للعشق وجوه كثيرة نورهان العشري

موقع أيام نيوز


منه وهي تربت على كتفه ثم قالت بصوت حاني 
اعمل الصح يا علي عشان متجيش ټندم يا ضنايا بعد فوات الأوان و متفكرش انك لما تروح تزوره انت و اخواتك انكوا كدا بتيجوا علي كرامتي ! لا انا كرامتي ابوك الله يرحمه ردهالي يوم اختارني و وقف قدام الدنيا بحالها عشاني و دي اكتر حاجه تاعبه جدك يا ابني فكر يا علي و انا متأكدة انك هتقدر توصل للقرار الصح انا واثقه فيك 

اتهت كلماتها لتتركه يتخبط في حيرته فقد أشعره حديثها بالذنب تجاه ذلك الرجل فهو يعلم حق المعرفة انه يحتاج اليهم كثيرا و لكنه يعشق والدته ولا يستطيع نسيان ما عاشته من ألم كان هو المتسبب الرئيسي به 
بعد وقت ليس بكثير قضته كاميليا في السيارة بجانب يوسف لم يتحدث معها سوى بعد إنطلاق السائق الذي وجه سؤاله إلى يوسف عن وجهتهم لتسرع كاميليا بالرد عليه 
عالقصر يا عم عبده 
ثم أخذت تنظر إلى جانب وجهه بوسامته الفائقه و تلك الهاله من الهيبه تحيط به لتجد نفسها تقترب منه و تطبع ورود اعتذارها على صدغه و هي تقول بهمس 
أسفه 
و لكنها لم تجد منه أي استجابه لفعلتها فأصابت قلبها الخيبة لعدم تأثره بإعتذارها و لكنها لم تكن تدري شيئا عن تلك العواصف التي أخذت ټضرب

