عليهم وعلى فرحتهم وكانت تلك الوجد لاغيرها صاحبة تلك الأعين الحاقدة
انتهت الأغنية وبدأوا في مراسم إنهاء الحفل
تحت استعجال عمران فلم يعد يتحمل أكثر من ذلك وفي غصون دقائق ختموا فرحتهم بالزفة الأخيرة تحت التهليل والتصفيق لهم ممن حولهم
استغل عمران انشغال سكون مع سلام أهلها وتوديعهم وهمس لرحمة في جانب أذنها
_ عميلتي اللي قلت لك عليه بالظبط الاكل كله بيدك إنتي والحاجة ومفارقتيهوش
حركت رأسها بموافقة وطمئنته
_ متقلقش ياأخوي كل حاجة مظبوطة وأني اللي فارشة الشقة وأني اللي قافلاها بيدي لما دخلت الوكل وبعد ما لقيت المزغودة داي ركبت العربية وغارت طهرت السلالم ورشيت الملح الحصاوي في عين اللي ماتتسمى متقلقش كله تمام وقبل ما تدخل هرش الملح بردك عليكم ونستعيذ من شړ البني أدمة الشيطان داي وجبت الشيخ قرأ على الشقة كلياتها وشغلت فيها سورة البقرة وأمنتها على الاخر .
اطمئن عمران فهو قد حكى كل شئ لرحمة أخته عندما أخبرته بالرسالة التى جائت لسكون وكاد أن يض رب بكل شئ عرض الحائط ويبلغ أبيه بأذى تلك الوجد ولكن رحمة منعته كي لاتفسد عليهم فرحتهم وهذا ماتريده تلك الماكرة أخذ عمران سكون وانطلقوا إلى المنزل كي يبدأون حياتهم وينعما بقرب بعضهم
وصلوا شقتهم وبعد أن غادر الجميع وأصبحوا وحدهم اقترب منها عمران وهو يبارك لها
_ مبروووك يا أجمل وأحن عروسة في الدنيا .
ردت مباركته بخجل اعتراها فور أن دلفت عشهم الزوجي
_ الله يبارك فيك ياعمران .
رفع حاجبه باستنكار وردد
_ الله يبارك فيك يا مين ! لااااا معايزهاش اكده ومتخيلتهاش اكده .
ابتسمت بخجل وعيناها تنظر أرضا ثم سألته برقة
_ أماال تخيلتها إزاي
اقترب منها أكثر ورفع وجهها حتى قابلت عيناه عيناها واحتضن وجهها بين كفاي يداه
_ تقربي مني وتديني بوسة طويلة من اهنه وتقولي لي مبروك يا أبو عيالي .
اتسعت عيناها بذهول من كلمته وضحكت بخفوت وأردفت
_ أبو عيالي ! ده اللي هو ازاي يعني واحنا في أول يوم جواز
ضحك على تعجبها وحرك رأسه للأمام بتصميم
_ أه أبو عيالك باعتبار ما سيكون كمان تسع شهور بالتمام بعون الله .
ثم شمر ساعديه واقترب منها وظلت هي تبتعد وهي تردد بخجل
_ هو انت بتشمر كمك ليه انت داخل معركة لاسمح الله
غمز لها بكلتا عينيه وهتف مشاغبا إياها وهو يقترب وكلما اقترب
كلما ابتعدت
_ أمال إنتي مفكرة ايه هو لعب عيال ياحلوة .
مازالت تبتعد حتى وجدت كرسي ورائها فجلست عليه وهتفت بعيناي يكسوها الدهشة المغلفة بالخجل
_ ايه ده هو انت بتتكلم اكده ليه ياعمران ! أني ابتديت أخاف منك .
مط شفتيه للأمام بحركة عفوية منه
_ تؤ تؤ تؤ لا ياحبيبي خوف مين والناس نايمين صلي على النبي اكده ووسع لي الأحبال الصدرية عندك علشان نستعين على الشقى بالله .
هبط لمستواها واستند بيداه على المنضدة وهي تحرك عيناها وتنظر لحركته ثم رددت بحماس كي تنقذ حالها من محاصرته التى كتمت أنفاسها في اقترابه
_ طيب نصلي الأول المغرب والعشا وركعتين مباركة ليلتنا وبعدين ناكل علشان جعانة مأكلتش من الصبح .
