للعشق وجوه كثيرة نورهان العشري
المحتويات
يوسف و بتقول مراتك !
قاطعها بصرامة و نظرات قاسېة
_ نيفين الزمي حدودك و اوعي تتخطيها اللي بيني وبينها محدش له فيه
ازدادت قتامة نظراته و شابهتها لهجته حين قال
_ و متقلقيش قريب اوي هكشف كل اللي حصل أيه أسبابه ادام الناس كلها فمتستعجليش اوي
أصابتها كلماته في الصميم فهل كان يهددها الآن هل أخبرته كاميليا بما فعلته والدتها
إذن فتلك الحية قد استخدمت سحرها عليه مرة أخرى
قاطع سير أفكارها سؤاله لها و خاصة عندما تحدث بتلك النبرة و كأنه صبره عليها قد نفذ و لم يعد يحتمل وجودها كحاجز بينه وبين غريمتها
_ مش هتقولي كنت عايزة ايه بردو ولا هنقعد طول الليل نبص لبعض هنا !
استنكر بجفاء
_ كلامنا ! احنا كلامنا خلص خلاص و أنا قلتلك اللي عندي و أظن انك دلوقتي اتأكدت أن كلامنا خلص
لم تؤلمها كلماته و لا نظراته و لا تشبثه بغريمتها بتلك الطريقة و إنما أكثر ما آلمها تلك النظرة المنتصرة في عينيها و التي جعلتها تقسم داخليا أنها لن تجعلها تستمر طويلا فكل ما استطاعت أن تفعله هي إيماءة بسيطة من رأسها متبوعه بكلمات واهيه ثم اندفعت خارج الغرفه كالبرق
_ بص أنا هاديه و عاقله اهوة عايزاك بقي انت كمان تبقى عاقل كدا وتقول بالحرف الواحد ايه الكلام اللي حصل بينك و بين البت دي عشان مولعش في البيت دا حريقة
لو لم يكن يدرك علميا بأنه خطأ لظن بأن قلبه قد انسل من بين ضلوعه محلقا في السماء من فرط السعادة بتلك الغيرة الچنونية التي تملكتها و لكنه قاوم بشق الأنفس فكرة أن يريها الآن مدى عشقه لها خوفا من عدم قدرته على التحكم بمشاعره ليقوم باحتوائها حتى لم تعد قدماها تلامس الأرض ليتقدم إلى باب الغرفه و قام بفتحه ثم وضعها خارجه بعد أن قام بغرس زهر عشقه على جانب وجهها الايمن ليقول بفظاظة تنافي روعة ما تحمله كلماته
لم تستوعب ما يحدث و حين أوشكت على الحديث فجر بارود عشقه في تلك الجمله البسيطة
_ يا أحلى إستثناء في حياتي
انهي كلماته ثم قام بإغلاق الباب خلفها و دقات قلبه تقرع كالطبول فتلك المجنونه التي امتلكت قلبه قادرة على التسبب في احتراقه كليا بهذه المشاعر القوية التي تثيرها به و المقاومة مهلكة حتى الألم فلا يعد يعلم أي سلطة تمتلكها تلك المرأة على قلبه لتجعله أمامها مغيبا لا يشعر بشئ سوى بأنها منه و تنتمي إليه
نورهان العشري
بعد مرور عدة أيام كانت تدور في غرفتها كالفراشة الحائرة لا تدري ماذا عليها أن تفعل حتي تهدئ قليلا من ذلك الشوق الذي يحرقها منذ آخر لقاء بينهم
فلازالت تذكر جيدا كيف كانت نظراته إليها فقد كانت تشعر و كأن عيناه تغمرها و بأن ضلوعه تحتويها بالرغم من
تشعر وكأن هناك مغناطيس يجذبهما تجاه بعضهما البعض
