الجزء الثاني نزيلة المصحه
المحتويات
حسام بسخرية
اه ماهو لازم تقول كده ماهم اكيد ملوا دماغك بكلامهم ومسكنتهم
اسمع يادكتور انت هتتكلم وتقول هما فين يعني هتتكلم مفيش حل تاني او حل وسط
انا لازم اوصل لود فأقرب وقت قبل ماتهرب وتسيب البلد
ولو دا حصل ودينى لأكون دابحك وشارب من دمك انت مش ملزم تعمل معاهم كده او تساعدهم لأي سبب من الأسباب حتي لو كانت اسباب انسانيه وخلي بالك ان ممكن انسانيتك دي اللي طلعت مع ناس غلط تنهى حياتك..
واغمض عيناه مستسلما لظلام دامس لم يدخله شعاع من النور الا حينما فتح عيناه ببطئ فوجد نفسه فى غرفة في مشفى
ورفع يده يتحسس جسده فوجد انه قد جرد من الجزء العلوى من ملابسه
وهناك الكثير من اللاصقات الطبيه والشاش الذي يفوح برائحة المطهرات متفرقات علي صدرة
واكمل جولته فى الغرفه ليجد صديقه الطبيب عمروا جالسا بجواره على اريكة
ممسكا بهاتفه ويطالعه بإهتمام فحاول ان ينادي بإسمه حتي يعلمه بأنه قد عاد الى وعيه
لكن الكلام لم يخرج الا همسا لم يتخطى محيط شفتاه حتى!!
فقلب كفة يدة وضړب بظهرها قائمة السرير الحديدي فأصدرت الضړبه صوتا نبه عمرو في الحال وجعله يهب واقفا ويسرع نحو حمزه ويسأله متلهفا عن حاله وكيف اصبح
اومأ حمزه لعمرو مطمئنا ولكن دون جدوي فحالته لا تطمئن بالمرة..
وحاول حمزه مرارا وتكرارا ان يتحدث كي يسأله كيف اتي الي هنا علي الاقل او من الذي اتي به.. وللأسف فشلت جميع محاولاته..
فسحب المقعد وجلس بجواره وبدأ يقص له كيف اتي الي المشفى هنا
وكان ذلك بمساعدة بعض سكان عمارته الذين وجدوه ملقى على الارض وقاموا بحمله وإيصاله الي المشفي
وبعدها قاموا بالاتصال عليه من هاتفه كي يأتي اليه بحكم انه آخر من اجرى معه اتصالا قبل رقم اخر هاتفوه فوجدوه مغلقا..
الا وهو هروب ود من المشفي وكيف سار الامر بعد اكتشافهم لهذا الخبر
فكل مايرويه عمرو الآن لا يعني له مثل هذا الامر.
وهاهو يحملق فى عمرو بإهتمام شديد حين اردف عمرو بحماس كأنه تذكر شيئا عظيما كان قد نسيه
انتظرالطبيب حمزه بأعصاب مشدوده الى ان شارفت على التلف الفقره التي سيذكر فيها عمرو اسمه ويقرنه بهروب ود ولكنها لم تأتي
وكل ماذكره عمرو لاحقا هي تفاصيل وشكوك حول الطريقه التي يحتمل ان تكون قد هربت بها المريضه وتخمينات حول وقت الهروب
فإرتخت اعصاب الطبيب حمزه حينها فقد علم انه قد برء من التهمه قانونيا علي الاقل...واما بالنسبه لمدير المشفي فهو سيخطى ذلك فكثيرا ماتحدث معه مثل هذه الأمور..
مضي بعدها اليوم وقد قضاه عمرو كاملا بجوار الطبيب حمزه يعتني به
فهو يعلم انه ليس لديه احد سوى اخته القاطنة في محافظة اخري ولن تأتي اليه سريعا إن طلبها وايضا لأن حمزة يستحق هذا الاهتمام وهذه العناية منه فهكذا يكون رد الجمايل وهذا هو وقته
وحمزه رصيده لدي عمرو ليس بالقليل..
