بطل من روايه
المحتويات
عينيها أكثر وهى تدرك أنه خاطب ولكن لما لا يرتدى خاتم خطبه
انتبهت مجددا على صوته وهو يقول امل امل بقولك إيه أنا هقفل دلوقتي احسن ما اتعصب عليكى سلام.
وبالفعل اغلق الهاتف بوجه تلك المسكينه.
زفر بضيق ونفاذ صبر شديد ثم عاود النظر لتلك الغبيه يقول بعجرفههااااا... هتقولى كل حاجه ولا انتى ايه ليلتك انتى التانيه.
تركت كل شئ وقالت هو انت خاطب
نظر لها بازدراء وقال وانتى مالك.. ردى على اسئلتى خلصى.
رددت ثانيه تسأل طب مش لابس دبله ليه
ابتسم بقرف يقول بتخنقنى... مابحبهاش.. مش شغلك اصلا... جاوبينى على اسئلتى وبس.
ليثالقضية
ساعتها كانت مع زميل تانى مش انا الى ماسكها واول ما اتسحبت منه واخدتها انا جبتوا... ليث البغدادي مش
بيلعب.
رفعت شفتها العليا بازدراء وسخريه من عجرفته وقالت اتوكس.
اتسعت عينيه وظهر الڠضب على وجهه يقف عن مقعده يضرب على سطع المكتب قائلا نعم ياروح ا...قاطعته وهى تقف ټضرب هى الأخرى على سطح المكتب مثله قائله احفظ أدبك انا مش خطيبتك هتعلى عليا صوتك واسكتلك زيها... وسبق وقولتلك انا مافيش اى حاجة ضدى.. هناك ماشفتش حاجة كنت متغميه طول الوقت... جه ورايا إزاى ماعرفش يمكن هو شافنى وانا لا مانا كنت متغميه زى ماقولت.. وغير كده مالكش حاجة عندى.. دير بقا قضيتك بمعرفتك يا ليث يا بغدادي.
عادت للبيت پغضب شديد تغلق باب الشقة خلفها.
صاحت باعلى صوتها تقول ماما... انا جييت.
انتبهت لجلوس عاليا على سفره الطعام شارده فى الفراغ بهيام واضح فقالت بت.. بت يا عاليا.
تزامنا مع خروج امها من المطبخ تمسح كفيها بإحدى الأقمشة القديمه فقالت لها هى مالها يا ماما.
زمت نعيمه شفتيها بيأس وقالت انا عارفه اهى كده من امبارح وزاد اكتر لما خرجت ورجعت تانى النهاردة.
فاطمه باستغراب ايوه يعنى حصل إيه يعنى.
نعيمه انا لو ركزت معاها هخلف يميني الى خدته قبل كده وهنسل شبشبى فوقها.. انا رايحه اطفى على الاكل.. روحى غيرى عشان تلحقى تاكلى قبل ما تروحى الشغل مع ابوكى.
انتبهت لها عاليا تقولها!
فاطمه ها!! ده انتى مش هنا خالص.
رفعت حاجب واحد تقول بشكفيكى ايه يا بت وسرحانه فى مين كده
عاليا بهيام كبييرقمر قمر قمر يخربيت امه.
فاطمه هو مين ده
عاليا المعيد الجديد.
فاطمه مالو.
عاليا مووز.
فاطمهبت... وعماد!
نظرت لها عاليا بانتباه واستغراب تقول عماد!! ماله عماد!
فاطمه بزهول هو معقول انتى مالحظتيش انه بيحبك!
رددت عاليا باعين متسعهبيحبنى انا!
عاليا بتلعثم الللأ.. ممش كده.. انا.. انتى الى تلاقيكى فاهمه غلط.
فاطمه لا يا عاليا عماد بقا عشره.. وانا بقيت حفطاه... وله فضل كبير عليا.
ابتسمت تتذكر مافعلته اليوم تقول اتا اول ما عرفته كنت ميح... عيله هبله.. هو جرئنى كتير عرفنى أن الدنيا مش سهله.. مواقف كتير حصلت معايا دلوقتي وقفت ليها وكنت جامده يمكن لو كانت حصلت من كام شهر كنت قعدت جنب الحيط اعيط بس دلوقتي لأ وانا اهو بقولك هو بيحبك.
عاليا لا طبعا عماد ده إيه.. انا عايزه بطل كده من ابطال الروايات الى بنقراها.. هيبه.. باد بوى... كل البنات ھتموت عليه.. غضبه صعب وغيرته وحشه... يبهدل الدنيا لو جنس راجل قرب منى.. يقولى كلام حلو وهو يتحسس عنقى بوله.. لكن عماد.. عماد حلو وكل حاجه بس عادى... شخص عادى مش بطل روايه.
