الجزء الاول نزيلة المصحه
المحتويات
ابدا لا ليا ولا لقاسم..
وبعد مناوشات كتيره سكتت ودخلت اوضتها تلم حاجتها وحاجة ابنها في هدوء وكأنها رضخت للأمر الواقع
لكني عارفه انه ماهو الا السكوت اللي بيسبق عاصفه وعرفت نوع العاصفه القادمه لما آخر النهار جات بهدوء لقاسم اللي قضي يومه كله قاعد على الكنبه فالصاله وقالتله قاسم انا هاروح ازور خالتي دلوقتي تعبانه واتصلت بيا ومحدش جمبها غير البنات هروح اشوفهم لو محتاجين حاجه
تنهدت السيده كريمه بعدها وهي تردف الفيلا الجايه دي يابني وصلنا خلاص..
نظر حمزه امامه وتجهم وجهه لوصولهم سريعا ولكنه تقبل وقرر ان يتحمل الفضول الذي سيجعل روحه تتآكل الي ان تحين له فرصة اخري ان يلتقي بكريمه
توقف بالسيارة امام بوابة الفيلا ونظر الي كريمه وقد ارتسمت على عيناه و ملامحه علامات الترجي مما قد جعل السيده كريمه تتبسم له اشفاقا وجاوبته رحمتا بفضوله وهي تهمس له في حنو بالغ
متقلقش هكلمك فالتليفون بالليل وابقي اكملك باقي الحكايه عارفه انك مش هتصبر لبكره
همس لها شاكرا متشكر ياست كريمه معلش انا عارف اني بتعبك معايا لكن كل دا لمصلحة ود صدقيني..
كريمه كل تعب الدنيا يهون عشان مصلحة بنتي ود يادكتور ..
قالتها ثم الټفت فورا تحاول فتح الباب مما جعل الطبيب حمزه يترجل من السياره سريعا
مع السلامه ياست كريمه وخدي بالك من نفسك وارتاحي عشان تعبتي النهارده جامد.
كريمه متشره يادكتور علي كل حاجه بتعملها عشان بنتي وأسفه لو مش هقدر اقولك اتفضل عشان دا مش بيتي وفيه خطوره على ود لو حد شافني معاك او شافك معايا منهم وعرف بعد كده انك. دكتورها وهما مانعيني اني ازورها.
وياتري كم عددهم وماسر تلك الخطوره التي تتحدث عنها!
فلم يجد ما يشبع فضوله فقد كانت حديقة واسعة خاليه من البشر وهذا كل ما رآه.. عاود النظر لكريمه وتنهد وهو يعدل نظارته مردفا
قالها ثم تحرك مبتعدا عنها موسعا لها المجال لكي تدخل لبيتها وتنال قسطا من الراحه
فصعد سيارته وكاد ان ينطلق بها لكنه توقف عن ذلك حين وقفت بجواره سيارة سوداء عالية فارهه
ماأن رآها حتي نظر للسيده كريمه خوفا ويكاد يجزم انه في هذة اللحظه قد رأي وجه السيدة كريمه شاحب كشحوب المۏتي وقد زالت منه كل مظاهر الحياة حتي ان شفتيها ابيضت خوفا..
كان بأمكان الطبيب حمزه ان ينطلق فور رؤيته للسيارة تاركا كريمه لتواجه الموقف بمفردها ولكن خوفه عليها من ان يحدث لها مكروها علي يد من تصورهم بأنهم وحوشا ضاريه ثم فضوله ثانيا أبى ان يترك المكان قبل رؤية الوحوش من هم وكيف يكون شكلهم..
سرعان مافتحت ابواب السيارة من الجانبين ونزل منها ثلاث اشخاص تباعا رجل وامرأتان احداهما صغيرة فالسن تحمل طفلا صغيرا لا يتعدي عمره ثلاتة اعوام..اما الاخري فقد كانت تقريبا في سن كريمه او اصغر قليلا او ربما اعتنائها الواضح بنفسها من مظهرها العام هو مااحدث ذلك الفرق بينهم في السن
اما الرجل فكان الرجل طويلا ذات بنية ضخمه ولكن جسده متناسق مفتول العضلات حسن المظهر تقريبا لا تشوبه شائبه..
