براءه بين الاشواك

موقع أيام نيوز


حياتها... 
أردفت بفزع من تلك الذكرى 
ما سألتيش نفسك ولا مره أنا ليه مش بستمر مع ميكانيكي واحد لتصليح عربيتي.. كل فتره اتنقل عند حد شكل..
نطقت بمراره تلوم عليها 
انت ربيتيني من وانا طفله على أني أهرب من أى موقف انحط فيه.. ربتينى أنى مواجهش.. أنى أجرى من أى واحد بيعاكسنى.. من بياع فى محل بيقولى كلمه حلوه.. من مدرس بيعرض عليا يدينى دروس فى بيته مقابل أنه ميسقطنيش وهو نيته ينهش جسمى وانا واقفه مش قدره انطق...

حتى المدرسين الستات فى اللى كانت بتنصحى بحب واخلاص وبتعملنى زى بنتها وفيه اللى بتنصحنى بخبث عشان حسدانى أنى مؤدبه عن بنتها.. ده حتى أكلى اللى كان بيبقى معايا مسلمش من زمايلى كانوا بياخدوا منى ڠصب عنى وكنت بخاف اشتكى للميس عشان كانوا بيتكتروا عليا ويتهمونى واطلع انا الغلط وهما الصح...
فاضت روحها بالقهر والحسره على حياة عاشتها تتجرع نتاج تربية خاطئه.....
كفكفت دموعها بقوه تكاد ټجرح بشرتها مردفه بحزن ېمزق القلوب 
أنتي بخۏفك دمرتينى لولا ستر ربنا عليا انا كنت ممكن ابقى فى حته وحشه أوى أو ممكن اكون مېته
اللى انتى زرعتيه جوايا مكنش بالسهل عليا.. مكنتش برضى أجى أحكيلك عشان تعليماتك اللى كنت باخذها منك قبل ما اخرج من البيت شليتى

حركتى وأيدتى تصرفاتى.. خالتينى جبانه خجوله أواجه أى موقف اتحط فيه.. متتكلميش متضحكيش.. لو اتعاكستى سيبه واجرى متبصيلوش.. متصحبيش حد متعرفيهوش...
ابتسمت بسخريه تستكمل ۏجعها 
حتى اصحابى أنتى اللى كنتى بتختاريهم لى على الرغم أنهم كانوا مش كويسين معايا بس عشان بيظهروا قدامك الحب من ناحيتي كنت بتوافقى أصاحبهم..
الحاجه الوحيده اللى مرت عليا وكانت رحمه من ربنا لما دخلت الجامعه واتعرفت على فرح صاحبتى ومامتها.. كانوا هما الدعم والسند اللى مالقتوش عند حضرتك.. 
دوول الناس الوحيده اللى دخلوا حياتى باردتى واعتبرتهم دنيتى كلها.. دوول السبب فى أنى أقعد معاكى وافضفض فى الفتره الأخيره.. ماما فرح كانت بمثابة دكتور نفسى خرجتنى من عزلتى.. حاولت تطمنى وتمسح الخجل اللى جوايا..
رمقتها بعيون ملامه 
محستيش ولا مره أنى مبعرفش اضحك وأخرج الا مع فرح.. مفهمتيش أن شخصية فرح ضافت ليا قوة كنت محتاجها..
ياماما أنتى خۏفك دمرنى.. مبقولش انك مټخافيش بس مع الخۏف فهمينى واحتوينى.. علميني زى ما اسمع كلامك ازاى أواجه أى مشكله تقابلنى.. علمينى زى ما الحياء مطلوب الجرأة كمان مطلوبه عشان اعرف أعيش.. أنا عارفه إنك كنتى عايزة تربينى عالعفه والعادات والتقاليد.. بس مش بالشكل المهين ده اللى يخلينى زى العروسه المارونيت اللى الكل بيحركها وهى مسلوبة الاراده..
