الجزء الثالث نزيلة المصحه

موقع أيام نيوز


شويه دا.
واختلط بكريات دمه!
ثم زفرة حسام واغمض عينيه هروبا من الدخان الكثيف الذى خرج من فمه وانفه وتبسم حين سمع عبدالله يحادثه معقبا علي ماقال
وكنت عايز تجرى كل الاحداث الممتعه دي يابني! 
ارجوك بعد كده متعديش حاجه تاني عشان انت بتعدى اهم مقاطع.
فهز حسام رأسه موافقا وأخذت ابتسامته تتلاشى شيئا فشيئا وهو يتذكر ذلك اليوم الذي مد يده علي ود لأول مرة في حياته.

وكم أنب نفسه بعدها. 
وكم لام يده على مااقترفته من خطأ بالتطاول على طفلته المدلله 
ولكن يده وعقله وقلبه وكل كيانه اجمعوا علي رأي واحد. 
وهو أن مافعله هو التصرف الوحيد الملائم في هذا الموقف. 
وأن يتوقف عن لوم نفسه فهو لم يخطئ.
ولم يكن يعلم حينها أن هذة المرة الوحيده والاولي التي مد فيهايده علي ود..
ماهي الا مرة أولى لمرات كثيرة توالت بعدها لاسباب كثيرة.
وان هذا الشعور بالندم سيبدأ فى التلاشي ليحل محله شعورا آخر بالراحة بعد كل مرة ېضربها فيها.
وأن كل ماكان يشعر به نحوها من عاطفة وعطف آنذاك سيتحول الي بغض وإشمئزاز
وأن كل ما آمن به طوال حياته سينقلب الي النقيض لاحقا بسبب تلك الماكره.
شعر حمزه بأن حسام وصل الي مرحلة من حياته من الصعب عليه أن يتخطاها ويكمل بعدها. 
علي الاقل فى الوقت الحالى.
ويبدوا انها كانت فعلا اكثر مراحل حياته ارتياحا كما سبق وأخبرهم. 
وأن ماسيأتي سيكون الأسواء علي الأطلاق.
ولذلك ها هو حسام قابع على مشارف نهاية الذكرى ينظر الي تلك الحقبه الزمنيه ولا يجروء علي المضى قدما للحقبه التي تليها من الذكريات
خوفا من تذكر ماحدث فيها ومامر به من الآم من الواضح انها تركت اثرا كبيرا في نفسه.
فكر حمزة فى أن يعطي حسام بعض الوقت لإستعادة رباطة جأشه حتي يقوى علي المواصله
حتى وإن كان هذا الوقت سيمتد للغد.
ولكن بمجرد التفكير بذلك هبت خلايا عقله معارضة علي الفكرة وتحالفت معها جيوش فضوله وشن الاثنان هجوما ضاريا علي الخلايا المؤيده للفكره.
فقټلتها جميعا واجهضت الفكره من رحم التفكير. 
وجلست متاهبة تنتظر أن يتبادر الي ذهنه مثل هذة الافكار المعارضة لفضوله مرة أخري كي ټقتلها ريثما تولد كما فعلت منذ قليل.
وأطرق الطبيب حمزة رأسه وهو ينتظر أن يتخذ حسام بنفسه القرار المناسب له.
فهو حقيقتا واقع في حيرة كبيرة بين ان 
يقترح علي حسام الرحيل ويترك عقله يتقلب على صفيح ساخن حتى الغد
أم يصمت ويترك حسام يستريح قليلا ويواصل حديثه. 
مع أنه كطبيب نفسي يعلم جيدا ان الضغط الذائد هذا ليس تصرفا سليما او منطقيا.
ولكنه اكتشف أن الفضول يلغي المنطق ويعلم صاحبة تجاهل كافة الأمور الاخري.
ويجعله يسلك جميع الطرق الملتوية التي تنتهي بما يرضي فضوله فقط ولا شيئ سواه. 
حتى وإن كانت تلك الطرق بها من المخاطر ما قد يودي بحياته الي الخطړ.
وها هو حسام يعفيه من هذه الحيره ويتنحنح لمواصلة حديثه.
فرفع حمزه عيناه علي حسام 
وعلم انه في هذه اللحظات يواجه كل خلية في جسدة الرافض أن يقحمة حسام في المزيد من الذكريات المؤلمة.
وتطالبه راجيتا أن يكتفي بهذا القدر من الألم لليوم.
وهذا واضح جدا من تصلب جسدة وتحول عيناه للون الأحمر 
واضطراب انفاسه ورعشة صوته الذي خرج متقطعا
واتنقلنا انا وأمي لشقتنا القديمه وكل اللي اخدناه معانا هدومنا وكراكيبنا.. 
وحبة ذكريات حلوة.
في البداية بعدي عنها كان بيعذبني وكنت حاسس اني مفارق روحي. 
لكني كنت باتغلب على الاحساس دا بزياره ليهم كل فترة. 
يعني تقريبا زياره كل اسبوع او اسبوعين.
