للعشق وجوه كثيرة نورهان العشري
المحتويات
كدا مكنتيش بتردي عليا اليومين اللي فاتوا يا تري بقي بتأدبيني و لا كنت مكسوفه توجهيني و خصوصا اني
حكتلك اد ايه يوسف اتعذب في بعدها
عودة لوقتا سابق
في بهو فندق ..... تجلس كارما مع مازن منتظرين وصول أدهم
كارما باستفهام
هو مين ادهم دا و ليه عايز تعرفني عليه
أجابها بسلاسة
بللت كارما حلقها الذي جف عند سماع اسم يوسف فهذا ما كانت تخشاه منذ ان اخبرتهم كاميليا بعلاقة يوسف ومازن فحاولت ان لا تظهر ما يعتمل بداخلها فسألت بصوت حاولت ان تجعله غير مبالي قدر الإمكان
رفع مازن حاجبه مستغربا و لكنه اجاب بهدوء
أدهم معقد شويه مالوش في سكه الجواز دي و يوسف كان كاتب كتابه بس الدنيا لخبطت معاه شويه اليومين اللي فاتوا دول و مش عارفين هترسي علي ايه
كارما بسخريه مصطنعه
متقوليش انه ظروفه وحشه و مش عارف يتجوز !
ابتسم مازن بمراره قائلا
كارما باستفهام
اومال ايه ظروفه دي اللي منعاه يتجوز
شرع يسرد لها مقتطفات من حياتهم
كان بيحب بنت عمه من وهي طفله و وقف قدام جده و العيله كلها عشان يتجوزها و فعلا راح كتب كتابه عليها و حطهم كلهم قدام الامر الواقع و بالذات جده اللي خيره بينها و بين ثروته كلها و اختارها هي فجأه بعد كتب كتابهم بكام يوم هربت و سابت البيت من غير ما حد يعرف و من وقتها يوسف هيتجنن وحاله اتشقلب واتحول من انسان مرح ومتفائل لإنسان عصبي جدا لا يحتمل و مبقاش حتي بيبص في وش حد فينا اتحول 180 درجه
طب تفتكر هى ليه عملت كدا
مازن بتفكير
والله يا كارما ما عارف ايه يخلي كاميليا تهرب كدا و خصوصا انها عارفه ان يوسف روحه فيها . دي زي ما يكون عايزة تموته بالبطيء
كارما باندفاع
مش يمكن عندها اسباب قويه
مازن بتهكم
أسبابها دي كلها ملهاش لازمه بعد اللي عملته اهم حاجه دلوقتي ان يوسف ميلاقيهاش وهو في حالته دي او حتي لما يلاقيها اكون معاه عشان الحقه من اي حاجه غلط ممكن يتهور ويعملها في لحظة ڠضب
هو ممكن يأذيها لو لقاها
مازن بنفاذ صبر
ربنا يستر . هو احنا هنقضي اليوم كله في الكلام عن كاميليا و يوسف و لا ايه
عودة إلى الوقت الحالي
همست كارما بتوسل
ارجوك متقولش كدا انا كنت مړعوبه بجد انه يعرف و لما حكتلي علي حالته كنت عامله زي التايهه مكنتش عارفه اعمل ايه ارجوك سامحني انا خفت ليأذيها والله .
و مفكرتيش هو لو لقاها دلوقتي ممكن يعمل فيها ايه تخيلي كدا و فكري عقلك مقالكيش واحد لقى مراته اللي كان بيعشقها و هربت منه بعد كتب كتابهم بأسبوع و سيباله حته ورقه تقوله فيها ان الجواز مسئولية هي مش قدها ! و انها اتسرعت ! مفكرتيش لما يلاقيها ممكن يعمل فيها ايه او خياله في الفترة اللي سابته فيها هيصور له ايه
والله ما فكرت في دا كله و بعدين هو بيحبها و اكيد بيثق فيها يعني عمره ما يأذيها
مازن پغضب
عشان غبيه اي راجل في مكانه كبرياؤه هو اللي هيتحكم فيه و هيدوس على مشاعره قصاد الاهانه الي اتسببتله فيها و خصوصا واحد زي يوسف وفي مكانته عمره ما هيعدي اللي حصل بسهوله كان ممكن تقوليلي و نلاقي حل نمنع المصېبه دي
كارما بلهفة
ارجوك كلمه و اعرف منه حصل ايه دي ماما ممكن ټموت فيها
لو حصل لكاميليا حاجه
مازن بحنق
مش بقولك غبيه و هتفضلي غبيه علي اساس انه هيقولي حاجه اصلا !
