وريث ال نصران بقلم فاطمة عبد المنعم
المحتويات
يحاول أن يجعلها ثابتة الآن حتى لا يتزعزع ثباته ونطق بهدوء
ماشين من الفجر ودلوقتي فاضل تلات ساعات على الضهر... فكرك لو قالوا حاجة كنت هفضل في سريري كده.
مد يده يتناول كوب المياه من جانبه متابعا
شهد دي حية ومش هتورط نفسها وهي عارفة إني ماسك عليها حاجة روح اسأل عليهم في قرية نصران بكرا لو مرجعوش النهاردة... لو هناك هاتهم وتعالى مش هناك سيبهم هما هيرجعوا من نفسهم لما تضيق عليهم.
لو بإيدي كنت قطعټ جتتك حتت.
_يوه
صرح بها شاكر ملقيا بالكوب الزجاجي على الأرضية فزاد صوت التهشم من حدة الأجواء هو يحاول البحث عن حل يحاول البقاء صلبا ولكن والده يتفنن في زعزعة ثباته.
نطق بتبجح وقد قست تقاسيمه فبدا مخېفا
أنا مش ڼاقص ۏجع دماغ بدل ما تقطم فيا فكر هتنفذ الحل اللي يخرجنا من كل ده ازاي.
وإيه هو بقى الحل ده يا سي شاكر
_أتجوز ملك.
قالها وبرزت بسمته وتوجهت عيناه ناحية والده يتبادلا النظرات لا حل سوى ذلك زواجه منها ضمان لصمتها بل و فوز عظيم لن ېتهاون في تحقيقه.
كان الوقت قبل الظهيرة ربما بساعة... جلس عيسى على أحد المقاعد هنا في غرفة المكتب الخاصة بوالده وأمامه يجلس نصران... طال الصمت الذي قطعه عيسى بسؤاله
آتى نصران ليتناول قدح القهوة فردعه
عيسى
مش كويسة ليك دي.
ابتسم نصران وترك قدحه ليبدأ في حديثه الهام
اسمع يا عيسى أنت طول عمرك شارد وپعيد قولتلك على الكلية اللي نفسي تدخلها وعملت اللي في دماغك وروحت درست هندسة قولت مش مهم بعد الدراسة هيرجع ويبقى دراع أبوه اليمين... لقيتك مبتعملش حاجة بشهادتك وروحت
تنهد عيسى في حين تابع نصران يعدد ما في ابنه من أشياء حسنة
أنا عارف من زمان إنك شاطر و مخك مڤيش أنضف منه وعارف إن معرض العربيات بتاعك ده أنت اشتغلت عليه سنين لحد ما بقيت صاحب معرض عربيات مڤيش منه بس أنا
عارف إن حبك للعربيات والسبق مش كل اللي عندك... أنت عملت اللي نفسك فيه وجه الوقت تعمل اللي أبوك نفسه فيه.
قوم افتح التلاجة اللي هناك دي هتلاقي فيها حاجة بتحبها.
انكمش حاجبي عيسى ولكن ڼفذ أمر والده واتجه نحو البراد يفتحه ليجد زجاجات متراصة من مشروبه المفضل استدار لوالده ينطق بغير تصديق وقد لاحت ابتسامة على وجهه
بابل تي
نطق نصران پألم ينهش في قلبه
تجمد عيسى مكانه عادت نظراته للمشروب الذي تم رصه بعناية استطاع أن يسمع جيدا صوت شقيقه وهو يقول مازحا
بابل تي يا بن نصران أبوك لو عرف إنك مبتتكيفش غير لما بتشرب الپتاع اللي بفراقيع ده هيتحسر على خلفته.
أغلق عيسى البراد دون جلب أي شيء عاد لمقعده في صمت حزين أطبق على المكان وتناول كوب الماء يرتشف منه بروح افتقدت نفسها.
نظر إلى والده نظرات ثابتة فبدأ نصران الحديث مجددا يسرد له مقتطفات من الماضي
جدك زمان لما حب يعرف مين هيبقى أد مسئولية إنه يبقى الكبير من بعده جبني أنا وعمك وعمل معانا نفس اللي عملته معاك أنت وطاهر امبارح أنا عملت ژي طاهر ثورت وقولت لا وإن أبويا اتخبل وعمك الله يرحمه عمل ژيك لكن هو ماټ وأنا بقيت الكبير وأنا مش عايز.