تنهدت فاطمه وقالت بأسىلو تفتكرى انى كنت انا صاحبة الفكره دى من البداية ايام ما اتقدملى العريس ده الى إسمه إيه... بس دلوقتي وبعد كل الى حصل انا بقولك لأ... انتى مش بطلة رواية ولا انا بطلت رواية.. على فكره لا انا ولا انتى قدرنا نستحمل ربع إلى بتستحمله اى بطله في أحداث الروايه مع البطل الى بتحبه... انا ماقدرتش استحمل عقدة آدم ولا المجتمع بتاعه وأنه هيبقى حواليه مية واحده و واحدة عايزه تخطفه... ماستحملتش ورفضت قولت عليا بأيه كل ده لكن البطله في الرواية بتستحمل كل ده واكتر.. ماستحملتش ريان باجرامه والعالم الضلمه الى هو فيه مع ان بطلة الرواية كانت بتستحمل وبتعافر معاه لحد ما يتوب... ولا رامى قدرت اتأكلم مع حياته المشقلبه وكل يوم سهر وسفر وحفلات ومعجبات شمال ويمين لا ماقدرتش... وحازم ابو عضلات فتاكه ماقدرتش اتغاضى عن أنه ابن امه.. وانتى... انتى ماقدرتيش تستحملى عمر وطريقته وكبره وعدم غيرته ولا عرفتى تستحملى مراد الغيور الى بيهد الدنيا لو حد قرب منك... حبتيها على الورق اه وبنجرى ندور على الروايات الى كده لكن انتى ماشوفتيش نفسك وانتى بتنتفضى قدامك من رعبك منه ومن ردة فعله.. ولا الظابط الاهبل الى حكتيلى عليه لما رجعت الى اسمه عاصى ده.. ولا خۏفك ورعبك من المچنون الى اسمه سليم ده... ده طلع عنده هوس غريب بتعذيب الناس بيتلذذ بيه.. كنتى هتعملى زى بطله الرواية الى بتستحمل مرضه وهوسه وتساعده لحد مايتعالج بعد ماينوبها شويه من ساديته.. ده انتى ماتستحمليش بونيه في خدك المقلبظ ده... وبعد كللللل ده رايحه تدوبى فى هوا واحد مش معبرك عشان يطلع بطل روايتك.
كانت عاليا تستمع لها بانتباه
شديد. تشعر بأن كل كلمه منها كصفعه تهبط على وجهها تجعلها تفق من حلمها الوردى والذى مازالت غارقه باعماقه للان برغم كل ماحدث.
تنهدت فاطمه تقول باعين لامعة وهى شارده فى نقطه فارغه عارفه بعد كل الى مرينا بيه اتغيرت واتغير فكرى.. مابقتش عايزه بطل
من رواية الواو الى مافيش منه.. بقيت عايزه راجل عادى. طيب.. حليم. باله طويل.. يصبر عليا ويعلمنى لو غلط.. راجل قلبه طيب وقريب.. يبقى زعله قريب مش القاسى الى غضبه وحش واقعد سنين اصالح فيه ولا الى غيرته تحبس و لا الاوبن مايند... عارفة انا بقيت بقول اللهم حبيب عادى وزوج عادى.
كانت عاليا تستمع لها باستغراب شديد تقول معقول... بعد كللللل ده.
امأت فاطمه برأسها تقول ايوه بعد كل ده.. لولا الى حصل كنت هفضل ڠرقانه فى رواياتى الى مالهاش آخر.. بس بعد الى حصلى فى الواقع خلانى احس ان العادية هى الاحلى ومش سهل نلاقيها.. وان الحاجات العادية والأشخاص العادية نعمه لازم نتمناها ولو لاقيناها نحمد عليها ربنا... فكرى تانى فى كلامى عماد اخ عزيز اوى عليا وماتمنالكيش حد غيرو... ولعلمك هو باد بوى بردو بس على الضيق لامم ايدو يعنى.
قالت الاخيره وهى تغمز لاختها بعينها ولكن عاليا نفضت كل تلك الأفكار عن رأسها وقالت لأ لأ اكيد مش هعمل كده.. مش بعد كل ده.. انا عايزه اعيش الحياه إلى انا عايزاها ومش عايزه اعيش في روتين.
