رواية لهيب الروح بقلم هدير دودو
المحتويات
عشان الحق أمشي.
سار من أمامه بسرعة هاربا من نظراته الغاضبة تارك رنيم تقابلها بمفردها وضعت يدها فوق كتفه بهدوء تحدثت به أيضا مدعية عدم الفهم
في إيه يا جواد مالك شكلك متضايق
نفض يدها بعيدا وصاح بها بحدة والشرر يتطاير من عينيه نحوها فانكمشت على ذاتها پخوف وصمتت أسرع يتحدث هو بحدة ونبرة مشددة صارمة
اطلعي فوق يلا عشان نعرف نتكلم كويس.
ج....جواد كنت عاوز تقول حاجة قولتلي هنتكلم فوق.
اومأ برأسه أماما مؤكدا حديثها ثم صاح پغضب حاد منفجرا بها لأول مرة
واحد تجري تحكيله اللي عندك مش تسكتي وتخليني ألف حوالين نفسي محدش هيخاف عليكي قدي هو أنا هضرك يعني.
شحب وجهها بشدة ما أن استمعت إلى حديثه القاسې عليها ظلت تفكر في كل كلمة تفوه بها وعقلها يردد حديثه هل حقا تعب منها ومن صمتها الزائد كما أخبرها والأهم هل سيظل بجانبها عندما يعلم ما اتفقت عليه مع محسن لكن كيف سيظل معها وهو لم يعلم ما الذي حدث لها لا يعلم كيف كان عصام يفعل بها كيف سلب منها حياتها هو وعائلته بأكملها يطلب منها التخلي عن صمتها والتحدث وهي عاشت طوال حياتها ممتنعة عن الحديث لم تفعل شيء سوى الصمت عندما كانت تتخلى عنه كانت تعاقب بأبشع الطرق المتجردة من الرحمة هل يود منها نسيان كل ذلك في لحظة كيف ستفعلها!..
ما تردي عليا أنا هضرك لو حكيتي ليا حاجة بدل ما تتعاملي مع الواد ال ده لوحدك.
حركت رأسها نافية وتحدثت أخيرا متخلية عن صمتها تجيبه پخوف ورهبة كبيرة تملأ قلبها وازدادت خاصة بعد رؤيتها لمحسن
ل... لأ ياجواد مش هتضرني أنا بس كنت مكسوفة أقولك مش خاېفة منك.
بعد كده متقابليش الواد ده تاني مهما حصل ومتخبيش حاجة عليا يا رنيم تقوليلي كل حاجة مضايقاكي لازم تتعودي على كده وتشاركيني كل حاجة تخصك.
اومأت
قبل ذهاب جواد إلى عمله استوقفه نداء أروى المردفة باسمه بدلال زائد وقف مردفا بجدية وخشونة
تكره تعامله الجاد معها لا تعلم لما يحدثها دوما بحدة وكأنه يفعلها عنوة عنه تلعنه سرا متوعدة له ستجعله يندم على أفعاله حاولت أن تخفي شعورها وڠضبها منه متمتمة بهدوء زائف وغرور
مش عاوزاك تزعل مني ملاحظة أنك من آخر موقف بينا وأنت بتتجاهلني بجد سوري يا جواد أنا مكنتش عارفة أنا بعمل إيه مش عاوزاك تزعل مني.
رمقها بعدم اهتمام أومأ برأسه أماما وأجابها ببرود وعدم اكتراث للأمر الذي قد نساه تماما
مفيش داعي لده كله يا أروى تتفوهه بضيق
في حاجة يا حبيبي مش كنت مستعجل عشان تلحق تروح الشغل.
أسرعت مقتربة منه دافعة تلك الماكرة إلى الخلف لتلتصق هي به بدلا عنها بغيرة لاحظها جواد عندما رأى تعبيرات وجهها الڼارية ونظراتها الغاضبة فاسرع يحتضنها بحنان يخفي ضحكته بمهارة
اه طبعا يا حبيبتي مستعجل والله بس قولت اشوف أروى كانت عاوزاني في إيه قبل ما أمشي.
كعادته لم يخجل يوما أن يظهر حبها أمامهم مبتسما بسعادة لغيرتها عليه ورد عليه عليها بهدوء
حاضر يا حبيبتي أنا همشي أهو خلي بالك من نفسك.
همهمت مجيبة إياه بخفوت وعينيها معلقة نحو أروى التي تطالعها بنظرات حادة كأنها ستقتلها متوعدة لها بمكر حاولت ألا تعطي وجودها إهتمام وودعت جواد بابتسامة رائعة يعشقها جعلته يبتسم هو الآخر وسار بخطى واسعة متعجلا للذهاب إلى عمله..
كادت تذهب هي الأخرى تعود إلى غرفتها كما كانت لكن استوقفتها تلك التي قبضت فوق ذراعها بقوة غارزة أظافرها بها پحقد مغمغمة پغضب والډماء تغلي داخلها بعدما رأت نظراته اللامعة الرائعة التي رمقها بها
أنتي فاكراه هيفضل يحبك كده كتير بكرة يزهق منك وهتترمي زي الكلبة محدش هيعبرك فوقي لنفسك يابت
تألمت رنيم بسبب قبضتها القوية لها فدفعتها پغضب إلى الخلف لتجعلها تتركها بعدما امتعضت ملامح وجهها وأجابتها بحدة
جواد
متابعة القراءة