الجزء السادس والاخير

موقع أيام نيوز

ملامحه من التجهم. 
ونظر لها يومها نظرة تحمل الشفقه من ذي قبل ولم تعلم أيضا لماذا. 
ولكنها لم تهتم وقتها بشيئ ولم تسأل ولم تتفوه بكلمة واحدة من وقتها وحتي اليوم.
أما في مكان آخر.. 
أمسك الطبيب حمزه هاتفه ورد على صاحبة الإتصال سريعا وهو يتبسم
أيوه ياأمي.. حاضر ساعه بس وجاي..لأ مش هتأخر.. إديني الولد العفريت اللي بيتكلم جنبك دا. 
أيوه حبيبي إذيك.. أوعي تكون زعلت مامي ولا دايقتها ومسمعتش كلامها ازعل منك. 
صمت قليلا يستمع ثم اردف.. شطور حبيب بابي. يلا قول لمامي أول ماتخرج من الحمام.. إن بابي قرب ييجي ووصلها بوسه علي خدها قولها دي من بابي.
أنهي مكالمته. وأغلق هاتفه. وعاد للزبونه التي لازالت تقف حائرة لا تعرف أي الأنواع تأخذ. 
فقام بمساعدتها في الإختيار..بين أنواع عصافير الزينه المختلفه ورشح لها النوع الانسب لها..من حيث السعر والمواصفات والألوان التي تهوى النظر إليها. 
فأخذت الزبونه قفص العصافير بعد أن دفعت ثمنه. وغادرت المحل وهي سعيده.
وحتي حمزه أيضا سعد بإتمام هذه الصفقه الناجحه.
نعم أصبحت هذه هي مهنته فقد فتح محلا لبيع وشراء طيور الزينه والحيوانات الأليفه. بعد أن ترك مهنة الطب تماما. ورفض أن يعمل الا في هذه المهنه..التي بدت له أكثر المهن أمنا وأمانا علي عقله. 
فهو الآن أصبح يتعامل فقط مع الحيوانات والطيور الخرساء..التي لا تتحدث ولا تكذب ولا تخدع أو تخون. 
يتعامل مع من لايتطلب أمر فهمهم أي عناء. والأهم من ذلك..أنه لن يتسائل طوال الوقت.. حول إن كانوا كاذبين أم صادقين مثلما يفعل مع كل من حوله. فثقته بالبشر قد تلاشت تماما بعد كل ماحدث.
أغلق المحل أخيرا وعاد الي بيته الدافئ فهو أصبح لا يجد راحته الا فيه.
وسط من شعر إنهم عائلته. وأصبح هو لهم كل الدنيا. وعوضهم عمن غاب عنهم بسببه. 
وقرر أن يقوم هو بدوره وذلك تعويضا لهم عن خسارة هو السبب فيها.
ومحاولة منه لتخفيف إحساسه بالذنب الذي ظل ينخر في روحه طويلا حتي شعر إنه سيقضي عليه. 
وصل حمزه الفيلا. وترجل من السياره. وبمجرد أن دلف من البوابه..أتي إليه قاسم مسرعا. فارتمي في حضنه. وإحتضنه الآخر بشوق حقيقي. وتقدم وهو يحمله برغم كبر جسمه.. الى تلك القابعه علي كرسيها المتحرك..فقبل رأسها بعد أن ألقي عليها تحية ردتها له بكل سعادة وهي تردف بعدها 
حمداله ع السلامه ياحبيبي نورت بيتك.
إبتعد عنها وقد تطايرت عيونه حائرةتبحث عنها في كل مكان.
فأشارت له سعاد للأعلي فعرف أخيرا موقعها. 
فأنزل قاسم وذهب مسرعا إليها. 
وبمجرد أن فتح باب الغرفه.. إستكان قلبه النابض بشوق وهو يرى سمرائه تجلس أمام المرآه وتمشط شلال الحرير الأسود المتدفق علي متنيها وصولا لخصرها ليكمل لوحة حسنها بهاء. 
ووقفت هي فور أن رأته وظلت تنظر له في المرآه وإبتسامتها الساحره تزداد وتزين وجهها كلما إقترب منها أكثر.
واستمر هو في التقدم رويدا رويدا..الي أن أصبح خلفها تماما وقام بإحتضانها وضمھا اليه وحاوط خصرها بكلتا يديه ومسد بحنان علي بطنها المرتفع قليلا. والذي تسكنه قطعة منهوأردف هامسا بجانب أذنها
وحشتتتتيني جدااااا ومبقتش عارف أعمل إيه في إشتياقي ليكي الي بيزيد يوم عن يوم
