لهيب الروح

موقع أيام نيوز


يملأ قلبها لما يحدث بينهما اقتربت جليلة منها التي رأتها محتضنة أياها بهدوء عندما رأت هيئتها الباكية مغمغمة بهدوء
اهدي ياحبيبتي متعيطيش محصلش حاجة.
تمتمت بنبرة حزينة ضعيفة خرجت من بين شفتيها مهزوزة بقلق
س... سابني ومشي.
لم تفهم جليلة سبب ماحدث بينهما لكنها حاولت تهدئتها بتعقل وحنان
لا يارنيم هو دايما كدة لما بيتعصب بيمشي حتى لما بزعل أنا وهو متزعليش انتي بس واهدي ياحبيتي بلاش عياط هو هيهدا وهيرجع زي ما بيعمل على طول.
ساعدتها بحنان حتى تدلف غرفتها وظلت معها تحاول تهدئتها لكنها لازالت مستمرة في البكاء بضعف غمغمت بحنان مربتة فوق ظهرها

خلاص بقى عشان خاطري متعيطيش طب هو مزعلك في ايه وازعلهولك أنا لما يرجع وبلاش عياط كفاية.
اجابتها نافية بحزن متلعثمة من بين دموعها التي لم تتوقف للآن
أ... انا اللي مزعلاه ه... هو سابني عشان أنا زعلته.
ابتسمت جليلة بهدوء مردفة بمرح
دة بيهدا على طول مش هيكمل حاجة وهتلاقيه رجع وهو اللي بيصالحك جواد مفيش حد أطيب ولا أحن منه والله اهدي بقى وبلاش عياط بقى.
اومأت لها برأسها أماما بهدوء محاولة منع دموعها لكنها فشلت واجهشت في دوامة مريرة من البكاء بلا توقف حاولت جليلة تهدئتها إلا أنها استمعت الى صوت فاروق الجهوري الذي يردف باسمها متسائلا عنها بعض احدى العاملات في المنزل التي دلفت وأخبرتها باحترام
فاروق بيه عاوز حضرتك.
نهضت لتذهب إليه مسرعة متمتمة لرنيم بهدوء
هروح عشان اشوفه يا حبيبتي ارتاحي انتي شوية واهدي والله هتلاقي جواد جاي هادي ومفيش حاجة هو مش بيزعل من اللي بيحبهم.
همهمت تجيبها بخفوت هادئ متمنية أن يكون حديثها صحيحا ويعود جواد سريعا لاعنة ذاتها على حديثها القاسې معه وفكرة الأنفصال التي اكدتها لكنها تفعل كل ذلك عنوة عنها لا تريد أن تتسبب في ظلمه معها وتحرمه من أن يكون أب كما كان يريد استمعت الى حديث والدته الغير راضية عما فعل على الرغم من أنها وقفت بجانبها الآن بحنان وهدوء لكنها تعلم شعورها الحقيقي هي ستتسبب حرمانه وظلمه هي عالمة جيدا بصعوبة شعور

