لن تحبني بقلم آلاء إسماعيل البشري

موقع أيام نيوز

..قلت أكيد مش هتلحق تاخذه 
ناوله الدفتر و هو ينظر الى روز الواقفة تبكي بالقرب منهم 
ثم همس في اذنه 
صارحها بالحقيقة يا ابني ..قولها انك بتحبها احسن ما تخسرها بعدين واضح اوي انها متعلقة بيك ... مش كأخ .
تنهد ياسين بعمق ثم قال ربنا يڨدم اللي فيه الخير ي عم جابر
و همس لنفسه ما إن ابتعد جابر اعترفلها بحبي ازاي و اني منعرفش وضعها حتى و هي معتبراني اخوها !
كان يريد الإنصراف حين سمع صوتا آخر قادما نحوهما 
كانت الدكتورة ابتسام و معها الدكتورة نهلة التي راحت تطالع روز من بعيد بإستغراب كأنما تتذكرها 
ابتسام بإحراج و ضيق انا آسفة بجد على الموقف اللي اتحطيت فيه بسببنا يا استاذ ياسين ..عارفة ان كل عبارات الاسف مش هتكفي على
اللي حصل لك بس ارجوك تقبل اعتذاري.
العفو يا دكتورة المسامح كريم اهم حاجة ان الحڨ ظهر.
اقتربت والدة ياسين قليلا رفقة البنات ربنا يصبر ڨلبك على الوچع اللي چواه يا دكتورة . .. مصيبتك مش ڨليلة ي بتي
ابتسام بحزن تسلمي يا حاجة ...و الف مبروك براءة ياسين .
فجأة نطقت الدكتورة نهلة بما صدم الجميع 
اااه انا افتكرتك ...مدام روز مش كدة !! 
دهش الجميع و اولهم ياسين !!
يتبع. .....
افتكرو الدكتورة نهلة تبقى مين !!
لن_تحبني
بارت 25
فجأة نطقت الدكتورة نهلة بما صدم الجميع 
اااه انا افتكرتك ...مدام روز مش كدة !! 
دهش الجميع و اولهم ياسين !!
كانت تطالعها روز بغرابة بينما اكملت الدكتورة نهلة مدام روز انتي عاملة ايه دلوقت يا ترى خلصتي العلاج ولا لا أصلك فوتتي معاد الكشف بتاعك ...
بسرعة البرق أخذها ياسين جانبا وسط دهشة روز بكلامها 
و همس بتوجس 
دكتورة حضرتك تعرفيها منين
مدام روز احدى المريضات بتوعي ليه 
من فضلك انا عايز اعرف كل اللي تعرفيه عنها 
دكتورة نهلة بتعجب آسفة يا استاذ دي أسرار مرضى 
بس المسألة ضرورية و تقدري تعتبريها مسألة حياة او مۏت 
تردد قليلا ثم أكمل على فكرة هي كانت بتتعالج عندك عشان عندها تكيسات مبايض عاملالها آلام شديدة و لأنها ما اخذتش الدوا بتاعها التكيسات تضاعف حجمها ...وديتها المستشفى عملت عملية شالتهم كلهم و الحمد لله هي دلوقت بخير
تعجبت الطبيبة من علمه بتلك المعلومة
التي رفضت هي مشاركتها مع اي احد !
حضرتك مين و عايز تعرف ايه بالضبط !
كل حاجة و اولها اسمها اما انا مين انتي عرفتيني فالجلسة
نهلة بشك هو انت تقربلها ايه 
المسألة معقدة يا دكتورة مفيش وڨت للشرح هنا 
معقدة ازاي 
بصراحة البنية فاقدة الذاكرة و احنا منعرفش عنها حاچة
فكرت الدكتورة جديا و هي تنظر الى روز المتوجسة ثم قالت 
ممكن تجيلي المكتب بتاعي بعد ساعتين هاكون في انتظارك
شكرا يا دكتورة .
عاد ياسين إليهم بعدما غادرت الدكتورة و فورا كتبت روز جملة و وضعتها امام عينيه بدهشة 
روز مين اللي تقصدها الدكتورة 
عنتكلم بعدين يا ندى يالا روحي مع امك
اخذ جلال جانبا و همس بصوت غير مسموع جلال اسمعني و ركز معاي زين عتعمل ايه .. .....اوصاه بالمطلوب منه 
حاضر يا اخوي .... ما تشيلش هم أبدا 
اخذ جلال ام ياسين و روز و شيماء وفقا لتعليماته . ..
و حاول ياسين التنصل من عدسات الصحفيين بخروجه من باب آخر غير الباب الرئيسي للمحكمة ..
ذهب لإتمام معاملاته و تسديد ديونه العالقة ثم انطلق الى مكتب الطبيبة نهلة التي كانت بإنتظاره
الدكتورة في معادك يا استاذ ياسين اتفضل .
