للعشق وجوه كثيرة نورهان العشري
المحتويات
.
نظر إليهم أدهم بسخط قائلا
_ و دا وقت مشاوير ما كل واحد يقول ايه في دماغه عشان نعرف نساعد بعض .
أجابه مازن بجمود
_ لما ارجع من مشواري دا هقولك في اي في دماغي
و انت استني يوسف و كاميليا هما طلعوا و زمانهم على وصول انت عارف يوسف بيسوق بسرعه
زفر أدهم قائلا بنفاذ صبر
_ماشي أما اشوف اخرتها معاكوا .
يتبع
السابع و العشرون
أعتقد أن التجاوز هو أحد أهم دواعي الاستمرارية في هذه الحياة . أن يتعلم الإنسان تجاوز ألمه خيباته هزائمه
أن يتجاوز تلك اللحظات التي ظن أنها لن تتكرر مرة آخرى و الاهم من ذلك كله أن يستطيع تجاوز الأشخاص الذي ظننت بأن المستحيل هو فراقهم و إذا به يتحقق على حين غرة ليجعلك تتيقن بأن تجاوز بعض الأشخاص قد يكون نجاة ..
نورهان العشري
_ انت بتقول ايه يا علي
تحدث هاشم الرفاعي الذي رقص قلبه فرحا ما أن رأى الهاتف يهتز معلنا عن اتصال كان قد انتظره طويلا ليباغته علي بإلقاء تلك القنبلة في وجهه الذي امتقع خاصة عندما تحدث علي بتلك الكلمات الجارحه
_ كلامي واضح . بسألك ليك يد في خطڤ كارما
و غرام ! و قبل ما تجاوب عايزك تعرف ان يمين بالله لهقلب الدنيا عليها واطيها لحد ما ارجع إخوتي حتى لو كانوا في سابع أرض ..
ذعر هاشم من حديثه و اړتعب قلبه عندما علم ما أصاب حفيداته فأجاب بلهفه و ألم
_ ايه اللي انت بتقوله دا يا علي انت واعي انت بتقول ايه انا هعمل كدا في بنات الغالي دانا افديهم بروحي .
_ اللي حصل دا حصل ازاي يا علي
تردد علي لثوان قبل أن يتحدث بيأس
_ معرفش . كانوا خارجين الصبح وفجأة طلع عليهم ناس ملثمين خدروهم و ركبوهم عربيه و هربوا و لحد دلوقتي منعرفش حاجه عنهم . قلبت إسكندرية حته حته و مفيش اي جديد .
_ إجمد كدا يا على . أن شاء الله هنلاقيهم . انا هقلب الدنيا لحد ما ارجع بنات ابني بيتهم سالمين . متقلقش . انت مش لوحدك انا في ضهرك و اللي عمل كدا هيتحاسب أشد الحساب أنه فكر بس يقربلهم .
_ شكرا يا هاشم بيه مش محتاج مساعدتك و أنا هعرف ارجع إخواتي حتي لو على رقبتي .
ابتسامه جانبيه ظهرت على شفتي العجوز فقد كان يتوقع رد حفيده و لما لا فهو أخذ كثيرا من طباعه
_ طبعا يا ابني انت تقدر تعمل كدا و أنا معنديش شك انك تقدر ترجع إخواتك و تحافظ عليهم بس دول بنات ابني و ليا حق فيهم و مش هقدر اقف ساكت و هما مخطوفين كدا . ياريت تسبني اساعدك يا علي و اقف في ضهرك .
اهتز علي داخليا من رجاء جده المبطن و شعر بأنه يجب أن يضع مصلحة شقيقتيه اولا ليزفر بتعب قائلا
_ لو احتجت حاجه هقولك .
تحدث الجد بارتياح
_ و أنا هبعتلك اللي يبقى رهن إشارتك و هيمشي بامرك انت بس شاورله . دول بناتنا يا علي شايلين اسم الرفاعي شرفنا وعرضنا يا ابني و
لازم تحميهم بعنينا و انا عارف انك اسد و راجل من ضهر راجل .
