للعشق وجوه كثيرة نورهان العشري

موقع أيام نيوز


رحيم الغاضب من الخلف و الذي جعلها تغير جميع خططها و ترضخ لأوامره حاليا 
سميرة مسمعتيش قولتلك ايه 
سميرة من كاميليا وهي ټلعن بداخلها جميع من في هذا المنزل و خصوصا هذا العجوز اللعېن و لكن مهلا فهي ستجعلهم يدفعون الثمن غاليا
أسفه يا كاميليا سامحيني مكنتش اقصد إني اهينك أو أهين مامتك انا بعتبرك زيك زي نيفين انا بس انفعلت شويه بسبب إن نيفين تعبانه بقالها كام يوم فجت فيك معلشي 

بداخلها كانت تعلم أن تلك المرأة حتما ستجعلها ټندم أشد الندم على عودتها إلي ذلك المنزل مرة أخرى وأن انصياعها لأمر جدها الغريب عليها ما هو إلا تخطيط لشئ ما و هذا ما جعلها خائفه كثيرا 
ضغطه خفيفه من يد صفيه جعلتها تخرج من بحر أفكارها لترسم نظرات القوة التي لا تمتلكها في صوتها وهي تجيب بإختصار 
حصل خير 
فاجئهم ذلك الصوت العميق الذي كان يشاهد ما يحدث بإستمتاع تمهيدا لقنبلته فتفاجئت بيده و تحيط بها باعتزاز وهو يقول بنبرة ثابتة جافة 
كتر خيرك اوي يا جدي جبت حق بنت أخوك الدور عليا بقى أجيب
حق مراتي و لا إيه 
اندهش الجميع من حديثه و ڠضب البعض الآخر و لكن لاقت الفكرة استحسان مراد الذي نظر إلى زوجته شامتا ليتحدث رحيم پغضب قائلا 
يعني ايه يا يوسف كلامك دا ما احنا اعتذرنا لها والموضوع اتقفل على كدا عايز ايه تاني 
شدد يوسف اعتزازه بها قائلا 
مانا قولتلك يا جدي انت مشكور انك جبت حق بنت أخوك بس حق مراتي انا لسه مخدتوش و الموضوع متقفلش بالنسبالي 
_ ايه اللي يرضيك يا يوسف و يرضي مراتك 
كان هذا صوت مراد الذي كان يؤيد موقف ابن أخيه بشدة فهو لم يرضيه ذلك للإعتذار الكاذب التي قدمته تلك الشمطاء 
فجر يوسف قنبلته قائلا بإزدراء
_ مش هقعد علي سفرة واحده مع أي حد أهان
مراتي ! 
دقيقة صمت قطعها رحيم الذي لم يفهم المعنى المبطن لكلمات حفيده
ماشي يا يوسف اطلعي يا سميره مع بنتك فوق و الغدا هيجيلكوا على اوضتكوا 
ما ان انهى رحيم حديثه حتى فاجأه يوسف بحديثه الذي جعل جميع الأعين تجحظ من شدة ذهولها 
لا يا جدي احنا مابنكفأش سميرة هانم أنها أهانت مراتي فنخليها تتغدى في أوضتها أنا بقول سميرة هانم تتغذى في المطبخ مع الخدامين زي ما بتقول عليهم طبعا مع احترامي ليهم ! 
انت اټجننت يا يوسف 
تحدثت صفيه پغضب فقد شعرت بأنه قد تمادى قليلا ليجيبها قائلا بصرامة 
انا متجننتش يا أمي انا بخيركوا يا اللي بقوله يتنفذ يا إما هاخد مراتي و اروح نعيش في مكان الناس فيه تحترم جزمتها 
الټفت إلى رحيم قائلا بفظاظة
_ قولت إيه يا جدي 
صمت زهول ترقب كان هذا حال الجميع لدى سماعهم كلمات يوسف و نظراته التي يملؤها التصميم على كل حرف مما تفوه به و أيضا نظرات رحيم الذي شعر و كأن اقل كلمه منه قد تجعله يخسر حفيده للأبد فهو عندما يصل الأمر إلى كرامته لن يكتفي بالحديث فقط 
كان كل هذا يحدث أمام تلك التي تشعر بالأرض تميد تحت قدمها فهل من الممكن أن تجلس علي طاوله واحده مع من أمضت عمرها تحتقرهم و تقلل من شأنهم هل يعقل أن تحدث معها كل هذه المصائب في يوم واحد 
قاطع ترقبهم جميعا صوت رحيم الغاضب 
سميرة سمعتي يوسف قال ايه ! 
تلعثمت قائلة
عمي أن
قاطعها أمره الصارم
نفذيه و مش عايز و لا كلمه 
أوامرك يا رحيم بيه 
قالت سميرة كلماتها الأخيرة بلهجه غاضبه ثم توجهت مسرعة إلى المطبخ وهي تتوعد لهم بشتى أنواع العڈاب نتيجة لاذلالها وخاصة يوسف و تلك الغبيه كاميليا 
أظن كدا نفذنا كل أوامرك يا يوسف بيه ياترى خلاص كدا و لا لسه في حاجه تانيه ! 
تجاهل يوسف حديث جده الغاضب المغلف بالسخرية ليلتفت إليها قائلا بحنو يتناقض كليا مع صوته الآمر منذ قليل 
مرضيه ! 
كانت كاميليا تطالعه بنظرات مدهوشه فاغرة الفاه غير قادرة على التفوه بكلمة واحدة فما حدث في خلال الساعات القليلة الماضية أكبر ما قد تصل إليه بتفكيرها 
و ها هو يثبت لها بأنه قادر على حمايتها من شرورهم بل إنه ذلك البطل الذي لطالما حلمت به هذا هو أفضل وصف له و لما فعله من أجلها فقد قام بالنيل من تلك المرأة وإھانتها أقسي أنواع الإهانة التي لم تخطر يوما ببالها و جعل كرامتها فوق الجميع حتى جدها 
هرب الكلام من علي شفتيها ليبتسم لها تلك الإبتسامة الرائعه فقد كان يعلم ما يدور بداخلها و كم كان يتمنى