بالرغم من أن أمي كانت رافضه تماما زيارتي ليهم أو اني اروح البيت عندهم هناك من الاساس.
وكانت بتقولي دايما جملتها المعتاده
إن اللي يطلعنا من حياته بإرادته مندخلهاش تاني حتي لو فتحلنا ابوابها علي مصارعها.
ودا اللي كانت بتعمله مع عمي قطعت كل تواصل معاه وفصلت الحراره عن التليفون عشان ميتكلمش معاها
لكن استمرت زياراته ليها ودي حاجه مكنتش تقدر تمنعه منها. 
لكن برضوا مكانتش معاه زى الأول 
وهو حس بدا. 
ورغم كده ولا مره حاول أنه يطيب خاطرها أو يعترفلها بغلطته فحقها.
وفكل مرة كان بيجيلها ويتعامل معاها عادي وهو شايف ومتأكد قد أيه هي مکسورة منه وزعلانه..
كان يسقط من نظرها اكتر.
لغاية مافاض بيها وشافت أن علاقتهم دي بقت قايمه علي النفاق في المشاعر وتزييف الارتياح 
واصبحت مرهقه ليها كليا. 
ففكرت جديا انها تطلب من عمي الطلاق وتسيبه كليا لكريمه وسيطرتها 
وحتي الساعات اللي بيجيلها فيهم مبقتش محتاجاهم منه.
وقالتلي قرارها دا وانا خۏفت جدا.
خۏفت لو نفذته يكون قطيعه كبري بينا وبينهم واتحرم من شوفة ود والمرواح هناك.
مع إن ود نفسها في الفتره دي بعدت عني وحطت حدود كتيره مابينا حتي في الكلام. 
وكنت كل مااروحلهم تقعدهم معايا دقيقتين اتنين وبعدها تدخل اوضتها وتفضل فيها لغاية ماأمشي. 
لكني كنت بعوض غيابها عني وجفاها بأني اشوفها من بعيد لبعيد وهي رايحه مدرستها أو وهي خارجه منها.
بس اطمنت عليها وانا شايفها بعدت عن البنتين اياهم ورجعت لأصحابها القدام.
وشويه والتهيت فى إمتحاناتي.
منا كنت وقتها في تانيه كلية تجاره وكان لازم إني انجح بتقدير عشان افرح امي واوري عمي إن فلوسه اللي بيصرفها عليا وعلي تعليمي مبتروحش هدر.
وهنا اردف حمزه معقبا علي حديث حسام
وهي الجامعة الخاصه اللي كنت فيها وقتها كانت محتاجه تعب عشان تديك تقدير 
دي كانت كل حاجه فيها ماشيه بالفلوس وقتها حتي التقديرات.
وهنا أمال حسام برأسه لليمين قليلا وضم مابين حاجبيه ليسأله وهو يشع بالغرابة من حديثه
أي جامعه خاصه! 
ومين اللي كان فيها
فأجابه حمزة بنبرة واثقه
انت!
فتبسم حسام وقد فهم الآن انها كڈبة اخري من اكاذيب كريمه وود التي لا يعرف مالمغذي من تأليفها!
ولكنه يعلم تماما انها خلقت لدعم كڈبة أكبر. 
أو لمساندة حدث وهمى جلل من تأليفهم ايضا. 
وهز رأسه بقلة حيلة وهو يفتح حقيبته ويخرج منها ورقة ما وقام بالنظر فيها متأكدا انها الورقة المرادة قبل أن يعطيها لعبدالله 
كي يقوم بتوصيلها للطبيب حمزه
فحسام حقا لم يكن يقوى علي الحركه في هذة اللحظات.
وفور أن أمسك عبدالله بالورقه قام بلبس نظارته الطبيه المتدلاه علي صدره بسلسال طويل وشرع هو في قراءة الورقة أولا.
وما هي الا ثوان ورفع وجهه من الورقه ونظر الي حسام بعد أن نزع نظارته من فوق عيناه واردف له في حنو بالغ
أنت اكبر مظلوم فمظاليم العالم يابني وبريئ من الكدب والتلفيق بتاع الناس دي عليك برائة الذئب من دم ابن يعقوب وانا اشهدلك ومستعد أشهد معاك.
قالها ورأي ابتسامة حسام التي اظهرت نابه المكسور فهز رأسه بأسي أكبر
وتحرك بالورقه نحو حمزه الذي اختطفها من يده اختطافا. 
ليقراء ماكتب فيها ويعرف أن حسام قد تخرج من كلية التجارة جامعه عين شمس الحكوميه.
وهاهي أول كڈبة من اكاذيب كريمة تكشف. 
ومن السهل جدا التأكد من صحة هذة الشهادة من عدمه بالرجوع الي الجامعه او حتي البحث عن ذلك عن طريق الانترنت. 
برغم أن الشهادة تبدوا اصلية الى حد كبير.
ولكن لا بأس من التأكد فكل شيئ جائز.
نظر حمزة الي حسام بعيون زائغة 
وقد
 

تم نسخ الرابط