أنا مش معترضه على خۏفك قد ما اعتراضى على أن الطريقه اللى اتبعتيها معايا غلط.. كنتى ممكن تخلينى خجوله وحيائى يزين عفتى.. متجرأش مع حد فى الكلام.. مصاحبش ولاد.. معرفش بنان مش كويسه.. بس فى نفس الوقت وجهينى ازاى أواجه واخد حقى وادافع عن نفسى.. أنتى شايفه أنى مش بتمادى فى تصرفاتى.. كان ممكن تحطى خطوط للصح والغلط لكن متقفليش كل الجسور ومطلوب من أنى أعيش طبيعى..
ارتخت قدماها لتجثو أرضا تمسح على وجهها بتعب هاتفه بانفاس متقطعه 
ياأمى لو كل ام عملت كده يبقى اترحموا علينا.. ياأمى أنتم بتدمرونا من غير ما تحسو.. أنتم بطلعوا جيل من البنات معندوش ثقه فى نفسه.. انتن بتشوهونا من جوه.. بتموتنا بالبطيئ...
أنهت كلامها لتفترش الأرض مغمى عليها أثر الانفعال المكبوت داخلها منذ سنوات لتسمح لنفسها الان بالاڼهيار تعبر عن مخزون ۏجعها.....
فزعت صفيهعلى حال ابنتها هرولت تجرى أتت بزجاجة عطرها نثرت بعض منها على كفها ومررتها على انفها لتبدء تستفيق ليغط البنت وامها فى بكاء مرير احتضنها صفيه بحمايه تعتذر منها مرات ومرات تطلب السماح من ابنتها.....
شهقت حياه تبتلع غصات بكائها بصعوبه لتومأ لوالدتها بألا تبكى هاتفه 
خلاص ياأمي عشان خاطرى متنهاريش كده مش عيزاك تتعبى.. أنا خلاص اتعودت على شخصيتى دى.. ادعيلى ربنا يصلح حالى ويرزقنى براجل يقدر يعوضنى ويكون سندى وحمايتى...
انا مش هسيبك واللى معرفتش اعمله زمان هعمله دالوقت أيدى فى أيدك وكل حاجه هتبقى تمام.....
استقامت حياه تقف وبسطت يدها وساعدت أمها على الوقوف اتكئوا على بعضهم البعض وصعدوا لغرفة نوم صفيه سطحتها على فراشها ودثرتها بالغطاء همت حياه لتغادر تمسكت بيدها والدتها بأن تنام جوارها هذه الليله صعدت جوارها بسطت صفيه زراعيها لتجعلها كالوساده لها وضعت حياه رأسها لتضمها والدتها بحب وحنان ليحتضنوا بعضهم البعض صفيه التى تحمد الله على سلامة ابنتها ليغطوا فى نوم عميق وكلا منهم يأمل فى غدا أفضل.....
يتبع.......
براءه_بين_الأشواك
ياسمين_الهجرسي
الحلقه الخامسه 
براءه_بين_الأشواك
ياسمين_الهجرسي 
فى شقه متوسطة الحال بمنطقة مصر القديمه يتصاعد بداخلها أصوات عاليه للسب بأفظع الشتائم رجل انتزعت منه الرجوله يقف يتبجح على زوجته المريضه ليأخذ منها المال الذى اكتسبته من كدها بالعمل حتى يذهب يلهو مع أصدقاء السوء ويشرب تلك اللفائف التى تغيب العقل.....
بينما الزوجه تقف لا حيلة لها دموعها تنساب من أكثر من عشرون عام ولا حياة لمن تنادى الوضع كما هو بل ازداد سوء منذ أن مكث فى البيت بدون عمل....
عندما جاءت حملة للمصلحه الحكوميه التى يعمل بها وقامو بعمل تحاليل مفاجئة للموظفين وأثبتوا تعاطيه للفائف الحشېش وبعض أنواع العقاقير الطبيبه الممنوع تداولها تم فصله من العمل وحرمانه من مستحقاته......
