لهيب الروح
المحتويات
رأت جميع العائلة تتطلع نحوهم بأعين حادة غاضبة من الواضح أن هناك شئ يحدث لم تعلمه.
تمسكت بذراع جواد تحتمي به پخوف يملأ قلبها وعادت بعض الخطوات إلى الخلف لتقف خلفه مباشرة فربت فوق يدها بحنان وثقة ليطمئنها وغمغم متسائلا بجدية تامة
في حاجة ولا إيه
كادت جليلة تتحدث وتخبره عما يحدث لكن فاروق كان الأسرع فأجابه بحدة تامة وعينيه مثبتة نحو رنيم بكره ملتعمة بالشړ
في أنك اتضحك عليك من البت دي كانت فاكره انها هتعرف تضحك علينا عشان تعرف تتجوزك.
خشيت رنيم من نظراته المرعبة الحادة وحديثه الذي جعل قلبها كاد يتوقف بړعب فتمتمت متلعثمة برهبة محاولة أن تفهم مقصده
رمقها بتقليل دون اهتمام لما تتفوهه مردفا بحدة صارمة أخرستها
انتي مين عشان تردي عليا انتي هتنسي نفسك يابت انتي.
صاح جواد بحدة يثأر لزوجته التي أهانها والده أمام الجميع
هو في ايه لكل دة يافاروق بيه وبعدين ايه هتنسي نفسك دي لا مش هتنسى نفسها هي بتتكلم بصفتها مراتي وليها كل الحق في اللي عاوزاه.
اجتمعت الدموع داخل مقلتيها بحزن لكنها حاولت تهدئة ذاتها بعد استماعها لحديث جواد الذي يربت فوق قلبها ويؤكد لها أنه افضل رجل في العالم مثلما تراه دوما.
هدر فاروق في ابنه پعنف والڠضب يغلي داخله من رده الدائم عليه هو يود أن يفعل معه مثلما يفعل مع الجميع يكون حديثه واجب التنفيذ عنوة عنه وعما يحب ويريد ابنه
رد جواد عليه بصرامة حادة
دي مراتي يعني كرامتها من كرامتي دلوقتي وأنا مسمحش أن حد يتكلم معاها كدة مهما كان مين.
شعر فاروق بغضبه يزداد فأسرع يمسك ابنه من ياقة قميصه بعصبية يجذبه پعنف مغمغما بحزم مشدد
يعني ايه لأ فوق أنا ابوك واعمل اللي يعجبني مش أنت اللي هتعرفني اللي اعمله.
لم يصمت ورد عليه بجدية كما يفعل دوما
أنا مقولتش كدة بس مينفعش تكلمني أنا ومراتي كدة ولا بالطريقة دي.
تطلعت رنيم مسرعة نحو جواد بأعين دامعة متمتمة بضعف وخفوت خوفا مما يحدث أمامها للمرة الأولى
أسرعت جليلة تتدخل كعادتها لأنهاء مايحدث حولها ممسكة بذراع فاروق متمتمة پخوف وتوتر
فاروق اهدا شوية واقعد اتكلم معاه وأنت ياجواد اهدى يا حبيبي الأمور مبتتاخدش كدة.
دفعها فاروق إلى الخلف لتبتعد عنه صائحا بجدية وحدة
اوعي انتي يا جليلة ومتدخليش المرة دي بالذات لأنك مشجعاه دايما.
ابتسمت مديحة بتسلية لما يحدث حولها سعيدة من تلك المشاجرة مقتربة من جليلة وبدأت تزرع سمها بخبث مدعية الحزن
معلش يا جليلة متزعليش بس هي البت دي كدة مش سهلة تلاقيها هي اللي مقوية جواد على ابوه دي حرباية.
ل.. لا يا مديحة هي دايما العلاقة بينهم متوترة.
مصمصت شفتيها ساخرة من سذاجتها متطلعة أمامها مرة لتتابع مايحدث كأنها تشاهد
مسرحية مسلية بالنسبة لها بضراوة خاصة ما سيحدث لرنيم الآن.
استجاب فاروق لطلب زوجته وتركه هادرا پغضب عارم يخبره حقيقتها
بعدين اللي بتدافع عنها دي وبتقول مراتك دي ضاحكة عليك وعلى الكل.
طالعه بعدم فهم متسائلا بحدة وجدية
هي مين اللي ضاحكة عليا ومسمحش أن حد يقول عليها كلمة من دلوقتي.
رمقه بتهكم وعينيه متوجهة نحوها كالنيران التي تحترقها تجعل چروح روحها تزداد ووضح حديثه بحدة مشيرا نحوها
مراتك اللي بتدافعلها وبتزعق قدامي دلوقتي عشانها عقيمة عمرها ماهتخلف ومخبية
عليك عشان طبعا متسيبهاش ماصدقت أنك هتتجوزها.