الحرمان الذي يعاني منه قلبها منذ أن كانت صغيرة كانت تحلم باليوم التي ستصبح مسؤولة عن طفلها وتعتني بكل ما يريده وعندما آتى اليوم المنتظر منذ سنوات طويلة افتقدته بأبشع طريقة يتخيلها عقلها فشلت عن حمايته من ظلم وقسۏة زوجها وافتقدت معه أمومتها للأبد.
ظلت كما هي تبكي وتتذكر تلك الذكري الأليمة المتواجدة في عقلها التي لم تمحى إلى الآن وقد شرد عقلها في بعض الذكريات المؤلمة عندما كانت تهان بأبشع الطرق الجسدية والنفسية لكنها الآن تعيش حياة سعيدة معه عالمة جيدا أن سعادتها لن تدوم.
لا تعلم كم مر عليها وهي لازالت حالتها هكذا تبكي وعقلها يخيل لها العديد من الذكريات المؤلمة حتى تفاجأت بجواد الذي ولج الغرفة للتو ألقى نظرة سريعة عليها متفحصا هيئتها راى دموعها التي تسيل بلا توقف وعينيها البنيتان المتورمان من فرط البكاء كان سيذهب يحتضنها بحنان لكنه قرر أن يقسى عليها قليلا حتى تتعلم لتنهي تلك الفكرة من عقلها لذلك تجاهل هيئتها تماما كأنه لم يراها.
أسرعت مقتربة منه بلهفة تطالعه بعدم تصديق ملتقطة أنفاسها بصعداء لعودته مرة أخرى وتمتمت بضعف خاڤت
ج.... جواد أنت جيت بجد.
جاهد بصعوبة بالغة حتى لا يرد عليها مغمغما ببرود حاد ساخرا
انتي شايفة إيه!
ابتلعت ريقها بتوتر وأجابته بضعف متلعثمة بقلق محاولة إنهاء غضبه منها
أ.... أنا مكنش قصدي ح... حاجة.
لم يبالي بحديثها بل سألها بحدة مشددا فوق كل كلمة يتفوهها
انتي قولتي إيه قبل ما امشي عيدي كلامك كدة
طالعته پخوف من تنفيذ حديثها متخيلة فكرة ابتعاده عنها كم هي قاسېة لها ولقلبها ستعود مرة أخرى إلى بئر ظلماتها القاسې عليها ظلت صامتة كما هي لم تتفوه بأي شي تطالعه ببنيتيها بصمت تام.
فأعاد حديثه عليها مرة أخرى بنبرة مشددة حادة
سألتك قولتي إيه قبل ما امشي ردي عليا وقولي كلامك تاني.
تنهدت بصوت مرتفع ملتقطة انفاسها بصعداء وأجابته بتوتر تعيد حديثها مرة
أخرى پخوف
ا... انا قولتلك عاوزة اتطلق ب... بس قولت كدة عشانك والله.
لم يهتم بحديثها بل أجابها بجدية تامة تعكس مدى غضبه منها
عشاني ليه عيل صغير أنا بس ماشي هعملك اللي عاوزاه يا رنيم.
تطلع داخل عينيها وغمغم متسائلا ليتأكد من حديثها
عاوزة تطلقي يا رنيم بجد
لم تستطع النظر فقط وقد وصل إليها بعد عناء
وانتي كمان اكيد سمعتي ردي عليها يارنيم كل دة ملوش عندي أهمية أنا عارف من البداية قولتلك أن دة شئ عادي انتي بس لو تثقي فيا هتفهمي أن أنا عاوزك انتي فعلا مش عاوز غيرك بس انتي لسة مش واثقة فيا.
تطلعت أرضا بخجل هي تثق به لكن ما رأته ليس سهلا فأهلها واقرب الناس إليها قد تخلوا عنها كيف ستستطع أن تثق به بسهولة مثلما يطلب أغمضت عينيها الباكية بضعف متمتمة بخجل
ا... أنا بثق فيك ياجواد بس مش قادرة حاسة أني بظلمك معايا.
التقطت أنفاسها بصعداء لوهلة وغمغمت بأسف وضعف
ا... أنا اسفة مكنش قصدي و... والله مش عاوزاك تبعد عني بس برضو عاوزاك تبقى في مرات مختلفة وفي كل مرة تجده يعترف باحتياجه لها ولوجودها وحبه لها الشديد.
ظل يربت فوق ظهرها بحنان فغمغم بمرح
على فكرة أنتي كدة بتضحكي عليا وبتاكلي حقي في الزعل دة أنا راجع بدري عشانك.
ضحكت بسعادة مغمغمة بهدوء وخجل
ه... هو أنا قولت حاجة ما أنا ساكتة اهو.
غمغم بسعادة
تصدقي صح الحق عليا أنا غلطان بس هصلح غلطي حالا.
اعتلت ضحكاتها بصخب بسعادة تبادله شعوره وعشقه بفرح لكونها معه وأخيرا كم تمنت منذ زمن أن تصبح معه لكنها ظنت أن كل ذلك أمنيات مستحيلة وها هي تحققها الآن بسعادة أكثر مما تتخيل.
بعد مرور أسبوع...
جلست مديحة مع ابنتها غمغمت أروى متسائلة بحدة وغيظ
إيه ياماما أخرة حوار جواد والزفتة دي امتى ولا أونكل كان بيضحك عليكي
أجابتها نافية بثقة تامة موزعة نظراتها الماكرة
لا طبعا فاروق عمره ما كان بيضحك عليا قريب أوي هيطلقها والله.
طالعتها ابنتها متذمرة بملل وعدم رضا معترضة لحديثها الدائم الذي بلا نتيجة
مش ملاحظة إنك دايما بتقولي كدة ومفيش حاجة حصلت بعدين انتي واثقة من أونكل فاروق كدة ليه ما ممكن يسيبه ما أنتي شوفتي جواد اهو مطلقهاش رغم انها مبتخلفش.
فكرت مديحة في حديثها لكنها عادت مرة أخرى مغمغمة بجدية وإصرار على حديثها
لأ يا اروى فاروق عمره ما هيرجع في كلمة قالهالي وأنا واثقة من اللي بقوله وعارفة كويس أنا بعمل ايه.
غمغمت بعدم رضا ولازالت مندهشة في طريقة والدتها وثقتها التامة به
ماما أنتي متاكدة من كلامك وإيه اللي هيخلي أونكل يسمع كلامك كدة بعدين جواد مش بيسمع غير كلام نفسه وانتي عارفة كدة.
شردت بذاكرتها لذكري قوية فعلتها في الماضي واجابت ابنتها بشرود غير واعية لما تتفوهه
اللي بيني أنا وفاروق كبير جدا يخليه ينفذ وعده ليكي وزيادة وهيغصب على ابنه وهيجوزهولك مهما حصل لا جواد ولا جليلة حتى هتقدر تمنعه أنا عارفة أنا بقولك إيه.
قطبت أروى جبينها متعجبة لحديث

