براءه بين الاشواك

موقع أيام نيوز


فى حياتكم بعد التخرج...
عليكم اتباع الخطوات دى لتحقيق أى إنجازا

عظيما بتحلم تحققه وهي 
أول نقطه اختر مهنة تحبها امنحها أفضل ما لديك اغتنم الفرصه اللى تجيلك وديما تحاول تكون تبع أفراد فريق عشان توصل لنتيجة بشكل أسرع نظرا لتبادل المعلومات والتوجيهات..
تانى نقطه لما تشتغل مينفعش كل واحد يقول يلا نفسي أنا عملت اللي مطلوب مني وشكرا على كده العمال مش هتنفذ اوامركم لانها هتتشتت بينكم.. يبقى لااااا لازم تلتزم بالفريق اللي معاك.. وأفهم إن تعاوننكم مع بعض هو اللي هيثمر النجاح ده...

يعني أنت مهندس معماري مسؤول عن بناء كبير أو صغير.. أنت مسؤول مسؤوليه كاملة عن كل عامل شغال تحت إيدك في الموقع.. يعني بلاش إهمال لأن اللي بيدفع تمن إهمالك أرواح بريئة ملهاش ذنب.. لازم المقاول اللي هيبقى تحت إيدك أنت عارف أن عنده ضمير ولا لاء.....
قال كلمته الاخيره وهو ينظر ل رهف بنفور...
حول نظره وطابعه باقى الطلبه يسترسل بوعظ 
النقطة الثالثة إياك أنك ټأذي روح توكل الله في أخذ حقها.. احذر دعاء الأرواح المظلومة ليلا فإنها ليس بينها وبين الله حجاب...
تعمد الخوض فى هذه النقطه ليرى ردت فعلهم استدار ليشاهد ارتباك رهف ورباب ووجوهم التى تجهمت من القلق...
ابتسم بخبث واكمل كلامه وهو يتنقل بين الطلبة...
النقطة الرابعة على فكرة النجاح ليس إنجاز بقدر ما هو قدرة مستمرة على الإنجاز.. تصرف كما لو أنه من المستحيل أنك تفشل...
النقطة الخامسة المنافسة الحقيقية دائما تكون بين ما تقوم بعمله وما أنت قادر على عمله.. إنك تنافس نفسك مع نفسك وليس مع الآخرين....
النقطة السادسة والأخيرة لا يقاس النجاح بالموقع الذي يتبوأه المرء في حياته.. بقدر ما يقاس بالصعاب التي يتغلب عليها في حياته...
وبكده يبقى خلصت نصايحى ليكم وبالتوفيق للجميع...
أنهى حديثه وعاد مكانه تحت نظرات الطلاب المنبهرين بكلامه...
تحدث العميد يستشيره عن كيفية البدء للمناظره قائلا 
هناقش أوائل الدفعة يا ليث باشا ولا حضرتك ليك رأي تاني
كان ليث يمسك قلم يطقطق به على المنضدة أمامه وهو ينظر إلى رهف كما لو أنه يرسل لها إشارات تحمل ټهديد بأنه كشف أمرها..
تكلم بتريث 
لأ خلي الأوائل لحد ما أطلب منك...
وبالفعل بدأ يناقش الطلبة والدكاترة تعطيهم التقديرات إلى أن جاء دور فرح....
اقترب آدم من ليث يهمس له بصوت خاڤت يسمعه هو فقط...
تكلم بانجذاب 
اسمحلي أنا عاوز أناقش البنت دى شرسة وعجباني
نظر له ليث نظرة مكر هاتفا بتحذير 
خذ فرصتك.. بس خلي بالك البت دى شرسة هتقل منك لو عملت حاجه كده ولا كده...
قالها وهو يغمزه له بعينه...
بثقة رهيبة دنى منه آدم مره أخرى هاتفا 
ما تخافش يا معلم مش هضغط عليها.. عايز أشوفها عن قرب...
هبط من المنصه واقترب منها ونظراته تتفحصها باعجاب وهي تقوم بفرد مشروعها.. كانت حواسه منتبه معها وسعيد بمجهودها التى أثمرته بالمشروع فرح بثقتها بنفسها وهي تتحدث وتشرح باستفاضه نتاج عملها اندهاش يصحبه إعجاب بنظرتها الحادة ورودها المقتضبة عليه مما جعله يلتهما بعينيه فهو لم يصادف مثيله لها ذات شخصيه قويه لا تهابه او تعجب به فتستسلم لمركزه ونفوذه وتود لو تملقت له لتحقيق أغراض ومكاسب عند اقتران اسمها به.....
نظر لها آدم بفرحة لم يعرف إخفائها قائلا بغبطه 
برافو يا آنسه فرح مشروعك هايل وباين تعبك وشغلك عليه.. بالتوفيق اتفضلي....
قالها وأشار إلى مقعدها لكي تجلس عليه.
ابتسمت ابتسامه لم تصل لعينيها هى لم تفرح لاثناءه على مجهوده المبذول فى المشروع وصديقتها حزينه على فقدان مشروعها همت تلف المشروع وأخذته وهى تقول بنبره حزينه 
شكرا لحضرتك. 
قالتها وذهبت تجلس مكانها...
أغرقت الدموع وجهها تبكي في صمت شعور بالقهر يخترق روحها من ضياع حلمها فى مستقبل بذلت الكثير لكى تصل أليه... 
رفعت رأسها لتلتقى عينيها البريئه بمقلتيه الحادتين يبعث لها برسائل لم تعرف تفسيرها شعر بوخزة في قلبه ووضع يده موضع قلبه يحدث نفسه 
دموعك بتقطع فى قلبي كأنها سکين باردة...
شعور تملكه يود لو يأخذها في أحضانه وينتزع أي حزن تشعر به أراد أن يخرجها من حزنها ويستمع لصوتها ويخرجها من حالتها المڼهاره..
زفر بضيق وأشار عليها ليفض تلك المهزله التى تضيق على روحه هتف باللين 
اتفضلي يا آنسه حياه دورك اشرحلنا مشروعك....
قالها وهو يستستيغ حروف اسمها بتلذذ
وقفت حياه تنظر إلى الأرض تقبض على ثيابها من التوتر زمت شفتيها تكتم شهقه كادت أن ټخونها تجمعت الدموع بعينيها وسكن الحزن محياها خجلها يشعرها بالضعف ظلت صامته تزداد عبراتها بالانهمار.....