اخفض الطبيب حمزه عينيه ممثلا انه يبحث عن شيئ ما في سيارته
وهو يرى الرجل قد نظر اليه نظرة حاده كصقر يراقب تحركات شيئا ما على الارض بتركيز شديد لعله يكون فريسه..
تحرك الرجل في اتجاه الطبيب حمزه بخطوات بطيئة وحذرة
الي ان وقف بجانبه ثم مال بجسده ليتقابل وجهه بوجه الطبيب حمزه من نافذة السيارة ثم سأله بنبرة هادئه لكنها تنم عن ريبة
انت مين وواقف هنا تعمل ايه بالظبط
فتح الطبيب حمزة فمه محاولا التحدث رغم انه لا يعلم ماذا يقول وما يجب ان يقال في هذا الموقف
ولكن كريمه كانت بمثابة طوق نجاة لكلماته الغارقة في جوفه حين ردت بدلا عنه وقد اكتشف حمزه انها تقف خلف الرجل مباشرة
دا الدكتور بتاعي ياحسام وصمم انه يوصلني فطريقه عشان كان مروح وكمان عشان شافني تعبانه..
حسام بدون النظر اليها او اعارتها ادنى اهتمام ومازال مستمرا في النظر للطبيب حمزه وسأله مرة اخري دكتور ايه دا ياكريمه
فى هذه اللحظه بديهيا قمت بالتطوع انا بالرد دكتور الصدر والجهاز التنفسي..
وهنا تفحصني هذا الحسام بنظرة اخيره
ثم اعتدل مبتعدا وقد بدا ان كذبتي قد انطلت عليه فالتف مواجها لكريمه وللوهلة الاولي ظننت ان هناك بوادر شفقه عليها بدأت تظهر على ملامح وجهه
ولكن سرعان ماتحولت الي علامات ڠضب وهدر بها بصوت غاضب ولما رايحه لدكاتره مقولتيش ليه ياكريمه
ردت عليه كريمه بتلعثم ماما ماهو انا بعد مامشيتوا تعبت فجأه ومقدرتش استحمل ياحسام يابني يعني خروجي من وراكم مكانش متخططله وكان صدفه..
حسام والتليفون ياكريمه كان ايه مشكلتك انك تتصلي بيا منه وتبلغيني
كريمه وهو انا كنت فأيه ولا ايه بس ياحسام يابني بقولك كنت تعبانه مش قادره آخد نفسي..
وهنا صمت حسام وقد تجهم وجهه وهو ينظر الي كريمه وقد سكن جسده كتمثال تجسد للڠضب لم تدب به الروح ويتحرك الا حينما سمع نداء العجوز قائله
حسام سيبها ويلا تعالى..
وهنا تحرك بخطوات بطيئة في اتجاههم وترك كريمه ترتجف مجهدة كورقة شجر كانت في مواجهة عاصفة قويه ونجت منها بفضل الله وحوله..
حمل حسام الطفل الصغير حين وصل اليهم ووقف للحظات
وفي هذه الاثناء كانت العجوز تودود له بصوت هامس وهي تنظر الي كريمه بكره واضح وحين انتهت كان رد حسام عليها بايمائة من راسه ثم تقدمهم دخولا الي الفيلا وهن اتبعنه مباشرة..
اما كريمه فكانت تلتقط انفاسها كغريق تم انقاذه للتوا وإخراجه للبر ولا يصدق كيف نجا..
نظرت الي نظرة رضى ثم قامت برفع يدها والتلويح لى بها مودعة وتحركت بعدها نحوا الفيلا وما ان فعلت ذلك حتي تحركت انا بالسيارة مبتعدا وانا افكر بعقل مشتت
لم يعامل ذلك الحسام سيدة عجوز بهذه الفطاظه وعلى حسب ماقصت لي وما استشفيته من حديثها فهى من قام بتربيته والسهر على خدمته والاعتناء به بجانب اعتنائها بود لسنوات
وصل الطبيب حمزه بيته وكالعادة لم يجد لسؤاله هذا إجابة فقد كان كل مايحيط بود او له علاقة بحياتها لغز صعب بالنسبه لحمزه يتمني ان يحل قريبا..
دخل الي مطبخه بعد ان ابدل ملابسه بأخري بيتية مريحه
وقام بتحضير غداء له من المواد المتاحه عنده
فأكل ثم جلس على اريكته المحببه امام
متابعة القراءة