قلبه ف فعلتها تلك وقربها منه بهذا الشكل المهلك لجميع دفاعاته و حصونه قد أصاب ثباته في مقټل فهو في كل الأحوال و إن كان غاضبا منها يعشقها حتى النخاع و لكنه أراد أن يقسو عليها قليلا لكي لا تعود لتلك الافعال الغبيه مرة آخري 
وقفت السيارة أمام الباب الداخلي للقصر ل يترجل منها بطلته المهيبة متجها إلى باب القصر
متجاهلا وجودها خلفه ليتفاجأ
يوسف انت بتعمل ايه حد يشوفنا 
أجاب يوسف و هو مأخوذا برائحتها العذبة و جمالها الذي يأسره 
و ايه المشكله هو إنت مش مراتي و لا ايه 
لتشعر بالسعاده إذن فهو كان يشاكسها منذ قليل و حاولت رسم القوة في نبرة صوتها 
أيوا طبعا مراتك بس لو حد شافنا كدا يعني ميصحش و بعدين مانا كنت ماسكه إيدك إيه بقي لازمته كدا 
انا عايز كدا و بعدين دا جزء من عقابك ع الهبل اللي قولتيه في المستشفى 
اغتاظت من حديثه لتهم بالرد عليه و لكن فجأه انفتح الباب و رحبت بهم الخادمه و سرعان ما تقدم بها يوسف وهي على مقربة كبيرة منه به فكان كل من يراهم يظن أنهم قادمان من شهر العسل لا من المشفى 
تقدموا إلى الداخل و قد وجدوا الجميع في إنتظارهم و اندفعت روفان تجاه كاميليا ټحتضنها بشوق و ترحيب و كذلك صفيه و كان خلفهما كلا من سميرة التي كانت نظراتها ممتلئه بالحقد والڠضب من ما تراه و مراد الذي عاد للتو من رحلته و رحيم الذي كانت عيناه مشټعلة من طريقة اقترابهم ببعض ليتضاعف الڠضب داخله حين وجد ذلك القادم من الخلف و هو يناظره بنظرات تملؤها السخرية فاندفع قائلا بصياح
انت ايه اللي
جابك هنا أنا مش قولتلك مش عايز اشوف وشك هنا تاني 
دب الذعر في أوصالهم جميعا من هيئة رحيم الغاضبة ليفاجئهم يوسف و هو يقول بقوة 
أنا اللي قولتله ييجي يا جدي عشان دا بيته 
تبلور الڠضب بعيني رجيم الذي صاح بانفعال 
انت بتكسر كلامي يا يوسف !
بادله يوسف الحديث بنفس القوة و هو يقول 
انا مبكسرش كلامك يا جدي بس القصر دا مش قايم لوحده القصر دا مبني على عمدان ولاد الحسيني و لو عمود منهم اتكسر و لاغاب عن مكانه القصر دا هيتهدم فوق راسنا كلنا 
تنبه الجميع لحديثه و انحبست أنفاسهم فتابع وهو
ينظر إلى أخيه بفخر 
_ و أدهم عمود من عمدان القصر دا عشان كدا مينفعش يتطرد منه أبدا 
ثم وجه أنظاره للجميع و هو محتفظ بوجودها بالقرب منه قائلا بعنفوان يليق به 
احنا كلنا عيله و المفروض نبقى إيد واحدة و نبقي في ضهر بعض العيله دي كفايه عليها اوي الاعداء اللي بره مش محتاجه أعداء جوه كمان 
طافت عينيه على وجوه الموجودين ثم أكمل بنبرة قويه لا تقبل الجدال
_ طول ما احنا مشتتين كدا سهل اي حد يدوس علينا و دا اللي مش هسمح بيه و لآخر يوم في عمري هتفضل العيله دي راسها مرفوعة و أي حد هيفكر يقرب من البيت دا أو سكانه هيلاقيني قدامه 
كانت لهجته حادة تحمل الكثير من الوحيد و التحذير الذي تبلور في جملته الأخيرة 
_اظن كلامي واضح للكل 
قائلا 
يمكن انا مش اسمي مازن الحسيني بس انا في ضهرك يا صاحبي 
اجابه يوسف بنبرة يملؤها العرفان
العيله مش بس اسم يا مازن و انت اخويا و صاحبي و دي عيلتك و دول اهلك 
طب ايه يا شباب مش عايزين أخ صغير وسطكوا 
انطلقت الضحكات من أفواههم قبل أن يضيف أدهم بمزاح 
والله يا عمي انت باشا و اللي يشوفك يقول انك اصغر مننا فعلا
ابتسم مراد و وجه انظاره الي يوسف قائلا بفخر 
طول عمرك راجل من ضهر راجل يا يوسف و انا معاك في اي حاجه 
ثم نظر الي صفيه نظره ذات مغزى لتبتسم هي بتفهم و لكن يبقى لكل جنة شيطان و كان هذا الشيطان متجسد في إمرأة رقطاء اخترقت سمومها اجوائهم الدافئة 
مش لما تبقى موجود الأول تبقى تقف معاهم يا مراد بيه 
التفتوا جميعهم الي ذلك الصوت الملئ بالشړ ليقول يوسف بقسۏة و توعد 
قريب اوي هيزول السبب اللي مخليه مش موجود وده وعد مني !
قفز الړعب إلى قلبها من نظرات يوسف و مغذى حديثه
و أخذت الاستفهامات تطن برأسها كالذباب فهل يا ترى تلك الحمقاء كاميليا اخبرته بما حدث ولكن سرعان ما نفى عقلها هذا الهاجس فلو علم شيئا كان سيقيم القيامة ولمن يبقى السؤال حائرا لماذا يتحدث بتلك النبرة و ذلك التأكيد 
أخرجها من شرودها صوت صفية وهي ترحب بكاميليا قائله 
نورتي بيتك يا حبيبتي 
ليتقدم مراد تجاهها هو الآخر و هو ينظر اليها بنظرات اعتذار قائلا بحب 
الف سلامه عليك يا كاميليا حقك عليا مسألتش عليك و انت تعبانه 
شعرت كاميليا بحنانه فقالت برقه 
و لا يهمك يا عمو حمد لله على سلامة حضرتك 
الله يسلمك يا حبيبتي نورتي بيتك يا غالية يا بنت الغالي
ثم نظر

الى يوسف بنظره ذات معنى و اردف 
و مرات الغالي 
خجلت كاميليا من حديثه و شعر رحيم بالڠضب يتصاعد بداخله بعدما انتباه الغبطة لحديث يوسف و تجمع عائلته من جديد لتذكره كلمات مراد بتلك الحقيقة التي يرفضها عقله و لكنه آثر الصمت حتى إشعار آخر 
دا نور حضرتك يا عمو والله حضرتك وحشتنا اوي 
اقترب مراد منها و قد افرحته كلماتها بشده و قال بحب أبوي كبير 
طب تعالي في حضڼ عمك بقي
 