فأصبح السبيل الوحيد للمعيشه السوبر ماركت الذى كانوا مستأجرينه أسفل البنايه التى يقطنوا بها للمساعده فى معايش الأسرة وطلباتها والذى من الأساس فتح بعد إلحاح منها حتى يساهم فى مصروفات الأولاد والذى كان شرطه لفتحه بيع ذهبها لكى يقيم لها هذا المشروع........
وكالعادة مجبره للتضحيه لاجل اولادها وافقت وافتتحوا المشروع ولكن كالعاده لحظها العسر من يوم زواجها منه فصل من العمل......
ليستفحش أكثر وتزداد طباعه السيئه ظل فى سحب رأس مال المشروع حتى فرغت الأرفف من البضائع واضطرت الزوجه أن تغلق السوبر ماركت لعدم مقدرتها لدفع الإيجار وسداد مديونية البضائع..
إلى أن اقترحت عليها أحدى الجيران أن تطهى المأكولات وتبيعها أون لاين للموظفين أو ربات المنازل التى ظروفهم الصحيه لا تسمح لهم بعمل أصناف متعدده من الطعام..
وبالفعل تحمست للفكرة لما لها من سيط كبير فى عمل المأكولات فهى ذات نفس طيب فى الطعام ويمتاز نفسها بالطبخ بنكته الطيبه....
وسارت الايام مع الزوجه على هذا المنوال تخبطات يمين يسار تلاطمها أمواج الحياه وهى معها تسبح حتى تصل بأولادها بر الأمان...
زفرت فرح بحنق من تصرفات أبيها التى لا تبت للرجوله بشئ فتحت الباب وولجت للداخل هاتفه بعصبيه 
فى أيه يابابا صوتك عالى ليه انت مبتزهقش من خناق كل يوم دى بقت حاجه تطهق وتقصر العمر....
زجرها شريف والدها وهو يصدر صوت مقزز من فمه قائلا بسباب 
نعم ياروح امك هتعلمينى الأدب ولا أيه.. ولا رجلك شالتك عشان بتشتغلى وبتصرفى على نفسك.. أنت يابنت الك.... ب لحم اكتافك من خيرى.. احمدى ربنا أنى أويكى فى بيتى بدل ما أرميكى لكلاب السكك..
تدخلت الأم وداد لتفض الڼزاع بينهم هاتفه بود 
خلاص ياخويا هى مش قصدها حاجه.. دى لسه جايه من الكليه وتعبانه..
واستدارات تجحظ لابنتها كى تتوقف عن كلامها الذى تلقيه علي أبيها وتثير به جنونه هاتفه بحنو 
ادخلى أوضتك أنتى ياحبيبتى والغدا ربع ساعه ويكون جاهز عشان تلحقى تاكلي قبل ما تنزلي العياده...
قالت حديثها وهى تربت على صدرها باشاره معناها 
عشان خاطرى كفايه فضايح الناس اتفرجت علينا.....
على ذكر العياده فرح طالبه فى نهائى هندسه ونظرا لتدحضر الظروف فهى تعمل مساء فى احدى عيادات الأسنان حتى تعفى أمها من عبئ مصاريف دراستها و يتثنى لها أن تراعى بقية أخواتها 
نفخت فرح اوداجها بغيظ من سلبية والدتها لتجز على أسنانها هاتفه پقهر على حال أمها 
حاضر يا أمى...
استدارت لتغادر ليجذبها من خصلات شعرها لترجع برأسها للخلف صادره صړخة مدوية من أثر فعلته الحمقاء..
هتفت بصړاخ 
أنت بتعمل أيه.. سببنى انا مش عملتلك حاجه.. حرام عليك كفاية ظلم فينا بقى..
