روايه جديده بقلم فاطمه يوسف
المحتويات
وعايزين تحركوه على كيفكم زي عرايس الماريونيت !
كلكم صنف واحد كلكم صنف واحد .
تألمت بشدة من إمساكه لها بتلك الطريقة وهزه لها بذاك الع نف والتمعت الدموع في عيناها من هيئته الغاضبة بشدة وطريقته العڼيفة معها في الحوار ثم ابتعدت عنه حينما خفف قبضة يداه من على كتفيها وهي تدلك مكان يده التي أوجعتها وهدرت به
وتابعت عتابها وعيناها تلتمع دمعا
_ كل ده علشان رفضت اتعامل معاك زي مانت رايد !
كل ده علشان نفسي أحب واتحب واحس إن ليا وجود في قلبك زيي زي اي بنت !
تحرك خطوتان ناحية المكتب واستند عليه بباطن يداه وهتف بوج ع
بالتدريج الحب بتاعي هتعتبريه تملك والمشاعر هتستخفي بيها وبعدين الملل يدخل حياتنا وتبداي الشكى والبكى وحياتنا بدل ماتبقى ماشية بالعقل وأمورنا مستقرة لأن العقل بيحسبها كويس جدا هتخ رب لو مشينا ورا القلب ونعيد التجربة من تاني صوح
قرأت نظرات الۏجع في عيناه بل وتكاد تص رخ من كتمانها للدموع بشدة ثم اقتربت بضع خطوات منه وسألته
قرب مني وحبني زي مانا أستحق وأوعدك إنك مش هتندم اديني فرصتي أبدل لك الوج ع عوض اديني فرصتي واني أثبت لك ان صوابعك مش زي بعضها وان الدنيا لسه بخير
أثبت لك إن البيوت لسه عمرانة بالمودة والرحمة والسکينة ومبنية على أساس صلب صعب يتفك .
اهتز فكه بسخرية جعل داخلها يحزن من طريقته قائلا بأمل منقطع
_ تعالي يارحمة أبدأ معاكي حياة مستقرة وهادية بقوانين مرسومة نلتزم بيها وأوعدك انك هتبقي اهم قضية في حياتي وهسعى بكل جهدي مخسرهاش .
ابتلعت أنفاسها بصعوبة وأشارت إلى موضع قلبها مرددة بۏجع مماثل له
نفسه يعيش ولو ليلة واحدة من ليالي الالف اللي ياما سمع عنهم وسرح فيهم واتمناهم .
خلل أصابعه بين خصيلات شعره وتمتم بتذكر
_ أنا جاي لك من الماضي وبقول لك الحاجات دي بتهدم البيوت مش بتبنيها
جاي لك من هناك وبقول لك متصدقيش الأساطير دي علشان آخرها هم جبال هتخرجي منه وانتي مستنفذة كل طاقتك وحيويتك .
حركت رأسها برفض وهمست
_ سبني أجرب يا سيدي الحب بوجعه وشفني وقتها هقدر أداوي الۏجع ولا لا
سبني أخلق لك من ضلع وجعك حب جديد وحياة جديدة مش كلنا زي بعضنا ولا طباعنا واحدة .
على نفس سخريته أجابها
_ هتبقي زي والدتك اكده يارحمة !
جزت على أسنانها بغ ضب من سخريته وتداخله الأمور في بعضها ورددت باندهاش
_ انت بتعايرني ياماهر ان بابا اتجوز علي ماما !
كاد أن بجيبها ولكنها منعته قائلة
_ له متتكلمش كفايا على اكده النهاردة منقصاشي ك سر قلوب تاني اني ماشية مش هقدر اكمل .
قبل أن تغادر على صوته
_ علشان تعرفي إن نفسك قصير أهه من أولها ومهتتحمليش المشي ورا أمر القلوب .
أعادت بصرها إليه هاتفة بتصميم
_ من قال اكده يامتر أني نفسي أطول مما تتخيل ومسير قلبك هيجيبك حدي وهتنطقها بدل المرة ألف وهتشوف .
أنهت كلماتها وهربت من أمامه قبل أن ينكشف ضعفها ويرى أن قوتها التي تظهرها أمامه هشة وجلس على المقعد بإهمال يحاول كبت دقات القابع بين أضلعه لتلك المتمردة .
