الجزء الثالث نزيلة المصحه
المحتويات
لم تتواني عن الرد دلالا.. وإنما أثر الصدمة من السؤال.
فحثها على إجابة السؤال بصيغة اخري
شايفك مش بتردي يعني
فخرج صوتها اخيرا وهي تتلعثم كمن يتعلم الكلام جديدا
بدور علي كلمه أكبر من كلمة الحب اقولهالك.
فأكمل حسام وهو ينظر في عينيها البنيتين اللاتي انعكس فيهم ضوء القمر فأصبحتا تلمعان كبلوراتين
ولقيتي الكلمه
واخذت تقراء مابداخلهم بإهتمام كي تكتشف ماالسر وراء التغير الذي طراء عليه.
وكأنهن بردية فرعونيه كتب فيها سر الحياة الابديه.
واثناء انشغالها بحل أحجيات برديتها شعرت بأنها ترتفع مرة واحدة عن الأرض لتستقر علي صدره قبل أن يجلسها علي حافة الشرفه محيطا لها بكلتا يديه.
ثم اردف وهو لا يزال ينظر بيعينيها
لو قولتلك ياسمر أنك لو رميتي نفسك من البلكونه دي دلوقتي وضحيتي بحياتك عشاني هعيش باقي عمري مبسوط تعمليها
فأردفت سمر بنبرة واثقه
اطلبها وشوف بنفسك.
فتبسم هو وظنت هي ابتسامته عدم تصديق فأبعدت يديها عن عنقه وقامت بفردهم في مستوى جسدها كمن يستعد للتحليق.
مكنتش اعرف إنك مجنونه!
فردت عليه همسا
انا معاك مريت بكل الحالات وجربت المشاعر اللي فالدنيا.
معاك اټجننت وعقلت معاك حبيت وکرهت واتقهرت وسامحت معاك بقيت أم..
ومعاك قضيت حياة كامله لو انتهت فأي لحظة صدقني مش هحس بذرة ندم ولا هحس بأن حاجه فاتتني ومعشتهاش.
فلو زي مابتقول فعلا ان سعادتك فمۏتي فأنا هكون سعيدة وانا بنفسي اللي بقدملك السعادة دي زي ماأنت قدمتهالي.
بس قبل دا مايحصل عايزة اقولك حاجه للمرة الاخيرة ياحسام
إنت أمنيه عشت طول عمري بتمناها وبشكر ربنا انها اتحققت ومهما كان الشكل اللي اتحققت بيه انا راضيه بيها وفرحانه.
القت بعباراتها علي مسامعه ثم إنتظرت أن تري تأثيرها عليه
وتكاد سمر تقسم أنه اذدرد معه غصة تكونت في جوفه.
وتعلم جيدا ماسببها.
فحسام قد راقته الكلمات كثيرا وأسعدت قلبه.
ولكنه تمنى أن يسمعها من واحدة أخري وليس منها هي.
والأخري هى ود بكل تأكيد.
ولم توقعت هذة المرة بالذات أن تحمل ردة فعلة الامتنان لكل هذة المحبه التي تكنها له
ربما لأنها شعرت بأنه اليوم شخص مختلف كليا او ربما لإعتقادها أن اليوم هو يوم حظها!
ولكن علي كل ادركت إنها اخطأت في التقدير حين ظنت أن حسام لا زال لدية المذيد لها.
فزفرت بديق ورفعت وجهها عليه وهي ترمم تصدعات روحها برسم إبتسامة مزيفة لا تفرق عن الحقيقية.
ولطالما كانت الأمهر في تزييفها.
فقد اعتادت علي فعلهاطوال الوقت.
ونزلت من فوق سور الشرفة بمفردها ولم تنتظر اية مساعدة من حسام في ذلك فهو رفعها للسماء قبل قليل
وقد حان وقت السقوط.
اما في مكان آخر.
كانت تجلس فوق سريرها متربعة كوضعية لاعبي اليوجا
تنظر الي الفراغ امامها بتركيز وكريمة تجلس بجوارها
ولكنها كانت متكأة علي علي تاج السرير قليلا.
فهي تتعب كثيرا من الجلوس علي وضعية واحدة لفترات طويله.
فكانت تبدل أوضاعها من حين لآخر. وهذا هو آخر الأوضاع الذي استقرت عليه.
وظل الوضع هادئا الي أن بدأت انفاس ود تعلوا وتهبط وهنا شعرت كريمة بأنه يقترب منها
فعدلت جلستها سريعا وهي تستعد لنوبة جديدة من الصړاخ والإستغاثه من ود وهي تطلب منها أن تحميها ممن يريد الفتك بها
ولكنه في كل مرة يعدل عن ذلك بعد أن يجعلها تشعر أنها ادني من قاب قوس من المۏت ويجعلها تختبر هذا الإحساس مرارا وتكرا.
