الجزء الثاني نزيلة المصحه
المحتويات
هاتف ود ومدته له..
فقال الطبيب حمزه معترضا
لا دا مش هينفع لانه حديث وسهل جدا تتبعه من خلال الارقام الموجوده عالعلبه بتاعة العده هاتي تليفونك انتي عشان عده نوكيا قديمه وصعب تتبعها..
اومأت له كريمه برأسها قبولا واخرجت هاتفها بعد ان اعادت هاتف ود للحقيبة مرة اخرى ومدته اليه واردفت پخوف
خد يابني ولو هيعرف طريقنا من تليفون ود خده ارميه وانت ماشي فأي مكان بعيد عن هنا.
كريمه طمنتني ربنا يطمن قلبك ياحبيبي يارب.
قام الطبيب حمزه بوضع الشريحه في الهاتف
واتصل بها علي رقمه الآخر وسجله لهم بإسمه ثم اعاد الهاتف للسيدة كريمه وتلفت حوله كمن يبحث عن شيئ ما وفهمته كريمه وقالت له
رجعت الاوضه بتاعتها وانت بتعمل فالتليفون..
هي متخلصتش من احساسها بالظلم لغاية دلوقتي وممكن فأي لحظه عقلها يسولها ان حسام قريب عليها او هيوصلها تقوم تنهى حياتها من الخۏف منه ومن اللي هيعمله فيها..
كريمه لا يابني ازاي اسيبها بس وهو انا معايا ايه غيرها انا هفضل طول الوقت جنبها وعيني عليها.
كريمه حاضر
حمزه طيب انا هدخل اعمل فنجان قهوة اعملك معايا
كريمه لأ والله ابدا ماتعمل انت انا اللي هعملك ياحبيبي وهشربك احلي فنجان قهوة من ايد خالتك كريمه.
حمزه تسلم ايدك ياخالتي طيب ابقي اعملي فنجان لود معاكي بالمره.
حمزه لأ بدات تحبها بس اعمليلها انتي فنجان عشان هحاول اتكلم معاها قبل مااسافر ربما ترضي تتكلم
عايز اعرف باقي الحكايه عن طريقها هي وبلسانها هي عشان احدد هدخلها ازاي..
كريمه طيب يابني حاضر
قالتها ونهضت في الحال وذهبت الي المطبخ لإعداد القهوة اما الطبيب حمزة فنهض هو الآخر وتوجه الى غرفة ود متمنيا ان يجدها لازالت صاحية لم تنم
ويال فرحة قلبه حين طرق الباب طرقتين وفي الثالثه جائه صوتها الساحر مجيب
ادخل...
فدلف حمزه متلهفا ووجدها جالسة فوق السرير تقلب فى بعض الاوراق امامها بإهتمام وعلم انها الأن بدأت تستعيد توازنها ماإن احست بقليل من الامان
يتبع..
انثى بمذاق القهوة
البارت ال
جلس الطبيب حمزه مقابل ود وكانت غارقة وسط كومة من الاوراق تقلب بهم وبجوارها حقيبة سوداء مربعة صغيره مفتوحه بداخلها المزيد من الاوراق
اردف الطبيب حمزه بهدوء تحبي اساعدك لو بتدوري على حاجه معينه
ردت عليه ود وهي لازالت منغمسة فيما تفعله بدور علي اوراق الاسهم اللي فالبنك والسندات وعقود الشركة والفيلا والعربية كلهم هنا
والفيزا كارد بتاعتي اللي هنا واللي شايله فيها اغلب فلوسي وحسام ميعرفش عنها حاجه وفاكر ان اللي معايه فالفيلا والفلوس اللي فيها هما كل اللي معايا..
حمزه طيب وهتعملي ايه بالفيزا دلوقتي
ود هحول كل اللي فيها لحساب ماما كريمه حسام هيلاقيني وهيموتني يادكتور مش هايسيبني وخصوصا بعد ماأثبت للعالم اني مجنونه وبكده يقدر ياخد كل حاجه بسهوله جدا
ولو داحصل هيورث كل فلوسي واملاكي ودا لا يمكن اسمح بيه
عشان كده انا هكتب كل حاجه بإسم ماما كريمه عشان لو انا مت هي متتبهدلش من بعدي وابقي اديت تعبي وشقايا للي يستحقه..