بدأت الطلبة الهمهمة بالكلام وأصواتهم تعلو بعضها ساخر وبعضها يرأف بحالها لمعرفته بخجلها بعضها محب وبعضها كاره فى حين رهف و رباب استبد بهن القلق مخافتا من ڤضح أمرهم...
تكلمت رباب بړعب وهي تنظر إلى رهف 
شكلنا هنتقفش وهيضيع مستقبلنا ياريتني ما سمعت كلامك...
اقترب منها فادي ينسحب من لعبتها 
أنا مش عاوز فلوس ولا عاوز أعرف عنك
حاجه ولا تجيبي سيرتي يارهف ماشي....
استقام وابتعد عنهما وجلس في مدرج آخر حتى يبعد عنه الشبه...
نظرت لهم رهف بغيظ ورفعت أحدى حاجبيها هاتفه بتكبر 
بقى كده تبيعوني عشان مصلحتكم... عموما انا ميهمنيش وجودكم بابي هيخلص كل حاجه...
قالتها ومن فرط عصبيتها كسرت القلم......
بينما ليث انفعل جدا من صمتها هو كان يريد منها أن تتكلم وتستميت فى الدافع عن حقها الذي سرق منها هو أعطاها فرصه وعليها التمسك بها هذه البلهاء...
تحدث بصوت حاد 
بكلمك يا آنسة حياه ليه مش بتردي ليه 
وقفت فرح بعصبية تنظر ل حياه تارة وإلى ليث تارة أخرى وقررت أن تقص لهم ما حدث مهما كانت العواقب ستثأثر لصديقتها.....
يتبع........
براءه_بين_الأشواك
ياسمين_الهجرسي
الحلقه الرابعه
براءه_بين_الأشواك
ياسمين_الهجرسي 
حين تغفو جميع القلوب لا يغفو قلب الأب فالأب وأبنائه علاقة روحيه عميقة صعبة التصدع فالأب هبة الله الرائعة لأبنائه...
وصل ليث الفيلا بقوة منهكه خطى يترجل للداخل كانت الأجواء هادئة تتأب بإرهاق محدثا نفسه 
أنا ھموت من التعب مش ممكن اليوم كله كان مرهق جدا محتاج ارتاح....
اتخذ طريقه كى يصعد غرفته شاهد إضاءة مكتب والده فعلم أنه مستيقظ حتى يطمئن عليه رجع أدراجه وهو يمسح على وجهه بإنهاك يحث نفسه على الولوج إليه حتى لا يثير قلقه...
اتجه نحو المكتب طرقه ودلف وجد والده يجلس خلف مكتبه ألقى عليه التحية وجلس معه يتبادلوا أطراف الحديث...
حياه والده شاهين الهلالى مردفا باستعلام 
حمد لله على سلامتك يا ليث.. إيه أخبار الطلبة السنة دي.. أنا عرفت إنك مرجعتش المجموعة من ساعة ما خرجت الصبح.. ياترى فيه طلبة مميزة ولا زي السنة اللي فاتت....
تحدث ليث بجديه 
الطلبة فيه منهم متفوقين وهيطلع منهم حاجة كويسه في المستقبل.. شوية تدريب وهيكون عندنا مهندسين مهره تشرف بجد.. الدفعه دى فيها طلبه مميزة وعمله مشاريع بدقه عاليه...
بس فيه موقف غريب جدا حصل أو التعبير الأصح موقف سخيف يخص بنت مميزة من العشرة الأوائل على الدفعة واللي هي نقدر نقول أول الدفعة بتاعتها المشروع بتاعها اتسرق...
تابع باندهاش 
وعشان خجلها منعها إنها تروح تبلغ العميد كان هيضيع عليها السنة ويتنسب المشروع لحد ثاني....
استطرد بمديح 
آه يا بابا لو تشوف المشروع فوق الممتاز.. تقول نخبة دكاترة هي اللي عملته.. مش كده بس طالبة غريبة في كل حاجة حتى اسمها مميز حياه إسم جميل فعلا وزى ما بيقولوا إسم على مسمى.. تتصور طول ما هي بتناقش المشروع ما رفعتش عينيها فيا أو في أي دكتور.. والبنت اللي سړقت منها المشروع حصل مواجهة بينهم.. بعد المناقشة فضلت تقولها إنها مريضة وعشان كده پتخاف تبص لأي شاب..
أكمل بعدم تصديق 
معقول في الزمن ده يا بابا فيه بنت بالخجل والحياء ده وبالطريقه المبهرة دي.. أنا ملاحظ البنت دى من فتره بس مكنتش متخيل أنها بريئة بالشكل ده.. دى القطه تاكل عشاها وهى ولا فى الدنيا خالص...
تحدث والده شاهين يعقب عليه يريد أن يذكر ابنه بأمور قد يغفل عنها في دينه و الحياة بشكل عام..
أردف والده موضحا 
شوف ياليث الحياء شعبة من شعب الإيمان.. وكان الرسول عليه الصلاة والسلام أشد حياء من العذراء.. وأجمل نساء الأرض من كان يزينها الخجل لأن ربنا أمرنا بغض البصر....
تابع شاهين بتريث 
بص يابنى عمر ما كان خجل البنت عيب.. وعمر ما كانت برأتها تتاخد ضدها.. الا أصحاب النفوس المريضه اللى بياخدوا من خجل البنت وبرأتها سلاح يحاربوها بيه ويطلعوا عقدهم عليها من باب ان كلنا نبقى زى بعض محدش احسن من حد.. وديما يحسسوها بالنقص وأنها مش مدردحه ومش بت مخلصه مش بتعرف تتشكل على كل لون.. فيبدأوا يحبطوها أنها مش عارفه تواكب العصر وبياخدوا اللى زيها مجال للتنمر والسخريه عشان بيبقوا واثقين إنها مش هتعرف ترد عليهم بنفس منهجهم فى الحياه لان تربيتها واخلاقها واللى بيترجمهم خجلها مش بيخليها تدى لنفسها مساحه إنها تتعامل مع الناس الخبيثه اللى عماله تتفشى فى المجتمع لدرجة شوهوا جمال البرأه..
صمت شاهين قليلا واستقام من خلف مكتبه خطى ليجلس على أريكة مريحه فى زاوية المكتب اتكئ يسترخى فى جلسته يحك ذقنه...
مردفا بتعجب

