ميراث الندم
المحتويات
مرة روحي معايا من امبارح انتي اللي مصرة انك تتأخري وانا مينفعش أأجل ولا اتأخر.
قابلت جليلة قولها بضجر لتقارعها بانفعال
وانتي لو مروحتيش هتتكتبي غياب يعني مش جادرة تستني على ما اروح اطل على حال البيت واشوف البهايم شبعانة ولا جعانة ولا الطير كمان مرة اخوكي محدش يعتمد عليها
يوووه ياما ما انا عارفاكي والله سايبة حالك ومالك ومجدرة بس كمان مينفعش اتأخر على جدتي سکينة انا سايباها اخر مرة عيانة ودي انتي عارفة كويس جوي معزتها عندي.
زمت المرأة شفتيها تطالعها بغيظ وقد غلبتها بحجتها ولكنها لن تكف عن المحاولة
يعني هيعمل ايه ده كمان معايا سيبك ياما من الكلام ده انا عايزة اروح اقضي الواجب مع ستي واسلم على امي سليمة وبعدها هاجي على طول ايه اللي يخليني بجى اصطدم معاه ولا اكلمه اساسا ربنا يهديه.
همت لتتحرك ولكن جليلة أجفلتها بقولها
طب وغازي الدهشان
تحفزت مرددة خلفها باستهجان
ماله كمان غازي الدهشان ايه ډخله في مشوار تافه زي ده
مالهوش يا نادية بس انتي شوفتي بنفسك كذا مرة يشدد على عدم المرواح هناك الراجل شايلنا من ع الارض شيل فيها ايه بجى لما نطيعه
امتقع وجهها لتردف بعند نابع من رفضها التام لفرض سلطته عليها
حتى لو كان شايلنا من ع الأرض شيل ډخله ايه كمان يفرض احكامه عليا انا طالعة ومش هستني الإذن منه وخليه بجى يمنعني كمان لو يعرف
قالتها والټفت ذاهبة على الفور غير ابهه بنداء والدتها من خلفها
يا بت استني ميبجاش مخك ناشف استني يا بت
نادية.
هل ارتجفت للتو أم انه التوتر الطبيعي بعد تحديها لنصائح والدتها وضربها لتعليماته بعرض الحائط
طالعة كدة لوحدك وواخدة الواد في يدك رايحة فين
رمقته باضطراب لا تصدق انها في كل مرة حاولت الخروج عن طاعته المفروضة عليها تجده دائما لها بالمرصاد.
عاد مكررا وقد زاد استفساره الريبة
ساكتة ليه ما تردي..
اخفت بصعوبة أجفالها لترد بلهجة جعلتها عادية رغم معرفتها التامة برفضه
عادي يعني جدتي سکينة تعبانة وانا رايحة اطمن عليها.
وكأنها قاصدة جلطته أظلم وجهه على الفور پغضب أشعل سعيرا بصدره فهو بالكاد قد تخطى فترة العزاء في المرحوم جد زوجها غير قادرا على منعها من فعل الواجب لتأتي الان بعد تحديها لتحذيراته عدة مرات وقد انتهت عدتها لفترة تقارب الشهر حتى أصبحت الأطماع بها أكثر جرأة من أشخاص يعرفهم بالأسم وهي تخبره ببساطة بالذهاب لمعقل الخطړ برأسه
لكن انا مش منبه عليكي مفيش روحة تاني هناك بتعندي معايا ليه يا نادية
ارتعدت أوصالها لهذا البريق الخاطف باحمرار عينيه أمامها ولكنها رفضت أن تظهر فزعها في الرد
بس انا مش جاصدة اعند ولا واخدة الطريق سويجة عشان انت تجولي كدة جدتي سکينة تعبانة وانا لازم.....
مهياش جدتك.
قاطعها يجفلها بحدته ليستطرد فاقد التحكم بأعصابه
ممكن تجولي عليها كانت لكن دلوك خلاص فضيناها مع الناس دي وكل واحد راح لحاله.
وكأن
بتحذيره قد ضغط على الجزء الخفي من شخصيتها المقاتلة
لا بجى محدش راح ولا جه انا لا يمكن اجطع صلتي بحد منيهم ان كان جدتي ولا امي سليمة ولا حتى عماتي وعيالهم.....
ېخرب مطنك
تمتم بها بإجفال لا يصدق مقارعتها له تدخله في سيجال غير مجدي بهذه النظرة التي يكاد أن يغرق في بحرها الأسود وصوتها الناعم بتناقض تام لما تفعله به.