انهى علي مكالمته و قد شعر بأن الهواء قد نفذ من رئتيه و فاغمض عينيه بتعب يناجي ربه بأن يرشده للطريق الصحيح و يخفف عنه هذا الثقل الذي يجثو فوق قلبه وكأن الله استجاب لدعائه ليرن هاتفه معلنا عن مكالمة أكثر من مرحب بها ليلتقطه قائلا في لهفه
_ روفان .
فأجابته بقلب لهيف
_ علي . انا عرفت من كاميليا اللي حصل و قولت لازم اكلمك اطمن عليك .
لأول مرة في حياته يعجز عن الحديث الذي سيتبعه حتما انهار من الدموع التي لا تليق بعنفوانه لتزداد حدة تنفسه و على صوته الذي أخبرها عن مدى معاناته فأردفت بطمأنه
_ متقلقش . أن شاء الله هتلاقيهم . ربنا هيحفظهم و هيرجعهم بالسلامه . انت بس قول يارب .
خرجت الكلمات من فمه بحرقه نابعة من احتراقه داخليا
_ يااااااارب . يااااااارب يا روفان يرجعوا بالسلامه .
اضافت بلهجة هادئه نابعه من قلب انثي تحولت أما عندما وقعت في العشق .
_ هقولك على حاجه حلوة . انت اكيد بتدور عليهم و مش واقف لحظه . عايزاك و انت بتدور عليهم اقعد قول لا حول ولا قوه الا بالله العلي العظيم كتير اوووي بنيه إن ربنا يحفظهم و تلاقيهم و أن شاء الله ربنا هيردهم ليك في أقرب وقت و هتشوف إن ربنا مش هيكسر بخاطرك و هيطمن قلبك عليهم .
و
كأن حديثها كان كالبلسم على قلبه و قد أنار له طريقا لا يعرف كيف غفل عنه و هو اللجوء إلى الله سبحانه و تعالى ليقول بحب تجلي في نبرة صوته
_ حاضر . ربنا يخليك ليا .
اهتز قلبها لتلك النبرة التي أسرتها و هذه الكلمات البسيطه التي جعلت الفراشات تحلق في معدتها لتأخذ نفسا عميقا يملؤه عبير العشق قائله بخجل
_ و يخليك ليا .
ثم تداركت الموقف قائله بتوتر
_ لينا يعني يخليك لينا و للناس كلها بما إنك ظابط و كدا .
للحظات بسيطه شقت الابتسامه شفتيه علي توترها و برائتها ثم قال بلهجة ناعمة
_ادعيلي و ادعيلهم .
_ ربنا معاك و معاهم يارب و يجمعكوا مع بعض في اقرب وقت .
امن علي على دعائها ثم ختم المكالمه التي اعطته جرعه كبيرة من الطاقه التي سيسخرها جميعها
في البحث عن شقيقتيه لينطلق بسيارته إلى مقر الشرطة للبدأ في جوله جديده من البحث ...
اللهم اضرب الظالمين بالظالمين وأخرجنا من بين إيديهم سالمين
انتهت نيفين من تنزيل برنامج التصنت على هاتف سميرة كي تعرف مع من تتحدث هذه الأحاديث السرية فهي لم تعد تأمن مكر هذه السيدة و يجب أن تعرف كل خطواتها و ما تخفيه عنها فهي واثقه أنها تملك الكثير من الأسرار التي عليها كشفها واحدا تلو الآخر ليهاجمها ذلك الصداع الذي كان يلاحقها في الفترة الأخيرة دون أن تعرف له سبب فقامت بالذهاب الى غرفتها و الجلوس على اقرب كرسي لتتفاجئ بسميرة تدخل الى الغرفة تنفث النيران من أنفها لتجدها على تلك الحالة من التعب و لكن ذلك لم يجعلها ترحمها لتبدأ بالتنفيس عن ڠضبها بها ككل مرة
_ انت قاعده بتهببي ايه عندك و سايبه البلاوي اللي فوق دماغنا دي كلها
لم تكن في حالة تسمح لها بالحديث فتجاهلتها تبحث عن قرص مسكن يخفف ذلك الصداع الرهيب لتغتاظ
سميرة أكثر فتقوم بنهرها
_ انت يا زفته مش بكلمك ردي عليا
رفعت نيفين رأسها و طالعتها بنظرة ساخرة ثم قالت بلامبالاة
_ خدي الباب في إيدك و انت طالعه عشان تعبانة و عايزة أنام .