أنهي جملته وهو يديرها نحوه بهدوء كي يري ذلك البريق المتلألئ في عينيها والذي يحبس أنفاسه حين يتناغم مع إبتسامتها الجميله. فيظل يتأملها بحب يفيض من عينيه. 
نعم فهو قد وقع أسيرا لسمرائه الهادئه. وأصبحت تتغلغل في ثنايا روحه. ولا يستطيع الإستغناء أو الإبتعاد عنها قيد أنمله. 
عوضها بمحبة نابعة من أعماق قلبه عن كل مارأت. وكل مامرت بع وعمن فقدت بسببه. 
علمها أن القلب يستطيع العشق مرة أخري حين يجد من يشاطره الحياة بأدق تفاصيلها. 
وهي علمته أن جمالها النساء يكمن في جمال الروح قبل الوجه وبياض القلب قبل بياض البشره. 
فأصبحت شمس سعادته لا تشرق إلا من سمار بشرتها. وفرحته لا تنبع الا من بريق عينيها. وراحته العظمي تتحقق وهو يراقب إبتسامتها الدائمه. 
كان يظن في البدايه أنه هو العوض لها عما إقترفت يداه في حقها. 
ولكنه إكتشف مع مرور الوقت.. أنها هي من كانت عوضا له وتعويضا عن وحدته السابقه وعن أي شيئ سيئ حدث معه طيلة حياته. 
أعمت عيونه عن جميع إناث الكون. وإكتفت منه منه غزلا بكلمة واحدة..حين يقولها لها
تنفرج أسارير قلبها..
أنت أنثى
بمذاق القهوة. 
فهي تعلم عشقه للقهوة. وتتيقن في كل مره يناديها فيها ب ياقهوة قلبي
بأن لها مكانة في قلبه لم ولن يصلها أحد. تماما مثل مكانة قهوته لديه.
أما هو فكان يراها بالفعل قهوته ولم يكذبها القول فهي حقا هادئة دافئة مريحة منعشه. بقربها تختفي جميع الضوضاء التي برأسه. ويحل محلها فقط الهدوء والسلام. تماما كقدح من القهوة.
أخذها وهبطا إلي الأسفل لتناول الغداء سويا.. وبعد الإنتهاء من وجبة غداء شهيه طبخت بيدها له بكل محبه.. شكرها عليها عشرات المرات وتغزل في طيب مذاقها عشرات أخرى.. 
خرج الي الحديقة.. التي تخلص من كل الورود التي كانت فيها
وقام بزرعها من أول وجديد. 
بورود جديده..زرعها بيديه من أجلها هي فقط. 
فأخذ يتفقدهم بسعادة وهو يراها في كل زهرة فيهم
ويري قاسم صغير قلبه في كل برعم يزهر. 
ثم جلس بعد أن إطمئن أن جميع وروده وشتلاته بخير.
وهم في قراءة جريدة اليوم الموضوعه علي المنضدة..لحين وصول سمرائه بمجرد أن تعد له قهوة عقله اللعېن. 
فتح الصحيفة وإعتدل في جلسته سريعا حين وقعت عيناه علي خبر يتصدر العناوين الرئيسيه. 
مقټل إبن رجل الأعمال الوحيد صاحب شركات الهادي فى ظروف غامضه . وقيدت الحاډثه ضد مجهول. 
فرفع عيناه عن الصحيفه وهو يتأمل عدالة السماء! 
فها هو هادي يختبر ما حكم به علي غيره ويتلقي القصاص العادل علي كل مافعل..
مع أنه من وسط جرمه قد أسدي للبشرية خدمة جليله بقټله لكريمه..والتي لم يكن يليق بها سوي القتل. 
وخاصة بعد الذي عرفه حمزه مؤخرا.. والذي حرص علي الإحتفاظ به لنفسه. فلا ود تحتمل اكثر. ولا سعاد تقوي علي فاجعة جديدة. 
وقرر أن يترك كل شيئ علي حاله مبهما. ويترك المياه راكدة كما هي فالبوح بمصائب جديده لن يزيد النفوس إلا عكارا ويقلب أوجاع قد بدأت تستكين.
وتبسم وهو يلقي الجريدة من يده ويستقبل سمراءه التي أتت له بقهوته وهي تتهادي بخفة وتتمايل..
فتتمايل معها خصلات شعرها الفرحه بفعل نسمات الهواء فيتمايل معها قلبه طربا.
تمت...

تم نسخ الرابط