حاولت كثيرا الا تفكر به و لكن عبثا فما أن تحاول طرده من مخيلتها و تلجأ للنوم حتى يأتيها في الحلم كفارس بحصانه الأبيض يختطفها كما يختطف الأمير محبوبته
تعلم في قرارة نفسها بأن هناك الكثير من العقبات أمامهم و لكن ما حيلتها أمام قلبها الذي هام به عشقا من اول لقاء برغم من رفضها لتلك المشاعر كونه لم يتخذ خطوة واحدة تجاهها ولكنها تجد نفسها مجبرة على التفكير به كل دقيقه حتى أنها في بعض الأحيان كان ټتشاجر معه بداخل عقلها كي يتركها طيفه و شأنها
قاطع شرودها صوت رنين هاتفها فقامت بإلتقاطه لتشعر وكأن تيار كهربائي قد صعقټ عندما وجدت أن المتصل لم يكن سوى ذلك الفارس المطبوعة صورته على جدران قلبها
ازدادت وتيرة أنفاسها وارتجافه يدها و هي تضغط على زر الرد لتضع
الهاتف على أذنها تجيب بنبرة مهزوزة
آلوو
أتاها ذلك الصوت الذي اشتاقته بشدة و رقص قلبها طربا لسماعه حتى ظنت بأن صوت دقاتها قد وصلت إليه و لا تدري شيئا عن معاناته فقد حاول كثيرا تجاهل اشتياقه لها ورغبته الملحة في محادثتها فهو رجل غير معتاد على اللهو و العبث و خاصة كونهما تربطهما علاقه اسريه فقد آثر التأكد من حقيقة مشاعره نحوها قبل أن يأخذ اي خطوة تجاهها لكي لا يندم لاحقا فأخذ يقاوم ضجيج قلبه الذي كان يتوسله بأن يروي ظمأ اشتياقه لها و التواصل معها و لكنه كان يردعه بشدة إلى أن فاض به و قرر في لحظة چنونية أن يهاتفها بحجة الإطمئنان على ابنة خالته و سرعان ما قام بالإتصال بها ليأتيه صوتها العذب الذي جعل ذلك الساكن علي يساره يرتجف من شدة الشوق
_ ازيك يا روفان
قالها علي بنبرته الجذابة التي دائما ما يتخللها الثبات فيضفي عليه مزيدا من الجاذبيه حاولت أن تبدو لهجتها ثابته مثله حين قالت
_ الحمد لله بخير ازيك انت يا سيادة الرائد
_ بخير مادام انت بخير
قالها علي بصدق فكونها بخير هذا يجعله يشعر بأنه على ما يرام حتى و لو كان غير ذلك
تلعثمت من حديثه و تضاعف ارتباكها فجاءته نبرتها مرتجفة حين قالت
_يارب دايما
صمت دام لثوان كسره علي زافرا و كأنه كان في معركة انهكته ليقول بنبرة عميقة
_وحشتيني !
باغتتها كلمته حتى شعرت بأن قلبها قد قفز من بين ضلوعها من شدة انتفاضته فتسارعت أنفاسها و جف حلقها فأي شعور هذا الذي جعلها تحلق في السماء السابعة من مجرد كلمة
وجدت صعوبة في إخراج صوتها فصمتت خوفا من أن تخبره بأنها ټموت شوقا إليه لتأتيها نبرته التي يشوبها بعض القلق من صمتها
_روفان انت لسه معايا
_ معاك
أجابته هامسه فبادرها بلهفه
_ ليه مابتروديش عليا
_ ينفع أسألك سؤال
هكذا تحدثت بهمس قابله مزاحه حين قال
_ ينفع تسالي اللي انت عيزاه من غير ما تستأذني
تحدثت بلهفه و لهجة حوت بعض العتب
_ انت ليه مشيت كدا على طول من غير حتي ما تسلم عليا قصدي علينا !
