الجزء الاول نزيلة المصحه
المحتويات
الله عشان تعالج الحاله القمر دي لوحدك يابن المحظوظه !!
اكمل حمزه مضغ مابفمه بهدوء قبل ان يرد عليه يمكن عشان انا هتعامل مع الحاله كأي حاله تانيه من غير مايشغلني شكلها او مواصفاتها ودا اللي المدير عارفه وعشان كده كلفني انا دونا عن الاوباش بالمهمه
عمرو غمض علي علي شفته السفلي قبل ان يلكم حمزه في كتفه وهو ينطق من بين اسنانه اوباش ها.. احنا اوباش برضوا يلا..
يبقالكم عندي فطار وبعدين مانا ياما اكلتكم ياجعانين ولو هحاسبكم هبيعكم هدومكم وبرضوا مش هتسدوا اللي عليكم.
بدأ حمزه في وضع ملاحظاته لليوم وكانت كلها حول حالة ود وبعد الانتهاء اخرج حاسوبه المتنقل من الحقيبه وبدأ في البحث عن كل مايخص حالتها فيما درسه فالطب.
خرج الي حديقة المشفي وتمشي بضعة خطوات وهو يضع هاتفه علي اذنه بعد ان طلب الرقم ووقف مكانه فور اجابة الطرف الاخر من المحادثه فتنحنح دكتور حمزه وهو يتحدث بجديه
اخذت المرأه نفسا عميقا ثم زفرته بقلة صبر واجابته بعدها بحنق.. انا امها افندم عايز تقول ايه بخصوص المجنونه دي
ردت عليه السيده بنبره مازحه وهو المچنون بيعقل تاني يادكتور بص احنا عارفين ان ود ملهاش علاج ودماغها لحست خلاص ومتفتكرش اننا محاولناش معاها بكل الطرق لا يادكتور دي بقالها سنتين بتتعالج عند دكتور نفسي من اكبر الدكاتره فالبلد وعلاجه ولا جاب معاها اي نتيجه بالعكس حالتها كانت كل يوم تسوء عن اليوم اللي قبله لغاية. ماتعبتنا معاها هتقوم انت بقي يادكتور الحكومه تقدر تعالجها
الطبيب حمزه استقبل حديثها بصبر ورحابة صدر كعادته الي ان انتهت ولكنه كان مستنكرا لحديثها جدا فهذا الكلام لايمكن ان يصدر من ام اطلاقا! ثم اردف بهدوئه المعتاد
يافندم مش معني فشل محاوله ان كل المحاولات تفشل انا بأكدلك ان ود وقبل ان يكمل باقي جملته سمع صافرة انتهاء المكالمه فأبعد الهاتف من فوق اذنه ونظر له وضم حاجبيه بغرابة لتصرف تلك السيدة!! وقام بطلب الرقم مرة اخري اعتقادا منه ان المكالمه قد انهيت لسبب ما خارج عن ارادتها ولكن ظنونه تبددت حين أنهيت مكالمته قبل الرد عليها فالمرة الثانيه وتأكد الان انها كانت مقصودة.
فوضع الهاتف في جيبه وعاد للداخل وهو يتسائل هو ايه اللي بيحصل بالظبط هو فيه ام ممكن تتصرف كده تجاه بنتها فعلا ايه القسۏة دي! ولا هي كتر المحاولات والفشل فقدتها الامل ووصلتها لدرجة الاحباط دي وكل اللي بيتمنوه دلوقتي انهم يرتاحو منها تسائل في قرارة نفسه كثيرا ولم يجد لاسئلته اية اجابات فعاد الي الداخل وبدأ في اكمال مهامه تجاه مرضاه ومتابعتهم والتنقل بينهم حتي نهاية اليوم واجل الدخول لتلك الحورية حتي النهاية لكي يختم بها يومه كما استهله بها.
دلف اليها اخيرا وحاول معها مرة اخري ان يجعلها تتحدث معه بكافة الطرق لكنه فشل مجددا فزفر بقلة حيله وخرج تاركا اياها غارقة في صمتها المطبق.
مر على مديره قبل ان يعود للبيت محاولا ان يخرج منه بأي تفصيلة ولو صغيره بخصوص حالة ود ولكن المدير قال له انه لايعلم عنها اكثر من المعلومات التي في ملفها الطبي
حمزه ايوه يامدير بس حضرتك وصيت عالحاله جامد ودي مش عادتك لدرجة اني شكيت انها قريبتك او حد من العيله او حتي معرفه قريبه.
المديد لا ابدا كل ماهنالك انها شخصيه معروفه وجوزها شخصيه ذو نفوذ وسطوه ونوعية الناس دي مبيجيش من وراهم غير ۏجع القلب فامش عايزين اي تقصير من ناحيتنا يفتح علينا وعلي المستشفي ابواب جهنم.
حمزه ومن امته احنا بنقصر فشغلنا يادكتور عشان نخاف
المدير عارف انك مش بتقصر ياحمزه وعشان كده انا اخترتك دونا عن غيرك لمتابعة الحاله دي وهكون مطمن طول ماانت بنفسك اللي متولي علاجها ورعايتها بص كلام جوزها كان واضح وصريح انه مش طالب مننا اكتر من اننا نحافظ علي حياتها ونحافظ عليها بصحه جسديه جيده ودا هو السبب الاكبر اللي خلاه يقرر يودعها المستشفي عندنا لانهم تعبوا من محاولاتها المستمره للاڼتحار وحالات الاڼهيار الحاد المتكرره.
زفر حمزه بحنق بعد سماع هذا الكلام فها هو المدير يؤكد لحمزه الفكره التي بدأت تتكون في ذهنه بأن امر هذه المسكينه لا يهم احد حقا وكل ما يصبون اليه هو التخلص من مسئوليتها..
استأذن حمزه من مديره وخرج من المشفي عائدا الي بيته وهو شارد الفكر ولكن شروده لم يمنعه هذه المره من تذكر ان بيته لا يوجد به شيئ قابل للاكل او حتي للشرب فدلف الي هايبر ماركت وقام بالتسوق وشراء كل ما يلزمه.
وصل شقته وقام بافراغ ما تسوقه ووضع كل غرض في مكانه المخصص ثم دلف الي الحمام لأخذ حمام دافئ يزيل عن بدنه ارهاق العمل ثم خرج وشرع في تحضير وجبة خفيفه من النقانق وفور طهوها قام بتغطيتها وتركها قليلا الي ان يحضر بعضا من الخبز والماء والقليل من المخلل وزجاجة من المياه الغازيه لكي تكتمل عناصر وجبه شهيه من وجهة نظره
احضر كل شيئ ووضعه على منضدة صغيره في غرفة المعيشه ثم احضر اخيرا طبق النقانق وجلس براحه
فها هو سيأكل اخيرا بعد التعب وقام بتشغيل التلفاز من الريموت الذي بجانبه واداره على قناة الاخبار ثم وضع الريموت بجانبه مرة اخري وشرع في تناول الطعام.
هي فقط بضع لقمات صغيرة دخلت جوفه وانتبه على نغمة هاتفه تصدح لتعلن عن اتصال مد يده بجواره وامسك الهاتف ونظر في شاشته لكي يفاجأ بنفس الرقم الذي هاتفه في الصباح والعائد لام ود هو المتصل..
ففتح الخط سريعا وهو يهمس لنفسه
متابعة القراءة