وبحلول الليل اتي وحيد اليهم ليتولي هو الورديه الليليه مع حمزه ليذهب عمرو الي بيته على وعد بالقدوم في اليوم التالي لتبديل الورديه مرة اخري مع وحيد
فغادر عمرو وجلس وحيد بجانب حمزه ولكن فضوله لم يسمح له بأن يصمت ويكتفي بإن يتحدث هو فقط
فقد كان فضولة قاټلا يريد ان يعرف ماالذي او من الذي فعل هذا بحمزه ومالسبب وراء ذلك
ورغم انه يري ان حمزه لا يستطيع الكلام او الإجابه علي اسئلته
الا انه استمر في طرح نفس الاسئلة بين الحين والاخر آملا ان يقوي حمزه علي الاجابه في مرة من المرات..
ولكن للأسف فها هو اليل قد بدأ في الانسحاب ولم يتلقى منه اية اجابات ولكن التحسن في حالته بات ملحوظا فها هو قد بدأ يئن الان
وهذا دليل علي انه سيتحدث قريبا..
واثناء ذلك صدح هاتف حمزه برقم اخته للمرة الخمسون تقريبا من أول اليوم الي الآن وكل هذا لانه لم يتصل بها منذ الامس
فتجاهله هذة المرة ايضامضطرا فهو ليس لديه خيار آخر غير التجاهل والا كيف سيجيبها
اما اخته فألتهم القلق روحها علي اخيها الوحيد
فها هو اليوم يقطع عادته اليوميه لأول مره
وهذا ما جعل قلبها يحدثها ان مكروها قد حدث له وخاصة مع عدم رده عليها مهما حاولت الاتصال به
فما كان منها الا ان تركت اولادها مع زوجها واستقلت اول وسيلة مواصلات وانطلقت الي القاهرة فورا لتطمئن على اخيها وكل اهلها..
وبعد ساعات وصلت سماح شقيقة حمزه الي مسكنه وصعدت الي شقته واخرجت المفتاح الخاص بها وهمت ان تفتح باب الشقه لتدخل وتري ماذا حدث لاخيها ولكنها توقفت عما تفعل على صوت احدي الجيران
اهلا ياسماح يابنتي حمداله عالسلامه لو بتدوري على الدكتور حمزه اخوكي فهو في المستشفي السكان نقلوه امبارح الصبح..
وهنا تهاوى قلب سماح من السماء السابعه فور سماعها ذلك
فهاهي جميع مخاوفها قد تحققت واتضح ان احساسها لم يكن ېكذب ابدا وهاهو غاليها اصابه مكروه ما..
فصړخت بزعر وهي تنظر للسيده
حمزه في المستشفي ليه جراله ايه وفأنهي مستشفي ارجوكي اتكلمي قوام
السيده هما لقوه الصبح واقع قدام العماره وسايح في دمه جراله ايه دي محدش يعرفها
وفأنهي مستشفي دي تسألي عليها عمك صابر في السوبر ماركت عشان هو كان مع الناس اللي ودوه واصلا هو وجوزي وباقي السكان كانو رايحينله كمان شويه وانا كمان كنت بجهزله اكل وا...
وقبل ان تكمل جملتها نظرت لسماح التي اطلقت قدميها للريح وهرولت مسرعة نحو السوبر ماركت لتسأل في أي مشفى يرقد اخيها
وماأن وصلت وسألت حتي اسرعت تسابق الريح الي هناك بقلب يرجف وعبرات تتسابق للسقوط
ودعوات وتضرع الي الله ان يحفظه لها من كل شړ وسوء لم تنقطع الا بوصولها الي باب غرفته التي اندلت اليها اخيرا..
فتحت سماح باب الغرفه مرة واحده ودخلت مسرعه بكل ماتحمل من خوف بداخلها
مما ادي الي جفل واستغراب حمزه والطبيب وحيد وخوفهم من هذا الھجوم المفاجئ الذي حدث للتو لكن سرعان ماسكن وجل قلوبهم وهم يروا من صاحبة الھجوم..
فتغيرت ملامح الطبيب حمزه للضيق وهو يراها ويري حالتها ودموعها فلم يكن يود ان يقلقها عليه او ان تراه في هذة الحاله وتكون النتيجه هى مايراه الآن..
هجمت عليه سماح ماإن افسح لها وحيد المجال وبدأت تتحسسه بقلق بالغ وهي تسأله بصوت قد اختنق من كثرة
متابعة القراءة