ورد الجناين بقلم ميمي العوالي
المحتويات
عايش مع ورد زى الاخوات لحد ليلة طلاقنا دى كانت أول واخر مرة المسها فيها وربنا أراد أن بذرتى تنبت جواها وتطرح ودلوقتى اتكلى على الله وشوقى اللى وراكى وتانى مرة ماتدخليش فى اى حاجة تخصنى
مها بفضول انت ايه اللى غيرك من ناحيتى بالشكل ده ياحكيم
حكيم بتنهيدة بكل بساطة اكتشفت اننا مش هننفع مع بعض يامها
حكيم مزيف
مها ايه اللى خلاك تحكم عليه بكده
حكيم وهو يتنهد بشدة اسمعى يامها لما بتحبى بنى ادم بتحاولى تعملى كل اللى يسعده حتى ولو على حساب نفسك ولو أنتى وقفتى مع نفسك بصدق هتلاقى انك ماحاولتيش تتنازلى عن اى حاجة عشان خاطرى ولا حتى قدرتى تتنازلى عن شوية هدوم ومظاهر فارغة ولو حتى من باب أنه يبقى إرضاء ليا
حكيم اهتمامى اهتمامى يامها مش حبى تفرق كتير صدقينى انا اول ماشوفتك انبهرت بجرأتك ونشاطك وطريقة كلامك حتى تحررك انبهرت بيه لكن انبهارى بيكى كان كزميلة عمل مش كحبيبة والدليل انى اول حاجة فكرت فيها انى اغيرك وكنت فاكر انى هقدر ماكنتش حابب كلامك مع الكل بدون حواجز ولا كنت حابب مظهرك اللى الكل كان مستبيحه لانك كنتى بكل بساطة عرضاه باستفاضة للجميع
لكن اتفاجئت لما لقيتنى بشيل ايدى بسرعة ويفقد اى رغبة انى ابذل اى مجهود فى تغييرك واكتشفت أن احساسى بيكى ما كانش اكتر من انبهار أو تحدى واكتشفت انى عمرى ماحبيتك سامحيني لانى اكتشفت ان قلبى كان مشغول من سنين وانا مش دريان
حكيم أيوة
مها ورجعتوا لبعض
حكيم لسه بحاول ادعيلى توافق
مها سامحنى ياحكيم لو كنت اتسببت انكم بعدتم عن بعض بس صدقنى انا بكنلك كل احترام وتقدير
حكيم بابتسامة كل اللى اقدر اقوله لك انك يمكن تكونى سبب قوى فى انى عرفت الحقيقة
مها بابتسامة أن شاء الله الامور ترجع لمجاريها
حكيم بأمل أن شاء الله تبقى احسن
لتخرج مها مغلقة الباب من ورائها ليرفع حكيم هاتفه بيده ويقوم بالاتصال بوالده قائلا أيوة ياحاج انا عاوز عنوان ورد فى انجلترا انا لازم اسافرلها
كانت ورد قد انتهت من استذكارها واطمئنت أن نوارة تنام بعمق شديد وكانت تشعر باضطراب بداخلها لا تعلم سببه فدلفت إلى الشرفة لعلها تستطيع أن تبدد حالة القلق التى استبد بها ولكنها بعد قليل وجدت سيارة أجرة تقف أمام بنايتها ويهبط منها شخص ما جعل قلبها كالعصفور الذى يرفرف بجناحيه فى صدرها وماهى إلا لحظات وسمعت صوت الاستدعاء من جهاز الانتركوم لتجد أن نور قد سبقتها للإجابة
حكيم السلام عليكم
نور وعليكم السلام مين
حكيم انا حكيم جوز احممم والد نوارة
لتلتفت نور الى ورد التى تقف كألتمثال لا يتحرك منها سوى عينيها لتقول لها نور انتى واقفة كده ليه اتحركى غيرى هدومك على مايطلع
لتهرع ورد إلى غرفتها فى حين اتجهت نور إلى الباب بعد أن أرتدت اسدالها وقامت باستقبال حكيم واجلسته بغرفة المعيشة حيث كانت الشقة عبارة عن غرفتين للنوم فقط وغرفة معيشة متوسطة الحال ليشكرها حكيم ويجلس فى انتظار رؤية ورد وابنته
بعد مضى خمسة عشر دقيقة تعود إليه نور حاملة إليه قدحا من القهوة وتعتذر عن تأخر ورد
فى الخروج إليه وأخذت تتجاذب معه أطراف الحديث
نور حمدالله على السلامه وصلت امتى
حكيم من حوالى ساعتين يادوب حطيت شنطتى فى اوتيل قريب وجيت على طول
نور معلش اعذرنى على السؤال ليه مابلغتش ورد بوصولك على الأقل كانت تبقى مستعده
