زهره ولكن دميمه بقلم سلمى
زهرة دي وأرجعي لحقيقتك...
هتفت ضحى بموافقة _ أخيرااا يازهرة...هتشيلي تنكرك ده...
نظرت لها نظرة غريبة_ هو أنتي كل ركزت فيه أني هشيل وشي المزيف...
قالت ضحى بلهجة رقيقة_ هو أنتي مبسوطة بنفسك كده...
_أيوه مبسوطة وأتاقلمت علي شكل ده لحد ماتعودت عليه
_ أنا بقا مكنتش مبسوطة ليكي...وكنت بقول ده البديل الوحيد قصادك أنك تبقي مجهولة عشان تقدري تعيشي بين الناس من غير ماحد يتعرض ليكي أو يطمع فيكي ...عشان تقدري تاخدي بالك من أمك الله يرحمها...بس دلوقتي كل الاسباب دي أنتهت وتقدري تعيشي بشكلك الحقيقي من غير العڈاب اللي بتتعذبيه كل يوم لما تخرجي للناس...لازم البروكة واللينسز والفاونديشن اللي بتستعمليه اللي مداري على لون بشرتك...لو رجعتي لحقيقتك هترتاحي من كل التعقيد اللي بتعمليه في نفسك كل يوم...يازهرة أتكلي على الله وعيشي حياتك بقا كأن مفيش حاجة حصلت... وأذ كان عليه هو أعتبريه كأنه مش
أنسي عشان تقدري تعيشي...
هزت رأسها باستسلام لمصيرها المقدر والمكتوب_أن شاء الله ياضحى...وأهلك ياضحى هقولهم أيه لما أختفي فجأة من حياتهم وفرحك وهو مستنيني تحت مع الولاد في العربية...أول ماخطي برجلي جوا العربية هتكون دي نهاية زهرة اللي شايفها قصادك...
فكرت ضحى للحظات ثم قالت_ في موضوع كنت مخبياه عنك...وجاه وقته
سألت زهرة _ موضوع أيه اللي كنت مخبياه عني
ضحى بهدوء_ بابا باع البيت ...وكنا هنعزل لشقة تانية...بس عشان جوازي اللي جاه بسرعة...أجلو العزال لبعد فرحي...
ردت بلهجة أسف_ كنت هقولك ...بس قولت بعدين ظروفك مكنتش تسمح لصدمة تانية...كنت والله هقولك...
_ من غير حلفان ياضحى مصدقه...
_ موضوع أهلي وأتحل هما مشغولين في جوازي...ومش هيلاحظو وجودك في البيت...وأنا هبقا أقولهم أي حاجة...ممكن أقولهم أنك طلعلك أهل من بعيد ورحتي تعيشي معاهم بعد مابقيتي وحيدة...وأنتي اللي عليكي تبقي تتصلي بيهم توديعهم وتقوليلهم الكلمتين دول...أما أنا أمري سهل...
_ أزاي بقا سهل...أنتي أكتر من أخت ليا وكان نفسي أبقا معاكي في كل حاجة...
_يااختي أنا مسامحة...كفاية عليا أنك حتحضري الفرح ولبسه فستان شيك وبشكلك الحقيقي ...مش شكلك ده اللي كان هيعرني في الفرح...أهو لقيت ميزة في أم الجوازة دي ...وضحكت
ردت بابستامة خفيفة _ أومال شكلك ده أيه...ده أنا بحمد ربنا أني هترحم منه أخيرا بعد سنوات من عڈاب التشوه البصري اللي جرالي بسببك...وفكي التكشيرة دي من على وشك....هااا فكي بدل ماالغي جوزاتي من كيمو العسل...كيوووت وراجل أوي وحنيين أوي
صاحت زهرة في وجهها _ فووووقي...وبالله عليكي أحلمي بيه في وقت تاني مش ناقصة فقعت مرارة أنا فيا اللي مكفيني....
ضحى بضحك _ ياااه عليكي يازهرة قطعتي أفكاري....
نهضت من مكانها _ أنا همشي بقا عشان أتأخرت عليهم ...وهسيبكم مع أحلامك
همست بدعاء_ يارب ياضحى ...أنا مش عارفة أحوالي هتكون أيه...
_ كل خير يازهرة...بقولك يازهرة لما تخرجي تبقي تمهدي لماما على موضوع أهلك اللي هتعيشي معاهم ....عشان لما أكلمها بعدين يكون عندهم خبر..
هزت رأسها في صمت ثم فتحت باب الغرفة ودلفت الى الخارج...نادى على أم ضحى...
خرجت أمينة من المطبخ وقالت _ نعم يازهرة كنتي عايزه حاجة
ردت بابتسامة خفيفة _ أيوه ياطنط ...كنت عايزه أقولك هسيب الشقة..
أمينة بخضة _ ليه يابنتي في حد ضايقك ...
ردت نافية _ لأ مفيش حد ...بس طلعي قرايب من ناحية ماما الله يرحمها...لما عرفو بخبر مۏتها...صممو أسافر وأروح أعيش معاهم بورسعيد...
_وهتمشي أمتى
_ معرفش أمتى بالظبط ...بس خلال يومين بالكتير...
_ طب وفرح ضحى ...