مرت الأيام ومكة بدأت تتحسن صحتها وسكون تراعيها اما مجدي حالته كما هي تصعب كل يوم عن ذي قبل ومازال في غيبوبته ومها تتردد لزيارته كل يومان
أما وجد وسلطان وزينب الأجواء بينهم هادئة نظرا لأن وجد تشعر بالاخ تناق كلما اقترب موعد زفاف عمران وسكون وكل شغلها الشاغل الآن هو التدبير لهم
أما سكون بدأت تجهز حالها لعرسها فلم يتبقى سوى يومان وتأتي الليلة التي حلمت بها كثيرا وقلبها يكاد يقفز من السعادة داخلها
واليوم حنتها على عمران تقف في غرفتها وهي تنظر إلى نفسها في المرآة بانبهار من جمالها والجميع حولها يهللون ويكبرون من هيئتها ثم تحدثت مها وهي تضع لها اللمسات الأخيرة
_ طالعة كيف القمر ياقلبي أول ما عمران هيشوفك هيتجنن من جمالك وقلبه مش هيتحمل الصبا ده كلياته .
ابتسمت بخجل من كلمات مها ثم أردفت
_ وه مش للدرجة داي ياأم الزين أني عادية خالص اهه .
ضمت مها حاجبيها بعبث وهتفت باستنكار مصطنع
_ ايه الكلام اللي هتقوليه ده ياعروسة ياقمرة إنتي
وتابعت استنكارها وهي توجه الكلام لمكة
_ طيب بذمتك يامكة مش طلتها الليلة كيف القمر ليلة تمامه ولا اني غلطانة.
كانت مكة تائهة في ملكوتها ملكوت الآدم الذي ظل طيلة الأسبوعان التي مكثت فيهم مريضة يراسلها يوميا كي يطمئن عليها ولكنها تدللت عليه ولم تجيبه إلا بضع مرات
لاحظت مها شرودها وأنها لم تجيبها فسألتها
_ وه مالك إنتي كمان يا شبر ونص سرحانة في ايه ومهترديش علي وبكلم حالي !
انتبهت من شرودها على استنكار مها لها وهي تردد
_ ها بتقولي ايه مسمعتش كنت سرحانة شوي .
مطت مها شفتيها بامتعاض وتسائلت بفضول
_ وكنتي سرحانة في إيه إنتي كمان
ده انتي الوحيدة فينا اللي سنجل وفي حالتك داي السنجلة جنتلة ومعندكيش حاجة شاغلة دماغك بيها ولا راجل يمغص عليكي عيشتك .
تأففت مكة من كلامها
_ لا ده إنتي قاعدة تقري علي بقي مش ناقصة يا أم الزين والله ده أني لساتي
خارجة من عملية ومأثرة علي منقصاشي هموم كمان .
ضحكن على طريقتها وظلوا يتحدثون بمرح وفرح إلى أن استمعوا إلى أصوات الزغاريد تملأ المكان تعلن عن وصول عمران وأهله مما جعل سكون تشعر ببعض المشاعر المتداخلة من خجل يصحبه اضطراب يصحبهما سعادة وبدأت تفرك يداها من شدة توترها ثم استدارت بجسدها الى شقيقتها قائلة
_ هو أني هخرج وسط الحريم بشكلي ده يامها أني خجلانة مهقدرش وركبي سايبة خليني ألبس حاجة تداريني شوي وألبس حجاب بسيط على شعري .
هنا تحدثت مكة مشجعة إياها
_ عنديكي حق مينفعش تخرجي اكده وكمان الزمن دلوك مش مضمون والمحاميل مخلتش
فضايح وصور ستات عرايا من أصحاب نفوس مريضة إلا وعمليتها فاستري نفسك وخليكي في الأمان أحسن .
لم يعجب مها حديثهم فلكزتها في كتفها وهي تهدر بها
_ وه كلام إيه ده يامخبلة إنتي ! دول كل اللي برة نسوان أخوالك ومرت عمنا الوحيد اللي جاية من السفر خصوصي علشان تطلع للقمر وخوات عمران والستات جيراننا اللي بيدخلوا علينا عادي وحماتها وخوات جوزها مفيش حد يستجرى يعمل اكده.