حكيم احممم الحقيقة كنت عاوز اعملها لها مفاجأة بس هى اتأخرت ليه كده هى مش عاوزة تقابلنى
نور لا ابدا هى جاية على طول
لينفتح باب الحجرة وتطل منها ورد بوجل شديد وما أن رآها حكيم حتى وقف مكانه وهو يلتهمها بعينيه مرددا بينه وبين نفسه ياااه ياورد وحشتينى اوى ليه حاسس انك انطفيتى كده ياترى من بعدى واللا بسبب الولادة واللا ايه لينتبه على ورد وهى تقف أمامه بصمت وهو مازال يلتهمها بعينيه وهى تبادله نهم بنهم فى صمت شديد إلى أن تكلم حكيم بصوت هامس أجش وحشتينى وحشتينى ياورد وحشتينى اوى اوى
لتتجمع الدموع بعينى ورد وارتعشت شفتاها لتمتد ذراعى حكيم فى محاولة ضمھا إلى صدره ولكنها تراجعت للخلف قائلة بصوت مرتعش للاسف ياحكيم مابقاش من حقك
ليعيد حكيم ذراعيه إلى جانبه قائلا بندم لأول مرة فى عمرك كله مايبقاش من حقى
ورد زمان كنت صغيرة ولما كبرت كنت حلالك لكن دلوقتى
ليغلبها نشيجها مرة أخرى وتزداد دموعها فى حين يعجز حكيم أن يتحرك خطوة واحدة تجاهها ولكنه ظل يردد وهو فى مكانه خلاص ياورد كفاية ارجوكى عشان خاطرى ده لو لسه ليا خاطر عندك
إلى أن استطاعت ورد اخيرا أن تتمالك نفسها فقالت حمدالله على السلامه
حكيم بدعاية اخيرا افتكرتى ده انا قلت خلاص مش هسمعها ابدا منك
ورد جيت امتى
حكيم خرجت من المطار على الاوتيل حجزت وسيبتلهم شنطتى يطلعوها وجيتلك على طول
ورد ليه
حكيم ماكنتيش عاوزانى ااجى
ورد مش دى إجابة سؤالى
حكيم بتنهيدة كبيرة عشان وحشتينى ياورد
ورد وهى تنظر بعيدا عن عينيه وايه كمان ياحكيم
حكيم انا عارف ان دماغك هتوديكى فى حتت كتير لكن صدقينى ياورد جيت عشان وحشتينى بزيادة
ورد انا سايبة مصر من سبع شهور دلوقت ماوحشتكش غير بعد ماعرفت انى بقيت ام بنتك غير بعد ماحصل اللى عمرك ماتخيلت أنه يحصل بعد ما اتورطت معايا تانى مش كده مش هو ده اللى جابك دلوقتى ياحكيم
حكيم پغضب انتى عارفة كويس انى عمر مابعمل حاجة انا مش عاوزها وكمان عارفة انى مابكذبش ياورد
ثم اكمل وكأنه يناشدها طول عمرك كنتى بتفهمينى من غير مااتكلم ليه المرة دى مش عاوزة تفهمينى حتى وانا بتكلم ياورد
ورد ماشى ياحكيم هحاول افهمك بس برضة عاوزة اعرف جاى ليه
حكيم عاوزك
ورد وهى تنظر له پغضب نعم
حكيم عاوزك ترجعيلى
ورد بسخرية ارجعلك بأنهى صورة بالظبط بنتك اختك بنت عمك واللا عاوزنى
حكيم پغضب كفاية ياورد انا عارف انى لو اعتذرتلك ألف سنة عن اللى عملته مش كفاية بس عاوزك تفهمى حاجة مهمة جدا
ورد بندية وايه بقى الحاجة المهمة دى
حكيم انى لو كنت اعتذرت ولسه بعتذر فاعتذارى كان عن الطريقة وبس
ورد انا مش فاهمة انت عاوز تقول ايه
لينتفض حكيم من مكانه جاذبا إياها لتقف أمامه وقال ببعض الألم يعنى مش اسف على اللى حصل بينا ياورد ولو رجعت بينا الايام من تانى هكرره مرة واتنين ومليون بس مش واحنا زعلانين ولا پنتخانق مش وانتى بتهددينى تبقى لغيرى ياورد
ورد پألم تقصد عشان تثبت رجولتك مش كده
حكيم ده اللى قلته لك وفهمتهولك وقتها لكن مش هى دى الحقيقة
ورد بفضول اومال ايه هى الحقيقة
حكيم انى ما قدرتش اتخيل انك تبقى لراجل غيرى
ورد لكن كان عادى تتخيل انى أفضل شايلة اسمك كده لمجرد أن أبقى قدامك مش كده
حكيم ماكنتش فاهم تخيلى انى بعد العمر ده كله اكتشفت انى ماكنتش فاهم
