أنا لها شمس
المحتويات
ټأذى من صرخات صغيرتها وحفيدها
بالأسفلوقف عزيز مقابلا لشقيقيه ليهتف أمرا إلى أيهم
خد يوسف وديه بيت الحاج نصرهما عارفين ومستنيينه
خرجت كلماته بصعوبة وخزي وهو يستعطفه بعينيه
طب سيبه ل أمهعلى الاقل يهون عليها اللي هي فيه
بنبرة صارمة هتف بحزم
إسمع الكلام يا أيهمالحاج نصر مستني الواد وبعدين ده أحسن له ولا عاوزة يقعد مع المچنونة اللي فوق ويتعقد
من صړاخها
ابتلع لعابه خشية من بطش عزيز الذي تجبر بعد مۏت والدهم وظهرت مخالبه ليتحدث من جديد بحرص
حرام عليك اللي بتعمله في اختك ده يا عزيزوعلى فكرة بقى الجواز بالڠصب لا يجوز شرعا وإنت كده بترتكب معصية وذنب كبير إنت مش قد حسابه عند ربنا
وقعدتها لوحدها في مصر وألسنة الناس اللي مش مبطلة تجيب في سيرتنا مش حرام يا أستاذ أيهم
تنهيدة حارة خرجت من صدر وجدي الذي استمع لحديث أعمامه وأنجالهم وهم يتحدثون بتهكم عن مكوث شقيقتهم لحالها بعيدا وبأنهم لم يسمحوا بحدوث ذلك بعد ۏفاة والدهالينطق مجبرا
إسمع كلام عزيز يا أيهم كده احسن لأختك وللكل
بات يتطلع بين كليهما ليسحب بصره بعيدا ويتحرك باستسلام إلى الصغير ليذهب به ويسلمه لجده تحت صرخات الصغير المطالب برؤية والدته.
وصل أيهم بالصغير لبوابة منزل نصر الخارجية ففتح الغفر البوابة وما أن وطأت ساقيه أرض الحديقة حتى وجد نصر منتظرا بنفسه وما أن شاهد الصغير يبكي على كتف خاله حتى هرول إليه ليسحبه ويحدثه وهو يهدهده بهداوة
إطمأن الصغير واستكان قليلا ويرجع ذلك لتعلقه الكبير بشخصية نصر الحنون عليهنظر لعينيه ونطق باستعطاف
خليهم يودوني عند مامي يا جدو هما طلعوها فوق وهي كانت بتصرخ وعوزاني
تألم قلب أيهم وحزن لأجل الصغير وشقيقته ليأتي عمرو وإجلال مهرولين من الداخل بعدما اخبرتهما إحدى العاملات ليجذب عمرو الصغير ويضمه إلى صدره باشتياق جارف وما كان من الصغير سوى لف ساعديه الصغيرين حول عنق والده الحنون ليكرر ما طلبه من جده
وديني عند مامي يا بابي
أبعد الصغير عن أحضانه قليلا ليتطلع بعينيه البريئة وبدأ بإذالة الدموع العالقة بأهدابه الكثيفة التي ورثها عن والدته ليقول بهدوء
بس هي مش عاوزة تعيش هنا... نطقها ببراءة ليجيبه عمرو بهداوة
أنا خليتها تغير رأيها أنا ومامي بنحبك قوي وعلشان كده هنعيش كلنا مع بعض مش إنت عاوز تعيش معانا إحنا الإتنين
سأله ليهز الصبي رأسه بموافقة ليبتسم له ويعيده بأحضانه من جديد قبل أن تتناوله منه إجلال لتسكنه بأحضانها كي تشبع من رائحته الذكية بعد أن حرمتهم إيثار رؤيته طيلة الأسابيع المنصرمة
تحدث نصر إلى أيهم بعدما فاق من سعادته بقدوم الحفيد الغالي
وكأنه وعى على حاله لينطق بنبرة متأثرة من مشهد الطفل وحديثه الذي ېمزق أنياط القلوب
متشكر يا حاج أنا هروح
خدني معاك يا أيهم...نطقها عمرو لتسأله إجلال باستغراب
سايب إبنك ورايح على فين يا عمرو!
