رواية لهيب الروح بقلم هدير دودو
المحتويات
غرفتها واقفة أمام المرآه تتطلع على ذاتها ولازالت تفكر في حديث جواد الذي دار أسفل هل حقا يود الزواج بها! بالطبع لم يفعل كل ذلك شفقة عليها لأجل ماحدث لها من مديحة أمامه هي لم تستحق الحب ولا أي شئ لأجلها لن تبقى أنانية وتفكر في ذاتها فقط ستظلمه معها.
كيف ستجعله يتزوج من فتاة مثلها هو يستحق الأفضل هي فقدت جميع مميزاتها اصبحت بلا روح ولن يوجد أحد يستطع أن يجعل روحها تعود إليها من جديد فقدت جمالها أيضا فبالرغم من شفاء عدة چروح لكن هناك بعض العلامات الدائمة على جسدها علاماته التي تكرهها وتتمنى التخلص منها كما فقدت أهم شئ على يده فقدت أمومتها أيضا كيف ستجعله هو يعيش معها كل ذلك الألم والعڈاب لن تكون هكذا بل ستظل حاملة جميع ۏجعها وحزنها في قلبها محتفظة به لذاتها هي فقط.
ج....جواد باشا هو في حاجة عشان تدخل كدة.
كان يقف يتطلع نحوها في جميع تفاصيلها يتطلع في ملامحها الهادئة الخلابة التي تسحره عينيها المتيم في عشقهما وكأنهما عالم آخر يدلف به ما أن يتطلع بهما كما يرى ايضا بغض أثار لصڤعات زوجة عمه أمس التي أغضبته كثيرا.
حاول أن يستجمع ذاته جيدا أمامها مردفا بجدية وتعقل
أنا جاي عشان عاوز اتكلم معاكي وبعدين والله أنا لقيت الباب مفتوح وخبطت انتي كنتي واقفة زي ما انتي ومردتيش فدخلت.
لأ عادي محصلش حاجة قول اللي حضرتك عاوزه.
جلس فوق الأريكة فتوجهت بجانبه تاركة بينهما مسافة وبدأ حديثه ببعض المرح ليخفض من توترها وخۏفها الذي شعر بهما
أول عشان نعرف نتكلم بلاش باشا دي هتزعليني عشان دخلت شرطة بقولك عاوز اتكلم معاكي عادي مش قابض عليكي.
هو أنا اسمي وحش اوي كدة مش عاجبك
حركت رأسها نافية وأجابته مسرعة
لأ طبعا اسمك حلو أوي والله.
عقب على حديثها بمرح مرة أخرى
طب امال ايه باشا دي عاوز اعرف اتكلم قولي جواد بس.
أشارت له ليتحدث مردفة بهدوء وبعض من الخجل تنفذ ما طلبه لتجعله يتحدث بما يريد
طب اتفضل اتكلم ياجواد.
هو انتي ليه قولتي امبارح إنك مش موافقة تتجوزيني.
هربت من عينيه ونظراته المحيطة بها متطلعة أرضا بخجل وأجابته بتوتر
أنا مش موافقة...ومش بفكر في الجواز أصلا وبعدين مش محتاجة شفقة اللي حصل امبارح من مديحة هانم أنا متعودة وكان بيحصلي اسوأ من كدة منهم كلهم فشكرا ليك.
ومين قالك أصلا أن انا عاوز اتجوزك شفقة ما لو كدة كان ممكن اشوف أي حل تاني
هقف قدام ابويا والكل عشان شفقة مثلا.
شعرت بالتوتر من حديثه هاربة من نظراته التي تعلن حبه لها تدعي جهلها لتفسيرهم حتى تتهرب من ۏجع قلبها وتمتمت متسائلة هي الأخرى مدعية عدم الفهم
ا... أنت قصدك إيه بعدين عاوز تتجوزني ليه لما هو مش شفقة...
ابتسم بثقة عالما ماتفعله الآن لكنه رد عليها بمهارة
عشان حاجات كتير أوي بعدين انتي رافضة ليه ماتديني فرصة وتجربي هتخسري إيه
أجابته بضعف وقد اجتمعت الدموع داخل مقلتيها بحزن
أ... أنا معنديش حاجة أخسرها ولا عندي حاجة أجرب بيها برضو أنا مستنية مۏتي بس.
ربت فوق يدها بحنان ورفع وجهها إلى أعلى حتى يجعلها تتطلع نحوه لترى حقيقة مشاعره نحوها نظراته التي تخبرها بكم العشق المتواجد لها تخبرها أنه عاشق ولهان متيم بها رد عليها بنبرة عاشقة بصدق
عندك حاجات كتير أنا اصلا مش محتاج غيرك أنتي عندي بالدنيا كلها يارنيم وبجد والله مش بضحك عليكي أنا مفيش حاجة عندي أهم منك بعدين لو مش مرتاحة بعد الشړ يعني هبعد ونتطلق.
سالت دموعها عنوة عنها فوق وجنتيها بضعف وحزن ونهضت مسرعة توليه ظهرها بحزن خافية دموعها من أمام عينيه مردفة بضعف وعجز يقطع في قلبها حتى كاد يفتك به
جواد أنا خسرانة كل حاجة انا حتى عمري ما هخلف تاني من بعد ما سقطت أنا مش هبقى أم طول حياتي جسمي كله مشوه في حاجات كتير انت مش هتقدر تستحملها بلاش أنا وبلاش توجعني أنا مش ناقصة.
لاول مرة يعلم بعدم قدرتها على الإنجاب نهائيا لكنه حاول أن يخفي صډمته حتى لا ېجرحها ووقف خلفها بحزن لأجلها لأجل نبرة صوتها المقهورة العاجزة وضع يده فوق كتفها بحنان مردفا به
أنا
متابعة القراءة