الجزء الثاني نزيلة المصحه

موقع أيام نيوز


من خلالهم ويتبعها.. 
ظلت تجري وتجري الي ان وصلت الترام فصعدت وجلست علي مقعد بجوار الشباك وهي تلهث وتحرك الترام وخاڤت ان يكون قد لحقها الى الترام ايضا ولكنها اطمئنت وهي تراه واقفا على الرصيف بين الجموع ينظر لها في ڠضب شديد ككل مرة 
فأطلقت زفيرا بارتياح وهي تراه يبتعد عنها حين تحرك الترام وبدأ يتلاشى شيئا فشيئا الي ان اختفى تماما..

فأسندت رأسها للخلف واغمضت عيناها وهي تهمس امتا هتختفى من حياتي نهائي بقي ومااشوفكش تاني انا تعبت تعبت قالتها ثم رفعت يديها تضغط علي جنبات رأسها علها تستطيع ان تخفف ألم الرأس الذي يصيبها فور ظهور هذا الکابوس امامها فى كل مره..
توقف الترام في آخر محطاته فنزلت ود واكملت المشى الي ان وصلت البيت الذي كان قريبا نوعا ما وماإن وصلت الى باب الشقه وفتحتها ورأت كريمه حتي ذهبت اليها مسرعة وارتمت فى احضانها تشكوا اليها خۏفها بدون كلام والأخري بدأت تبث فيها الأطمئنان بتمسيدات حانية على شعرها وظهرها.. وبعد دقائق استكانتها ود في احضان كريمه اردفت كريمه 
شوفتيه
فأجابتها ود پألم وانا من امتا مش بشوفه ماانا دايما بشوفه في نومي فى صحياني فكل وقت قدامى دايما واقفلي ومستني اى فرصه عشان يموتني ويخلص مني ومش عارفه هو مش بيعمل كده ليه عشان يرتاح ويريحني انا كمان معاه..
هدرت بها كريمه بنبرة غاضبه فور سماعها لهذا الكلام 
ود اوعي اسمعك تجيبي سيرة المۏت مره تانيه سامعه وبعدين هو ميقدرش يعملك حاجه ولا يأذيكي وكل دي اوهام فدماغك طيب ماهو لو يقدر كان عملها من زمان ايه اللي يخليه يستني طول المده دي وايه هو الوقت المناسب اللي مستنيه ماهو اللي بيأذي كل الأوقات بالنسباله بتكون مناسبه للأذي انسي ياود انسي وارجعي عيشى حياتك مره تانيه ولو شفتيه ارجعى اعملى نفسك مش شايفاه زي زمان وانتي هتلاقيه اختفى هو بيظهر لما انتي بتسمحيله ويختفي لما تتجاهليه صدقيني الامر دا بايدك انتي ياود وانتي المتحكمه فيه.
ابتعدت ود عنها وتنهدت وهي تردف 
الموضوع مش بالسهوله اللي بتتكلمي بيها دي ياماما الموضوع اصعب من كده بكتير صدقيني مش انا اللمتحكمه فشوفته ابدا هو اللي بيظهرلي علي حسب ماهو عايز وفي الوقت اللي هو عايزه وحتي لو غاب بيرجع يظهر مره تانيه عشان يفكرني بيه ويقولى اني عمري ماهرتاح فحياتي ابدا..
فنظرت لها بشفقة ثم اردفت مفيش قدامنا غير واحد بس هو اللي ممكن يخلصك من دا كله ويعمل اللي غيره مقدرش يعمله ثم نظرت بعيدا واردفت الدكتور حمزه..
فتبسمت ود فور سماعها لإسمه فهي لا تعلم سر الراحه المرتبطه بهذا الطبيب والتي تشعر بها بمجرد ذكره او رؤيته دونا عن أى شخص التقته طوال حياتها..
ونظرت لكريمه وبدأت تؤيدها بإيمائة من رأسها صاحبتها همسات مختصره 
وحتي انا كمان عندي نفس الإحساس الا هو رقمه معاكي ياماما
فأومأت لها كريمه وهي تلتقط حقيبتها التي بجوارها وتفتحها وتخرج منها هاتفها ومدته لود التي نظرت اليه مستغربة وقبل ان تسألها علمت كريمه ماستسألها عليه واخبرتها ان هاتفها لم تعد تستطيع استخدامه وأن هذا هو الأءمن الأن وشرحت لها ماقاله الطبيب حمزه وتفهمت ود واخذت منها الهاتف وبدأت على الفور بمهاتفة حمزه ولكن الغريب انه لم يجب علي الاتصال وللحقيقه ليس هذا ماكانت تتوقعه منه اطلاقا