اجابها باقتضاب
رايح مشوار وراجع على طول يا ستهم
وصل عمرو إلى منزل غانم بصحبة أيهم وكالعادة استقبله الجميع بالترحاب العالي وطلب من عزيز الصعود إلى إيثار ليطمأن عليها ويحاول تهدأتها بعدما استمع لصياحها الصارخاعترض عزيز في بادئ الأمر لكنه أضطر للموافقة بعد إصرار عمرو الشديد كانت تقف خلف الباب تدقه بقبضتيه وهي تصرخ طالبة النجدة دون ملل أو كللاستمعت لصوت المفتاح لتبتعد قليلا منتظرة دخول أحدهم تأملا في إطلاقهم لسراحها ولجت منيرة لتتحدث بصوت هادئ وقلب اهتز قليلا لرؤية هيأتها المزريةحيث انتفخت جفونها وأحمر أنفها تأثرا بالدموع
عدلي طرحتك علشان عمرو عاوز يتكلم معاك شوية
على الفور أعادت حجابها المزحزح للخلف لمكانه وخبات خصلات شعرها التي تناثرت بشكل عشوائي لتجري عليها وهي تقول مستعطفة
خرجيني من هناورحمة بابا تخرجيني وتسبيني أرجع لمكان ما جيت
زفرت بضيق لتدفعها للداخل واستدارت للخلف وهي تنادي بصوتها
تعالى يا عمرو
ولج بساقيه وقلبه السعيد يزفه إليها ليتفاجأ بمظهرها وقد أصاب قلبه الحزن لاجلها ليقول بصوت هادئ
خليك برة لو سمحتي يا خالتيأنا عاوز أتكلم مع إيثار لوحدنا
كانت لتعترض لولا نظراته المترجية التي جعلتها تنسحب للخارج لكنها تركت الباب مواربا وانتظرت خلفه لتتسمع على حديثهماتطلعت إليه بعينين منتفخة لتسأله والدموع قد تجمعت بعينيها مع نظرة عتب ممزوجة بأمل
إنت اكيد مش هتوافق على الهبل اللي بيعملوه إخواتي ده
مال بعينيه لينطق بنبرة تهيم عشقا
أنا بحبكوعايش في الدنيا دي على أمل إنك ترجعي لي وأعيش أنا وإنت ويوسف مع بعض من تاني
بس أنا مش عوزاك وجوازنا لو تم بالطريقة دي هيكون باطل
يعني لو عيشت معاك هنبقى عايشين في الح رام...نطقت كلماتها بضعف لتكمل بإبانة
إنت فاهم اللي أنا بقولهولك
بعينين مسحورة أجابها
أنا مش فاهم غير حاجة واحدة بس وهي إن الفرصة اللي ياما استنيتها جت ليومش هفرط فيها غير بطلوع روحي
اتسعت عينيها لتهتف بحدة
إنت ما بتفهمشبقول لك مش عوزاك
رفع قامته للأعلى وتحدث بقوة وثقة عالية
بس أنا عاوزك وبحبك وهقدر أنسيك كل اللي حصل واخليك ترجعي تحبيني وټموتي فيا زي زمان إدي لنفسك فرصة ولو مش علشاني يبقى علشان خاطر يوسف
بصوت عالي صاحت بصړاخ
أنا كل حاجة عملتها في حياتي كانت علشان خاطر يوسفاخدته وبعدت علشان أحميه من شركم وفلوسكم الكتير اللي محدش عارف لها مصدر
هزت رأسها وباتت تتلفت بعينين زائغتين وهي تتابع
سبوني في حالي أنا وابني وانسونيده أنا ماحسيتش إني بني أدمة ليها كرامة وقيمة غير لما بعدت عنكم ليه مصرين تشدوني وترجعوني تاني للوحل اللي كنت غارسة فيه
هتف بحدة بعدما أثارته كلماتها بالڠضب والحنق
بقى حياتك معايا كانت وحل يا بنت غانم
التفتت عليه سريعا لتقول بمغزى
شوفتأهو من كلمة واحدة زعلتك عملت زي أمك زمان ونديت لي ببنت غانم وكأن إسم أبويا وصمة عار على جبيني بتفكروني بيها لما تحبوا تذلونيطول عمركم شايفين نفسكم أعلى من الكلوإن جوازي منك كان أملة لازم أحمد ربنا عليها ليل ونهار
تطلعت عليه لترفع قامتها لأعلى لتتابع بتفاخر وعزة نفس
لكن الحقيقة أنا اللي كتيرة عليكم ونسبكم لغانم الجوهري تاج على راسكم وشئ يحسب لكم
ابتسمت بتهكم لتسترسل بذات مغزى
على الاقل عاش راجل شريف وحر ولقمته كان بياكلها من عرق جبينهمش زي فلوس أبوك اللي محدش عارف إذا كان بيكسبها بالحلال ولا من الحړام
رمقها بحدة قبل ان يهتف غاضبا
أبويا اشرف من الشرف وبطلي تتكلمي بفزلكة علشان بس تبيني للي قدامك إنك أحسن منه
رمقها پغضب مزيف فمن داخله ېحترق شوقا لضمتها لكنه اتبع ذاك الاسلوب الحاد كي يرهبها ويجبرها على الاستسلام ليقول بنبرة أمرة قبل ان ينسحب للخارج
جهزي نفسك علشان المأذون جاي بكرة بعد صلاة العشاوإبنك مستنيك في شقتنا مش هتشوفيه غير بعد كتب الكتاب
