الجزء الاول نزيلة المصحه
المحتويات
جديد وتحركت
ابتعد الطبيب حمزه عنها وجلس على المقعد امامها
وارتشف اول قطرات قهوته باستمتاع تام وهي تراقبه ثم اردف قائلا
تعرفي ان القهوة دي اعظم اختراع فى الكون اعظم حتي من اختراع الكهربا عارفه ليه ياود عشان الكهربا بتنور بيوتنا وشوارعنا لكن القهوة بتنور عقولنا وتسعد روحنا..
القهوة دي متعه لا تضاهيها متعه ريحتها قوامها طعمها لذتها الحالة. النفسيه الجميلة اللي بتدخلك فيها السحاب اللي بتطلعك لعنده وتفضلي هناك من اول شفطة لاخر شفطه ومتنزليش غير مع انتهاء آخر قطره فالفنجان كل دي حاجات مفيش حاجه تقدر تعملها غير القهوة بس القهوة.
ام يصف حبيبته متحججا بانه يصف القهوة
فهى حقيقتا لم تقابل طوال حياتها من يصف قدحا من القهوة بهذا الوله
نعم صادفت من يهوي القهوة ويقدسها ولكن ابدا لم يكن الامر كما يقول ويفعل هذا الطبيب!!
الا ان كلامه عن القهوة قد خلق لديها شغفا وفضولا ان تختبر هذا الاحساس الذي يصفه فربما تكون قهوته هي ماتختلف عن باقي القهوة
ورفعت القدح وارتشفت منه رشفة ومن بعدها ضمت حاجباها بتعجب
فما تذوقته لم يكن سوي قهوة!! مجرد قهوة عاديه! بل وتكاد تكون اقل من العاديه فهي تفتقر الى وجه القهوة الذيذ الذي يزيدها جمالا وهنا تأكدت ان هذا الطبيب يعاني من خطبا ما.
ود انا عارفك مش تعبانه وعارف انك هربانه من ظلم اتظلمتيه واللي انا لسه ما اعرفوش لغاية دلوقتي
بس صدقيني لو عرفتيني ايه اللي حصلك وايه اللي وصلك لكده اوعدك هاساعدك وهاخليكي ترجعي احسن من الاول
اللي تقدر تعمل الكيان والاسم اللي انتي عملتيه دا وهي فالسن الصغير دا تبقي اكيد قويه... ومش بس قوية لأ وذكيه كمان
واظن ان عيب على وحده بذكائك انها تستسلم بالشكل دا ومتعرفش تاخد حقها من الدنيا ولا من الناس اللي وصلوها للحالة دي.. وغير القوة والذكاء..
نظرت اليه ود وقد ترقرق الدمع فى عينيها فقامت بوضع قدح القهوة جانبا ثم عادت الي نافذتها مرة أخري
وفي هذه الاثناء بدأت يداها اللتان تحملان الدفتر وتضمانه لصدرها بالتهدل شيئا فشيئا الي ان سقطتا في حجرها فأيقن الطبيب حمزه انه ضغط على موضع الالم لديها تماما..
ولكنها تشعرها انها لازالت على قيد الحياة...
فأكمل الطبيب حمزة حديثه سريعا قبل ان تهرب منه كليا الي عالمها الخاص ولا يستطيع اللحاق بها
كلميني ياود عن حياتك... كلميني عن شغلك عن بيتك عن قطتك عن عصافيرك عن الورود اللي انتي زارعاها انتظر لبرهة ليري ردة فعلها علي كلامه لكنه لم يجد فتنهد وحاول آخر محاولة قبل ان يعلن فشله طيب كلميني عن كريمه كريمه ياود...
وهنا حان وقت إعلان الاستسلام فهذه المراوغه كانت أسرع مما تخيل وقامت في الإختباء داخل عالمها الخاص فأرخت جسدها علي الفراش ونامت وقامت بإغماض عينيها لتخبر الطبيب حمزه ان يصمت ولكن بطريقتها..
