بقلم نونا المصرى

موقع أيام نيوز

يزال معها لذا ركضت لتلحق به وبالفعل استطاعت ان توقفه في ردهة الشركة بقولها ادهم بيه استنى من مفضلك.
الټفت اليها وقد عاد الى بروده الممېت وبدون ان يقول اي شيء تقدمت نحوه وهي تلهث جراء ركضها على السلالم ثم قالت بصوت متقطع انت... نسيت... الموبايل بتاعك معايا يا فندم .
قالت ذلك ثم مدت يدها لتعطيه هاتفه فتنهد ثم اشتلف الهاتف من يدها وبعدها غادر دون ان ينبس بحرف واحد .. وقفت تحدق به بغير تصديق ثم قالت ايه الراجل الغريب دا لسه من شوية كان متعصب وشبه البركان اللي هينفجر في اي لحظة ودلوقتي رجع جبل التلج مرة تانيه .. اما راجل عجيب.
اما في سيارة ادهم فكان يقودها بسرعة وهو يركز على الطريق امامه ولكنه كان يفكر بمريم وبالوقت القصير الذي قضاه معها في المصعد وكيف كانت خائڤة وكيف اخافها بصراخه عليها وكيف اثارته رائحة عطرها...فضړب المقود بيده وصړخ قائلا الله يحرقك.. اطلعي من دماغي بقى !!
قال ذلك ثم نظر إلى هاتفه الذي كان على المقعد بجانبه فانزعج ثم امسك به ورماه من النافذة وبعدها مسح وجهه براحة يده ولكن رائحة عطر مريم التي كانت عالقة في الهاتف قد انتقلت الى يده لذا إنعطف بسيارته يمينا ثم اوقفها بجانب الطريق وقرب يده من انفه قائلا ازي انتقلت ريحة پارفان البنت دي على ايدي انا حتى مقربتش منها ولا لمست ايدها يبقى ازاي بقت ريحة ايدي زي ريحة الپارفان بتاعها
فاخذ يفكر قليلا ثم ادرك ان الهاتف هو السبب فتنهد بقوة واخرج من جيب السيارة زجاجة عطره الفاخرة والتي كانت من اشهر الماركات ثم رش قليلا منها على يده ليخفي اثر رائحة عطر مريم وبعدها اعادها الى مكانها في جيب السيارة ومن ثم شغل المحرك وهم بالمغادرة وما هي الا مدة زمنية معينة قد مرت حتى وصل الى منزل عائلته الذي كان اشبه بالقصر.... فتحت البوابة الرئيسية بطريقة إلكترونية ليدخل الى الكراج وبعدها ترجل من سيارته حتى دون ان يلقي التحية على ذلك الرجل البدين الذي قال له اهلا يا ابني .
فدخل بنوبة غضبه الى المنزل اما الرجل فقال لا حول ولا قوة إلا بالله...ربنا يهدي سرك يا ادهم يبني.
كان ذلك الرجل هو نفسه العم محمود الذي عمل مع زوجته امينه في منزل عائلة السيوفي لمدة ثلاثين سنه حتى ان اولاده سمير ووفاء قد كبروا في
ذلك المنزل وفي الداخل دلف ادهم بعصبية وصعد الى غرفته دون ان يتحدث مع اي احد من افراد اسرته اللذين كانوا جالسين في غرفة المعيشة يشربون الشاي فقالت امه السيدة كوثر وبعدين مع الحالة دي الولد دا زودها اوي !
اما اخته رغد فقالت نفسي اعرف ايه هو السبب اللي بيخليه يرجع البيت متعصب كدا كل يوم.
اجابتها سلوى زوجة معاذ جايز عنده مشاكل في الشغل يا رغد.
فقال معاذ وهو الشغل يبقى فيه مشاكل كل يوم اكيد في سبب تاني واحنا لازم نعرفه .
في غرفة
ادهم....
دخل الغرفة ثم اغلق الباب ورمى سترته على الاريكة وبعدها رمى نفسه على السرير مغمضا عيناه بشدة محاولا ان يجمع شتات نفسه... ولكن ليس لوقتا طويل فبينما كان على تلك الحال سمع احدهم يطرق باب غرفته فقال بصوت منزعج مش عايز اشوف حد

دلوقتي.
أتاه صوت شقيقه الاصغر سنا معاذ حيث قال من خلف الباب ادهم افتح الباب.. في حاجة مهمة حصلت وانت لازم تعرفها.
