رواية احببت مغتص-بي
كيف لي ألا أراها إلا مرة واحدة ؟
سأل الصيدلي نفسه، حتى عندما سأل عنها في البناية التي دخلت من بابها أخبره صاحب البقالة بأن لا أحد يعيش هنا،
لكنها أخبرته عن إسم والدتها، وهي تقيم هنا فعلا،
لا شيء يرغمها على الكذب،
بعد بحث وتقصي علم بقصتها، ما حدث لها،
وعن إختفائها بعد الحادث في منزلهم، وفي الأخير إحتراقها في منزل مهجور،
لم يقتنع بالقصة، لكنه استسلم للدلائل بأنها ميتة.
هل تراها تزوجت عواد ؟ ستكون تلك ضربة قاسية يا آدم،
كان آدم ينضح عرقا وهو يفكر،
نزل من شرفته دون تفكير، قصد منزلهم القشي،
كانت أم عواد تحضر العشاء في الباحة،
الحطب مشتعل من فوقه قدر وضعت به دجاجة،
كيف الحال يا أم عواد ؟
الحمد لله يا سي البيه نحمده ونشكر فضله،
أيتها العجوز لما لم تخبريني بأن هناك عرس سيقام،
لقد سمعت زغرودتك المجلجلة، ماذا هناك ؟
لا شيء يا سي آدم، إنه اليوم الأول للدكتورة تقى في الجامعة،
وكأنه استرد نفسه، سكنت أنفاسه المتسارعة، ألقى بجسدة علي كومة من القش واتكأ على الجدار الخشبي،
ستتسخ ملابسك، قالت أم عواد،
لكن آدم كان شاردا تمامًا، لم يسمع أي كلمة من حديثها،
لم يعد بحاجة لذلك،
ستأكل معنا، أليس كذلك ؟
آدم، آدم، لكزته في كتفه،
عاد من أفكاره، أبصرها أمامه واقفة،
الدكتورة تقى يا آدم، هب واقفا في مكانه، ترنح، اتكأ بيده على الحائط، تلعثم، نطق بالفرنسية، ما أجملها، رددت تقى بالفرنسية
أصابه الخجل، أحنى وجهه للأرض،
سأنصرف الآن، اعذروني،
تسارعت خطواته نحو منزله،
لام نفسه على تلعثمه، قلت لياقته،
لكنه كان مسرورا،منشرحا،رأى في تلك اللحظة كل شيء جميل،
لم يتناول طعامه، صعد لشرفته، أمسك بلوحتها، الآن فقط يمكنني أن أكملك.
شوفى بيبصو عليها ازاى، ما المميز بها، لا شيء، ذلك الأحمق لم يكلمني ليومين والآن يتابع فتاة غيري،
سألقنه درسا ولكن في الوقت المناسب،
كلهم يعشقون ما ينتهي بتاء التأنيث حتى لو كانت جزرة يا أسماء،