حمزه ود حسام مش هيقدر يوصلك او يأذيكي انتي هنا فأمان منه
ود انت متعرفش حسام يادكتور يقدر علي ايه فمتقولش ميقدرش
حسام هيوصلي وهيرجع يعمل فيا اللي كان بيعمله هو واهله مره تانيه او هيرجعني الفيلا اللي المۏت اهون من رجوعي ليها الف مرة حسام طاقة شړ بتقدر تتنقل لاي مكان وفأي وقت حسام مش بنى آدم طبيعي دا شيطان
وهنا ادرك الطبيب حمزة بإنه ظفر بلحظته المناسبه وفتحت امامة طاقة امل للنفاذ منها لداخل ود ويجب ان يعبر منها سريعا وجعلها تتحدث عن حسام وما حدث لها منه قبل ان تغلق تلك الطاقه فهي مثل بوابة الانتقال عبر الزمن تفتح لثوان معدوده فيعبر منها من استطاع اليها وصولا واما من لم يستطع فعليه الانتظار لمرة قادمة لا يعلم موعد قدومها الا الله..
فأردف سائلا بنبرة هادئه تجعل من امامه يواصل حديثه دون ان يشعر..
أذاكي للدرجادي ياود
صمتت ود ولم تجبه ولكنها نظرت لمعصم يدها التي تمسك بها الاوراق وكان الچرح القديم لا الجديد
وعلي الفور بدأت تظهر امام عينيها ومضان مما كان يحدث معها
فأغمضت عيناها تحاول ان تجعل الومضات تختفي فكم تكره تذكر تلك الاوقات ولكن كان ذلك بدون جدوى
فكأن الطبيب حمزه حينما ذكر كلمة الاذي قد استحضرهم جميعا مثلما تستحضر روحا شريره لمكان ما بتعويذه وتأبي الانصراف قبل ان ټنتقم من كل من يقطن فى هذا المكان..
فاغمضت عيناها بۏجع ورفعت يداها تضغط علي جانبي رأسها بعد ان افلتت ماكانت تمسك بيدها من اوراق
وهنا اكمل الطبيب حمزه كلامه فقد علم انه ضغط على موضع الالم وامسك طرف الخيط الذي سيوصله الي كل مايريد معرفته
قولي ياود قولى عمل فيكي ايه وليه خلاكي كنتي ھتموتي نفسك مرتين قولي ياود انا سامعك..
فتحت ود عيناها ببطئ ونظرت للطبيب حمزه بعيون زائغة من الالم فوجدت منه ابتسامة هادئه مشجعه وتبعها بإتكائة من عينيه تحثها علي التحدث
وكل هذا بجانب لهفة وفضول فى مقلتيه لم تخفيا عليها
فلم تستطع هذه المره تجاهل كل هذا فتخلت عن صمتها لأول مره منذ شهور طويلة ونظرت بعيدا للنافذه واردفت
الخيانه وحشه اوي الخيانه والخذلان والچرح حاجه صعبه فوق مااي حد يتصور
انك تحب حد وتنساله اي حاجه وحشه عملها معاك قبل كده وتغفرله كل حاجه لما تشوف انه اتغير عشانك
وتفتح معاه صفحه جديده بيضه بلون قلبك وتكتب فيها سطور محبتك ليه بدمك
وهو كمان يبادلك نفس الحب ونفس الاهتمام ويديك كل اللي بتتمناه من الدنيا
وتيجي فجأه تكتشف ان كل دا كان كدب وإن كل اللي كنت عايش فيه عباره تمثيليه كبيره
وانك بالنسبه لحبيبك اللي اديته كل مشاعرك واسرفت فيها بدون حساب مش اكتر من مجرد ماكنه ATM يديك كروت مشاعر كدابه وعارف كلمة سرك اللي هي نقاط ضعفك وانت فالمقابل تديه فلوس
صدقني الحته دي أصعب من الف طعڼة خنجر يتغرز فجسمك..
ولما تكون معتقد ان دا قمة الالم اللي ممكن اي حد يتعرضله وتكتشف بعد كده ان فيه الاسواء
وإن المۏت رفاهيه انت مش طايلها بيبقي وقتها على الدنيا السلام ومش بس الدنيا دا علي المشاعر والانسانيه وكل حاجه حلوه فالوجود السلام..
صمتت ود قليلا ليري الطبيب دمعة تفر هاربة من عينيها
فعلم كم انها تتألم فى هذه اللحظه ورغم ان دمعتها هذة احرقت روحه
الا انه أبى ان تسكت الآن
فالكلام برغم صعوبته بالنسبة لها الا انه في حالتها يشبة الولادة وقت قليل من الألم حتى
متابعة القراءة