روايه كامله مختلفه

موقع أيام نيوز


ولفظت أنفاسها الأخيرة أمام أعين الجميع.
رأت مروة بعدما عادت من الحمام برفقة شيماء أمارات الضيق مرتسمة على وجه هبة فسألتها مستغربة تبدل حالتها المزاجية
مالك يا هبة وشك مقلوب كده ليه يا حبيبتي!
مفيش يا مروة أنا حاسة أني تعبانة وعايزة أنام شوية لأني سهرت إمبارح لوقت متأخر ودماغي مصدعة جامد.
لم تفصح لها هبة عن السبب الذي جعلها تتضايق حتى لا تجعل صديقتها تغضب فهي تعلم أن مروة صارت تكره أي شخص تربطه صلة قرابة بآية.

عادت هبة إلى المنزل وهي تشعر بالضيق الذي نتج عن حالة التشتت التي أصابتها بعدما رأت أحمد أمامها وجها لوجه فهي لم تكن تتصور أن تسقط أسيرة لكل هذا الكم من الضياع

________________________________________
من مجرد مقابلة واحدة جرت بينها وبين خطيبها السابق الذي من المفترض أنها صارت تكرهه ولا تطيقه.
أخذت هبة تفكر في كلام أحمد ولكنها لم تقتنع به معللة ذلك بأنه خدعها من قبل ولا يجب عليها أن تسمح له بخداعها مرة أخرى.
حضر إلى ذهنها في هذه اللحظة كلمات توفيق فقررت أن تتحدث مع مالك وتستشيره قبل أن ترد على فكرته بالموافقة أو الرفض.
اتصلت هبة بمالك وطلبت منه أن تلتقي به في المساء وأخبرته أنها تريد أن تتحدث معه في أمر يصيبها بالحيرة وأنها بحاجة إلى رأيه حتى تتخلص من هذا الشعور الذي يضايقها.
تمتمت بتضرع بعدما صدع صوت آذان العصر من أحد المساجد القريبة من منزلها
اللهم ارحمني برحمتك الواسعة واهدني إلى الحق ودبر لي أمري فإني لا أحسن التدبير.
شعر مالك بالسعادة لأن هبة طلبت رؤيته وأخبرته أنها تحتاج إلى نصيحته وهذا يعني أنه صار يتمتع بمقدار كبير من الحب في قلبها ولا يمكن التقليل من شأن تلك المكانة.
أخرج محمد هاتفه من جيب سرواله وفتحه ونظر إلى الشاشة ثم جلس بجوار عمرو وقال
بص يا سيدي بالنسبة للجدع اللي اسمه شادي فهو شاب عنده تقريبا تلاتين سنة ومقيم في قرية بعيدة شوية يعني هو مش من المدينة بس بيجي هنا كل كام يوم عشان يقابل واحدة واضح كدا أنه مصاحبها وعاطل عن العمل ووالدته ماټت من فترة قريبة.
أخذ عمرو الهاتف من يد صديقه حتى يقرأ بنفسه جميع التفاصيل المتعلقة بالمدعو شادي.
شادي وحسب ما ورد في المعلومات حاصل على بكالوريوس تجارة بتقدير مقبول ولهذا السبب لم يتمكن من الحصول على وظيفة مرموقة وحالته الاجتماعية أعزب.
كاد عمرو يغلق الهاتف ويعطيه لصديقه ولكنه تراجع وأخذ يراجع صور الأوراق الرسمية التي تمكن محمد من الحصول عليها ومن بينها صورة من شهادة تخرج شادي والتي كانت سببا في اتساع عيني عمرو من شدة الدهشة.
قرأ عمرو البيانات المدونة في شهادة شادي قراءة جيدة وعلم أنه تخرج من الكلية نفسها التي كانت تدرس بها آية وهو أيضا من نفس دفعتها على الرغم من أنه يكبرها في العمر وهذا يعني أنه رسب أثناء دراسته في المرحلة الجامعية.
لعب الشك في رأس عمرو بعدما رأى الروابط التي تجمع بين شادي وآية ونظر إلى محمد وسأله
أنت قولت يا محمد أن شادي مصاحب واحدة وبيجي القاهرة كل كام يوم عشان يقابلها معاك أي صورة ليهم مع بعض
هز محمد رأسه نافيا قائلا بأسف
لا مش معايا لأن الراجل اللي أنا كلفته بمراقبة شادي مكانش عامل حسابه يصوره وهو بيقابل البنت دي.
وضع عمرو هاتفه أمام محمد بعدما فتح المجلد الذي يحتوي على صور زفاف شقيقه الراحل وعرض عليه صور آية متسائلا
هي دي البنت اللي شادي بيقابلها
أخبره محمد أنه لا يعرف أي معلومة بشأن تلك الفتاة فزفر عمرو بضيق هاتفا برجاء
طيب معلش يا محمد أنا هتعبك معايا خلي الراجل بتاعك يفضل مراقب شادي ويعمل حسابه يصوره مع البنت إياها لما يتقابلوا وبالنسبة للفلوس فأنا مش عايزه يحمل أي هم وخليه يفهم أن المبلغ اللي هيطلبه هياخده.
أشار محمد نحو عينيه وابتسم قائلا
حاضر أنا مش عايزك تقلق خالص بخصوص البنت دي وأوعدك هجيبلك قرارها بس الموضوع هيتأخر شوية لحد ما شادي يتجاوز موضوع مۏت أمه اللي جه فجأة وسببله صدمة ولما يجي هنا في القاهرة ويقابل صاحبته ساعتها هقدر أعرف هي مين وهبلغك على طول.
كان من الممكن أن يعطي عمرو صورة آية إلى محمد حتى يرسلها إلى الرجل الذي وكله بمراقبة شادي حتى يعلم إذا كانت هي بالفعل صديقة شادي أم لا ولكنه تذكر مدى دهاء ومكر أرملة أخيه ويعلم أنه إذا أخبره الرجل أن هذه هي الفتاة نفسها التي يلتقي بها شادي فسوف تتهمه آية بأنه يحاول تشويه سمعتها ويريد أن يحرمها من ابنها حتى يرضي زوجته.
أدرك عمرو أنه يجب عليه أن يقطع الشك باليقين وهذا الأمر لن يتحقق إلا بالتقاط صور واضحة لآية وهي برفقة شادي.
غادر عمرو منزل محمد بعدما شكره على وقوفه بجواره على الرغم من عدم تفرغه ثم صعد إلى سيارته وأدار المحرك
 

تم نسخ الرابط