اتسعت ابتسامته فقد كشفت تلك الصغيره عن اشتياقها له بذلك السؤال الذي يبين مدى برائتها و قلة خبرتها ليجيبها بلهجة صادقة
_ ڠصب عني والله كان نفسي أسلم عليك اوي قبل ما امشي بس حصلت ظروف اضطرتني اني اسافر بسرعه
هتفت بلهفه و بلهجه طفوليه راقت له كثيرا
و متصلتش بيا ليه من وقت ما مشيت
ما أن أنهت جملتها حتي شعرت بمدى خطأها في البوح بمشاعرها و افتقادها له عن طريق ذلك السؤال الغبي لتحاول تصحيح خطئها قائله
_اقصد يعني متصلتش تطمن على كاميليا ليه هي مش بردو بنت خالتك
ابتسم هذه المرة ابتسامه واسعه على هفوتها الأكثر من محببه إليه ليشاكسها قائلا
_ متصلتش علي كاميليا عشان بعرف أخبارها كل يوم من ماما و البنات و متصلتش عليك عشان مابحبش آخد خطوة غير و أنا متأكد منها
_ واتأكدت
و إلا مكنتش اتصلت
ما أن ختم كلماته حتى أتاه صوت كارما القادم من الخارج قائلة
_ يالا يا لول الناس جت تحت تعالى عشان تفتح لهم
شعرت روفان بالحرج فقالت بلهفة
_ طب شكلك مشغول اسيبك بقي لضيوفك
علي بتذمر
_ للأسف مضطر اقفل معاك لإن الضيوف دي مينفعش تتأجل
خربش الفضول جدار قلبها لتسأله بلهفه
_ ليه هما مهمين أوي كدا
_ أه يا ستي دا عريس جاي لغرام أختي و جاي من آخر الدنيا عشان نقرأ الفاتحه النهاردة انت ممكن تكوني تعرفيه دكتور رامي اللي كان بيشرف على حاله كاميليا في المستشفى فللأسف مقدرش اكنسل الميعاد و إلا مكنتش سيبتك
اطمأن قلبها لكونها عرفت ماهيه ما يحدث لتقول بخجل
لا و لا يهمك الف مبروك عقبالك
أجابها علي متخابثا
_ هنشوف موضوع عقبالك دا بعدين سلام دلوقتي و نكمل وقت تاني في كلام كتير عايز اقولهولك
أغلقت روفان الهاتف و وضعته فوق قلبها الذي كان يرقص طربا لتلميحاته المبطنه و ايضا تصريحه باشتياقه لها بعد ما كانت تعاني الأمرين من
افتقادها له هاهو يعيد إلى قلبها الطمأنينة و يبثها بكلمات بسيطه تلك السعادة الفريدة من نوعها التي لم تشعر بها قط طوال حياتها حتى أنها شعرت بأن الأرض لا تحملها و أخذت ترقص مغمضة العينين داخل غرفتها و تدور حول نفسها مثل الفراشة لتصدم بتلك التي كانت تستمع لحديثها من بدايته و تنظر إليها بخبث فقد فهمت على الفور بأن صديقتها قد وقعت في العشق
_ الله الله دا ايه الفراشه البي طايرة في القصر بتاعنا دي أن شاء الله !
روفان بحنق
_ ايه يا هبابه انت خضتيني مش تخبطي و لا تكحي و انت داخله !
تشدقت ساخرة
_ ياتي بطه الأوزعة بتاعتي بقت بتتخض زي باقي البشر ! لا
لا مش مصدقه نفسي
روفان بحنق
_ خفه ايه يا بت اللطافه دي
اغمضت كاميليا عين وفتحت الأخرى ثم ألقت ذراعها حول كتفي روفان قائلة بنبرة ذات مغزى
_ اممم و هيبقى الطف و الطف لو قولتيلي ايه الجو اللي كان في الفون دا
ارتبكت من كلمات كاميليا خشيه انفضاح أمرها فقالت بارتباك
_إيه ده هو انت واقفه هنا من امتى
قامت كاميليا بافتعال ملامح حالمية علي وجهها و قالت بلهجة رومانسيه مفتعله
_ من أول متصلتش بيا ليه من ساعة ما مشيت أة اقصد متصلتش تسأل علي كاميليا ليه هي مش بردو بنت خالتك ! بتجيبوا سيرتي ليه ها ليه
امتعضت ملامح روفان من افتضاح أمرها كليا امام صديقتها فقالت بجفاء
_ أهو اخيرا بقالك لازمه و الواحد هيعرف يستفاد منك بحاجه
قامت كاميليا بالعبث بخصلاتها بمزاح وهي تقول
_ أنا يا أوزعه ماليش لازمه !
تحدثت روفان بتأفف محاوله نزع خصلاتها من يدها
_ بس يا بت سيبي شعري
عاندتها قائلة
_ مش هسيبه غير لما تقوليلي الموضوع من طأطأ لسلامو عليكوا
برقت عين روفان من فرط الإثارة ثم قامت بإعتقال رقبة كاميليا ساحبه إياها للجلوس فوق مخدعها سويا قائله بحماس
_ تعالي هقولك دانا عندى كلام كتير عايزة احكيهولك يا بت يا كامي
شاركتها كاميليا الحماس معانقه هي الآخرين رقبةروفان وهي تصيح بمرح
_ ايوا بقي عايزين نرجع أيام الرغي و
متابعة القراءة