ثم وجهت أنظارها إلى سكون وأكملت بتشجيع
_ مټخافيش ومتتوتريش اكده ماني اهه اتجوزت قبلك وكنت عاملة زيكي بالظبط ومحصلش حاجة تستدعي توترك ده خالص
ثم ربتت على ظهرها بحنو واسترسلت بطمئنة لها
_ هدي أعصابك وفكي التوتر والخجل ده ياسكون وافرحي بليلتك في بيت أبوكي ومتضيعيش فرحتك الأيام الجميلة داي مش هتتنسي وهتفضلي طول عمرك تتمني الزمان يرجع بيكي تاني وتعيشي اليوم ده كله بتفاصيله.
أخذت نفسا عميقا ثم زفرته بهدوء وهي تحاول تهدئة حالها من توترها ثم قررت أن ترسل لعمران رسالة تستشيره فهي تحبذ رأيه دائما وما سيدليه عليها ستفعله
فأمسكت هاتفها وكتبت
_ حبيبي إنت جيت برة أكيد في حاجة عايزة أخد رأيك فيها أنى لبست الدريس اللي ورته لك قبل اكده الأحمر اللي اشتريناه سوا وهخرج أقضي بيه الحنة بس حاسة إني مكسوفة وأني خارجة بيه ايه رأيك أخرج عادي ولا ألبس عليه حاجة تداريه وحجاب بسيط .
كتبت رسالتها بيداي متوترة وانتظرت رده ولكنه لم يستمع إلى صوت الرسالة حين أتته وانتظرت رده وبعد مرور حوالي ربع ساعة لم يستلم رسالتها فشعرت بالاضطراب مرة أخرى ولكنها استمعت إلى نصيحة مكة في الآخر وارتدت بيزك بأكمام شفافة على الفستان ووضعت حجابا بإهمال على رأسها وخرجت اليهم عندما استمعت إلى صوت رحمة وحبيبة دخلن إليها وهم يهللون فرحا وخرجوا جميعهم إلى الخارج فانطلقت الزغاريد مهللين وفرحين بطلة العروس التى نالت إعجابهم
ثم ذهبت سكون إلى حيث توجد زينب وسلمت عليها بحب واحتضنتها فتمسكت زينب بأحضانها بحنو وهي منبهرة بجمالها
_ طلتك كيف القمر يابتي ربنا يجعلك عروسة السعد والهنا على ولدي ويجعله ليكي عريس العمر كله ياحبيبتي.
أمنت على كلامها ثم خرجت من أحضانها وبدأت مراسم الحنة واشتغلت الأغاني وجذبتها رحمة ومها وصديقتها فريدة وبعض المعزومين القلائل من البنات ووقفن يتمايلوا معها فرحين بها
ثم شدت رحمة حجابها من على رأسها قائلة
_ شيلي الطرحة ياعروسة كلنا بنات وستات اهنه وبعدين شيلي الكاريدجان ده كماني محدش غريب بيناتنا ليه مقفلة على حالك اكده شيلي ياعروسة شيلي .
مع أصوات التهليل والتصفيق اندمجت معها وخلعت حجابها وسترتها وما إن انكشفت حتى فتحت أفواههم جميعا مكبرين من جمالها ورشاقتها التى كانت تخبئها حول الملابس الفضفاضة وبدأت تعيش أجواء فرحتها بسعادة أما زينب وماجدة كن يكبرن في سرهن على جمالها خوفا عليها من العين والحسد فهي عروسة العمران حلم فتيات كثيرة حولهن ثم استمعوا الى صوت موسيقى المزمار البلدي مما جعل رحمة ومها يطوقون خصرها بذاك الحجاب وأصروا عليها أن ترقص وحدها وتفرح
فاستجابت لطلبهن وبدأت تتمايل بخفة ورشاقة جعلت الجميع ينتبه معها ومع رقصتها
أما في الخارج كان الرجال ملتفين حول عمران يتراقصون بالعصا ولكنه شعر بأن يريد أن يرتاح فمنذ أن أتى وهو لم يجلس على قدماه وما إن جلس حتى أخرج الهاتف من جيبه كي يرى الساعة فهو متلهف لانتهاء تلك الليلة كي يتنعم برؤية طبيبة قلبه وأيامه
ولكنه رأى رسالتها ففتحها وقرأ محتواها ثم قام من مكانه مستئذنا أبيه بأنه سيذهب إلى الحمام دقائق قليلة ويعود
ذهب بأقدام مسرعة إلى مكان تواجد النساء واقت نصت عيناه تلك الساحرة وهي تتمايل على أنغام المزمار بحرفية اندهش لها وعيناه اقت نصت
متابعة القراءة