عض على نواجزه ليغلب صوت الحكمة بداخله حتى لا يحملها بذارعيه ليلقيها في مخبأها داخل الإستراحة هي وابنها الذي يتجنب النظر اليه عن قصد حتى لا يضعف قبل ان ينفذ رغبته عليها
بلاش تجيبي سيرة عيالهم عشان انتي عارفة كويس جوي ان عينهم منك.
لكن الموضوع ده فض من زمان .
كلام كدب.
صدرت الاخيرة منه بحزم يتابع
أو يمكن دا اللي انتي عايزة تصدجيه لكن الحجيجة هي ان الاتنين عينهم منك ومفيش داعي افسر اكتر من كدة....
ارتجفت داخلها وقد شعرت من خلف كلماته بتلميح مبطن لم يعجبها لتنهره بخجل اسعده رغم حنقه المتزايد من جدالها
بلاش منه الكلام ده انا بتكلم دلوك على زيارة المړيض.
تاني هتجولي زيارة مريض.
صاح بها ليزفر بحريق يجاهد للسيطرة عليه قبل ان يذعن لإصرارها
ماشي يا نادية انا هخليكي تروحي بس مش لوحدك.
مش لوحدي كيف يعني
أنهى ملوحا بكفه اماما
خلاص عاد فضناها هخلي روح تروح معاكي
استجابت مضطرة لتزم شفتيها مغمغمة بكلمات غير مفهومة حينما أعطاها ظهره ليتصل بشقيقته حتى أنه كان يلتف اليها عدة مرات بنظرات مستفهمة ولكنها كانت تغلق فمها على الدوام أمامه.
بعد قليل
وقد أتت معها بالفعل وكانت الجلسة بداخل غرفة المرأة العجوز والتي ألزمها المړض الا تترك الفراش ولكنها اعتدلت بهمة فور ان وجدت حبيب قلبها معتز حتى ظلت متشبثة باشتياق
يا حبيب ستك انت اتوحشتك يا غالي.
متشفيش عفش يا جدة ربنا ما يحرمك منه ابدا
عقبت هويدا تعقيبا على كلماتها
لا ما هي اتحرمت منه صح يا نادية يعني هتخلي الزيارة اللي كل شهر ولا خمس تاشر يوم حتى زي جعدته معاها في نفس البيت.......
اطلقت تنهيدة مطولة ثم تابعت تشيح بوجهها للناحية الأخرى
ليها حج تتعب وتعيا مدام الحبايب كلهم فارجوها.
أطرقت نادية تسبل أهدابها عنها بحرج فتدخلت روح التي لم يعجبها نبرة اللوم في لهجة المرأة
معلش يا خالة هي الدنيا كدة مفيش حاجة بتجعد على حالها اهو انا جدامك اها ابويا وامي فاتوني ومفاضليش غير خواتي بس وجدتي فاطمة اللي فاضلالي من ريحة الحبايب رغم ان عمامي الاتنين عايشين وعيالهم وحريمهم هعترض بجى واجول اشمعنا.
ربنا يكرمك بالعريس يا بتي وتعمري بيتك بالعيال.... مع اني مستعجبة لجعدتك لحد دلوك هي الرجالة عميت اياك
وضح جليا ان القصد من خلف الكلمات هو إحراجها حتى أن نادية ازدرت ريقها بتوتر تراقب بوجه شاحب رد روح والتي أذهلتها بابتسامة ما أجملها
لا طبعا ما عميتش بس انا بجى اللي بتجلع على كيفي اخر العنجود واخت كبيرة العيلة والبلد كلها حجي بجى احط رجل على رجل براحتي انا مش عايزاكي تفهميني غلط ولا تجولي عليا متكبرة بس اه عاد انا نفسيتي كدة
استطاعت بالفعل ان تفحم المرأة والتي امتعضت لتتمتم الرد عليها بمضض
وماله يا بتي حجك برضوا اتجلعي على كيفك.
اخفت روح ابتسامة مستترة بصعوبة تتبادل النظر مع نادية بشقاوة والتي غيرت دفة الحديث بعد ذلك بسؤالها
امال فين امي سليمة مجعداس معاكم ليه النهاردة
ردت سکينة بصوت ضعيف
روحيلها فوج يا بتي في شجتك حكم دي جافلة على نفسها من الصبح .
جافلة على نفسها ليه حد مزعلها
عادت هويدا لتهكمها وقد وجدت في الرد على السؤال فرصتها
وهي لسة هتزعل دا لسة اللي جاي كتير خليها تحضر نفسها من دلوك.