فتح ادهم عيناه ثم نهض عن سريره وتوجه نحو الباب ثم فتحه بقوه قائلا عايز ايه يا معاذ انا معنديش مزاج اكلم اي حد دلوقتي علشان كدا سيبني في حالي .
فتنهد معاذ ونظر اليه قائلا مش انا اللي عايز يا ادهم .. دا كمال.
قال ذلك واشار إلى الهاتف بيده ثم اضاف هو عايز يكلمك بس انت مبتردش على الموبيال بتاعك علشان كدا اتصل بيا وقال ان في مشكلة حصلت معاه في اميركا .
في تلك اللحظة تذكر ادهم ان كمال سافر إلى اميركا منذ اسبوع لكي يشرف على بعض الاعمال في فرعهم الذي هناك وقد اعتمد عليه بفعل ذلك فقال بتذمر اهو كدا كملت .
ثم اخذ هاتف شقيقه واجاب قائلا ايوا يا كمال
فقال كمال انت فين يا ادهم بقالي ساعة بتصل عليك بس موبايلك خارج الخدمة وكمان الموبايل التاني مقفول.
تنهد ادهم وسأله في ايه 
كمال احنا في مشكلة يا ادهم... وانت لازم تيجي هنا فورا .
ادهم ايه اللي حصل 
كمال في شركة امريكية بتقول ان فرعنا اللي هنا سرق الموقع بتاعهم ورفعوا علينا دعوة علشان كدا انت لازم تيجي بسرعة.
ادهم طيب متقلش... انا هطلع في اول طيارة .
كمال تمام وانا هستناك .
ثم انهى ادهم المكالمة مع كمال واخذ يسجل رقما في هاتف معاذ الذي سأله بقلق في ايه يا ادهم
فاشار له بأصبعه لكي ينتظر ثم وضع الهاتف على اذنه وما هي الا ثواني حتى قال سلمى... احجزيلي تذكرة على اول طيارة رايحه نيويورك الليلة دي.
سلمى في حاجة حصلت يا فندم 
ادهم اعملي اللي طلبته منك بدون اسئلة ... ولما تحجزي التذكرة اتصلي على الموبايل دا علشان تقوليي ايه اللي حصل اه وكمان عايزك تجيبلي موبايل جديد بنفس رقم موبايلي .
سلمى حاضر.
ثم اغلق الهاتف واعاده لاخيه فسأله الاخير انت هتسافر يا ادهم 
فاجابه ادهم وهو يتجه نحو خزانته قائلا ايوا...ومعرفش هقعد هناك قد ايه علشان كدا انت هتبقى راجل البيت في غيابي مفهوم
معاذ متقلقش...يبقى انا هسيبك توضب شنطتك دلوقتي.
قال ذلك ثم خرج من غرفة اخية الاكبر الذي فتح حقيبة السفر وبدأ يضع ملابسه فيها قائلا اهي السفريه دي جت فرصة لحد عندي علشان اتخلص من شوفة البنت اللي اسمها مريم دي ... جايز لو بعدت عنها شوية وقت مش هتأثر عليا تاني واكيد هرتاح بعد كدا .
تسارع في الاحداث.........
سافر ادهم الى اميركا حيث كان ابن خاله كمال وبقي هناك لمدة اسبوعين يحل القضية العالقة بين فرع شركته وبين الشركة الامريكية التي ادعت انهم سرقوا احد مواقعها الالكترونية اما مريم فكانت على حالها حيث كانت تعمل في مراجعة بيانات السوق الاكتروني ولكنها افتقدت رب عملها الذي اختفى فجأة... فهي لم تراه منذ اخر لقاء جمعها به عندما علقت معه في المصعد لذا انتابها الفضول حول موضوع غيابه عن الشركة لمدة اسبوع كامل وهو الرئيس التنفيذي الذي لا يمكنه التغيب ابدا .
ومن جهة أخرى كان زملائها المتدربين قد انتهوا من تصميم مواقعهم حيث ان الشهر المحدد لتلك المسابقة قد انتهى بفوز محمود ياسين البالغ من العمر 25 عاما حيث انه صمم موقع تجاري إلكتروني متخصص في بيع ادوات التنظيف المنزلية وكان معظم زبائن الموقع نساء وربات بيوت مصريات وقد انتظر مدير القسم الذي يعمل به عودة ادهم من اميركا لكي يوافق على امر انظمام الموقع الجديد الى المواقع الرئيسية في الشركة.
