روايه سهام العدل

موقع أيام نيوز


ليس لديها الحق في أن يحبها شاب ويختارها من بين الجميع ويتزوجها تعلم أنه حلم مستحيل التحقق موجوعة حد البكاء كل ماتحتاجه حضڼ دافىء تلقي فيه ذلك الثقل الذي تحمله على صدرها منذ سنوات ويزداد كل يوم تقدمت فيه في العمر.
نهضت ذاهبة إلى أمها لترتمي بين ذراعيها تلك المرأة التي عاشت سنواتها الستين تعطي فقط دون مقابل تتحمل متطلبات الجميع بوجه بشوش ونفس راضية تحمل هم الجميع ومع ذلك تبث فيهم الرضا والصبروعندما وجدت صوت والديها عال بعض الشئ همت بالرجوع ولكن استوقفها كلمة أمها التي نطقتها بۏجع يعني خلاص يافتحي.. سمعت كلام حميدة واتجوزت بعد العمر دا كله

رد عليها بنبرة حادة أيوة ياصباح هو أنا يعني مش من حقي اشوفلي حتة عيل قبل ماأموت عيل يحمل اسمي
ردت بعتاب لا حقك يافتحي وحميدة اختك بتحارب بقالها ٢٠ سنة لما عملت اللي هي عايزاه
هدأت نبرته وقال بهدوء قلبها عليا ياصباح مانا أخوها الوحيد وأنت عارفة انها بتحبك وانتي غلاوتك عندنا إزاي 
قالت بإستهزاء يصحبها ۏجع آه مانا عارفة ربنا يعطيكم على قد نيتكم تصبح على خير يا يا فتحي 
خرجت سدرة من غرفتها متجهة للحمام الذي يجاور غرفة والديها لتستعد حتى تذهب لعملها فوجدت أختها تقف بالقرب من الغرفة تبكي بصوت مكتوم وتغطي فمها بيدها شعرت بالقلق فاقتربت منها تسألها إيه ياسدن اللي موقفك كده وبتعيطي ليه!! 
نظرت لها سدن پقهر ثم سحبتها من يده متجهة إلى غرفتها ومغلقة الباب خلفهما وقالت بدموع الحقي ياسدرة بابا اتجوز
نظرت لها بتعجب غير مصدقة ثم حاولت عدم إظهار رد فعلها وقالت وإيه يعني مايتجوز
نظرت لها سدن بتعجب ثم قالت پبكاء وماما ياسدرةماما 
قالت سدرة ببرود ومالها ماما ماطول عمرها عارفة ان عمتك الحرباية بتجرب وراه عشان تجوزه وأمك عقلها أكبر من كده فكك انتي من الحوارات دي وانتي ولا كأنك تعرفي حاجة... ثم تركتها وخرجت تاركة سدن تبكي طوال الليل حتى أذن الفجر وسمعت صوت إغلاق باب الشقة فعلمت أن أباها قد نزل لصلاة الفجر فخرجت لتطمئن على أمها التي تتقطع أنياط قلبها لأجلها طوال الليل فلم تجدها استيقظت كعادتها كل يوم.
فتحت عليها باب غرفتها وجدتها مازالت نائمة.. اقتربت منها تتأملها بحزن ولكنها ابتسمت عندما وجدتها تبتسم وهي نائمة فحاولت أن توقظها قائلة بهمس ماما ماما قومي يالا الفجر أدنأول مرة تتأخري عنه... ظلت على هذا الحال عدة دقائق فلم تجد إجابة شعرت بالذعر فتناولت زجاجة الماء الموجودة على الخزانة الصغيرة التي بجوارها ونثرت منها البعض فوق وجهها ولكن ليس هنا إجابة بدأت بهزها پعنف وهيستيرية ماما ماما ردي عليا عشان خاطري
لم تشعر بعودة أبيها ودخوله عليها متفاجئا إيه فيه إيه خير ياسدن مالها أمك
قالت پبكاء هيستيري مبتصحاش ولا بترد عليا
اقترب منها زوجها وبدأ يستشعر نبضها وأنفاسها وثلوجة جسدها وقال بحزن إنا لله وإنا إليه راجعون أمك ماټت ياسدن 
ذاك الشهر الذي مر لم يخمد النيران المتقدة في قلبه من فعلتها ثم فراقها المفاجىء له كل ليلة يستيقظ مڤزوعا وهو يراها معلقة في السقف متدلية من ذلك الحبل اللعېن وكلما عاد من عمله ودخل الغرفة يرى نفس الصورة تطارده ورغم أنه لم يستسلم لهذا الحاډث أن يدمره ولم يسمح لحزنه أن يظهر وأن يسيطر عليه إلا أن قلبه ېحترق يشعر بلسعة الڼار لا تفارقه كلما نظر إلى ولديه الصغيرين اللذان مازالا ينتطران عودة أمهما ورغم محاولة إقناعهما بأنها لن تعود الأمل لديهم لا يتوقف.
انهمك في عمله أكثر من اللازم وحاول تعويض كل ماأهمله في شهور مرضها عاد يعمل بكد وعناء ويخرج كل يوم أرواح جديدة ترى النور من بطون أمهاتهم جعله الله سببا ليري نظرة السعادة في عيون كل أم ترى ابنها لأول مرة وكل أب يحمل مولوده بين يديه هذا الشىء الوحيد الذي يشعره ببعض الرضا فهو في النهاية أب ولم يكن أي أب بل أب مسئول يعرف ماعليه من واجبات تجاه أبنائه.
خفف العبء عنه بعض الشئ هو إلحاق الولدين بروضة أطفال بعدما اقترحت عليه ياسمين ذلك
 

تم نسخ الرابط