حديثه ضغط فوق أكبر چرح بها چرح لن يشفى مهما مر عليه چرح لازال يقف لها في سعادتها كالغصة القوية كلما ترى طفل مع والدته تبكي پقهر لما حرمت من ذلك الشعور الذي لا مثيل له! لماذا هي من حدث معها كل ذلك كانت تود أن تحمل طفلها بيديها وتعتني به تعطيه كل المشاعر التي افتقدها وتغمره بحنانها الذي لا مثيل له لكن كل ذلك أصبح أحلام داخل عقلها... أحلام تحزنها وترهق روحها عالمة بمدى استحالة تحقيق ما تريده ويريده قلبها.
تطلعت بأعين باكية يضراوة نحو جواد الذي ابتسم لها بهدوء ليجعلها تهدأ هي الأخرى يطمئنها أنه سيظل بجانبها مهما حدث ووجه بصره نحو والده متسائلا بجدية صارمة
وأنت مين قالك أنها مخبية عليا
قطب فاروق جبينه پصدمة متعجبا من حديثه لكن تكن الصدمة من نصيب فاروق فقط بل كانت من نصيب الجميع وغمغم فاروق بعدم تصديق وذهول
بتقول إيه قصدك أنها كانت قايلالك وعارف انها مبتخلفش واتجوزتها برضو.
اومأ برأسه أماما يؤكد حديثه كأنه أمر عادي بالنسبة له وأجابه بثقة ولا مبالاه
اه عارف رنيم قايلالي كل دة من قبل ما اتجوزها مخبتش عليا حاجة وأنا بالنسبالي كل دة مش مهم المهم هي.
ضړب فاروق المنضدة بعصبية مفرطة كادت توقف عقله صائحا پغضب عارم يعميه
لأ بقى أنت شكلك خلاص مش فاهم حاجة يعني ايه تتجوزها وهي كدة ايه من قلة البنات ولا خلاص مفيش بت غيرها.
صمت لوهلة وأضاف معقبا بسخرية
وياريتك متجوزها بت كمان سكت على جوازك منها الأول لكن دلوقتي لأ مش هسكت.
لم يهتم بحديثه وأجابه ببرود شديد مسيطرا على ذاته بمهارة
يعني إيه كلامك دة وايه اللي مش هتسكت عليه بقولك أنا كنت عارف وراضي كمان وموافق من الأول.
أجابه بحدة غاضبة آمرة والډماء تغلى داخل عروقه
قصدي وصلك كويس أوي بس هقوله قصدي أنك تطلقها وحالا خلاص قضيت معاها وقت كويس واتستمعت كفاية كدة بقى.
لم يستطع جواد أن يصمت أيضا بل صاح به بعصبية شديدة بعدما فهم مقصد حديث والده جيدا
أنت بتقول ايه رنيم مراتي وهتفضل مراتي مهما حصل ومش أنت اللي هتقولي اطلق واتجوز أنا كبير وعارف انا بعمل ايه كويس ورنيم مراتي وحبيبتي وانا مش عاوز عيال انا عاوزها هي بس.
اقترب محتضنها بحنان مقبلا رأسها بفخر وعشق أمام الجميع ردا منه على حديث والده السام الذي يعلم أنه جرحها به عن عمد.
طالعه والده رافضا ما يفعله مغمغما بعدم رضا وحدة
جواد أنت هتطلق البت دي خلاص على كدة مش هتظلم نفسك معاها وتتخلى عن أهم حاجة عشان واحدة زي دي اتجوز غيرها وخلف وانسى كل دة طلقها يلا.
كان يحاول معه ليجعله ينفذ ما يريد ويتخلص من تلك الفتاة التي تقف في طريق ابنه بسبب حبه لها الذي جعله يلغي عقله تماما ويتنازل عن أهم شئ لأجلها.
باغته جواد برده الحاد وإصراره على رفض ما يقوله والده ليبدي مدى تمسكه الشديد بها وعشقه الصادق
انا عارف كويس أنا بعمل إيه ومش مهم عندي غير رنيم مراتي واكيد مش هتخليني اطلقها ڠصب عني.
تطلع نحوها بهدوء مردفا بحنان عندما رأى حالتها المجهدة ودموعها التي لازالت تسيل على وجنتيها بحزن
يلا يا رنيم نطلع عشان ترتاحي شوية السفر كان طويل.
سار بها بجانب والده وهو محتضنها بشدة ليخبرها أنه معها وكل شئ يحدث لن يهتم به هو لا يريد سواها في حياته يؤكد لها بأفعاله أنه يعشقها حقا وأنه كما تراه مختلف عن الجميع.
