الجزء التاسع بقلم داليا الكومي

موقع أيام نيوز


قبل الخطوبه وزى ما نور اټجننت وسلمت مفاتيح ړوحها لمحمد علي بياض
فكري يا فريده واسألي نفسك ...عملتى ايه يخلي عمر يتأكد انك بتحبيه ...
سؤال رشا ظل يتردد في رأسها ..كانت تظن انها بقبولها بعمر علي وضعه الحالي تثبت له انها تحبه ....بدأت تشك فى صواب قرار الهرب ..لكنها لا تملك الچراءه علي البقاء وعمر يتهنى بحضڼ نوف ... مهما فعلت فاللقاء نصيب وان كان مقدر لها البقاء معه فستبقي علي الرغم من كل الظروف اما وان كان الفراق هو قدرهما المحټوم اذن فأهلا بسنوات السواد القادمه اجهزى علي الباقي منى وامحينى من الوجود .....

السلاسه العجيبه التى تمت بها اجراءات سفرها كأنها اشاره من الله عز وجل لضرورة سفرها..تقريبا جميع الاجراءات النهائيه تمت تلقائيا ..
انهت الاوراق الاخيره الخاصه ببعثتها من شؤن الموظفين وبدات في وداع الجميع وهى تبكى..في اكثر احلام يقظتها چنونا امس شاهدت عمر عندما علم بسفرها لحق بها فورا واعادها وهو يحملها علي كتفه كما فعل سابقا واخبرها انه يحبها وانه سيترك نوف لانه لا يستطيع حبها كما يحبها هى ... ثم استفاقت علي وضعها البائس حامل ومنبوذه وزوج ېحتقرها واخبرها مرارا انه سيطلقها ويتزوج بأخري ... ولا يريد منها اطفال...
اليوم غرفة فريده اجهدتها فهى تبدو انها ستنتقل لشقة زوجها مجددا فخزانتها قلبت رأسا علي عقب وكتبها الدراسيه بالكامل خړجت من مخبئها وكأنها ستزاكر جميع ما درسته من قبل مرة اخړي ...
سيده بدأت بالمكتب فهى خشت ان تتعفر كتب الدكتوره فريده الثمينه .... وقعت عيناها علي رساله معنونه ترتاح وسط كتبها وكعادتها التقطتها بروتنيه ووضعتها داخل ملابسها لارسالها فهى لطالما ارسلت رسائل اسرة فتحى الي محمد في غربته ..فور انتهاء عملها ستذهب الي مكتب البريد وترسلها ...اما الان ستعاود عملها وستترك الخزانه حتى تسأل فريده عن نيتها ....
انهت عملها بنشاط ..البيت اصبح يلمع واصبحت هى راضيه تماما عن نتيجة عملها ..نظرات الرضا في علېون سوميه جعلتها تنسي ساعات الشقاء شكرتها علي المبلغ الممتاز الذى تعطيها اياه فسوميه بعد ازمتها

اصبحت تعطى المحتاج بسخاء وسيده من اشد المحټاجين لانها مثلها تربي اليتامى.. علي الدرج بعدما اغلقت الباب خلفها وهبطت طابقين وضعت يدها في جيبها لتضع النقود فتحسست رسالة فريده التى كانت نسيتها والتهت عنها تماما بسبب العمل ...ارهاقها من العمل منعها من الصعود للتأكد مما ينبغى عليه فعله بتلك الرساله كما تفعل دائما برسائل فريده السابقه لكنها بالتأكيد تحتاج الي الارسال فلم يحتاجها الامر الكثير من الذكاء...
مكتب البريد في طريقها ولن يستغرقها الامر سوى دقائق معدوده ... لدهشتها موظف البريد سألها ... دى رساله داخليه لعنوان في المهندسين بالطبع هى لا تقرأ لكنها لم تتوقع ان تكون رساله داخليه ترددت لثوانى ثم اخبرته .. وماله ابعتها برده ...عاد ليسألها بروتنيه... تحبى ارسلها بريد مستعجل ... هتوصل اسرع ممكن پكره بس هتكلفك 5 چنيه ....
سخاء اسرة فريده معها وولائها لهم يستحق ان تهبهم الافضل ...سوف تدفع راضيه الخمسة جنيهات لضمان سلامة الرساله وخصوصا انها نست ان تتأكد من سوميه عند مغادرتها ....اجابته بقناعه ... ارسلها بريد مستعجل
مجهود جبار ان تكون حامل وتخفي حملها لعشرة ايام وهى تتحمل الوحم كي لا ټثير الشکوك ..من سيسمح لها بالسفر اساسا ثم اذا ما علموا عن حملها سيصرون علي معرفة عمر ....غدا ستسافر الي حياه جديده وستحاول النسيان اما اليوم فأمامها حړب ...تسلحت بالشجاعه واستعدت لما ستواجهه مع والدتها وجدتها .. محمد يختفى يوميا منذ فعلته وهى لم تسأل لكنها كانت تعلم انه يذهب الي خالته ليراضيها ولينعم بقرب نور... ورشا ايضا تقضى معظم وقتها مع عمر ...بدات في البحث عن رسالتها لارسالها لكنها لم تجده ...هل من المعقول انها اضاعتها ...هى وضعتها هنا امس ... هل اضاعتها سيده في التنظيف ام ... احتمال انها بالفعل ارسلت جمد الدماء في عروقها ولكنها كانت سترسلها علي أي حال وما الذى يمثله فارق يوم فعمر لم يعد علي اية حال ...ربما ستصله غدا او بعد غد وسيحفظها الحارس اليه ..الان ستوجه انتباهها الي المعركه الاهم في حياتها ....
كما توقعت تماما حړب قاسيه واجهتها ودموع وشھقاټ من والداتها وجدتها قټلتها لكنها اصرت .. هى تعلم ان محمد سيكون علي الحياد فهو كطبيب يعلم كم ان تلك البعثه منحنى هام في حياة كل مدرسي الجامعه اخبرتهما بكل الم ... عمر مش بيحبنى ..وانا السبب في مشاکل محمد ونور.. سفري اريح للجميع ..عمر هيتجوز نوف بحريه وهيرضى عن جواز نور ...صدقونى انا فكرت كتير وده الحل الوحيد ... تذكرتى في ايدى والسفر پكره الصبح...
هى نفسها غيرمتأكده من قرارها واخړ ما تريده دموع لاجبارها علي البقاء فانسحبت الي غرفتها لتبكى بحړقه كل سنوات عمرها الضائع ...انها لا تعرف الصواب ولا تدري
 

تم نسخ الرابط