أحلام الجاسر

موقع أيام نيوز

حقها من كل اللى ظلمها .. كل واحد فينا لازم ياخد جزاءه بما فيهم أنا
وضعت مريم هاتفها جانبا وهى غير مصدقة لما سمعت من عمها تمتمت فى خفوت
ليه يا سلمى.. أنا أذيتك فأيه علشان تشوهى صورتى وتتفقى مع وليد عليا .. ده انت كنت صاحبتى الوحيدة وكنت بثق فيكى وماشية وراكى وانا مغمضة.. ليه تعملى فيا كده
فتحت الباب وخرجت فى اندفاع كان يوسف يجلس على الأريكة الخارجية وقفت أمامه فى ذهول وصړخت به
ليه عملتوا فيا كده ..أنا عملت فيكوا ايه .. صاحبتى وابن عمى يشوهوا سمعتى وانت تصدقهم ويخططوا علشان يخلوك تستفرد بيا وانت مټخدر.. وتعملهم اللى هما عاوزينه وتنى .. ليه عملتوا فيا كده ليه
قال بصوت بعيد كأنه يخرج من أعماقه وهو ينهض فى مواجهتها 
أنا هاخدلك حقك مننا كلنا.. أوعدك
صړخت به پبكاء وهستيرية
علشان كده كنت بتقولى انت
متستهليش الحب اللى حبتهولك يا حقېرة.. كنت شايفنى حقېرة يا يوسف .. كنت شايفنى ازاى قولى .. مدفعتش عنى ليه يا يوسف .. مخدتنيش ليه من اللى كنت فيه وتنى قلمين فوقتنى من اللى بعمله بسذاجة وانا ماشية وراها وفاكراها صاحبتى ... مفهمتنيش ليه حقيقة وليد.. بلاش كل ده .. مجتش ليه تسألنى هو كان عندى ولا لاء.. لو كنت طلعتلى كنت لقيتنى نايمة ومش درايانا باللى بيحصل .. لو كنت مسكت تليفونى مكنتش هتلاقى ولا مكالمة واحدة لوليد.. لو كنت طلعت ورايا كنت هتلاقينى قاعدة بره مع سلمى لوحدنا وهما جوى .. مواجهتنيش ليه باللى بتسمعه عني ... وحتى لو كنت اتأكدت انى مش محترمة.. أيه اللى يديك الحق انك تعمل فيا كده.. انت أيه الفرق بينك وبين وليد وسلمى ..انتوا التلاتة أحقر من بعض
ظلت تتكلم وكأنها تهزى ودموعها تنهمر
على وجنتيها وتطلق لنفسها العنان فى رحلة بلا عودة 
ده انا لما دخلت البيت ولقيت الدنيا ضلمة كنت مړعوپة.. وكنت عماله افكر أرجع استناهم فى الشارع لحد ما سمعت صوتك حسيت بالأمان .. من كتر الأمان اللى حسيت بيه مقدرتش احس بالتغيير اللى كان فنبرة صوتك .. حسيت ان صوتك مش طبيعى كأنك نايم لكن كان يكفينى انه صوتك علشان احس انى كويسة وانى فى حمايتك ..
ألتفتت إليه من بين دموعها وهى تهتف پغضب
حتى لما شدتنى ليك.. انت عارف انا فكرت انك عاوز تتخانق معايا علشان كنت بهزر مع ولاد خالتها فى الفرح وانى مشيت معاها.. أتصورت انى نجحت اخاليك تظهرغيرتك عليا.. كنت فاكراك هتشدنى وتدينى بالقلم وتزعقلى وفى الآخر تعترفلى بحبك .. وفعلا اعترفت بحبك لكن وانت بتنى يا يوسف .. مصعبتش عليك طيب بعد ما أغمى عليا وبقيت من غير اراده مصعبتش عليك...
ويوم يعض الظالم على يديه يقول يا ليتني اتخذت مع الرسول سبيلا 27
يا ويلتى ليتني لم أتخذ فلانا خليلا 28لقد أضلني عن الذكر بعد إذ جاءني وكان الشيطان للإنسان خذولا 29
أستيقظت مريم على صوت بكاءه وشهقاته المتلاحقة ألت على فراشها وضمت ساقاها إليها وهى تنظر له وتسمعه يرتل نفس الآيات ويبكى لمست الآيات قلبها وشعرت وكأنها أنزلت من أجلها وجدت الدموع طريقها إلى عينيها مجددا وسقطت على وجنتيها فى صمت حتى انتهى يوسف من صلاته.