ابتسمت فاطمه وقالتانا بقا بقيت عايزه شاب كويس وطيب حتى لو هييجى الحب بعد الجواز والعشرة... بيت صغير وطفلين حلوين.. وينتهى اليوم بينا واحنا فى البلكونة سهرانين وفى أيدينا كوبايتين شاى وانا بعاتبه على حاجه مضيقانى وهو يقولى والله من ضغطة الشغل ويبدأ يحكى اد إيه يومه كان صعب كل ده على صوت الهواء وهى بټضرب ورق الشجر مع ضوء بسيط ومشغلين الرواديو بصوت واطى على اغنيه خفيف الروح بيتعاجب برمش العين والحاجب.
كادت عاليا ان تندمج مع حديثها ولكنها رفضت ذلك بشده فلن تستسلم بعد كل ذلك.
وضع نعيمه لصينية عشاء كبيرة محمله بالطعام على السفره انهى اى حديث وشرعت كل منهن فى الأكل بشراهه.
بعد مرور أيام بالجامعة عند عاليا
وقفت أمام احد المكاتب تدق الباب بتوتر.
صوت رخيم هادئ أذن لها بالدخول فدلفت تبتسم برقة قائله صباح الخير يا دكتور.
رفع نظره لها يتذكرها.. إنها نفس الطالبه البلهاء التى تغتنم اى فرصه للحديث معه حالها حال بعض الفتيات ممن يدرس لهن.
هز رأسه بيأس وقال خير يا انسه فى حاجة
ارتكبت قليلا من نبرة حديثه العملية جدا وقالت بتلعثماااا.. انا... ااه. فى نقطة في الشرح واقفه قدامى ممكن حضرتك توضحهالى.
زم شفتيه وصمت لثواني ثم قال أظن ميعاد المحاضره الى انا ملزم بيه لأى طالب انتهى تقدرى تتطلبى من اى حد من زمايلك الى كانوا حاضرين وفهموا يشرحوها ولو مافهمتيش بردو يبقى فى اول المحاضره الجايه اشرحلك.
كانت عينها متسعه.. مصدومه.. دلو ماء فى عز يناير قد سكب عليها... اعتقدت انه بالتأكيد سيعجب بها حاله حال عمر ومراد وسليم.. للان لم تحظى بالرفض أو تجرب شعوره... لكنها الان جربته.
انتشلها من عمق شرودها يقول اتفضلى يا انسه ومره تانيه ماتبقيش تجيلى مكتبى لأن زى مانتى شايفه ده مكتبى لوحدى مايصحش انسه زيك تتواجد فيه لوحدها معايا.. اتفضلى.
خرجت من عنده بسرعه.. كأنه قد تم صفعها للتو من أحدهم ربما تستفسق قليلا.. من قال انه حتى لو وجدت بطل أحلامك فمن المؤكد او حتى محتمل أن يغرم بكى... ربما تجديه ولكنك لستى بفتاة أحلامه من الاساس.
ظلت تسير وتسير حتى خرجت من الجامعه نهائيا تصعد لأول سياره أجرى وتذهب بها للبيت... تحتاج لإعادة ترتيب كل أفكارها الآن.
اما عند فاطمه بالمحل
دلف الحاج عبد القوى بخطى واثقه يحمحم احممم... سلام عليكم... انتى مين يابنتى.. امال فين الحاج
ابتسمت فاطمه وقالت طب أقعد استريح الاول يا حاج.
عبدالقوىلا انا كنت عايزو هو ومستعجل عشان مروح للعيال مستنينى على الغدا لما يرجع ابقى قوليلوا الحاج عبد القوى كان عايزك.
فاطمه طب يلزم اى خدمه انا فاطمه بنته.
انتبه لها عبد القوى ينظر لها ثانيه بتقييم ثم يبتسم وهو يجلس قائلا بنته...مش تقولى.. لا انا لا مستعجل ولا حاجة... بقا لطفى عنده الحلاوة دى كلها ومخبيها عننا.
ابتسمت فاطمه قائله ربنا يخليك يا حاج ده من زوقك.
عبدالقوىومخطوبه بقا على كده
ارتكبت كثيرا من سؤاله المفاجئ تنظر اراضا قائله لا يا حاج.
عبد القوى حلووو.
فاطمه ايه!
استدرك حاله قائلا أقصد يعنى الاستعجال وحش المثل بيقولك اتقل تاخد حاجة نضيفه.
صمتت تبتسم بحرج فقال عندك بقا كام سنه يا إيه قولتيلى اسمك ايه
فاطمه فاطمه اسمى فاطمه ياحاج.
ابتسم بقوة وهو يقول الله الله الله الله وكمان اسمك على اسم ستنا فاطمه.. شى لله يا آل البيت.. قولتيلى
متابعة القراءة