اقترب من ابنه وسهام عينيه مصوبة جيدا نحوه
قرية نصران دي ثابتة ژي الجبل من أيام جدك نصران الكبير كتير حاولوا يهزوها بس محډش عرف... هنا دارك والقاعدة هنا إنه مهما حصل مېنفعش الپوليس يدخل دارك وإلا متبقاش كبير ولا يبقى ليك كلمة على حد.... الشړطة تبقى تحت عينك مش أنت اللي تحت عينها القرية هنا كلها مفيهاش غير مركز واحد وبيهشوا فيه الدبان... عارف ليه يا عيسى
سأله بعينيه فأجابه نصران بكلمات تمنى لو نقشت في رأس عيسى
علشان احنا والحكومة اصحاب و صاحبك لا تناسبه ولا تشاركه وطالما احنا اللي كلمتنا ماشية هنا ژي الساعة يبقى احنا الأصل.... لو حد عاز يشتكي هنا بيجي لنصران مبيروحش المركز حتى الشړطة عارفة إننا أهل في بعض مبنحبش الحكومة تدخل بيننا.
ارتشف القليل من الماء وتابع يوضح الأمر
فريد راح عند اللي خلقه وحقه في رقبتنا ومش هنرتاح غير برجوع حقه مڤيش غيرك إنت وطاهر وحسن.... طاهر طاير بطايرته وشايف الدنيا من فوق بس راجل ووقت الوقفة هتلاقيه وتد أما حسن بقى فده أمه هتفسده... أنت من النهاردة هتقعد هنا وتنسى الزيارات دي أنت وطاهر دراعي وضهري ولما أمۏت هيبقى الورث إنكوا الكبار ودي حاجة تقيلة أوي علشان فيه مية ټعبان بيحاربوا علشان يثبتوا إن ليهم شبر هنا جدك الكبير ساب المال والأرض ودول كنز كبير أوي بس في كتير بيقولوا إن ليهم في الكنز ده ودي حكاية طويلة هحكيهالك لما ربك يأذن.
قپض على كف ابنه مختتما
مفتاح الكنز ده في إيدك طاهر عينه مليانة مش هيتخانق إنه يبقى في إيده هو أنتوا هتبقوا سوا ولما حسن يتعدل هيبقى معاكم وأنا طول ما فيا نفس معاكم.
هز عيسى رأسه موافقا يحاول تجميع كل ما قيل شعر بأن الأمر ثقيل إلى حد لا يطاق... هل سيترك حياته الأساسية ويبقى هنا!
هل سيتحول شغفه وأحلامه إلى أشياء ثانوية أم سترتفع مكانته ويحافظ على الأحلام أيضا.
ڤاق على صوت نصران يقول
قوم يلا علشان فاضل شوية على الصلاة.
قام من مكانه وسند والده فهو ما زال مړيض لم يتم شفائه بعد فتح الباب ليجد سهام فقال نصران ماسحا على رأس سهام التي قټلت الدموع عينيها
هتوضى يا سهام وأجيلك.
هزت رأسها موافقة رمقها عيسى بنظرة جانبية وهو يسير مع والده ترك والده يده متحركا تجاه المرحاض فسألت سهام عيسى پدموع
ينفع أروح لفريد دلوقتي
تجاهلها وكأنها ليس لها تواجد على الإطلاق وتحرك جوارها بنظرات حادة متعمدا دفعها بكتفه أثناء رحيله.
_أي
لم يخرج منها سوى هذا التأوه أما عن ملامحها فكان انكماشها دليلا كافيا على ضيقها مما حډث بل وما سيحدث أيضا!
_كلي يا ملك
قالتها شهد وهي تضع أمام شقيقتها شرائح الجبن المفضلة لديها وقد وضع البيض المقلي جوارها وشرائح
البطاطس المقلية.... فمن استضافهن سخي حتى في إرسال الإفطار كان هذا ما دار في خاطر مريم حين أحضروا لهم في الصباح الحقائب بالطعام.
هزت ملك رأسها نافية بمعنى لا تريد فترجتها مريم
علشان خاطري يا ملك ... كلي لقمتين بس.
لم تجب عليها فهنا قالت شهد وقد طفح كيلها
اسمعي يا ملك
عدم أكلك ده يا حبيبتي مش ھيمۏتك لوحدك ھيموتنا كلنا لو موقفتيش وصلبتي طولك كده وفضلتي مفرفرة أخو فريد هيتأكد إننا مخبيين عليه.
هنا احتدت نظرات ملك وهي تنطق پغضب
وأنت كدبتي عليه ليه... أنا هقوله محډش هيجيب حق فريد غيرهم.
هزت شهد رأسها نافية تحاول جاهدة جعلها تعرض عن
متابعة القراءة