اوتار

موقع أيام نيوز


ناس عليوي أوي هيبهدلوا اللي جابوك
شهقات استنكار مصحوبة بألفاظ نابية صدحت في المكان ذي الرائحة الكريهة رفع شادوفة ذراعه عاليا آمرا أتباعه
بس! الكل يهدى يا رجالة
على الفور نفذوا أمره رغم التذمرات الظاهرة على تعابيرهم تقدم شادوفة نحوه معلقا عليه بسخرية
ده الحشرات طلعلها صوت يا جدعان!
رد عليه منسي بخشونة
أنا راجل مش حشرة

وكأنه عروقه امتصت محلول الشجاعة بأكمله توا فتابع تحديه له بقوة أكبر ماسحا بقايا لعابه الممتزجة بخيوط دمائه
ولو إنت راجل بجد واجهني مش متحامي في الكام بغل بتوعك
همهمات غاضبة ملأت الأجواء من جديد أخرسها صوت شادوفة الجهوري
كده إنت غلطت فيا وفي رجالتي اقرى الفاتحة على روحك
بادر منسي بالھجوم مزمجرا بما يشبه الزئير ليمنح  قد توقف رفع رأسه متسائلا بتوجس
ده سلم نمر هانعمل إيه يا ريس
أجابه شادوفة ببرود واثق ويده تشير إلى فارس
هتنادي على حد من العساكر تقولهم شوفت الكلب ده پيتخانق مع الحلوف اللي هناك ولما يسألوك إيه اللي حصل هاتقول متعرفش
أومأ برأسه قائلا
ماشي يا ريس.
تابع شادوفة أوامره الصارمة
والكل يطير من هنا.
في أقل من دقيقة كان المكان خاويا إلا من ثلاثة فارس الذي غاب عن الوعي ولا يدري أي مصېبة تنتظره حينما يفيق وچثة منسي المسنودة بجوار الحائط وأحد أتباع شادوفة ليضمن اكتمال باقي خطة معلمه.
...............................................
وكما يقال دوما بين عوام الناس بأن الخبر السيء كالغراب يصل سريعا فهذا ما حدث معه وصلته المستجدات الدائرة بالسجن بعد مصرع منسي بدقائق بدا أوس غير متأثر بما سمعه كان يتوقع نهاية دامية لأمثاله الحقراء إن لم تكن بيده ستحدث بيد غيره أبعد الهاتف عن أذنه مرددا لنفسه
ارتحنا منهم!
نجحت خطته التي وضعها للاڼتقام من خصومه دون أن يتدخل شخصيا حيث كلف محاميه بالتواصل مع محبي تقديم الخدمات بداخل السجون وأمثالهم كثر ممن يستجدون رضاء علية القوم. وقع الاختيار على شادوفة والذي تكفل بإنهاء كل شيء دون عناء ليظهر الأمر كما لو كانت مشاجرة عادية بين المساجين انتهت بمقټل أحدهم وتغليظ العقۏبة على الآخر. تفحص أوس ملامح وجهه التي عكست إرهاقا واضحا لم يرتح خلال الفترة الماضية بسبب الأعباء الملاقاة على كاهله فلم يكن ينتهي من مشكلة إلا وتبزغ أخرى في الأفق انتهى من الاستحمام واستعد للخروج من الحمام بعد أن ارتدى ثيابه المنزلية توقف عند أعتاب الباب وقد التقط أنفه رائحة غريبة بدت وكأنها عبقت الهواء بشكل منفر تساءل باستغراب وقد تقلصت تعبيراته
إنتي شامة حاجة يا تقى
تقلبت على جانبها لتخفي ردة فعلها وهي تكذب نافية
لأ يا حبيبي تلاقيك بس عشان لسه واخد دش فالجو اختلف من جوا لبرا
أصر على يقينه بوجود رائحة مزعجة قائلا لها
لا أنا متأكد في حاجة زي ما تكون ريحتها معتقة..
شرد باحثا عن الوصف المناسب لتلك الرائحة المريبة بينما تجمدت أطراف تقى خلال نومتها الزائفة تدعو الله في نفسها ألا يكتشف أمرها ويعلم أنها كانت تتناول المخللات وبشراهة مخالفة لتعليمات طبيبتها وأوامره انخفضت نظراتها تلقائيا نحو البرطمان الشهي المخبأ بجوار الكومود الملاصق لها ندمت لأنها لم تتخذ حذرها وتأتي بمعطر للجو أو شيء يغطي على رائحته النافذة كانت مستسلمة لرغبتها الملحة بتناوله أطبقت على جفنيها بقوة متصنعة استسلامها للنعاس بينما دار أوس برأسه في الغرفة باحثا بغير جدوى عن تفسير منطقي للرائحة المزعجة. قرر أن يتغاضى عن تلك المسألة واستخدم زجاجة عطره في نثر رائحتها على ثيابه. اندس بعدها في الفراش إلى جوار زوجته يحاوطها بذراعه القوي رفع رأسه للأعلى لينظر لها بفضول فقد بدت الرائحة قوية عن ذي قبل واخترقت أنفه على الفور سألها تلك المرة بإلحاح وهو يهزها برفق
تقى مش معقول مش شماها
حاولت أن تسحب الغطاء على رأسها لتختبئ منه وهي ترد بنفاذ صبر
يا أوس كبر دماغك وسيبني أنام أنا تعبانة من الحمل!
فقط كلمتها الأخيرة أثارت في عقله شيء ما كما ساورته الشكوك من أسلوبها غير المريح للتهرب منه بدت كما لو كانت تراوغه نهض من على الفراش متجها إلى جانبها تأملها عن كثب ولاحظ الحركة العصبية لجفنيها كان يفهمها جيدا تحركت حدقتاه للأسفل لتمعن النظر في تقلص مفاصل أناملها على الغطاء لتؤكد له حدسه
 

تم نسخ الرابط