قال كلماته ليتوجه صوب الباب لتهجم عليه مقتحمة الباب في محاولة منها للخروج ليدفعها بمساعدة منيرة للداخل وغلق الباب بالمفتاح سريعا لتصرخ وهي تدق الباب بكفيها
إفتحوا البابإفتح الباب يا عمرو وخليك راجل لمرة واحدة بس في حياتك خلي عندك كرامة ورجع لي إبني وسيبني أرجع بيتيالراجل اللي بجد مياخدش واحدة ڠصب عنها وأنا مش بس مڠصوبة عليك أنا بكرهك ومش طايقة أشوف خلقتك ولو وصلت لأني أرجع اعيش معاك إنت وأهلك هختار المۏت سامع يا عمرو هختار المۏت ولا إني أرجع لواحد حقېر ومش راجل زيك
احتدت ملامحه وامتلئت بالقسۏة وهو ېصرخ عاليا مهددا إياها
ماشي يا إيثار وحياة أمي لاحاسبك على كل كلمة قولتيهاهعلمك إزاي تتكلمي مع جوزك وابو إبنك وتحترميهبس مش وقته
نطق كلماته وعروق عنقة تنتفض ڠضبا لترتعب منيرة التي تراه بتلك الحالة للمرة الأولى واقتربت قائلة في محاولة منها لتهدأته
سيبك منها دي بتقول أي كلام وخلاصبتدلع عليك علشان تشوف غلاوتها
زفر
بقوة لينظر لها وهو يقول بحنو وكأنه تحول
هبعت أجيب لها أكل جاهز من المركز متخليهاش تبات من غير ما تتعشى
ملوش لزوم أنا طابخة وهطلع لها الوقت بس لما تهدى شوية...قالتها بهدوء ليقول بإصرار
هبعت أجيب لها الأكل اللي بتحبه علشان يفتح نفسها وتاكل...ليترجاها بعينيه
لازم تتعشى قبل ما تنام يا خالتي
حاضر يا ابني حاضر...نطقتها باستسلام ليخبرها قبل الانسحاب
أنا ماشي علشان يوسفوكمان مستني بتوع الموبيليا زمانهم على وصول.
بعد مرور حوالي الساعتينداخل منزل نصر البنهاوي
خرجت من شقتها الخاصة على صوت جلبة أتية من الخارج لتتفاجأ بفتح شقة إيثار المقابلة لباب شقتهاشاهدت الكثير من العمال وهم يحملون قطع لأثاث جديد ويبدو من مظهره الفخامة المبالغ بهاارتجف جسدها وهي ترى وقوف عمرو بداخل الشقة وهو يشير للعمال قائلا والسعادة تغمر وجهه
دخل ده جوة وبالراحة علشان العفش ما يتخبطش منكم
هرولت عليه وقد چن چنونها عندما جال بخاطرها فكرة عودة غريمتها لتهتف بنبرة حادة وعينين يظهر بداخلهما الهلع
إنت بتعمل إيه يا عمرو!
روحي على شقتك...قالها بنبرة مثل الثلج لتهتف وهي تجذبه من رسغه بطريقة
عڼيفة
هترجعها!
هترجعها بعد ما حبستك ومسحت بكرامتك الارض في البلد كلها!
قبض على كفها بقوة ألمتها وسحبها خلفه حتى وصل لمسكنها ليدفعها للداخل وأغلق الباب بعدما ولج معها ليقترب عليها من جديد ويضغط على رسغها پعنف وهو يهتف من بين أسنانه پحقد
آه هرجعهاوبكرة زي الوقت هتنور شقتها وبيت نصر البنهاوي كله وهخليك خدامة تحت رجليهاهعيشها ملكة واعوضها عن كل اللي فاتهخليها ست البيت ده كله
على چثتي لو بنت منيرة دخلت البيت ده تاني يا عمرو...نطقتها بغل وعيني تطلق شزرا من شدة كرهها ليهتف بنبرة حادة ونظرات كارهة
ومالهمعنديش أي مانع إنها تدخل على جثتك وأهو حتى تدخل البيت على نظافة
نطقها وهو يدفعها للخلف ليختل توازنها ثم رفع سبابته لينطق بنبرة ټهديدية وعيني تشمئز من النظر لوجهها البغيض
إسمعي يا بتأقسم بالله لو حاولتي تقربي من إيثار ولا تعملي أي حركة من حركاتك الناقصة لاكون قاتلك ودافنك في مكان الجن الأزرق ما هيعرف يوصل له
واستطرد ناصحا بنبرة مبطنة بټهديد
خليك فاكرة كلامي ده كويس علشان الغلطة بعد كده ب فورة
قال كلماته بصرامة لينسحب للخارج بعد أن أغلق الباب خلفه بقوة هزت أركان المنزلكورت كفيها بقوة حتى ابيضت وبرزت عروقها ليعلو ويصعد صدرها من شدة ڠضبها هرولت للداخل لتلتقط هاتفها الجوال من فوق المنضدة وعلى الفور ضغطت زر الاتصال برقم نسرين وقد زاد ڠضبها عندما انتهى الاتصال دون ان تعيرها الأخرى أدنى اهتمام لتهتف من بين أسنانها
ردي يا بنت ال...سبتها بلفظ نابي يدل على تربيتها الخاطئة لتعيد المحاولة مرة آخرى
كانت تقف داخل المطبخ تعد مشروب الشاي لزوجها وشقيقاه ليباغتها رنين الهاتف لترفعه لمستوى عينيها لرؤية هوية المتصل وما أن رأت نقش اسمها حتى انفرجت أساريرها وابتسمت شامتةأخذت نفسا عميقا لتهتف
متابعة القراءة