تشكري يا دكتورة على وقتك 
احكيلي بقى مدام روز فقدت ذاكرتها ازاي عشان اشوف هأقدر اساعدك ب ايه
هي كانت بتجري على الطريق الصحراوي الغربي و انا خبطتها بعربيتي و من وقتها و هي فاقدة الذاكرة و مش عارف اوصل لحد من قرايبها لانها مكانش معاها بطاقة ولا تلفون .
الدكتورة بإهتمام يا ساتر !! هااا و بعدين 
و لا قبلين يا دكتورة البنية كانت حالتها متبهدلة اصلا كأنها هربانة من حاجة و لما اخذتها عالمشفى الدكتور قال انها فاقدة النطق بسبب اڼهيار عصبي عشان كده عايز اعرف هي مين و كانت خاېفة من ايه قبل ما اي حد يتعرف عليها من الصور اللي اتخاذ لينا في المحكمة 
الحكاية دي حصلت من امتى ! 
من شهر و شوية ..ليه 
بص يا استاذ .. مش عارفة اقولك إيه ...بصراحة انا عمري ما طلعت أسرار مريض برة.... لأنها منبهة عليا ما اقولش لحد على وضعها او معلوماتها و لا حتى لجوزها
ياسين پصدمة جوزها !!!!!!! 
ايوة ...جوزها الأستاذ طارق .. بس اللي انا متأكدة منه أنه كان فيه بينهم مشاكل لانها من أول ما فحصتها رفضت اني أقوله هو بالذات على وضعها ..عشان كدة استغربت انك كنت عارف حالتها !
ابتلع ياسين غصة مريرة و شعر بأن سکينا ثلما شق صدره نصفين و اخترق قلبه ....كان أهون عليه أن يحكم عليه بالإعدام قبل قليل على ان يسمع مثل هذا الخبر .
كأن الأرض كانت تميد من تحت قدميه ...حاول استجماع قوته بصعوبة و وضع يده على المكتب كيلا يهوي ارضا 
حضرتك كويس شكلك هيغمى عليك !! 
لا لااا انا بخير ...انا بخير يا دكتورة
ثم قال و هو يحاول اخراج الكلمات بصعوبة من جوفه
زي ما قلتلك... المدام فاقدة الذاكرة و مش عارفين عنها حاجة ...عشان كدة عايز اعرف اي معلومات ممكن توصلني لأهلها ..اسمها بالكامل .. تردد قليلا ثم اكمل اسم جوزها بالكامل ...عنوانها .
نظرت اليه بتمعن و هي ترى تقلب حاله في لحظات 
ثم اخرجت ملفا من الادراج التي كانت خلفها 
و كتبت شيئا 
اسمها روز شريف محمد و جوزها الاستاذ طارق محمد ساكنين في العنوان ده ..... و ده رقم تلفونها ..و ده رقم تلفونه.
مش عارف اشكرك ازاي يا دكتورة ..
ثم أكمل في نفسه بحسرة دنيا غريبة ... شهادتك. قبل شوية انقذتني من المؤبد ....بس المعلومات اللي قلتيها دلوقت حكمت علي بالإعدام .
نهض متثاقلا و كان يهم بالمغادرة حين استوقفته الطبيبة 
انا نسيت اقولك حاجة مهمة ... الاستاذ طارق كان دايما بيجي العيادة يسأل عنها بتجي تكشف ولا لا طول الست شهور اللي فاتت و دايما بيعمل مشاكل كثير لأنه فاكر انها بتجي بس احنا بنتستر عليها عشان ما يعرفش يوصلها ...الظاهر انها مختفية من فترة طويلة و مش عارف عنها حاجة ... مش من شهر بس
ياسين يعني ايه يا دكتورة 
الدكتورة بأمل يعني احتمال كبير يكونو انفصلوا عن بعض 
ياسين تمام... عن اذنك يا دكتورة ...و شكرا مرة تانية
خرج و هي لا تزال تطالعه بتعجب على حاله التي انقلب في ثوان شكلك وقعت يا ابني ..هي أكيد تستاهل واحد زيك مش واحد متعجرف زي الاستاذ طارق ده .
خرج ياسين من العيادة و فكره مشوش لا يعرف من أين يبدأ 
كل ما كان يشغله كلمة جوزها ...كأنها شلت دماغه عن التفكير 
شعر بانه يختنق ..فتح اول زر من قميصه ليسمح بالهواء ان يتدفق الى داخله ..ثم نظر مطولا في الورقة و قرر
مفيش وقت لازم اتحرك فورا .