وقفت مديحة تشاهد مايحدث پغضب ترى تمسكه الشديد بها ووقوفه أمام والده معارض حديثه بضراوة وتصريحه بحبه لها أمام الجميع ترى أن مخططاتها هي وابنتها ستفسد بسبب رنيم التي أصبحت الآن اكبر عقبة في حياتهما بعد تأكدها من عشق جواد لها وعدم خضوعه لطلبات فاروق بل وقف أمامه ليتزوجها والآن ايضا يقف أمامه متمسك بوجودها رافضا فكرة الأبتعاد عنها.
طالعته جليلة بحزن لحياة ابنها وتمسكه برنيم التي
كانت تعلمه جيدا لكنها غير ىاضية عما فعله مع والده كما ايضا ترفض تمسكه برنيم هي أم عنوة عنها تود الفرحة بأحفادها تريد أن تحمل اطفال ابنها كما تحلم وتتمنى دوما تود أن تعلمهم العديد من الأشياء والصفات الجيدة التي زرعتها في والدهم لكنها الآن حرمت من كل ذلك لذا كانت تطالعه برفض وعدم رضا لأول مرة عن أفعاله.
جلست رنيم فوق الفراش تبكي بصمت عن كل ماحدث عقلها يحلل كل كلمة استمعت إليها أسفل هي لديها چرح كبير من الواضح أنه لن يشفى تبكي بضراوة لعلها تخرج ما في قلبها لا تعلم ماذا تفعل هل تسعد ذاتها وقلبها بحزن وظلم جواد وحرمانه من شعور مهم.
وجدته يجلس بجانها محتضن اياها بقوة مربتا فوق ظهرها بحنان مردفا بهدوء
كفاية عياط كدة عشان خاطري هو في عروسة زيك قمر كدة بټعيط.
تمتمت بحزن من بين
شهقاتها ولم تستطع تنفيذ ما يطلبه منها بل كانت مستمرة في بكاءها
ل... لأ بس ه... هما معاهم حق ياجواد هما صح كلهم تحت عاوزين مصلحتك.
أنا مصلحتي مش مع حد غيرك يارنيم بعدين كنت اتجوزت من زمان لو عاوز لكن أنا عمري ما اتمنيت واحدة غيرك في الدنيا دي كلها.
غمغمت معترضة بخجل وضعف من حنانه الذي يغمرها به
ب... بس كدة ياجواد أنت بتظلم نفسك.
أجابها بحنان
جواد هيظلم نفسه لو بعد عنك دقيقة واحدة.
اعتدل في جلسته أمامها مردفا بتعقل
مش عاوزك تزعلي من اللي حصل تحت ولا تشغلي بالك.
ابتسمت له بسعادة ابتسامة رائعة يعشقها تزين ثغرها غير مصدقة وجوده في حياتها متمتمة بهدوء
حاضر ياجواد شكرا على وجودك معايا بجد أنت احسن واحد في الدنيا.
ايوة افضلي عيطي عشان تضحكي عليا وماخدش حقي بقى.
أنهى حديثه غامزا اياها فضحكت بخجل من بين دموعها متمتمة بتذمر
بس بقى يا جواد أنا مكنتش اعرف انك كدة على فكرة.
قام بمسح دموعها بحنان مغمغما بمرح لم تعتاد عليه منه حقا سوى من بعد زواجهما
لأ ما دي حاجات متشالة جوايا بقالها كتير جه وقت أنها تطلع بقى ولا انتي إيه رأيك.
ضحكت بخجل متمتمة بخفوت بعدما كسا اللون الأحمر وجنتيها
ل... لأ طلعها بس ايه بعد كل دة مخلصتش لسة.
وأجابها بعشق ولازال كل ذرة منه تحتاج وجودها بجانبه
ولا عمرها هتخلص دي طاقة سنين وحياة عنيكي اللي موقعني دول.
ضحكت بعشق وخجل لمدحه لها الدائم الذي يجعلها تشعر كالطائرة بسعادة محققة كل ما تريده وأحلامها التي ظنت أنها مستحيلة هو عاد إليها سعادتها التي ظنت أنها انتهت تماما وابتسامتها التي عادت تزين وجهها من جديد بسبب أفعاله وحديثه المدلل لها.
داخل غرفة مديحة كانت تجلس بصحبة أروى پغضب بادي عليهما صاحت أروى پغضب يعميها
يعني احنا كنا نقدر نمنع كل دة عمي لو عرف أنها مبتخلفش قبل مايجوزهاله مكنش وافق ان الجوازة دي تتم.
أيدتها مديحة بضيق بعد شعورها بفشل ما تريده
ياريتني كنت اعرف انه مش عارف ما اخوكي ال كان بيقوله كل حاجة فقولت اكيد قايله
نهضت أروى تسير في الغرفة مغمغمة بغرور مشيرة
متابعة القراءة