ورد بفضول وحيرة وايه اللى ماكنتش فاهمه
حكيم انى غرقان لشوشتى من زمان طول عمرى وانا محاوط عليكى بكل كيانى وانتى بتكبرى قدامى وبين ايديا يوم بعد التانى انا اول حد علمك تكتبى اسمك اول حد خلاكى تقدرى تعدى الشارع لوحدك اول حد كنتى بتبشريه بنتيجة امتحاناتك واول حد بيعرف نتيجتى برضة كنتى انتى حتى لما سيبتكم وسافرت القاهرة كان لازم اكلمك كل يوم ابويا وامى كانوا بيتطمنوا عليا منك كنتى وردتى اللى مزروعة جوة قلبى بس ماكنتش فاهم صدقينى ماكنتش فاهم طول عمرى ماعنديش تجارب عاطفية ولا علاقات لدرجة أن أصحابى كانوا بيتتريقوا عليا واتارينى كنت مستكفى بيكى
ورد بۏجع ومها
ليعود حكيم إلى جلسته مرة أخرى وهو يسحبها لتجلس بجواره وهو يقول تصدقينى لو قلتلك أن من ساعة ماحصل بيننا اللى حصل وانا تقريبا ماباقيتش حاسس بأى رغبة فى التعامل معاها انبهارى بيها انطفى كل لحظة بقيت اقارن بينها وبينك وكنتى دايما بتحسمى المقارنة لمصلحتك لحد يوم سفرك
ورد بفضول ماله يوم سفرى ايه اللى حصل
حكيم لما جيتلك المطار ماعرفش ليه كان عندى امل انك ترجعى معايا كان نفسى اقوللك ماتسافريش بس ماكانش من حقى وحتى لو كان من حقى كنت هبقى انانى بجد زى مانتى قلتيلى الليلة اياها
لما طلعتى الطيارة فضلت واقف مراقب الطيارة لحد ماطلعت وبعدت وغابت بين السحاب وقتها حسيت ان دقات قلبى اتغيرت وعددها نقص حسيت أن دقات قلبى رفضت تفضل معايا وصممت أنها ماتفارقكيش وراحت معاكى يومها اول مارجعت المكتب لقيت نفسى بحاسب مها على حاجات ماتخيلتش ابدا انى احاسبها عليها وسيبتها فى نفس اليوم
ورجعت على البيت قعدت فى أوضتك اسبوع بحاله مابخرجش منها غير للحمام حتى أما كنت بجوع كنت أقوم بسرعة اعمل سندوتش وارجع اكله جواها
كنت عاوز اشبع من ريحتك قبل ماتروح
حتى فرش السرير ماغيرتوش لحد النهاردة بس ماقدرتش اجيلك وقتها
كنت حاسس انك مچروحة بسبب الليلة إياها رغم أنها كانت اسعد ليلة فى عمرى كله لانك كنتى فى حضنى بس دموعك وجعتنى حسستنى انى خنتك خنت ثقتك ووجعت قلبك
سامحيني ياورد وتعالى نطلع مع بعض سلمة جديدة تبتدى منها كل حاجة من جديد
ورد بتنهيدة ياريتها بالسهولة دى ياحكيم
حكيم بلهفة وليه لا انا بعشقك واعتقد أن انتى كمان بتحبينى لو ماكانش قلبى بيكدب عليا
ورد الحب لوحده مش كفاية ياحكيم مش هنكر انك كنت سندى وامانى طول عمرى لكن اللى حصل خلانى اخاڤ منك انت ماشفتش انت كنت عامل ازاى لأول مرة فى حياتى اخاڤ خفت منك انت انت اللى كنت دايما تقوينى خفت منك كنت دايما بتفضلنى على نفسك لكن يومها حسستنى انك بتقولى كفاية عليكى كده انزلى بقى محطتك جت حسستنى انك زهقت وجبت اخرك
حكيم تعرفى لما عمك كلمنى وفاتحنى فى موضوع جوازنا قاللى ايه
ورد بفضول تصدق عمرى ماسألتك
حكيم بابتسامة لقيته كلمنى وقاللى انك طبعا لازم تكملى تعليمك لكن مش هيآمن عليكى تسكنى فى دار المغتربات لوحدك لقيتنى بقوله وايه اللى ينزلها فى المغتربات واللا حتى المدينة الجامعية ماتقعدش معايا ليه فقال يابنى ماينفعش البنت كبرت وانت مش صغير فلقيتنى بقوله خلاص اكتبلى عليها وخلي اللى ماينفعش ينفع
لتنظر له ورد بدهشة قائلة يعنى انت اللى اقترحت عليه الجواز مش هو اللى طلب
ده منك
حكيم بابتسامة أيوة وساعتها قعد
متابعة القراءة