نال رأيها استحسانه
_ وماله نصلي طبعا علشان ربنا يبارك لنا إحنا محتاجين بركة ربنا في الليلة داي وبردوا ناكل لقمة علشان تتقوتي اكده ويكون فيكي صحة لعمرانك ياحبيبي .
ابتلعت أنفاسها بصعوبة وأزاحته بحنو بكف يداها
_ طب خلاص عديني بقى أقوم أخلع طرحتي وأستعد لصلاتنا .
قبض على كف يداها بقوة قبل أن تزيحه ثم قبلها بشفاها قبلة مولعة تنم عن وحشته لها وهمس وهو ينظر داخل عيناها
_ معايزاش مساعدة من عمرانك
حركت رأسها برفض فأفسح
لها المجال كي تتحرك فهي خجلة للغاية وهو لم يريد أن يزيد عليها أكثر من ذلك ثم أنهت تبديل الفستان وتوضأت وصلت فرضها وصليا ركتعان مباركة زواجهما ثم وضع يده على رأسها ودعا لهما دعاء الزواج ثم قام وأحضر الطعام وجلسوا يتناولوا طعامهم تحت مشاغبة عمران وبعد دقائق معدودة اقترب منها عمران فلم يعد قادرا على ابتعادها أكثر من ذلك ودلفا إلى عالمهما الخاص في لحظات تخيلوها كثيرا وتمناها كل منهما فحقا حلال الله مذاقه مختلف وجبره للقلوب سكن وسکينة .
في منزل ماجدة وبالتحديد في غرفة مكة كانت تسترتخي على تختها ومنذ أن عادت من زفاف شقيقتها وهي على نفس استرخائها وعقلها يراجع ماحدث اليوم وكل مايشغل تفكيرها النظرات العاشقة من ذاك الآدم لها وغناؤه الذي شعرت طيلة القاؤه أنه لها ولأول مرة اجتاح جسدها شعور الحب وكم كان مؤلم ذاك الشعور لها نعم فشعور الحب والۏحشة والاشتياق لحبيب لم تطوله ولم تنوله لها الأيام ولن يسمح لها النصيب أن تكون له مؤلم وألمه يق طع نياط قلبها فهي الآن تشتاقه ومن المحال أن تهدأ ني ران اشتياقها إلا أن تتحدث معه وذلك من المحال أيضا كل خلية في جسدها تطالبها بالفكر بآدم قامت من مكانها وقررت التوجه إلى الله علها تكن وساوس شيطان وهذا ماأهداه لها عقلها توضأت وظلت تصلي وتدعي ربها بالخير يأتي لقلبها ظلت تصلي أكثر من ساعة ودموع عيناها تحاكي ربها وتناجيه أن يشفيها من ألم العشق الممنوع الذي زار قلبها في ليلة وضحاها وكأن أحدهم دعا ربه في ليلة مفترجة وأبواب السماء كانت مفتوحة بأن تعشق ذاك الآدم
وأثناء انغماسها استمعت إلى هاتفها يعلن عن وصول مكالمة وللعجب أنها حينما استمعت دقات الهاتف أعلنت دقات قلبها رنينا مطابقا لدقات الهاتف دون أن تعلم من المتصل ولكن قلبها يشعر بأنه هو وبحركة عفوية منها وضعت يدها على ذاك القابع بين أضلعها وكأنها تأمره أن يصمت عن دقاته المه لكة لمشاعرها ثم خطت خطوات بطيئة وبيدان ترتعش أمسكت الهاتف وعيناها رصدت نقش اسمه فأصبحت تنظر إلى السماء تارة والى الهاتف تارة وداخلها يردد
_ يا إلهي ماذا عساني أن أفعل فهو المغنى وأنا المنتقبة صاحبة الرداء الأسود وهذا قلبي يدق بين أضلعي عند رؤيا اسمه فقط يطالبني بأن أجبره وأسمع صوته فقط وهذه عقيدتي تأمرني بأن لاأفعل وتلك مشاعري تنهرني وتلومني لماذا لاأقترب وأنال سعادة قلبي معه
بحق جلالك يا الله اهدي قلبي وارشدني ماذا أفعل
هل أترك قلبي ينساق وراء مشاعري وأعطي له فرصة حق التجربة
أم أن أكس ر ذاك الهاتف وأظل أتحسر وأكبت
متابعة القراءة