للأسف لما بنشوف بنت بالمواصفات اللى بتحكى عليها دى بنبقى مستغربين وكأن المفروض الصفه دى تكون انقرضت من زمان وماټت زى ما حاجات جميلة كتير ماټت مع العولمه اللى محوطانا وطمثت هوية كل شئ جميل كان بيميز البنات والستات.....
جادله ليث مردفا 
بس يابابا مش للدرجه دى.. مش فى وقتنا ده ينفع يحصل كده.. دى كانت بتترعش وټعيط بشكل هستيرى.. أنا كنت حاسس انها فاضل تكه و ممكن ټموت بسكته قلبيه من الكسوف والخجل.. أنت عارف كنت ممكن أوافقك الرأى لو زمان على ايامك أنت وماما.. لكن دالوقت فى ظل التطور والانفتاح ده صعب تلاقى بنت بالشكل ده......
بحكمه حاوره والده معقبا 
عارف يا ليث الفرق بين أيام أمك وأيامكم دلوقتي.. أن زمان كانت البنات حريصه كل الحرص على براءتها وخجلها عشان هما كانوا تاج عفتها اللى بتتزين بيه وأبوها بيرفع رأسه أنه ربى صح.. مش معنى كده أن هي كانت ضعيفه لا بالعكس كانوا ستات اقويه وعندهم حياء عالي بس زمان كانت الستات تربيتهم واحده.. البيوت كلها كانت على نظام عادات وتقاليد واحده.. تفكير وثقافه وتربيه واحده.. كانوا زمان بيربوهم على الغلط غلط والصح صح.. فعشان كده البنت زمان قليلة الحيا كانت بتبقى ظاهره شاذه الكل كان بېخاف من مصاحبتها عشان متشوهش سمعتها وشكلها لما تجاورها وتمشى معها..
زفر بحنق مما يحدث الان واستكمل بمراره 
للأسف الموضه اللي طالعه دلوقتي فى زمنكم أن يقولك دي مساحتها الشخصيه اسيب لها فرصه تجرب واسيب لها فرصه عشان تعرف تتعامل وتعيش وتكتسب خبرات وعادى ترتبط وتصاحب وعادى الاهالى سامحه بده من باب أنه يحصل تحت عينى خوفا من أنه يحصل من ورا ضهرى..
وافقه
 

تم نسخ الرابط