أن يراضيها علي طريقته الخاصه و لكن ليس أمام كل هذه الأزواج من العيون التي تطالعهم بتركيز ليعيد سؤاله مرة اخرى بنبرة أعمق 
مرضيه يا كاميليا !
أعادتها نبرته إلى الواقع لتدرك أنه يتوجب عليها الحديث فجميعهم ينتظرون جوابها لتقول بخجل من نظراتهم إليها خاصة بهذا الشكل 
مرضيه 
تنفس جميعهم الصعداء ثم أمرهم رحيم بالتوجه إلي مائدة الغداء و تجاوز هذا الموقف السئ 
ماما يا ماما انت فين 
كان هذا صوت على الذي ما أن وطأت قدماه منزلهم حتى أخذ يبحث عن والدته ليصله صوتها القادم من المطبخ هاتفه 
ايوا يا علي تعالى يا حبيبي انا في المطبخ 
دا ايه الريحه اللي تجنن دي يا ست الكل 
تقدم علي منها و قام جبينها ثم أيضا اعتزازا و تبجيلا فهي بر الأمان خاصته و وجهته الآمنه في هذه الحياة لتربت فاطمه على ظهره بحنان كبير فهو أول فرحتها و صديقها الصدوق قبل أن يكون ولدها لتقول بحب 
حمد لله عالسلامه يا حبيبي عملالك الأكل اللي بتحبه 
تحدث علي بمرح ملتقطا تفاحه من الطبق بجانبها
الله يسلمك يا طماطم انت كل حاجه بتعمليها بحبها عامله ايه بقي بالظبط 
مازحته قائله 
انت هتقولي ما شاء الله عليك مبتكرهش حاجه أبدا 
ماشي يا طماطم مقبوله منك عندي ليك خبر حلو 
التفتت إليه فاطمه متلهفه لسماع أخبار سارة من بين جميع التخبطات و الأزمات الأخيرة و قائله
بعجل 
و ساكت ليه من ساعتها قولي لي اي حاجه تفرحني يا علي 
في عريس جاي لغرام 
قطبت فاطمه جبينها لوهله ثم سرعان ما بدر إلى ذهنها أن يكون ذلك العريس هو أدهم فتهللت أساريرها قائله بحبور
بجد
يا علي و مين هو 
أخذ قضمه آخرى من تفاحته قبل أن يقول 
تخيلي مين 
مين يعني 
تحدث علي يشاكسها 
فكري كدا يا طماطم شغلي الجمجمه شويه 
ڠضبت فاطمة من مراوغته لها قائله بنفاذ صبر 
ما تقول ياد انت مين هتفضل تلاعبني كدا كتير 
خلاص يا ستي الواحد غلطان أنه بيهزر معاك العريس دكتور رامي اللي كان بيتابع حالة كاميليا في المستشفى 
زمت فاطمه شفتيها و قالت بتذمر 
جتك نيله في أخبارك قوله مش موافقين غرام لسه صغيره 
بس أنا موافقه يا ماما !!! 
ما أن أنهت فاطمه كلماتها حتى اندفعت تلك التي كانت تتابع الحديث عندما استوقفتها كلمات أخيها عن العريس المزعوم لينتفض قلبها لهفه عسى أن يكون ذلك العريس هو حبيبها و معذب فؤادها و لكن سرعان ما نفسها على ظنها الأحمق هذا عندما فاجأها علي بهويته و رفض والدتها لتنتهز الفرصة و تثأر من ذلك المتعجرف المغرور 
بخطبتها من ذلك الطبيب فهي مازالت تذكر كيف كان غضبه عندما رأى نظراته إليها فكيف إذا علم بخطبتها منه !! 
علي يا حبيبي ادخل غير هدومك و خد دوش على ما يكون الأكل جهز 
كانت كلمات فاطمه التي جاءت متجاهله اندفاع غرام و دهشه علي من إقتحامها لحديثهم وذلك للتعامل مع تهور صغيرتها و محاولة إرجاع عقلها إلى محله ليأتيها الرد على هيئة إيماءة بسيطه من رأسه ثم قام بحشر ما تبقى من تفاحته في فم غرام وهو يقول بمزاح 
خدي كملي دي يا أم لسانين قال عايزة تتجوز قال 
يووه غبي والله 
كان هذا رد غرام على مزاحه لتجد والدتها تقبض على معصمها و هي تجرها خلفها على الكرسي أمامها و تتحدث بهدوء مفتعل 
اصبري يا قلب امك انت لسه شفتي غباء !
حمحمت غرام پخوف وهي تقول بلهجه خافته 
إيه يا ممتي غباء ايه بعد الشړ ربنا ما يجيب حاجه وحشة أبدا 
فاطمه بتوعد
اممممم آخر العنقود بتاعي اللي جايه الدنيا عشان تكفر سيئاتي ! قولتيلي بقى أنت موافقه على دكتور رامي ! 
غرام بنبرة مهتزة
إحممم أأأأ أنا قولت كدا امتى يا ممتي !
امسكت فاطمه بالملعقة الخشبيه الخاصه بتقليب الطعام في حركة ټهديدية صاحبها ارتفاع إحدى حاجبيها وهي تقول بټهديد 
غرام اظبطي نفسك معايا أحسن ما أظبطك أنا 
تلعثمت غرام من حركة والدتها و نبرتها لتقول برقة في محاولة لكسب ود والدتها 
إيه يا ماما بس دا انا بهزر معاك الواحد ميعرفش يهزر في البيت دا ولا إيه ! 
لم تتلقى رد من والدتها سوي إيماءة خافته منها تحثها على الحديث لتتابع بلهجة مهذبه بعيدة عن أسلوبها الدائم في السخرية والمزاح 
بصي يا ممتي رامي باين عليه محترم و ابن ناس و كمان دكتور و شكله قمور و دمه خفيف و كدا يعني يعتبر عريس لقطه حرام نرفضه كدا من غير ما ادي لنفسي فرصه ولا إنت إيه رأيك 
بدا على فاطمه الاقتناع بحديثها لترد بعد دقيقة من الصمت 
والله عندك حق الواد ميتعيبش وشكله ابن ناس و ذوق و محترم يعني بصراحه عريس لقطه 
هبت غرام بلهفه 
اديكي قولتي يا ممتي يبقي ليه نرفض علي طول كدا مش نشوفه الأول 
و بالمرة لو ربنا أراد نعمل خطوبتك انت و كارما في يوم واحد إيه رأيك 
صفقت غرام بحماس من اقتراح والدتها و تناست للحظة خطتها في إقناع