فتنهد الطبيب حمزه وهو يرتشف آخر قطرات قهوته ثم هب واقفا بعد رفع رايات استسلامه امام هذه العنيده واستعد لإتمام باقي مهامه فالمشفي
فلم تكن ود الا البداية.. فغادر غرفتها تاركا اياها غارقة في محيط ذكرياتها الأليمه
ولكنه ترك لها الدفتر وقدح القهوة وكلماته المحفزة لكي ينتشلاها من هناك ويحملوها علي العودة الي هذا العالم فتدرك ان كل ماحدث ماهو الا ماض يجب ان تتخلص منه و الا يكون له وجود وانها تعاني من تبعاته ليس إلا ..
اكمل الطبيب حمزه يومه بين مرضاه كالعاده ولكنه كان مشتت هذا اليوم فقد كان يخرج هاتفه تقريبا كل دقيقتين فينظر اليه ليتأكد انه لازال يعمل جيدا فيجده كذلك.. ويتعجب لم لم تتواصل معه كريمة مرة اخري هي قام أحد بإذائها ام انها متعبة منذ الامس ولم تستريح بالقدر الكاف بعد
لم يستطع ان يجزم اى السببين ارجح ولكن مع مرور ساعت النهار وإنقضائها بدأ القلق يتسرب الي قلبه عليها فإن أسند الغياب لحجة التعب والراحه فقد مر الوقت الكاف لزوال هذا السبب تماما فلم يكن امامه الا الإنتقال الي السبب الثاني.
اخرج هاتفه للمرة الاخيره وفتحه واخرج رقم كريمه وكاد يهاتفها ولكنه تراجع في آخر لحظاته عن ذلك خوفا من ان يتسبب لها في مشكلة ما..
انتهي الدوام وهاهو الطبيب حمزه يغادر مشفاه عائدا الى بيته بعد أن القى نظرة اخيره على سنوايت
ولكن الاختلاف ان سنوايت الاخرى كانت نائمه اما هذه السنوايت فهي صامته
فتمني لو انه كان اميرا واستطاع إعادتها الي الحياة واخراجها من صمتها بقبله..
وصل حمزه الي منزله ولم يلبث ان يجلس فوق اريكته بتعب ليستريح من عناء الطريق
حتى إعتدل في جلسته سريعا وهو يسمع صوت هاتفه يغرد في جيبه فأخرجه ونظر لشاشته بلهفة ويال السعادة فقد وجد اسمها ظهر من العدم اخيرا علي هاتفه.. ام ود..
فرد متلهفا
ام ود.. قلقتيني عليكي كنتي فين كل دا وغبتي ليه مطمنتنيش دنا القلق اكل قلبي عليكي!
كريمه بنبرة صوت حنونه سلامة قلبك يابني معلش اعذرني اصل كان عليا حجر من امبارح معرفتش اكلمك بسببه الست سعاد اخدت مني التليفون وفتشته وخلته معاها عشان تشوفني بكلم مين ومين بيكلمني
لانها شكت فخروجتي امبارح وخاڤت اكون رحت لود من وراهم
والحمد لله انك ماأتصلتش ولا رنيت عليا والا كانت هتبقي مصېبه..واهو مدتهونيش غير من شويه لما اطمنت انه مفهوش حاجه ولا حد اتصل عليا
فأغمض الطبيب حمزه حامدا الله علي انه تراجع فاللحظات الاخيرة عن الاتصال بكريمه وتيقن إن الله منعه لانه لم يرد بها شړا.
وأكملت السيده كريمه حديثها سائلة طمني يابني ود عامله ايه النهاردة
فأجابها الطبيب حمزه مطمئنا اياها اطمني ياست كريمه ود بخير واحسن شويه من امبارح والحمد لله النهارده لقيت منها استجابه ولو كانت مش كبيره بس برضوا تعتبر تقدم كبير لكني محتاج سبب اقوي عشان اقدر ادخلها منه واحط ايدي علي جرحها بالظبط وأشوف مدي خطورته وابتدي فعلاجه فورا..
كريمه وانا هديك السبب النهارده يادكتور وهوصلك لسبب المشكله عندك وقت دلوقتي تسمعني
حمزه بلهفة عندي كل الوقت اصلا انا وقتي كله تحت امرك بس احكيلي
وهنا بدأت السيدة كريمه اكمال
متابعة القراءة