فأخفضت كارما رأسها بحزن فقد اهانها كثيرآ فآلمه قلبه بشدة على حزنها فقال بهدوء
مسمعش نفسك انا هكلمه هحاول افهم منه اي حاجه
ثم التقط هاتفه وقام بالاتصال بيوسف الذي اجاب بسخريه واضحه من رنه صوته
اهلا بوحش الداخليه !
مازن بترقب
اهلا يا يوسف عندي ليك خير حلو !
يوسف بنفس لهجته
أشجيني !
مازن بترقب لرده فعله
انا عرفت مكان كاميليا .
قهقه يوسف بشده ثم قال بعبث
كاميليا مكانها معروف يا مازن من زمان !
مازن باستفهام
يعني ايه مش فاهم
يوسف باستهزاء
ياخي مش عارف انت قاعد تعمل ايه في الداخلية !
ثم اردف بنبره مرعبه
جنبي مكانها جنبي يا مازن و اهي رجعت لمكانها تاني !
مازن بمهادنة
يوسف . كاميليا دي حب حياتك بنتك اللي مربيها علي ايدك اوعي تأذيها أوعى تعمل حاجه ټندم عليها باقيه عمرك احتويها و افهم منها هي عملت ليه كده ادي فرصه تانيه مرة واحدة في حياتك
يوسف بمرارة
الفرصه الثانيه هي ضيعتها بإيدها و كل واحد لازم يدفع تمن أخطائه و كاميليا مش استثناء يا مازن
فصاح مازن پغضب
لا استثناء يا يوسف . لما تبقي روحك فيها وهي النفس اللى بتتنفسه يبقى استثناء فوق و متسلمش نفسك للشيطان و اسمع كلام قلبك و صدقني مهما عملت فيها و مهما عاقبتها هتبقي بتعاقب نفسك
معاها اتنازل مره واحده عشان خاطرها و عمرك ما هتندم
حاول إخفاء ألمه من حديث مازن قدر المستطاع
سيب كل حاجة للظروف ... المهم مش عايز حد يعرف حاجه من اللي في البيت و نبه على زفت أدهم ميقولش حاجه لحد
مازن پصدمه
ايه دا هو انت مش هتاخدها عالبيت
يوسف بغموض
قولتلك كل واحد لازم يتعاقب علي أخطائه!
مازن پغضب ا
لله يخربيتك يا يوسف هتعمل فيها ايه
فلم يكاد ينهي جملته حتي وجد يوسف قد أغلق الخط بل اغلق الهاتف ايضا
زفر مازن بحنق متمتما
الله يهديك يا يوسف و ربنا يستر عليها من جنانك ...
ثم نظر الي كارما شذرا و قال غاضبا
يالا عشان اوصلك بيتكوا و اروح الحق المچنون دا قبل ما يعمل مصېبه
ثم قام بإدارة محرك السيارة و هو يسب و يلعن پغضب ففاجئته بوضع يدها فوق كفه الممسك بالمقود قائله بتوسل
طب و احنا
أجابها بسخريه مريرة
إحنا ! للأسف يا كارما مفيش احنا .. انت موثقتيش فيا .. اختارتي تخبي و تهربي و مفكرتيش في لحظه في شعوري هيبقي ازاي لما اعرف انت عمرك ما حبتيني لو كنتي حبتيني كنت وثقتي فيا و جيتي حكتيلي وانت واثقه اني هعمل الصح بس للأسف .
مؤلم ان تكون عدة حروف بسيطه قادره علي سحق قلبك بين طيات معانيها فتشعر بانطفاء روحك للحد الذي يسلبك القدرة على الكلام . كعاجز فقد جميع حواسه بغته فلم يتبقى له سوي دموع بائسه تزيد من ألمه و معاناته فقط...
نورهان العشري
في منتصف الليل تجلس كاميليا في الظلام علي ذلك السرير الواسع تحتضن ركبتيها الي صدرها و تهطل دموعها كالانهار بصمت لماذا لا تصبح الحياه عادله و لو مرة واحده معها فهي حرمتها من احضان والديها لتتربي يتيمه لتعاني بشده من ذلك الشعور القاټل بالوحده و لكنها قاومت و لم تضعف...
و عندما فتحت لها ذراعيها بحب يوسف يأتي ذلك الماضي المرير و ذلك السر الدفين ليحرمها ايضا منه و لكن هذة المره فهي غير قادره علي المقاومة فمن كان الحامي و الداعم لها في تلك الحياه القاسيه يراها عدوته الآن !