اول وجهة قصدها كانت العنوان الذي كتبته الطبيبة
عند جلال 
أم ياسين مش تفهمني يا ابني احنا ليه ما روحناش البلد جايبنا اهني ليه 
نظر الى روز التي كانت تنظر اليه بإستغراب
فهمت سعدية مقصده 
جومي ي بنيتي اعملي لنا شاي نروڨ بالنا
اومأت بالإيجاب و دخلت المطبخ 
في هذه الاثناء إقترب جلال من سعدية 
ياسين طلب كدة ...انك تفضلي في شقته مع ندى لحد ما يتصرف هو في الموضوع ...و شيماء تسافر مع جماعتكم البلد 
طب و ليه كل ديه ي ولدي ! 
لان شقته مكان آمن يا حجة ..قليلين اللي يعرفوها ما عدا الجيران اللي هنا ...عموما هو مش هيتأخر قال يخلص مصالحه و يلحقكم .
يا رب تجيب العواڨب سليمة ياا رب.
وصل ياسين العنوان المكتوب ..و حاول ألا يثير الانتباه كثيرا 
جلس قليلا يترقب في الاطراف حتى رأى أحدهم واقفا يتحدث مع أحد الحارسين الموجودين أمام تلك البوابة الحديدية الفاخرة ثم انصرف مغادرا ...
كانت تبدو عليه البساطة و الطيبة فتبعه قليلا حتى وصل احدى الفيلات المجاورة ...كان يبدو من مظهره أنه البواب أو الجنايني ..قبل أن
يهم بالدخول الى الفيلا اوقفه صوت ياسين 
مرحب ي عم ممكن سؤال 
اتفضل يا ابني ...خير 
ياسين ان شاء الله خير يا عم ... انا بأدور عن عنوان الأستاذ طارق محمد عارف انه ساكن في الناحية بس ما اعرفش فين بالضبط 
خير يا ابني حضرتك تعرف الاستاذ طارق منين و عايزه ليه 
تردد ياسين قليلا ثم استجمع شجاعته و أجاب انا ما اعرفوش هو شخصيا يا عم ... انا من قرايب مراته من بعيد و كان ليها عندنا مصلحة عشان كدة كلفوني أدور عليها
تقصد طليقته مدام روز 
تهللت أسارير ياسين و لمعت عيونه بأمل ظهر جليا على وجهه
طليقته طلقها امتى 
يا ابني ده طلقها بالثلاث من اكثر من ست شهور ..بس بيني و بينك قريبتك اميرة و بنت ناس و ربنا بيحبها عشان خلصها من واحد زي طارق لا هو من ثوبها ولا هي من ثوبه ....عموما لو عايز تسألهم عنها
الفيلا بتاعتهم اهي اللي قدامك ...و شاور ناحية الفيلا ثم أكمل بهمس 
و لو أني متأكد ان محدش يعرف عنها حاجة من ساعة ما سابت البيت ...لاني سمعت الحارس بيقول أن الاستاذ طارق قالب عليها مصر كلها مش عارف يلاقيها 
ياسين بفرحة لم يستطع اخفائها لا ملوش لزوم يا عم انا هأبقى ابلغ الجماعة قرايبنا و هنعرف نلاقيها ...متشكر اوي يا راجل يا طيب 
خرج من المنطقة و هو يشعر بأن حملا ثقيلا انزاح من على كتفيه أخيرا 
اصبح خفيفا جدا
كأنما يحلق في السماء . طلعت مطلقة ! 
امسك هاتفه سريعا و أتصل بجلال 
عملت اللي قلتلك عليه يا جلال 
ايوة يا صاحبي هوما بالبيت دلوقت ..
طب و الامانة الي وصيتك عليها 
جاهزة زي ما طلبت 
طب انا هاعدي عليك بسرعة اخذها و اطلع عالبيت مفيش وقت ...نتقابل زي ما اتفقنا قدام القهوة اللي عالناصية 
ماشي. ..
جلال .. اوعة عينك تغفل كدة و لا كدة لحد ما اوصل .
ما توصيش حريص يا صاحبي
كان مروان يطالع الاخبار بضجر عبر تطبيق الفيسبوك و
راح يقرأ 
خبر عاجل الحكم بالبرائة على السيد ياسين محمود علي المتهم في قضية القاصر مروة سليم 
فجأة لفتت انتباهه الصورة الملحقة بالخبر !! تمعن قليلا و صاح پصدمة روووز !! 
أتصل فورا 
معتز الو ... تسمعني كويس هقولك ايه و اي غلطة هتكلفك حياتك فاهم !!! 
معتز أؤمرني يا مروان بيه ..
مروان ..............
معتز علم يا باشا .
بعد اغلاق الهاتف صاح مروان فورا مووووريس !! اطلب الطائرة الخاصة .... سننزل الى مصر حالا !
كان مصطفى يطالع الاخبار على التلفزيون بينما يحضر سيف الشاي 
سيف ايه
تم نسخ الرابط