ولكنها التمست له عذر الانشغال واخذت الهاتف معها لغرفتها لتعاود مهاتفته مرة اخرى بعد ان تبدل ملابسها وتستريح قليلا..
وبالفعل قد فعلت ذلك بعد حوالي الساعتين وعاودت الاتصال مرة اخري ولكن اتصالها للمرة الثانيه لم يجد اية إستجابه مما جعل ڠضبا طفيفا يتسلل الي نفسها فها هي تشعر انها ليست ذي اهميه لدي حمزه وهذا الشيئ لم تعتادة البته..
اما حمزه فبمجرد ان صدح هاتفه برقم كريمه يعلن عن مكالمة منها بدأ يتقلب على جمر وهو لا يستطيع الرد عليها ومن الجائز ان يكون حدث لود مكروه ما
وظل يستدعي صوته للعودة اليه مجددا ولكن للأسف لم يلبي صوته النداء وخذلهولا يستطيع ان يفتح الخط ولا يجيب فذلك سيجل الړعب يدب في قلوبهم وحالتهم لا تحتمل خوفا
فأغمض حمزه عيناه وهو يشعر بالعجز حين صمت الهاتف وظل يتحسس حنجرته كي يكتشف مالذي حدث له جعل صوته يختفي وفهم السبب حين شعر پألم شديد في رقبته وهو يتحسسها وخمن انه قد يكون تلقي ضړبة ما عليها فعلت به هذا..
مرت ساعة علي الاتصال الاول تقريبا وبينما الطبيب حمزه مستلقى علي سريره حيث اصبح لا حول له ولا قوة يحاول ترتيب افكاره لكن عقله في كل مره يحاول فيها كانت تبوء بالفشل
وقد علم الطبيب حمزه السبب فعقله قد توقف عن العمل تماما فقد نفذ وقوده وهو الآن في حاجة ضرورية للوقود المتمثل في قدحا من القهوة
إما هذا وإما يستمر عطله وتوقفه الي وقت غير معلوم..
واثناء تفكيره هذا نظر الي الباب الذي سمع عليه عدة نقرات وقامت اخته سماح التي انهت مهاتفتها لزوجها واولادها كي تفتحه ومأإن ظهر من خلفه عمروا حتي تهللت اسارير وهو يراه ممسكا بيده كوبا بلاستيكيا من القهوه فهبت جميع حواسه وصړخت من الفرحه وتمني لو يستطيع التحرك في هذه اللحظه لكان ھجم عليه وأختطف الكوب من يده وبدأ في ارتشافه
فها هو عمرو يصافح اخته ويسألها عن حاله وغير ذلك المسافة من الباب الي ان يصله والتي خيلت الي حمزه بأنها اصبحت الاف الاميال
فنظر اليه عمرو نظرة عابره كي يطمئن علي حاله اثناء الترحيب بأخته ولم يستطع تجاهل نظرة الجرو التي رآها في عيون حمزه وهو ينظر الي كوب القهوة في يده فأشفق علي حال صاحبه وانهي الكلام مع اخته وتحرك نحوه سريعا وقهقه حين رأي ابتسامة حمزه الواسعه ولهفته التي سيطرت عليه وهو يراه يتقدم وخيل اليه كطفل صغير يرقص فرحا حين اشار له ابيه بالكثير من حلوته المفضله
جلس عمرو بجانب حمزه ووضع الكوب علي الكوميدينو الصغير بجانبه ورفع رأس حمزه اولا ثم نصفه العلوي وسنده عليه وتناول الكوب وقربه علي فم حمزه وظن ان حمزه سينقض عليه كصقر ينقض علي فريسته ولكنه اصيب بالذهول حين ابعد حمزه وجهه للخلف عن الكوب فقربه منه عمرو مرة اخري فكرر حمزه نفس الحركه
ففكر عمرو قليلا في سبب ذلك ورفع حاجباه حين تذكر انه نسي طقوس حمزه لشرب القهوة. ففتح غطاء الكوب وقربه منها وهنا حمزه دنا منه بوجهه وقام بإستنشاق رائحة محبوبته واغمض عينيه منتشيا وأصدر صوتا يدل علي كامل استمتاعه امممممم
فنظر عمرو وسماح لبعضهم وابتسما علي هذا العشق العجيب وهذا العاشق المچنون..
وارتشف حمزه اولى قطرات قهوته وماهي الا لحظات وكل عضوا من جسده قد حدث فيه اختلال بسبب افتقاده للقهوة عاد للعمل من جديد وبنفس كفائته الاولي..
حتي صوته قد تحرر بعد انهائة للكوب كاملا وخرج متقطعا وهو يشكر عمروا
وكأن القهوة اصبحت جزءا من تكوينه اذا غابت تداعى من بعدها ثائر جسدة.
دقائق معدوده
 

تم نسخ الرابط