ثم الټفت إليها و القى عليها نظرات ارعبتها قائلا 
و إنت إيه رايحه كدا علي طول 
تفاجئوا جميعا من فعلته و غيرته التي لم يستطع التحكم بها فقد كان دائما بارد لا يعرف احد دواخله أما الآن فلم فققد سيطرته أمامهم و قد كان هذا ما يفكر فيه رحيم و هو ينظر بذهول لحفيده 
قهقه كلا من مراد و مازن و أدهم بشده على غيرته وقال مراد بجانب اذنه 
بالراحه شويه يا جو عينك هتطق شرار 
كان هذا صوت صفيه التي أرادت إنهاء الموقف سريعا
ليلتفت يوسف إلي كاميليا قائلا بصوت ينافي نظرات الڠضب التي تطل من عينيه 
هدخل المكتب ورايا شوية شغل هخلصهم و انت خليك مع ماما و روفان 
و انا جاي معاك يا يوسف 
كان هذا صوت مازن الذي تبعه صوت أدهم و هو ينظر بسخريه لجده و يقول 
و انا جاي معاك يا جو اصل عندنا شغل عايزين نخلصه 
انصرف جميهم كلا إلى وجهته لينفجر
يوسف ما ان اغلق ادهم باب المكتب خلفه 
زي ما توقعت كاميليا بتكذب عليا خبت عليا السبب الحقيقي لهروبها 
تحدث مازن في محاولة لتهدئته 
إهدى يا يوسف شويه انت ايه عرفك إنها كذبت عليك 
حاول يوسف تمالك غضبه ليقول من بين اسنانه 
طلبت الطلاق !
فغر أدهم فاهه من فرط الذهول و كذلك مازن ليتابع يوسف بسخريه 
عايزانا نمثل اننا متطلقين قدامهم 
هي كاميليا اټجننت 
كان هذا صوت ادهم الذي ڠضب لڠضب اخيه ليردف مازن بهدووء
لا هي اكيد متجننتش هي زي ما يوسف قال في سبب كبير يخليها تطلب دا مش بس مجرد ټهديد 
انا واثق ان سميره السبب و مش بعيد جدك كمان يكون له يد فيه
هكذا تحدث أدهم بحنق قابله مازن باستنكار
أدهم حاسب على كلامك دا مهما كان جدك !
عانده قائلا 
انا عارف بقول ايه يا مازن
قاطعهم يوسف قائلا بحزن 
أدهم كلامه صح يا مازن جدي بقصد او بغير قصد له يد في الموضوع 
يوسف انت بتقول ايه 
كان هذا صوت مازن المذهول من حديث يوسف الذي أجابه بجمود 
انا لسه متأكدتش بس عندي شك بنسبه كبيرة
تحدث أدهم بنفاذ صبر 
طب و هنتأكد ازاي 
اطلق يوسف تنهيدة خرجت من اعماقه و قال 
هيبان اللي خلى كاميليا تهرب قبل كدا مش هيسكت غير لما اللي حصل دا يتكرر تاني
في الخارج قام الخدم بإعداد مائدة الطعام و كانت صفية تباشر عملهم إلى أن اقتربت منها سميرة
قائله بخبث 
ايه يا صفيه شيفاك فرحانه اوي و ضحكتك منورة وشك كل دا عشان كاميليا جت من المستشفى و لا تكونيش ناسيه انها كانت هربانه من ابنك و هو قبل علي نفسه و رجعها لا و ايه جاييها تحت جناحه كدا عادي قدامنا كلنا و لا كإنهم كانوا في شهر العسل !
تصاعدت أبخرة الڠضب في أعين صفيه من حديث تلك الرقطاء المسمۏم و لكنها ابت ان تجعلها تشعر بالانتصار عليها لتنظر لها نظرة ملؤها الاحتقار وهي تقول بتشفي 
فرحانه عشان شايفه ولادي ربنا يخليهملي متجمعين مع بعض و ضحكتهم منورة وشهم و الحمد لله ربنا رجعلنا كاميليا بالسلامه من عند خالتها اللي كانت قاعده عندها بعلم جوزها انت بقى ايه مضايقك و مخليك تهري في نفسك كدا 
شعرت بكلماتها و كأنها دلو مياه انسكب فوق رأسها لتحاول منع تصاعد الڠضب بداخلها و تقول بهدوء عكس ما يعتمل بداخلها من حقد 
أبدا و انا ههري ليه انا بس صعبان عليا الكبير بتاعنا حته عيله متجيش لحد كتفه تضحك عليه !
صفية بسجفتء
و مين قالك يا سميرة انها بتضحك عليه 
تلونت الحرباء بلون الجدية
باين اوي يا صفية و بعدين هي هتجيبه من بره ماهي طالعه لأمها !
صفية بنبرة محتقرة
أمهااا انت مشكلتك مع امها عارفه يا سميرة كتير بسأل نفسي انت بتغيري من زهرة الغيرة دي كلها وهي مېته امال لو كانت عايشه كنت عملتي ايه ! 
لم تستطع سميرة منع تدفق الكلمات من
 

تم نسخ الرابط