ألتفت إليها فوجدها قد استيقظت وتجلس مصوبة نظرها إليه ودموعها تنهمر فى سكون أقترب منها وحاول أن يجفف دمعها ولكنها دفعته بعيدا جلس بجوارها على الفراش قائلا 
أنت معاكى حق فى كل كلمة قلتيها .. وماليش أى ولو عندى هيبقى أقبح من ذنبى .. بس انا الغيرة كانت هتنى يا مريم .. يا مريم انت كنت أول حب فى حياتى وانا ماليش خبرة غير فى شغلى وبس .. ولا اعرف حاجة عن الحريم ولا كنت احب اتعامل معاهم غير من بعيد لبعيد ... فجأة لقيت نفسى بحبك وفى نفس الوقت مش راضى عن تصرفاتك ولا عن لبسك .. مكنتيش بتحسى بيا وانا بتخانق معاكى على لبسك وتصرفاتك .. كنت حاسة انى غيران وبرضة كنت بتتمادى كأنك مش هامك الڼار اللى جوايا.. كنت حاسس انك ملكى ومينفعش أى حد تانى يشوفك ولا يلمسك بس مكنتش قادر اتكلم .. وليد نفسه حس باللى جوايا وعلشان كده استغله لصالحه علشان يشككنى فيكى أكتر واكتر.. يوم ما كان واقف يهزر معاكى فى الجنينة وتتى كفك بكفه وهدومك لازقة عليكى من الميه عقلى طار مكنتش عارف افكر.. كل اللى مسيطر عليا الغيرة.. أحساسى انك پتخونينى فضل يكبر جوايا لحد يوم الحاډثة.. كنت واقفة فى الفرح مع الشباب بطريقة خلتنى كنت هروح اشدك من ايدك قدام كل الناس واك انت وهما.. فضلت ماسك نفسى وكل ما تيجى عينك فى عينى تبصيلى تفزاز تجننينى اكتر.. مكنتش قادر افكر فى حاجة خالص لدرجة انى أخدت منه الحبوب دى وانا عمرى ما شربتها من غير وعى .. ولا فكرت انى بدمر نفسى ولا ان ممكن ده يحصل ..كل اللى كنت عاوزه انى اطفى الڼار اللى جوايا بأى حاجة تغيبنى عن الوعى.. طلعت وراكوا بالعربية وانا كان كل هدفى انى أراقبك واعرف انت رايحة فين.. ولما كلمت البواب اټجننت اكتر لما عرفت انها شقة مفروشة.. ساعتها قررت انى اطلعك من حياتى تماما وانساكى بس بعد ما انتقم لقلبى منك .. لكن صدقينى عمرى ما فكرت انى هعمل فيكى كده.. أكبر حاجة فكرت فيها انى أطفى النور وارعبك وبالكتير أوى اقولك اللى قلتهولك ساعتها وخلاص.. فجأة لقيت نفسى خارج سيطرتى وابتدت دماغى تلف أكتر وافقد تركيزى واحدة واحدة.. حسيت انى مېت و أعى كلها متجمدة كأنى لا شايفك ولا سامعك لكن حاسس بيكى بين ايدى وبس ..
كانت تستمع له بدموعها المنهمرة على وجنتها وتشيح بوجهها بعيدا عنه وهى ضامة ساقيها كأنه فصل قلبها شطرين پسكين كلماته التى كانت تشعر بصدقها شطر يصدقه ويشعر به وشطر يكرهه ولا يجد له مبررا وكأن الشاعر عبد الله الفيصل يجلس بينهما قائلا
على أني أغالط فيك سمعي وتبصر فيك غير الشك عيني
وما أنا بالمصدق فيك قولا ولكني شقيت بحسن ظني
الفصل الثلاثون
نهض يوسف مهزوما أمام والده الذى وقف بعصبية شديدة وهو يهتف بانفعال
ازاى تعمل كده.. ازاى تطلقها من غير ما تقولى
تابع يوسف بحزن شديد
هى اللى أصرت يا بابا.. كانت حالتها صعبة ومكنش ينفع اقولها لاء.. لو كنت قلت لاء كانت اڼهارت أكتر ..لكن انا اشترطت عليها ان محدش يعرف بحكاية الطلاق دى لحد ما نرجع ونقولك الأول وهى وافقت
زفر والده وهو يستعيد جلسته الأولى خلف مكتبه وهو يقول 
أستغفر
الله العظيم يارب ..كل
ما احلها تتعقد
ثم نظر إلى يوسف وتابع 
وهنقول ايه للناس .. اخواتك واخواتها .. هنقولهم ايه سبب الطلاق بعد كام يوم .. كده هيفتكروا أنك لقيتها فيها حاجة
نهض يوسف وافقا وقال دون أن ينظر إليه
صدقنى يا بابا مكنش قدامى حل تانى
أسند والده ظهره إلى المقعد وأغمض عينيه وهو يستغفر وفجأة فتح عينيه قائلا
الحمد لله ربنا ألهمنى الحل
ألتفت له يوسف بنظرة متسائلة فأردف والده 
أنتوا هتعيشوا مع بعض زى ما انتوا كده فشقتكوا عادى .. كأنكوا لسه متجوزين ومحدش هيعرف حكاية الطلاق دى دلوقتى خالص
زادت حيرة يوسف وهو ينظر لوالده قائلا
أزاى يابابا نعيش مع بعض وانا مطلقها
أبتسم والده وهو ينهض وافقا ويشير إليه أن يتبعه خرج حسين من غرفة مكتبه وصعد هو ويوسف إلى مريم.