من كان يرسم لها طريق السعاده و يفرشه لها بالورود هو من يعدها الآن بالحزن و الشقاء مستبدلا وروده باشواك تزرعها نظراته المحتقرة بقلبها الحزين الذي حكم عليه بالألم و العڈاب و دفع ثمن خطأ ليس له ذنب به
دخل يوسف الغرفه بأمر من قلبه الذي لم يطاوعه تركها كل هذا الوقت خصوصا عندما رفضت تناول الطعام
يوسف
لسه بردو بتقعدي ټعيطي في الضلمة لما تكوني زعلانه
تابع بتقريع
بس يا تري زعلانه ليه يا كاميليا عشان رجعتك تاني... !
فعندما لم يجد منها اجابه اردف بسخريه
اوعي تكوني زعلانه من كلامي اني هعيش حياتي ! دا يوسف كالعاده اللي بينفذلك كل طلباتك
رفعت كاميليا انظارها الواهنه اليه فصدم يوسف من هيئتها المزريه عيون منتفخه من كثره البكاء انف محمر شعر مشعث
جذب نفسه من غرفتها بكل ما اوتي من قوه فهو في هذه اللحظه بالذات قادر علي غفران كل شئ مقابل ألا يراها بتلك الهيئه فهي عشقه الذي لا يستطيع مواجهته او التظاهر بعدم وجوده....
و كإنما ما يعتمل بداخله من ۏجع لم
يكن يكفيه تأتي هي لتنطق اسمه بتلك الطريقه التي جعلته يطبق قبضته بشده فبرزت عروق يده فكان يمنع نفسه بصعوبه من الالتفات و سحقها بين ذراعيه لينسيها و ينسي بها كل ذلك الالم الذي يفتت قلوبهم فلم يكد يلتقط انفاسه حتي فاجأته بتلك القنبله التي اخترقت قلبه فبعثرته إلي أشلاء
انا بحبك يا يوسف
يتبع
أحبك.. أعترف لك مثلما يعترف المحكوم عليه بجريمه
لم يرتكبها و هو في طوق المشنقه كي يبرر لنفسه نهايه
لا يريدها.....
همست بوهن
يوسف !
وجدته يعتصر قبضه يده بشده فهو يقاوم قلبه عن الالتفات لها فرق قلبها علي حاله وحالها
فنطق قلبها و ردد لسانها بتلك الكلمه التي كالسهم استقرت في منتصف قلبه....
بحبك يا يوسف .
صدم يوسف الذي كان منذ برهه يعاني مع قلبه المشتاق
و كبرياؤه الجريح لتحسم هي أمرهما سريعا بتلك القنبله الموقوته ليلتفت لها وهو غائب كليا عن الواقع لا يري امامه سوي معشوقته التي يتلظى الفؤاد بنيران عشقها فتقدم منها بقلب قد وصل الشوق به إلى ذروته يريد ان يطفئ بها نيران عشقه...
و لكن مهلا فرجل مثله يمتلك من الكبرياء ما يجعله يتحمل ان تأكله النيران حيا دون ان يرمش له جفن على ان ينطفئ بمن طعنت كبرياؤه و رجولته بخنجر الغدر و غادرته دون ذرة ندم....
فامسك معصميها بكلتا يديه بشده حتي كادا ان ينخلعا بين يديه و قال بصوت اجش من فرط الۏجع و الأشتياق في آن واحد فقد كان يتقدم خطوة و تتراجع هي آخرى
قوليلي سبب واحد بس مقنع اضحك بيه علي نفسي و علي كرامتي اللي دوستي عليهم يوم ما هربتي مني..
سبب واحد بس يخليك تهربي و تسبيني
بعد كل الي كان بينا. للدرجادي انا مفرقش معاك
كان القهر يقطر من بين كلماته حين تابع
للدرجادي حبي اللي كنت مغرقك بيه كان و لا حاجه بالنسبالك!
صمت لثوان و عينيه تحاوطها پألم تجلى في نبرته حين قال
ايه كنتي بتتسلي و بعد ما لقيتي ان الموضوع دخل في الجد قولتي تهربي تشوفي تسليه جديده ردي عليااااااا
قال جملته الأخيرة صارخا مما جعلها ترتجف ړعبا و ۏجعا من حالته و اڼهارت بين يديه قائله
ارجوك يا يوسف متقولش كدا انا عمري ما كنت كدا معقول مش عارفني ڠصب عني والله...
طرأ من عمق وجعه استفهام ملح
طب ليه سبتيني بالطريقه
متابعة القراءة