نجحت فى فك أصابعه من بين خصلاتها لتقف تتنفس الصعداء پغضب جارم وعينيها ينطلق منها سهام ڠضب

ودت لو قذفتها ولكن ما يلجمها توسلات أمها بالصمت..
ولكنه رجل انعدمت بداخل الرحمه والرجولة تبجح أكثر وهو يطلب منها بكل برود قائلا 
هاتى الفلوس اللى معاكى.. دماغى خربانه وسجايرى خلصت.. وأمك اتكسحت طول الاسبوع راقده تعبانه مشتغلتش..
فاض بها الكيل وطفح استفحل بداخلها الڠضب من تبجحه هذه ليست اول مره ولكن كفى لتلك المهزله متكررة الأحداث دون تغيير عليها البدء بالرفض لسلسلة التنازلات التى ليس لها نهاية وقفت مقابله له وجها لوجه وكأنها ندا له هاتفه بقوه 
لأ ممعيش فلوس ليك.. تعبى وشقايا لنفسى وتعليمى.. بدل ما أنت اللى تديني عايز تاخد منى.. مش كفايه قاعد فى البيت وامى هى اللى بتصرف.. ومستغل كل جنيه بتجيبه وتاخده أنت على مزاجك والكيف بتاع كل ليله عالقهوه.. ارحمنا بقى كده كتيير.. أنت لو مريض كنت شيلتك فى عينى الليل قبل النهار ومستخسرتش فيك جنيه من تعبى.. بس انت بتستغل فلوسى عشان مزاجك.. حتى تعب أمى هاين عليك ومستبيحه لنفسك.. ارحم من فى الأرض عشان ربنا يرحمك لما تبقى بين أيديه.....
غباء هذا الرجل يتصف بالغباء ترك كل ما قالته ابنته وهاج وماج من آخر كلمتين...
صاح ېصرخ عليها پغضب 
أنتى بتدعى عليا يابنت الك...ب
طب وربنا لاخد منك الفلوس ڠصب عنك.....
قالها ومد يده يجذبها كى يعطى لها طريحة الضړب التى اعتادت عليها... 
وقفت أمامه تربع يدها تحت صدرها تنظر له بتحدى هاتفه 
لو ضړبت من هنا للصبح مش هتلاقى معايا جنيه.. خلاص بح .. فلوسى مش بشيلها فى البيت.. واللى فى الشنطه يادوب مواصلاتى يعنى مش هتعمل حاجه لمزاجك كبيرها كوباية شاى عالقهوة..
قالت كلماتها بفظاظه وفتحت حقيبتها تخرج منها ورقة فئة العشرون جنيه وبسطت يدها تعطيها له..
ما كان منه ألا أنه سبها بأفظع الشتائم وترك لهم الشقه وغادر..
مسحت فرح على وجهها بضيق وجلست على الأريكه التى كانت خلفها تتنفس بصعوبه بداخلها ألم يعتصر أحشائها قهرا على حالهم الذى لم يتغير منذ أن وعت الدنيا....
جاءت وداد وجلست جوارها تحاول أن تواسيها كعادتها هاتفه بحنو 
معلش ياحبيبتى استحملى عشان خاطرى.. هانت كلها السنه دى وتخلصي جامعتك وربنا يرزقك بشغل يناسيكى تعبك ده كله...
رمقتها فرح بحزن هاتفه باستفهام 
هو أنتى ليه كده.. ليه سلبيه.. ليه ديما شايفه أن مشكلتى هتتحل لما اشتغل..
تابعت بمراره 
طب ماهو لو عالشغل أنا بشتغل ومكفيه نفسى.. إيه اللى اتغير.. هى نفس التمثيليه بتاعة كل يوم حوارات ومشاكل مش بتفض.. العماره والشارع بيسمعوا صوته وهو بيشتمنا ويضربنا.. أنا عايزة حل جذرى للمهزله دى.. وأنتى ديما مستحمله وساكته.. مالكيش
 

تم نسخ الرابط