مره واحده في العمر ج4
سويا على خسارتهم لوالدهم الحبيب ..
لم يتعاتبو بلا عادت علاقتهم كما بالسابق ورفضت فيروز العوده الى بيت والدها وقررت ان تستقل بحياتها بعيدة عن الجميع استأجر لها عامر شقه قريبه من شقه والده عندما اصرت على ذلك فلم يريد اغضابها وعاد الى عمله بالبحر الاحمر بعد أن استقرت فيروز واطمئن عليها ...
مر شهرين على ۏفاة والدها وهى مازالت حزينه على فراقه وقررت عدم نزع الرداء الأسود فاصبحت حياتها كالظلام بعد فراق والدها وانفصالها عن زوجها قررت الخروج من قوقعتها من اجل العمل ..
فهى الان مسئوله عن جنين ينمو داخل رحمها وعليها التمسك بالحياه من اجله فقط قررت التوجه الى شركه عمها فقد كانت شركه والدها من قبل ولكن استولى شقيقه على شركته بعد أن عماه الطمع ولكن ارادت ان تخبره بمسامحه والدها له قبل ۏفاته كما طلب منها والدها ان تخبرة بذلك ارتدت ثوبها الاسود وحجابها ثم غادرت شقتها استقلت سياره أجرة واخبرت السائق بعنوان شركه عمها ليقف السائق امام مقر الشركه بعد مرور نصف ساعه ترجلت من السياره واعطته المال ثم سارت بخطوات واثقه تدلف لداخل الشركه .
تنفست الصعداء ثم استقلت بالمصعد الكهربائي الى حيث الطابق الخامس حيث يقبع مكتب عمها .
بعد لحظات قليله كانت تخبر سكرتيرته باسمها وتطلب مقابلته .
طلبت منها السكرتيرة الجلوس ريثما تخبر رب عملها .
فى ذلك الوقت كان قابع خلف مكتبه رجل قوي البنيه رغم كبر سنه وخصلات شعرة الابيض التى تعطى عمره الذي تجاوز السابعه وخمسون ولكن مازال شامخ مكانه كالاسد فهو الأخ الاكبر الذي استكتر على شقيقه الأصغر وبناته تلك الشركه وضمھا الى ممتلكاته بعدما رفض شقيقه بان يتم زواج ابنتيه لابنائه من اجل الحفاظ على الشركه والاموال وعندما رفض صالح ذلك عاقبه شقيقه بحرمانه من ماله ونسب كل شيء له ليغادر والدها القاهرة واللجوء الى العمل بخارج البلاد وتغرب عن ابنتيه من اجل ان يأمن لهم حياه كريمه ..
ضيق مابين حاجبيه وتسأل پحده وايه اللى جابها دلوقتي طيب دخليها يا منه لم اشوف عايزة ايه وخمس دقائق وتدخلي باي حجه قوليلى عندي ميتنج أنا مش فاضي لۏجع الدماغ ده
هزت رأسها بالايجاب وغادرت غرفه المكتب حاضر يا فندم
اشارت بيدها الى فيروز لكى تدخل لعمها اتفضلي ضياء بيه فى انتظارك
سارت بخطواتها الواثقه ودلفت غرفته تتقدم منه بثبات
وقفت امامه تنظر لمعالم وجهه التى تجعدت عن السابق فلم تلتقى به منذ اكثر من عشرة اعوام ولكن لم يتغير بلا ملامحه تزداد حده وغلظه عن ذي قبل
اجابها بفتور اهلا يا فيروز خير جايا تقابليني بعد المده الطويله دي عاوزة ايه اوعي تكوني جايه تطالبي بحقك انتي واختك بعد لم صالح ماټ لا يا بنت اخويا تبقى غلطانه لان مافيش أي دليل ولا اثبات لحقكم
هزت رأسها نافيا لحديثه اللازع التى لم تبلعه ولم تأتي من اجله وبادلته نظرات الحده ووقف على مقربه منه تتطلع لعيناه بقوه وهى تميل على مكتبه لتصبح فى مواجهته وهى تهمس بفحيح غلطان يا عمي مش بنات صالح اللى يطلبو منك ورث بابا مااخدوش عشان مايلزمناش يا عمي حقنا وحق ابويا عند ربنا وهناخدة منك اضعاف ياعمي عارف ربنا ولا ماتعرفوش يا عمي لولا بابا قلي كلمتين لازم اوصلهملك ماكنتش اتمنيت اشوفك تاني فى حياتي لكن عشان خاطر بابا أعمل المستحيل بابا بيقولك ان هو مسامحك عشان خائڤ عليك من عقاپ ربنا بس أنا بقى يا عمي مش مسامحه على اذيتك لعيلتي وغربه بابا عننا ومرضه ومۏته وتعبه وشقاء مش مسمحاك لانك السبب فى كل حاجه حصلت فى حياتنا وربنا يمهل ولا يهمل يا عمي
اسكتته پغضب وهى ترفع سبابتها امام وجهه ماتخلنيش اطربق الشركه دي على اللى فيها انت اخر واحد تتكلم عن ابويا وعن تربيته لبناته مفهوم بكره نتقابل يا عمي لم كل اللى انت فرحان بيه ده يبقي مافيش هيجي اليوم ده وقريب اوى أنا واثقه فى عدل ربنا سلام يا عمي
غادرت مكتبه وصفعت الباب خلفها بقوه لتجعله ينتفض من مكانه فقد هزته كلمات تلك الصغيره ماذا فعلت به اين تبخر ذلك الشموخ لأول مره ينكث براسه ارضا ويراوده الشعور بالاختناق يكاد يزهق بروحه ...
كانت تهم باستقلال المصعد لتتفاجئ بشاب يخرج منه كاد ان يصطدم بها لولا انها عادت خطوتين للخلف رفع الشاب انظاره ليلتقى بها
لاحت ابتسامته عندما عرفها كيف لا يعرفها وهى صديقه الطفوله ظل يتفحص هيئتها الجديده بدهشه فقد تبدلت ملامحها راء الحزن ببركه العسل خاصتها ووجهها الابيض المستدير محاط بحجاب اسود رقيق ولكن يبدو حزين كصاحبته ترا ما سبب حزن الفيروز
ظلت تحدق به هو أيضا نعم عرفته كيف لا تعرفه وهو كان مثابه الأخ الاكبر الذي داىما كانت تشتكى اليه معالمه والديه فقد كانت ترا الكراهيه والبغضاء بمعاملتهم لها ولشقيقتها الصغرى .
قطع شرودها مرحه المعتاد يخربيت عقلك كبرتي يا بت وبقيتي شحطه طولي بس بصراحه فى الاول ماعرفتكيش يمكن بسبب الحجاب بس مخليكي زي الملاك الحزين
وانت بقى ماتغيرتش لسه لسانك طويل
ضحك بخفه ووضع يده اعلى كتفها يحاوطها بحنانه تحت جناحه كما كان يفعل بالماضي واحشتيني يا فيروز وروما كمان واحشاني اوي وعمو وطنط انتو عاملين ايه
وضعت كفها ليزيح ذراعه عنها وهى ترمقه بحزن هو باباك ماعرفكش پوفاة عمك يا براء
جحظت عين براء پصدمه وفتح فاة عمي ماټ .. ! امته وازاى
باباك يقولك أنا عايزه امشي من هنا
استقلت المصعد وضغط زر غلقه ليضع قدمه يمنعه من الانغلاق وعاد ادارج ليقف جانبها بالمصعد فهو يريد تفسير ولن يتركها ثانيا ...