وبالرغم من أن كريمه فعلت ما بإستطاعتها كي تجعله يختفي من امام أعين ود الا أنه اقوي منها ومن كل مافعلت ومن جميع محاولاتها.
وتدرك ايضا انه اقوي مما ستفعل مستقبلا وسيظل الحال كما هو الحال منذ سنوات عديده وسيظل الوضع كما هو عليه..
ولا لود فرصة للتخلص من هذا الوضع القاسې الا فى حالة واحدة. وهي إنهاء حياتها.
ولم يكن هذا الخيار من ضمن الافعال المستحيله. فقد حاولت ود فعلها مرتين. وفي كل مرة تنجوا من المۏت بإعجوبه. وكأن لها اوجاع لازالت تنسج في الغيب ويأبى القدر الا أن تختبرها.
وبعد انتهاء النوبة المعتادة سكن جسدها وارتخت اطرافها وهى تراه يبتعد
بعد أن أفلت رقبتها من بين يديه وهو يراها علي وشك أن تتبوء مكانها وسط الأموات.
فيقرر أن يعطيها المزيد من الوقت وهي علي قيد الحياة فهو لم يكتفي من تعذيبها بعد.
توقفت اخيرا كريمه عن هدهدة ود بعد أن تأكدت أنها خلدت للنوم تماما.
وقامت بإرحة جسدها الهزيل علي الفراش ووضعت رأسها علي الوسادة.
واخذت تتأمل في جمالها الذي انطفأ.. وحل بدلا عنه ذلك الوجه الذابل الشاحب.
وظلت تتحسر علي خطأ قد حدث دون قصد كلفها وكلف ابنتها الكثير والكثير.
وأنسلت بعد ذلك من جانبها وخرجت من الغرفه الي غرفة المعيشه.
وأمسكت بالهاتف وفكرت جديا أن تهاتف الطبيب حمزة فهي بحاجة لاحد يساندها الآن فيما يحدث لود ويشد أذرها ويخبرها بأن كل شيئ سيكون على مايرام.
والأهم أن يكون لديه الحل الجذري لمشكلة ود الاذلية.
ومن سيكون كل هذا غيرة هو وحده.
ولكن ما منعها عن فعل ذلك هو تأخر الوقت فقد شارفت عقارب الساعه علي إعلان تمام الساعة الثالثة صباحا
فقالت لنفسها
ومن بهذا الوقت سيكون مستيقظا الا شخصان محب ومريض. وحمزة لا هذا ولا ذاك فإذا سيكون الآن من ضمن النائمين.
واعدلت عن رغبتها وقررت أن تصبر حتي الصباح ففي الصباح دائما يكون الرباح.
أنثى بمذاق القهوة ١٠
أفاق حسام علي ضړبات صغيرة رقيقة فوق ساعدة يعلم جيدا لمن تكون.
فتبسم ومد يدة ليمسك بصاحبها دون أن يفتح عيناه.
وماأن القي القبض علي ذلك المشاغب حتي تعالت صوت قهقاته الطفولية
وهو يجد نفسه جالسا فوق بطن ابيه الغائر كقارب صغير يتسع لمؤخرة قاسم الصغيرة أن تغوص بداخلة.
ولكن قاسم توقف عن الضحك قليلا كي يتعجب مما رأي اليوم!
فقد رأى امه تسند رأسها علي صدر أبيه في سابقة لم تحدث من قبل
ولم يسبق له أن رآهم بهذا القرب!
فأنحني للأمام قليلا وبدأ في دفع رأس أمه من فوق صدر أبيه ليصحح وضعا من ندرة حدوثه ظن الصغير أنه وضعا خاطئا.
إنفرج ثغر سمر عن ابتسامة وهي تشعر بدفع قاسم لها من فوق صدر ابيه.
وكأنه يخبرها أن وقتها السعيد قد أنتهي وأن الليلة الجميله قد ولت.
وحل من بعدها الصباح وأشرقت الشمس على ذبد ماحدث بالأمس.
وعليها ان تتوقع أنه سيذوب قريبا ولن يصمد أمام شمس الواقع الحارقه.
رفعت رأسها قليلا ثم ضغطت علي شفتها السفلي بتوعد وهي تنظر لقاسم
وتقوم بإرجاع شعرها للخلف
وهو بمجرد أن رأي حركتها ضحك واختبأ بين ذراعى ابيه
فحركة أمه هذة تعني أن هناك موجة من الدغدغه والعض تقترب منه.
فواصلت
متابعة القراءة