تلك الكلمات البسيطة أثارت جنون سميرة لتقوم بالإنقضاض عليها ممسكه إياها من خصلاتها وهي تقول بصياح
_ بت انت اتعدلي و انت بتكلميني . فاهمه و لا لا
فقامت نيفين بنقض يدها و دفعها پعنف وهي تقول غاضبة
_ لا مش فاهمه و حذرتك قبل كدا إيدك تتمد عليا . يظهر انك انت اللي مبتفهميش بس معلش هفهمك بطريقتي .
أنهت كلماتها ثم قامت بشق أحد أكمام فستانها حتى أنها قامت بچرح ذراعها ثم هرولت تبكي خارجا وهي تستغيث صاړخة
_ يا جدو . يا طنط صفيه . الحقوني .
ما أن سمعت صفية صوت استغاثتها حتى هرولت إليها لتجدها في حاله من الاڼهيار و على الفور ارتمت بين أحضانها تبكي و تنوح فحاولت صفيه تهدئتها قائله
_ ايه يا نيفين يا حبيبتي مالك فيك ايه بټعيطي ليه كدا
أكملت نيفين تمثيليتها علةى أكمل وجه حين اتبعت بكائها بارتعاشه جسدها وهي تقول بصوت متقطع
_ الحقيني يا طنط صفيه ماما عماله ټضرب فيا و تشتمني .
استشاطت صفيه من الڠضب و توجه أنظارها إلى سميرة المذهوله مما يحدث أمامها للحد الذي جعلها فقدت النطق عندما ڼهرتها صفيه
_ انت اټجننتي يا سميرة بټضربي البنت و تبهدليها ليه كانت عملت فيك ايه
لم تستطع سميرة الرد لترد نيفين التي كانت مازالت متشبثة بأحضان صفيه
_ بتطلع غيظها فيا عشان بابا طلع متجوز عليها و جاب ابن ضرتها هنا . انا ايه ذنبي طيب
تركت صفيه نيفين ثم توجهت الي سميرة تناظرها باحتقار قائله
_ مش هتبطلي بقى القرف بتاعك دا بتطلعي عقدك و مشاكلك على بنتك الغلبانه دا بدل ما تاخديها في حضنك و تخففي عنها . بتبهدلي فيها تصدقي دا له حق مراد يطفش منك .
كانت سميرة مسمرة في مكانها ليس بسبب كلمات صفيه و لكن بسبب تلك التي تقف خلفها تنظر إليها بسخرية و انتصار حتى أنها قامت برفع إحدى حاجبيها و كأنها تقول لها
_ أرأيتي ما يمكنني فعله
فقد كانت ترى بها نسخة مصوره منها . لتحل محل السخريه نظرات بريئه منكسرة عندما التفتت صفيه تجاهها و قامت بمسح عبراتها قائله بحنو
_ اهدي يا حبيبتي و مټخافيش محدش هيقدر يزعلك أو يضايقك تاني .
ثم التفتت إلى سميرة قائله پغضب
_ عشان لو حد فكر يعمل كدا يبقى يجهز نفسه أنه يواجه رحيم الحسيني و أنا بقى اللي هقوله المرادي عاللي بيحصل من ورا ضهره .
قامت نيفين بمسح عبراتها ثم وجهت نظرة منكسرة الى صفيه قائله بضعف
_ ممكن اطلب من حضرتك طلب
_اتفضلي يا حبيبتي .
_ ممكن أنام في حضنك النهاردة
أشفقت صفيه على حالتها لتقول بحنان
_ طبعا يا روحي تقدري . تعالي معايا .
أخذت صفيه نيفين باحضانها و توجهت الى غرفتها
تاركين خلفهم من كان الڠضب يأكل كل خلية بها فما رأته اليوم من الفتاه التي ظنت أنها بيدق في لعبتها نحتها جانبا و تولت هي القيادة لتشعر بأن أعدائها قد زادوا اليوم بل و أن من اسمتها ابنتها هي أكثر من
متابعة القراءة