وبعد غياب دام لمدة اسبوعين وثلاثة أيام عاد كل من ادهم وكمال الى مصر بعد فوزهم في القضية حيث ان شركتهم قد اظهرت الادلة والبراهين التي تؤكد أن الموقع الإلكتروني خاص بهم ولم يسرقوه من اي شركة كما ان ادهم طالب تلك الشركة المدعية بتعويض عن محاولتها لتشويه سمعتهم فامتثلت المحكمة الأمريكية لطلبه وقامت بإصدار حكم على الشركة
المدعية وهو ان تدفع مبلغ بقيمة 500000 لشركة رويال.
وفي مطار القاهرة الدولي ... كان سمير ابن العم محمود وسائق ادهم ينتظره في المطار وفور نزول هذا الاخير وكمال من الطائرة توجها نحو السيارة حيث قام الشاب بأخذ حقائبهما ووضعها في صندوق السيارة ثم فتح الباب الخلفي ليصعد ادهم اولا وبعده كمال ومن ثم ركض وصعد في
مكانه امام المقود قائلا نروح بيت كمال بيه الاول ولا ايه يا ريس 
اجابة ادهم وهو يفك ربطة عنقه ودينا الشركة يا سمير.
فنظر كمال اليه وسأله بتعجب معقول انت عايز تروح الشركة على طول كدا حتى قبل ما تستريح !
فقام ادهم بفك اول زرين من قميصه ليسمح للهواء ان يدخل الى عنقه ثم قال عندي شغل مهم لازم اعمله قبل كل حاجة.
يقصد التأكد ان كانت مريم ستؤثر عليه بعد هذه الغيبة ام انه قد تجاوز الامر

بالفعل
فنظر كمال إلى ساعة يده وسأل شغل ايه دا اللي هيخليك تروح الشركة الساعة 1400 حتى قبل ما تغير هدومك 
ادهم متشغلش نفسك انت في الموضوع دا.
كمال بس كدا هتعب نفسك يا ادهم يعني جسمك مش حجر وجايز ټنهار لو فضلت تشتغل طول الوقت...وبعدين مش كفاية انك مكنتش بتنام زي بقية الخلق لما كنا في نيويورك ليه عايز ټعذب نفسك 
فنظر ادهم اليه واردف متخفش عليا يا كمال... انا هروح الشركة لمدة ساعة وحدة وبعد كدا هرجع البيت علشان استريح .
فتنهد كمال بأستسلام وقال والله مش عارف اقولك ايه على العموم انت عارف مصلحتك اكتر مني.
فتنهد ادهم ايضا واستطرد يلا اطلع يا سمير.
سمير حاضر يا فندم.
ثم ذهبوا الى الشركة بالفعل فنزل ادهم من السيارة ونظر إلى كمال قائلا هقابلك بكرا.
كمال اوك .
ادهم سلام دلوقتي.
قال ذلك ثم توجه نحو ردهة الشركة اما كمال فقال لسمير معليش هتعبك معايا.
رد سمير بسرعة العفو يا فندم دا واجبي.
قال ذلك ثم شغل محرك السيارة وقادها متوجها الى منزل كمال... اما ادهم فاخرج نظارته الشمسية من جيب سترته ووضعها على عيناه وبعدها عدل سترته وتوجه الى داخل الشركة وهو يقول في نفسه هنشوف دلوقتي لو كنتي هتأثري عليا ولا لا يا مريم هانم .
في تلك الاثناء كانت استراحة الغداء في الشركة فكانت مريم جالسة مع زملائها الشباب في الكافيتريا ولكنها كانت شاردة الذهن اما الهام فقالت يا بختك يا محمود....دلوقتي مرتبك هيزيد والموقع بتاعك هيبقى من ضمن المواقع التجارية الرئيسية في الشركة.
فضحك محمود واردف متزعليش نفسك يا الهام اكيد انتي هتفوزي في المرة الجاية لانك جيتي في المرتبه التانيه والفرق بيني وبينك كان زبون واحد مش اكتر.
اما سليمان فقال مش مهم مين اللي فاز يا جماعة المهم اننا خدنا فرصتنا وصممنا مواقع الكترونية تجارية في شركة رويال العالمية ودا لوحده انجاز عظيم.
اسيل سليمان عنده حق... ولا انتي رأيك ايه يا مريم
ولكن مريم لم تجيبها فنظر الجميع اليها وسألتها الهام مريم.. مريم انتي معانا 
نظرت مريم اليهم قائلة ها... قولتوا حاجة
فقال سرحان لا دي باين عليها مش معانا خالص.
الهام مالك يا مريم بتفكري في ايه
فتنهدت مريم وقالت مش ملاحظين حاجة غريبة يا جماعة
ياسمين
تم نسخ الرابط