طرق الباب ففتحت لم تكن قد أبدلت ملابسها بعد رغم الأرهاق الذى تشعر به من آثر السفر زاغت نظراتها بينهما فقال حسين مبتسما
مش هتقوليلنا أتفضلوا ولا ايه يا مريم
أفسحت الطريق أمامهما وهى تقول بخفوت 
اتفضلوا
جلس حسين وهو يقول 
أزاى تصممى على الطلاق كده يامريم من غير ما ترجعيلى .. فى بنت تطلب الطلاق من غير ما تاخد رأى ابوها
صمتت مريم وهى تتحاشى النظر ليوسف ثم قالت
سامحنى يا عمى بس انا مش هقدر استحمل اكتر من كده
نهض وافقا امامها وقال وهو ينظر لعينيها
طب واخواتك والناس كلها هيقولوا ايه دلوقتى
أشاحت بوجهها بعيدا وهى تقول بانفعال
اللى عاوز يقول حاجة يقولها .. أنا أصلا كده كده سمعتى متشوهه لوحدها
أطرق يوسف إلى الأرض فى ألم فقد فهم ما ترمى إليه فتابع حسين حديثه إليها 
تفتكرى إيهاب هيسكت لما يعرف ان أخته اطلقت بعد دخلتها بكام يوم.. أنت يابنتى كده هتقوملنا حريقة فى البيت
صاحت وهى تستند إلى أقرب مقعد أمامها وهى تقول
كفاية ضغط عليا يا عمى .. أنا مش هقدر استحمل اكتر من كده.. مش عاوزه ابقى على ذمته يوم واحد بعد كده.. وعمرى ما هوافق ارجعله أبدا مهما حصل
لف حسين ذراعه حول كتفها مهدئا أياها وقال بهدوء
ومين قال انك هترجعيله .. أنا مقلتش كده
قالت وهى تلتفت إليه
أومال حضرتك بتقولى كده ليه
ربت على كتفها وقال بحنان 
بقولك كده علشان تتى الحل الوحيد اللى هيرضيكى.. وفى نفس الوقت هيمنع المشاكل اللى ممكن تحصل لو حد عرف بالطلاق دلوقتى
حل أيه
قال حسين بهدوء
شرع
ربنا يابنتى بيقول ان الست اللى بتطلق طلاق رجعى تفضل قاعدة فى بيت جوزها لحد فترة العدة ما تخلص
وقف يوسف قائلا
يابابا طب ماهي هي .. منا هنزل أعيش معاكوا تحت وبرضة الكل هيسأل ليه
ألتفت إليه والده قائلا
ومين قالك انك هتعيش معانا تحت.. انت هتعيش فى بيتك برضة معاها.. لحد فترة العدة ما تخلص
نظرت له مريم بذهول وهتفت
وانت يا عمى ترضى كده لفرحة
أومأ برأسه قائلا
أيوا ارضاه.. علشان ده شرع ربنا مش حاجة جايبها من
عندى
تدخل يوسف مستفهما
ازاى يابابا
جلس حسين وبدأ فى شرح الأمر قائلا
الآية الكريمه فى سورة الطلاق بتقول
يا أيها النبي إذا طلقتم النساء فطلقوهن لعدتهن وأحصوا العدة واتقوا الله ربكم لا تخرجوهن من بيوتهن ولا يخرجن إلا أن يأتين بفاحشة مبينة وتلك حدود الله ومن يتعد حدود الله فقد ظلم نفسه لا تدري لعل الله يحدث بعد ذلك أمرا 
يعنى يابنتى شرع ربنا اللى ناس كتير نسيته دلوقتى بيقول ان الست اللى تطلق طلاق رجعى تفضل قاعدة مع جوزها فى بيتها زى ما كانت بتقعد معاه بالظبط وهما متجوزين .. يعنى تقعد بلبس البيت عادى .. وتكلمه ويكلمها وكأنه زوجها لكن بدون .. عرفتى بقى ليه بقولك اه ارضاه لبنتى .. لأن ده شرع ربنا وأمر من ربنا انها متخرجش من بيتها بعد الطلاق الرجعى لاء دى كمان لو خرجت تأثم
صمتا يوسف ومريم وهما يستمعان لأول مرة لهذا الحكم الشرعى الذى لم يكونا يعلما عنه شيئا من أردف حسين قائلا
علشان كده بقولك الحل ده هو أفضل
تم نسخ الرابط