فاطمة و هتفت قائله 
الله عليك يا ممتي هو دا كدا تبقى ضربه معلم بصحيح 
ما أن استمعت فاطمه لحديث غرام حتي صدق حدثها في الشك بنوايا صغيرها لتهب من مقعدها جاذبه غرام من إحدي خصلاتها قائله 
أاااه قولي كدا بقي ضړبة معلم لمين يا ست هانم قاعده تثبتيني من ساعتها على أساس أن أمك مختومه على قفاها و هتعرفي تضحكي عليها بالكلمتين دول !
تململت غرام تحت أيدي والدتها وهي تقول
پألم 
أثبت مين يا ماما والله أبدا انت فهمتني غلط خالص 
رفعت فاطمه إحدى حاجبيها وهي تقول بسخريه 
اممم وحياه امك فهمتك غلط ! تصدقي انا أم شريرة ظالمه بنتها الملاك البريئه ! يا بت دانت تربيتي دا انا اعرف بتفكري في إيه من حتى ما تفكري فيه 
تصنعت غرام البكاء و قالت من بين شهقاتها 
والله ظلماني يا ماما حرام عليك سيبي شعري بقى 
تركت خصلاتها و هي تقول بنفاذ صبر 
بصي يا غرام كلمتين ملهمش تالت مشاكلك تحليها بنفسك لكن تظلمي حد معاك عشان تغيظي بيه حد تاني دا مش هسمحلك بيه ولاد الناس مش لعبه في إيديك و اللي مقبلهوش على
 

تم نسخ الرابط