الجزء الثالث نزيلة المصحه
المحتويات
وحدة الآن. وأنه اعمي كل العيون بظلامه عنها.
ولكن مسكين هذا الليل فهو لا يعلم أنه يخفيها من جانب لتهرب منه الي جانب الدنيا الآخر فتجعل الجميع ينعم بدفئها ماعدا هو الذي يعتقد انها لازالت مخبأة له وحدة.
ولا يدرك أنه الوحيد الذي نادرا ما تجتمع معه في وقت واحد.
وإن حدث هذا في يوم تحدث علي اثره ظاهرة الخسوف والكسوف
تماما مثله هو وود.
فهو الليل وود هي الشمس التي لم يستطع السيطرة عليها يوما مهما حاول.
ظل علي وقفته هذة حتي ضم الليل اطراف عبائته السوداء على الشمس واخفاها كليا.
وبدأ بنثر نجومه في السماء ليعوض بها غياب الشمس. وتكون دليلا للتائهين في ظلمته الحالكه.
أبدلت ثيابها ومشطت شعرها وازالت مساحيق التجميل التي من وجهة نظر حسام تخفي جمالها الطبيعي.
وكل هذا فعلته دون أن يشعر بها أو حتي يسمع لها صوتا!
فهذه هي طبيعتها. هادئة بدرجة لا تصدق.
ترك موقعه وتقدم نحوها وهو عازم على أن يجعل ليلتها هذه من ضمن اليالي التي لا تنسي.
جلس بجانبها وبمجرد أن فعل ذلك لاحظ رجفة في جسدها.
ولكنه استطاع بعد ذلك بطريقته أن يعيد اليه الليونة مرة اخري.
وأن يحولها لقالب من حلوى الجيلي بين يديه تفعل مايأمرها به وتنصاع لهمسه في هدوء تام
ولا يعلم حسام لم كانت هذة المرة مختلفه كليا فهي بدت شهية مثل حلوي الجيلي التي يعشقها تماما!
اما سمر فقد إنتقلت الي عالم آخر جديد عليها بالمرة وهي بين يدي حسام ويعاملها بهذة الطريقة الحنونه لأول مرة منذ يوم زواجهم.
والذي تصنفه بأنه أكثر يوم مشئوم مر عليها.
وقد استجاب الله فيها لدعواتها التي كانت تدعوها منذ قليل ورقق قلب حسام عليها وجعله يراها اخيرا بعين المحبة اخيرا.
وكم كانت مسكينة وهي تفسر ما حدث بينهم بهذا التفسير.
فالحقيقة غير ذلك تماما.
فما فعله حسام معها لم يكن اكثر من شفقة ممزوجة بتجارة مع الله.
نهض حسام من الفراش وذهب الي الشرفه وقام بإشعال سېجار وبدأ في شربه وهو ينظر الي السماء الواسعة كأنه يطالب الله رد السعادة التي منحها لسمر منذ قليل في التو والحال.
تماما كمن يتبع أسلوب المقايضه ولكن مع الله.
ولا يعلم أن الله يدبر الامور كلها لما فيه مصلحة العباد.
والتي قد لا يعلمها العبد في كثير من الاحيان ولهذا السبب ليس كل مايتمناه المرء يدركة.
فيحزن العبد ويشعر بالخذلان من الله له ولكنه لا يعلم أن الله قد يكون بعدم استجابته لدعائه قد دفع عنه شړا مستترا كان مصاحبا لتلك الاماني.
اما سمر فأعتدلت في جلستها واخذت تراقبه
وقد صدقت تماما أن هذا الوقت قد تكون ابواب السماء قد فتحت للداعين.
فواصلت دعواتها بإن يظل حسام هكذا معها ولا يعود لسابق عهدة.
وبعد ذلك نهضت وتركت الفراش وتوجهت اليه وهي تحدث نفسها
بأن الليله حتي وإن لم تكن ليلة إستجابه.
فهي بالفعل ليلة الحظ بالنسبة لها.
ولهذا ينبغي عليها أن تستغلها لأقصي حد ممكن.
وقررت أن تفعل شيئا لطالما تمنته بينها وبين نفسها وكان تحقيقة من ضمن المستحيلات.
فذهبت اليه بخطوات بطيئة وهي تمشي علي اطراف اصابعها كما اعتادت أن تفعل كي لا تتسبب في إزعاجه يوما.
واصلت التقدم حتي وقفت خلفة تماما وقامت بمد يدها التي كانت ترتعش خوفا
ولامست جسد حسام العارى ثم أبعدت يدها بسرعة كمن لامست جمرة ڼار.