والدتها الغير مفهوم وتسائلت بدهشة
انني قصدك ايه ياماما بالكلام دة ايه اللي بينك وبين أونكل فاروق.
فاقت مديحة مسرعة قبل أن تتفوه بشئ زاجرة ذاتها پعنف وأجابتها بتوتر
م.... مفيش يا أروى ايه اللي بتقوليه دة هو بيعمل كدة عشان خاطر أخوه غير كدة ولا كان سأل فينا.
رمقتها بعدم اقتناع بذلك الحديث الأبله الذي تبدل منذ وهلة وغمغمت تتحدث مرة أخرى بشك
انتي اللي
قولتي أن في حاجة بينك وبينه ياماما أنا مقولتش حاجة أنا بس عاوزة اعرف.
صاحت بها پعنف وحدة أخرستها تماما على الرغم من توترها بداخلها
إيه يا اروى تعرفي إيه انتي اټجننتي ماقولتلك مفيش حاجة أنا غلطانة إني عاوزة اجوزك جواد عشان تأمني مستقبلك.
لم تعقب على حديث والدتها بل طالعتها بصمت وهي متأكدة أن هناك شئ ما والدتها تخفيه عنها فنهضت مديحة پغضب تاركة إياها لاعنة ذاتها على حديثها التي تفوهت به بالخطأ.
دق جواد الباب الخاص بغرفة شقيقته مستاذنا منها بهدوء بعدما سمحت له أن يدلف
ادخل ولا مش فاضية دلوقتي
اتسعت ابتسامتها عندما رأته وأجابته بمرح مرحبة بوجوده
انت بالذات تدخل في اي وقت.
اقترب محتضنها بحنان مقبلا رأسها وجلس بجانبها مبتسما وسألها بمكر
انتي قولتيلي اسمه خالد ايه قولي تاني كدة
أسرعت تجيبه بحماس وقلق بداخلها خوفا مما سيفعله شقيقها لأنها ستستمع إلى حديثه على الفور
خالد ابراهيم محمد ياجواد أنت لحقت تنسى اسمه.
أجابها ضاحكا بمرح وثقة مرتسم فوق ملامحه الجادة الهادئة
عيب عليكي أخوكي برضو ينسى حاجة مهمة زي دي أنا سألت عنه زي ماقولتلك.
لم تستطع أن تخفي فضولها وتوترها فأسرعت متسائلة بلهفة عاشقة حقيقية علمها جواد على الفور
بجد ياجواد! وطلع إيه كويس صح زي ماقولتلك
ابتسم بتعقل ابتسامة هادئة لهيئة شقيقته الجديدة عليه وأجابها بثقة هادئة متعقلا
اه طلع كويس ومحترم كمان والأهم من دة كله أن شكلك بتحبيه بجد.
ابتسمت سما بخجل متطلعة أرضا بصمت شاعرة بدقات قلبها تتسارع پعنف لم تستطع التفوه بحرف واحد فرفع جواد وجهها إلى أعلى مازحا معها
بتحبيه جامد على كدة انتي كبرتي امتى كدة يابت دة أنتي لسة كنتي عيلة صغيرة بتجري في البيت.
ضحكت بمرح ولازالت شاعرة بالخجل متمتمة بتوتر خاڤت
ي... ياجواد بس بقى متكسفنيش على فكرة مراتك هي كمان بتتكسف أكتر مني.
شاركها الضحك بمرح مغمغما بغرور زائف
لأ انا مراتي تعمل اللي يعجبها وتتكسف براحتها دي مرات حضرة الظابط جواد الهواري انتي فاكرة ايه.
أجابته بغرور هي الأخرى ضاحكة
وأنا كمان أخت الظابط جواد الهواري على فكرة بعدين الواحد هيغير من رنيم بقى.
احتضنها بحنان مربتا فوق ذراعها فانتهزت الفرصة متمتمة بضعف خاڤت وهي شاعرة بالخجل الشديد داخلها متلعثمة في حديثها بعدم انتظام خوفا مما سيحدث في حياتها القادمة
ط... طيب ياجواد يعني أنت هتساعدني بجد ع... عشان يعني بعد كدة نتجوز بس لما اخلص اخر سنة وهو يظبط حاله.
تنهد بصعداء وأجابتها بتعقل هادئ واتزان
اه هساعدك وهقف معاكي كمان طالما هو كويس وطموح وشاريكي والأهم أنك بتحبيه بجد ياسما.
ابتسمت بارتياح وعادت ابتسامتها تزين ثغرها شاكرة ربها لوجوده معها دوما لكن سرعان ما تذكرت امر هام هو الذي سيمنع كل شئ فغمغمت بتوتر وضعف
ب... بس ياجواد ب... بابا... بابا مش هيرضى اكيد مهما حصل.
ابتسم بهدوء ليطمئنها عندما لاحظ تغيرها المباغت خوفا من رد فعله القاسې مع الجميع
مټخافيش بابا أنا هقف قصاده مش هيقدر يعمل حاجة ولا أنتي مش واثقة في اخوكي.
ضحكت بسعادة لوقوفه الدائم معها لكن قبل أن تتفوه بأي كلمة وجدت فاروق يقتحم الغرفة صائحا پغضب حاد
اه انتي لازم تثقي فيه
 

تم نسخ الرابط