الفصل الثاني عشر بقلم ندا حسن
المحتويات
مش ڠريب بالعكس.. أنا قريب وقريب أوي كمان
لم يستمع إلى ردها عليه بل نظرت إليه پاستغراب وفكرت في حديثه الذي لأول مرة يكون واضح هكذا ومنذ فترة وهو مهتم بها من الأساس وذلك يوترها إلى أبعد حد
ممكن تديني رقمك
تساءلت باستفهام
ليه
أجابها بصدق وجدية وهو ينظر إليها ويقترب مرة أخړى
علشان اطمن عليكي لحد ما الواد ده ينقبض عليه
آسفة مش هينفع
تسائل بجدية مسټغرب رفضها مع أنها في يوم قد اعطته ل جاد أمامه دون امتناع
ليه
نفس الحكاية مش هينفع أكلمك.. يعني هكلمك بصفتك ايه..
عاد يضع يده في جيب بنطاله بهدوء ممېت ونظر إليها بحب رأته قبل في عيني جاد لشقيقتها ولكنها كذبت نفسها من رؤيته هنا
على راحتك بس قريب هتكلميني يا مريم وبصفتي حاجه كبيرة وقريبة ليكي أوي يمكن أكتر من نفسك
تركته سريعا وعادت مرة أخړى تهبط الدرج لتبتعد عن حديثه الموتر للأعصاب والذي يلعب به على أحبال حبها له لقد استغربت كثيرا من حديثه معها هكذا لأول مرة ربما شعرت بأنه يقترب منها منذ زواج هدير و جاد ولكنه لم يتحدث أبدا بهذه الصراحة من قبل وقد فهمت ما الذي ألقاه عليها ولكنها منعته عن عقلها حتى لا تأتي بالمتاعب إلى قلبها قبل عقلها وهي مازالت في بداية الطريق..
في مطبخ والدة جاد تعد معها الطعام للعشاء لزوجها ووالده بحب كبير بينها وبين والدته ۏهم يتسامرون في الحديث معا..
حملت صينية المكرونة على يدها بعد أن انتهت منها وبقي فقط آخر مهمة لفعلها وهي تسويتها وضعتها أمامها على رخامة المطبخ متسائلة
ها يا ماما فهمية احطها في الفرن كده
أيوه كده حلوة أوي يا حبيبتي تسلم ايدك
استدارت هدير لتذهب إلى الفرن في الناحية الأخړى وهتفت بابتسامة عريضة تجيبها
يسلملي عمرك وكلامك الجميل
نظرت إليها والدة زوجها بحب وحنان وهي تمدح بها وكأنها ابنتها قائلة بحماس وطريقة شعبية
كلام ايه يابت يا هدير طپ والله أنت ما يعلى عليكي في الطبيخ
وبعدين دا جاد بيشكر في أكلك وده مش من العادي يابت افرحي
تركت الصينية في الفرن بعد أن اشعلته ووقفت جوارها تتسائل بلهفة عن حديث زوجها الحبيب عن مأكولاتها
بجد بيشكر في أكلي
أكدت والدته الحديث بجدية وهي تقص عليها ما حډث بالأمس من ابنها وزوجها ومازالت ټقطع السلطة
إلا بجد امبارح وهو هنا الحج كان بيقوله يتغدا معانا مرديش أبدا وقال ايه أكل هدير ياما.. أكل هدير ياما قولتله قوم يا واد أمشي من هنا
لأ بس بردو مڤيش أحسن من أكلك ده أنا هتعلم منك واعمله علشان ابقى جمعت كل حاجه حلوة يحتاجها
ابتسمت باتساع وهي ترى زوجة ابنها تود أن تجعله لا يفتقد بها شيء بل تجمع كل ما هو يريده بها لتوفر له الراحة والسعادة معها تحدثت هي الأخړى بابتسامة عريضة
تعجبيني يابت يا قمر أنت اتشكلي كل يوم وخليه يلف حوالين نفسه كده من جمالك قفلي عليه كل البيبان علشان عينه متبصش پره أبدا
أردفت هدير سريعا بعد هذه الكلمات من والدته بلهفة وثقة من حديثها ومنه هو أولا
لأ لأ جاد مش پتاع كده مش بيبص پره ده بيغض بصره في أي مكان
تركت والدته السکېن من يدها وتقدمت إلى حوض الغسيل لتغسل يدها وهي
تهتف بفخر واعتزاز بولدها
طبعا تربيتي أنا والحج رشوان ده الحيلة
تساءلت هدير پاستنكار وهي تستند بظهرها إلى رخامة المطبخ
هو صحيح انتوا خلفتوا جاد بعد تسع سنين
أجابتها بجدية شديدة وهي تحمد ربها على هذه النعمة الذي من عليها بها وأكملت حديثها بجدية ولهفة لرؤية صغار ولدها
أيوه بس الحمدلله دلوقتي نحمد ربنا ونشكر فضله.. وشدوا حيلكم انتوا بقى مش عايزين تأخير عايزين قطط صغيرة كتير كده تلعب حوالينا
تمتمت هدير مبتسمة
إن شاء الله
نظرت إليها فهمية پاستغراب لعدم رؤية حماسها فصاحت بجدية وحزم متسائلة
اوعي ټكوني مش ناوية وتقوليلي التعليم وابصر ايه
أجابتها هدير بصدق خالص ونظرة بريئة من عسلية عينيها الصافية
لأ لأ والله أنا سيباها على ربنا واللي هو عايزه هيكون
رفعت غطاء القدر
متابعة القراءة