واغمضت عينيها پخوف وهي تنتظر جزاء مافعلت.
ولكنها فتحتهم على دفئ جسد حسام الذى التصق بها.
فوجدت نفسها بين احضانه ويداه تدوران حول خصرها لتطوقانه.
فلم تصدق مايحدث!
واردفت لنفسها مؤكدة
أن هذة الليلة فيها من السحر ماجعل الذي لم يتحقق منذ سنوات يحدث الآن. ويحدث بسخاء بالغ.
فرفعت يديها ووضعتهم علي صدره ونزلت بكفوفها للأسفل رويدا رويدا الي أن توقفت عند خصرة.
وشجعت يدها كي تتسلل الي ندبته
وظل هكذا دقائق حتي أردف اخيرا
شكلها مدايقك مش كده
انا عارف إن منظرها صعب وكنت حاجز عند دكتور تجميل عشان اشيلها واجمل المنطقه اللي هي فيها.
لكن اللي حصل دا لخبط كل مخططاتي.
فاردفت سمر بسرعة نافية لإعتقادة
لا ابدا ياحسام مين اللي قالك انها مدايقاني
بالعكس.
اصلا انا شكلك بقي مرتبط عندي بالاثر دا وبشوفه جزء من تكوين جسمك وحاسه ان لو حاجه فيك اتغيرت هشوفك شخص غريب.
فأردف حسام متسائلا مرة اخري ليتأكد أن ماقالته حقيقيا وكانت بالفعل تقصدة
يعني أنتي معندكيش مشكله مع اثر الحړق دا ياسمر
فنفت سمر للمرة الثانيه ولكن بهزة من رأسها.
فنظر حسام بعيدا ثم همهم متسائلا
اومال هي لية
ولم يكمل جملته.
فقد أبي أن يفسد علي هذه المسكينه ليلتها بذكر إسم غريمتها فيها
واكتفي بهذا القدر.
فتبسم بحزن وقد ومضت أمام عينية عدة ذكريات جعلته يتعجب وهو يقارن بين موقف سمر من ندبته وموقف ود.
وذهب الي واحدة من تلك الذكريات بخياله
وشرد عقله پألم حين خيل اليه أنه انه يسمع صوتها الآن وهي تصرخ به ڠضبا
وهو خارج من الحمام نصف عار ويجفف شعره وقد ظن انها ليست بالغرفه
حسام ارجوك قولتلك متعملش كده مرة تانيه انا مبتحملش اشوف المنظر دا جسمي بيكش ونفسي بتلعب وببقي عايزة ارجع.
قالت جملتها وهي ټدفن وجهها بين يديها هروبا من منظر ندبته.
فما كان منه سوي الجري وارتداء باقي ملابسه سريعا
وهو يتفوة اثناء ذلك بكافة انواع الأسف
فهو يعلم تماما انه محرم عليه أن يجلس امامها دون حجب هذة الندبة عن عينيها.
فقد اخبرته مرارا كم تستاء منها وتشمئز من النظر اليها.
افاق من شروده علي ملمس يد سمر وهي تتهادى فوق الندبه رويدا رويدا كمن يتفقد بأصابعه لوحة الموناليزا ويختبر ملمسها حين رآها لأول مرة.
فاغمض حسام عينيه وهو يشعر براحة عجيبة
فلأول مرة تمتد يد لتلمس ندبته دون أن يشعر صاحبها بالاشمئزاز كما كانت تفعل ود...ودون الشعور بالشفقة كما تفعل أمه.
يد صاحبتها لا تشعر نحوة ونحو ندبته سوى بالمحبه.
فأنحني بجسده عليها حتي اسند ذقنه علي كتفها وسألها هامسا
بتحبيني ياسماره
فبهت لونها فجأة وشعرت أن الدم قد توقف عن الجريان في أوردتها وتحجرت مقلتيها وتوسعت ابتسامتها لما سمعت!
فالاشياء الجميلة كلها تحدث اليوم .
وبعد أن كان حسام لا ينطق إسمها العادي الا نادرا
يناديها الآن بإسم الدلع!
فيالها من ليلة اغمضت سمر عيناها متمنية الا تنقضي ابدا.
والا تشرق الشمس سوى بعد عدة اعوام وتظل حبيسة الليلة معه الي أن ترتوي من نهر الكوثر المتمثل فيمن تغوص بين ذراعية الآن.
ولما طال إنتظار حسام للجواب تبسم
فهو يعلم جيدا إنها
متابعة القراءة