قبل ساعات
لم تعرف السبب الذي جعلها تستيقظ من غفوتها على فراشها في هذا الوقت المتأخر من الليل لتفتح أجفانها وكانت المفاجأة حينما أبصرت لتجده جالسا على طرف التخت بجوارها مسلطا عينيه عليها بكل صفاقة الأمر الذي جعلها تعتدل على الفور بجذعها لتجزره پغضب
انت إيه اللي جابك هنا وجاعد في أؤضتي وعلى سريري كمان
ضحك بصوت متحشرج
نتيجة الټدخين المستمر ليرد ببرود أذهلها
طب وفيها ايه لما ابجى في أؤضتك واجعد على سريرك..... أو حتى انام عليه جمبك!
مال في الأخيرة مما جعلها ترتد للخلف بجذعها ليصدح بضحكة قميئة أثارت استيائها قبل ان يصعقها بقوله
مش انتي مرتي برضوا يا سليمة ولا طول البعد نساكي..... سامحيني يا غالية
دفعته بضړبة قوية من قبضتها فور إن مال عليها للمرة الثانية لتنهض على الفور من الجهة الأخرى تنهره بحدة
كانك اتجنيت ولا اتخبلت ولا يمكن مزود في العيار حبتين لم نفسك يا فايز انا معنديش مرارة للسكرانين.
مصمص بشفتيه مستمرا في ضحكاته لينهض ويقابلها في وقفتها ثم ما لبث أن يزيدها اندهاشا بكلماته المصاحبة لتأمله الفج لها
لساكي مليحة وفي عزك وشك مشدود وما في حتى خط واحد مجلد ولا شعرك اللي لساه طويل وغزير ولا حتى شعره بيضة فيه
توقف تطوف عيناه عليها بنظرات وقحة متابعا
ولا جسمك كمان!
لم نفسك يا فايز.
صاحت تحذره بسبابتها ولكنه تجاهل ليردف بقصد واضح
عودك مفرود ولا حتى بت عشرين سنة..... باه يا سليمة انتي بتصغري ولا تكبري يا مرة
ضاقت عينيها هذه المرة باستدراك متأخر ليخرج سؤالها بازدراء
وأخرتها يا فايز غرضك ايه من اللعب الماسخ ده
هو سؤال ومحيرني..
تمتم بما ثم مال ليستند بكفه جوار رأسها على الجدار من خلفها ليطلق زفرة طويلة يتابع وأطراف أصابعه تتلاعب بشعر ذقنه
طول السنين اللي فاتت دي ولا مرة وحشتك فيها يا سليمة ولا حنيتي ولا ليالينا الحلوة ع السرير اللي ورانا ده
قال الأخيرة بغمزة وقحة زادت من ڠضبها في البداية لكن سرعان ما تمالكت لترد بابتسامة مستخفة
اااه وانت بجى جاي بعد السنين دي كلها تفتكر عشان تسألني مش بجولك متجل في العيار يا فايز ده كلام بارد ميطلعش من واحد بعجله ولا في الظرف اللي احنا فيه.
استقام بجسده أمامها ليردد خلفها باستنكار
وماله بجى الظرف اللي احنا فيه جصدك يعني على مۏت ابويا ولا مۏت ولدك انا سؤالي ع السنين اللي فاتت كلها يا مرة ولا انتي فاكرة انه أول مرة يخطر على بالي....... لاه يا بت عمي دا كان طول الوجت في راسي....
بس كنت مستنيني انخ ولا اتذللك.
تبسمت لتزيحه بقبضتها وتتخطاه ثم أضافت بكبرياء وهي تضع قدما فوق الأخرى
وانا عمري ما عملتها ولا هعملها عارف ليه يا فايز عشان عارفة كويس جوي انك ھتموت ع اليوم ده كنت تيجي انت ومرتك وتعملو البدع جدامي على اساس ان اغير لكن انا ولا كان بيأثر فيا عشان كنت بشوف الشوج واللوعة في عيونك فاكر نفسك بتحرجني وانت في الأساس بتحرج نفسك اللي بيني وبينك عند انا المراية اللي بتشوف فيها وشك العفش وعيوبك کرهت ولدي عشان صوري مني الصفحة البيضة اللي مفيهاش ولا شخطة جلم حتى بوظتها.
نفسك اني اخضعلك وانا عمري ما هديك الفرصة دي عشان انا غالية والغالي عمره ما يرخص ولا يجل تمنه.
وانت متجوزتنيش ڠصب.
يا بوي ع الكبر.
من يسمعه ويرى تعابير وجهه
متابعة القراءة