_ ڠصب عني ياطنط ...أنا ماصدقت حد من قرايبي يظهر ليا بدل مانا مقطوعة من شجرة ...الاهل عزوة...أنا قولت لضحى وهنكون علطول على أتصال مع بعض...
_ عندك حق يازهرة الاهل عزوة...
_ هتوحشوني أوي لما أسافر
أمينة ضمت زهرة وقالت بحنية _ وأنتي كمان يازهرة ...
أغلقت زهرة الباب خلفها...أغلقت صفحة كانت مؤلمة في حياتها ...
أتجهت الى السيارة ...فتحت الباب وفتحت صفحة جديدة من حياتها بهوية جديدة...القت نفسها على الكرسي وبمجرد أغلاقها الباب...أشار أكنان في صمت للسائق بالأنطلاق...
وبعد فترة من القيادة توقفت السيارة ..أمام أحدى المولات ...
أكنان بهدوء _ يلا بينا ندخل المول
وليد وأياد في نفس واحد _ في لعب جوا
رد عليهم بابتسامة_ في جوا حاجات حلوة كتير...
نظرت الى سعادة أطفالها وأبتسمت لهم ...ثم تحركت مع أطفالها الي داخل المول ممسكة بأيديهم برقة ...ترك وليد وأياد يدها بمجرد دخولهم ...وأخذو يركضون هنا وهناك بمرح...
قالت بهمس _ أومال فين الناس
رد بلهجة هادئة _ أنا فضيت المكان عشان لما نيجي تعرفو تاخدو راحتكم فيه...
زمت شفتيها بعبوس _ وسهلة أنك تفضي مول بالحجم ده في الوقت القصير ده ...
رد بلهجة هادئة_ سهلة عشان أنا صاحب المول...
هزت رأسها بضيق وتمتمت _ أه
ترك الصغار برفقة أحد الحراس يلعبون...وأشار الى زهرة لكي تأتي معه...
وقفت مبهوتة أمام واجهة المحل.. قالت بتردد_ وقفنا هنا ليه
_ أختاري اللي أنتي عايزه ..
_ وأنا مش عايزه منك حاجة
_ وقت الكلام ده فات ...أحنا أتجوزنا وأنتي وافقتي هتغيري شكلك ده عشان لما تظهري للكل بشخصيتك الجديدة...
دخلت الى الداخل مضطرة وأختارت ماتريد وعند الانتهاء ...
قال أكنان بابتسامة هادئة _ يلا بينا
ردت زهرة بسخرية _ يلا بينا فين تاني ...
تجاهل سخريتها وقال_ مركز التجميل ...عشان تشيلي كل اللي في وشك ده...وذهب بها الى مركز التجميل وكانت منتظره قدومهم مدام جيجي....
جيجي بابتسامة مرحبة_ أهلا بيك أكنان بيه...
أكنان بلهجة عملية _ هسيب ليكي زهرة هتقولك على كل اللي هي عايزه...
جيجي بابتسامة_ أتفضلي على الكرسي هنا....
تلاعبت يدي جيجي الماهرة في شعرها وأرجعته الى طبيعتها...ثم أنتقلت الى بشرتها...وفي خلال ساعتين أنتهت ...نظرت زهرة الى نفسها في المرأة ...فلم تصدق مارأت...القناع أختفى... قسمات وجهها
كماهي لكنها أصبحت أجمل بكثير عن وهي مراهقة...
هتفت جيجي بذهول _ واووو مش مصدقة نفسي ...أنتي بقيتي حاجة تانية خالص...هو أنتي كنتي عاملة في نفسك كده
ليه ...
ردت زهرة بابتسامة خاڤتة _ أصلي كنت في حفلة تنكرية
جيجي بعدم تصديق_ حفلة
زهرة بالامبلاة _ أيوه حفلة ...ثم تركتها وغادرت مركز التجميل...
بحثت عنهم في الخارج لم تجدهم ...لكن سمعت صوت ضحكاتهم ....أتجهت مسرعة ناحية المصدر...في ملهى الأطفال...كانو يجلسون جميعا فوق الأرجوحة ...كانت تدور...وكلما دارت أسرع تعالت أصوات ضحكاتهم...والبسمة تزيين وجوههم...نظراتها تتبعت كل بسمة...كل حركة من أطفالها...لمعت عينيها بالدموع...وحدثت نفسها بأنها فعلت الصواب...
ثم فجأة نظر ...ليجد زهرة واقفة على بعد عدة أمتار...لم يصدق عينيه ...كانت رائعة ...أضاء وجهها نورا زاد جمالها سحرا ....
حاول التحكم في أنفاسه المضطربة وعندما توقفت الارجوحة عند الدوران ...قد أستعاد تنفسه الطبيعي...
أكنان قال _ يلا بينا عشان نروح
كلا الطفلين هز رأسهم برفض قائلين _ عايزين نلعب تاني
أكنان بلهجة حازمة_ أوعدكم هتيجو هنا تاني ...بس دلوقتي هنروح ...
أكنان قال بابستامة _ يلا بينا بقا على البيت ...
عندما حاولت زهرة أمساك يديهم ...هتف وليد وأياد _ مين دي
أبتسم أكنان قائلا _ زهرة ...ماما
نظرو لها